تصريح فخامة رئيس الجمهورية قبيل مغادرته مطار عدن الدولي للمشاركة في الاجتماع العاشر للمنظمة الإسلامية المنعقدة
يسعدني أن أشارك على رأس وفد الجمهورية اليمنية في أعمال المؤتمر العاشر لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي تحتضنه دولة ماليزيا الشقيقة والذي ينعقد في ظل ظروف وتحديات كبيرة وخطيرة تواجه الأمة وتستدعي الوقوف أمامها من قبل قادة الأمة الإسلامية بمسؤولية وجدية.
نأمل الخروج من هذا المؤتمر بنتائج وقرارات تلبي تطلعات أبناء الأمة الإسلامية وتكفل مجابهة التحديات فمسيرة العمل الإسلامي في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي تحتاج إلى المراجعة والتقييم واستنباط آليات عمل جديدة تنهض بها وتعزز من التضامن والتكامل بين أبناء وأقطار الأمة الإسلامية، فلا مستقبل للأمة إلا بالتضامن والوحدة التي تحمي مصالحها وتصون أمنها ومستقبلها خاصة وان القوى المتربصة بها تحاول دوما الاستفراد بأقطار الأمة واحدا تلو الآخر وهو ما يستدعي الوعي بذلك، وإدراك مدى الحاجة أن يعمل الجميع من اجل الخروج من الواقع الراهن واستشراف مستقبل أفضل لامتنا الإسلامية، ونحن في الجمهورية اليمنية سوف نعمل ومن خلال هذه الدورة الجديدة لمنظمة المؤتمر الإسلامي على مستوى القمة على تقديم رؤيتنا لأشقائنا من اجل تفعيل وتعزيز مسيرة العمل الإسلامي المشترك، وبما يمليه علينا واجبنا ومسؤولياتنا تجاه امتنا.
ولن نتردد في دعم أي جهد أو رؤية صائبة يتقدم بها أي من أشقائنا لتحقيق ذلك الهدف الذي هو غاية كل أبناء الأمة.
إن ما يجري من أحداث مؤسفة سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو ما تواجهه أقطار إسلامية عديدة من مخاطر وتهديدات ومنها ما تعرضت له سوريا من عدوان، وكذا ما يتعرض له لبنان من عدوان وانتهاك مستمر لأجوائه وسيادته من قبل إسرائيل تستدعي منا جميعاً الوقفة الجادة والمسئولة لإسماع صوت العالم الإسلامي واثبات قدرته في الدفاع عن مصالح الأمة وعن الإسلام إزاء ما يتعرض له من حملات التشويه والإساءة المقصودة نتيجة بعض التصرفات الخاطئة والمحسوبة للأسف على الإسلام وهو منها براء حيث تستغل ذلك بعض الأطراف المعادية لربط الإرهاب والتعصب بديننا الإسلامي الحنيف وبالمسلمين عموما في الوقت الذي يعتبر الإسلام هو دين الرحمة والاعتدال والتسامح والمحبة ولإسلام الذي ينبذ التطرف والغلو.. والإرهاب هو آفة دولية لا جنس ولا عقيدة ولا وطن له. وما من شك فإن مثل هذا التجمع الإسلامي الكبير والرفيع المستوى سوف يتيح لنا الفرصة للالتقاء بعد من الإخوة قادة الأمة وإجراء مباحثات معهم على هامش أعمال المؤتمر للتشاور إزاء كل ما يهم علاقات بلادنا وبلد كل منهم ويهم حاضر امتنا ومستقبلها.
ونتطلع إن شاء الله بأن تكون النتائج التي سيفسر عنها المؤتمر بحجم الآمال الكبيرة المعقودة عليه واثقين من أن أشقاءنا في ماليزيا وعلى رأسهم الأخ العزيز مهاتير محمد رئيس الوزراء سوف يكون لهم دور فعال في إنجاح أعمال هذا المؤتمر عبر ما هيئوه من مناخات طيبة وإعداد جيد سوف ينعكس بصورة ايجابية على ما سيخرج عنه من قرارات ونتائج لخدمة العمل الإسلامي المشترك وقضايا الأمة بإذن الله.