تصريح فخامة رئيس الجمهورية قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي متجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية
نحن سعداء أن نقوم بهذه الجولة التي ستشمل كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية المانيا الاتحادية وجمهورية فرنسا.. وهي بلدان صديقة تربط الجمهورية اليمنية معها بعلاقات جيدة متطورة وسنعمل على الدوام من اجل تعزيزها وتوطيدها وفي مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة ويوسع آفاق التعاون الثنائي والمنافع المتبادلة..
وما من شك فانه وخلال هذه الجولة سوف يتم التباحث وتبادل وجهات النظر مع قادة تلك البلدان سواء في الولايات المتحدة الأمريكية مع الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه وعدد من المسؤولين الأمريكيين أو في المانيا مع المستشار جيرهارد شرودر أو في فرنسا مع الرئيس جاك شيراك حول كل ما يهم العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.. والتطورات والمستجدات الإقليمية والدولية الراهنة وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والتطورات في أفغانستان وكذا جهود مكافحة الإرهاب.
نحن في الجمهورية اليمنية قد رحبنا ونجدد الترحيب بالموقف الأمريكي الأخير إزاء عملية السلام سواء بما أعلنه الرئيس/ بوش أو السيد/ كولن باول- وزير الخارجية من رؤية منصفة حول أهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة طبقا لمرجعية قرارات الشرعية الدولية خاصة القرارين 242و 338 وكذا الرغبة في تحريك عملية السلام وإخراجها من مرحلة الجمود التي تعيشها حاليا عبر البدء في تنفيذ خطة متشل.. ونحن نعتبر ذلك الموقف الأمريكي موقفا متوازنا وإيجابيا.. ونؤكد على ضرورة إيجاد الآليات الفعالة المترجمة على ارض الواقع وفي إطار زمني محدد.. لان إحلال السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي.
لقد حان الوقت لان تطوي صفحة الصراعات والعنف، والعنف المضاد وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم وان يتفرغ الجميع لما فيه خير وازدهار البشرية وخدمة السلام العالمي. أن للجمهورية اليمنية موقفها الواضح من الإرهاب نحن ندين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وعانينا نحن في اليمن كثيراً من الإرهاب وينبغي أن تكون هناك رؤية واضحة وجهد دولي مشترك من اجل استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه وتضييق الخناق علي مرتكبيه مهما كانوا.. حيث إن الإرهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بدين أو جنس بشري بل هي آفة تهدد الاستقرار والسلام الدوليين ومن المهم أن تزال كافة بؤر التوتر التي تغلق الذرائع والمبررات لدى كافة أطراف التطرف والإرهاب ويجعلها مكشوفة دون أي غطاء.
إننا متفائلون أن هذه الجولة سوف تفتح أمام العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين بلادنا وهذه البلدان الصديقة التي سنقوم بزيارتها بأذن الله آفاقا جديدة وواسعة لمزيد من التطور والنمو والازدهار وتعزيز الشراكة القائمة وعلى مختلف الأصعدة.. وهناك فرص عديدة وواسعة لتطوير مجالات التعاون سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاستثماري أو الأمني أو الثقافي لما يخدم المصالح المشتركة.. ونحن بهذه المناسبة نجدد الترحيب بالمزيد من الاستثمارات من تلك الدول وسوف تجد منا كل التسهيلات والتشجيع اللازم” كما هو الحال مع الاستثمارات الخاصة بتلك الدول الموجودة حالياً في اليمن.