تصريح فخامة رئيس الجمهورية لوسائل الإعلام الأردنية لدى وصوله مطار الملكة علياء للمشاركة في أعمال القمة العربية الدورية
بسم الله الرحمن الرحيم
“نحن سعداء أن نكون اليوم في عمّان للمشاركة في أول قمة عربية منتظمة تعقد بعد أن تم إقرار آلية الانعقاد الدوري المنتظم للقمة العربية والتي نعتز في الجمهورية اليمنية انه كان لنا شرف تبنيها مبكرا وبذل الجهود مع بقية الأشقاء من اجل إقرارها.
حتى أقرت وبحمد الله في القمة العربية غير العادية بالقاهرة انطلاقا من الإدراك بأهمية مثل هذه اللقاءات على مستوى القمة والتي تمكن قادة الأمة العربية من الالتقاء مع بعضهم البعض والتحاور فيما بينهم بروح المسؤولية القومية ومناقشة كافة القضايا والمستجدات التي تهم حاضر ومستقبل امتنا وبما يكفل تنقية الأجواء العربية وتحقيق التقارب والتفاهم بين الأشقاء والاتفاق على رؤية عربية موحدة إزاء كافة القضايا والتطورات وبما يعزز اقتدار الأمة على مجابهة التحديات المفروضة عليها وفي مقدمتها تحديات السلام والتنمية والوقوف في وجه المخاطر التي تهدد وجودها ومستقبلها وأمنها القومي.
وما من شك فان الآمال والتطلعات العربية في الخروج من قمة عمّان بنتائج ايجابية وأكثر فعالية لخدمة العمل القومي المشترك كبيرة خاصة وان المناخات العربية في تصورنا هي الأفضل مما كانت عليه في الماضي القريب وهي تهيئ إذا ما توفرت الإرادة لدى قادة الأمة وهي ستكون الأفضل مما كانت عليه في الماضي إنشاء الله موجودة للانطلاقة بالعمل العربي ومسيرة التضامن والتكامل نحو الغايات المنشودة إذ لا سبيل أمام الأمة لمجابهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها الصلف الصهيوني وما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني من حرب إبادة وانتهاكات لحقوقه ومقدساته بالإضافة إلى ما يعانيه الشعب العراقي الشقيق نتيجة استمرار فرض الحصار عليه أكثر من عشر سنوات وما لحقه من ضرر بالغ بأبنائه وقدراته وإمكانياته لا سبيل إلى ذلك إلا بالتضامن والوحدة والاتفاق على رؤية قومية استراتيجية تستلهم المصالح العربية العليا وتكفل للأمة أن تأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم وان يتعزز اقتدارها على التأثير في مجرى الأحداث والمتغيرات الجارية من حولها والأخذ بمقتضيات التطور والنهوض.
إننا في الجمهورية اليمنية نؤكد على أهمية أن تسود روح الوفاق والتصالح والتسامح أعمال القمة هذه وان تصفو النفوس ويعمل الجميع بروح جديدة من اجل تجاوز الماضي بكل سلبياته وعثراته وطي صفحات الماضي السوداء والتطلع الجاد نحو مستقبل عربي أفضل وتأسيس علاقات عربية – عربية سليمة ترتكز على الوضوح والتسامح والتضامن والتكامل وتشابك المصالح المشتركة بين شعوب الأمة العربية التي تعزز روابط الإخاء وتصون العلاقات بين الأشقاء في أي تقلبات سياسية أو خلافات أو تطورات مفاجئة غير سارة.
ونحن في الجمهورية اليمنية سنسهم بإذن الله بتقديم رؤيتنا خلال هذه القمة إزاء كل ما يهم امتنا وقضاياها المصيرية والراهنة سواء بما يتعلق باستكمال جهود تنقية الأجواء العربية والمصالحة بين الأشقاء أو تقديم الدعم الفعال لانتفاضة الأقصى وضمان وصول الدعم المادي ثم إقراره في قمة القاهرة إلى من يحتاجونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعبر الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وهي السلطة الفلسطينية وبما يعزز صمود الشعب الفلسطيني ويضمن استمرار الانتفاضة المباركة ونضاله المشروع حتى تتحقق كافة أهدافه في استرداد حقوقه المغتصبة وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأراضيه المحتلة وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وكذلك ما يتصل أيضا بالتكامل الاقتصادي وأهمية تأسيس منضومة اقتصادية وتجارية عربية تنمو في ظلها المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين شعوب وأقطار الأمة العربية وتهيئته بقيام السوق العربي المشتركة على أسس متينة ومتطورة وهذا ما نتمناه ويتطلع إليه كل عربي غيور على أمته بإذن الله تعالى.