تصريح فخامة رئيس الجمهورية لقناة الجزيرة الفضائية
اعبر عن تطلعي في أن تخرج هذه القمة أو أي قمة عربية والإسلامية أخرى بقرارات تفرض مقاطعة أو تجميد العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
وإذا لم تفرض عقوبات على إسرائيل من العالم الإسلامي والعربي فكيف تنتظر من المجتمع الدولي أو الدول الأخرى أن تفعل ذلك.. إن العرب متضررون من إسرائيل فأراضيهم محتلة سواء في فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان، والأقصى يرزح تحت الاحتلال والإرهاب الصهيوني، وإسرائيل تصول وتجول بطائرات الـ أف 16 الاباتشي على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.. فأي إرهاب أكثر من هذا الإرهاب الصهيوني.. وإذا كانت هناك أعمالاً متطرفة من بعض الإسلاميين فانه لاشك نتيجة التعبئة الخاطئة من أولئك الذين ربتهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أثناء الحرب الباردة. لقد كنا نتطلع من هذه القمة إلى قرارات فاعلة تجبر إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ما لم يتم طردها من الأمم المتحدة فإذا كانت هذه المؤسسة الدولية والأمم المتحدة قد اتخذت جملة من القرارات لم تنفذ من قبل إسرائيل بالإضافة إلى عدم التزام إسرائيل تنفيذ كافة الاتفاقات ومنها الأرض مقابل السلام، مؤتمر مدريد، خارطة الطريق، والمبادرة العربية لسلام، وكلها ضربت بها إسرائيل عرض الحائط… إذا لابد من فرض عقوبات على إسرائيل، ونحن لا نقول إعلان الحرب عليها بالمدافع والدبابات بل المواجهة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ولابد أن يكون لنا موقف واضح من اجل فرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعة الشركات التي تتعامل معها. أليس من الأجدى أن نقاطع نحن إسرائيل كأمة عربية وإسلامية أولا.. إذ كيف تنظر من الاتحاد الأوروبي أو الإفريقي أو غيره أن يقفوا منا في الوقت الذي نحن نركض للتطبيع مع إسرائيل، وإذا وجدت الدول المجاورة نفسها مضطرة للتوقيع على اتفاقيات سلام سواء في كامب ديفيد أو وادي عربة فأنها الضرورة، ولكن غير مطلوب من الدول الأخرى أن تسارع للتطبيع مع إسرائيل.
وحول سؤال للجزيرة عما يطرح بان الجسم العربي هو الجسم المريض في جسد الأمة الإسلامية أجاب الرئيس إن هذا صحيح وهذا نتيجة انعدام الثقة داخل الأسرة العربية فالكل يخاف من الأخر ولو تعمقت الثقة فيما بين العرب أنفسهم واقلعوا عن التآمر على بعضهم البعض والكبرياء على بعضهم أو الاستهانة بالآخرين لما وصلت الأمة العربية إلى مثل هذه الهوان الذي تعيشه ألان.
إن اليمن دعت إلى إقامة اتحاد للدول العربية من اجل تفعيل العمل العربي المشترك وإيجاد آليات أكثر تطورا مما هو قائم حاليا، لان الآليات الراهنة قديمة مثلها مثل الخطاب السياسي الذي سمعناه سواء في قمة شرم الشيخ أو الدوحة أو ماليزيا فالخطاب هو نفس الخطاب الذي ظللنا نردده منذ الستينيات.. شجب وأدانه واستنكار، وحرص العرب على السلام.. ونحن تقدمنا في قمة بيروت بمبادرة للسلام وعلى الفور قامت إسرائيل بالرد ونحن لم نخرج بعد من بيروت وقامت باقتحام الضفة وغزة وفعلت ما فعلت. إن خطابي هو نفس الخطاب وخطابي الروتيني أنا وزعته نظرا لضيق الوقت ولكن خطابي الجديد هو ما أقوله ألان لك وهو غير ما هو مكتوب.. فلماذا وصلت امتنا إلى هذا الوهن أو الهوان.. إنما هو نتيجة المجاملات وكل منا يجامل الأخر وهو يفعل شيء أخر.
وعن سؤال حول السبب في هذه الصراحة التي يتميز بها الأخ الرئيس في حديثه ومواقفه قال الرئيس لقد تعودت على مثل هذه الصراحة ولا شيء هناك ما أخاف عليه لا منصب أو مال فلا شيء نخاف عليه، ولكنني أخاف على أمتي من هذا الوهن ما تتعرض له من إساءات وعدوان من قبل أعدائها وهي خير امة أخرجت للناس بإمكانياتها البشرية والمادية والثقافية وتراثها الحضاري.
وحول سؤال عن الاولويات المطلوبة سواءً هي في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الديمقراطي قال الرئيس إن ذلك كله يشكل منظومة متكاملة فلا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية بدون اقتصاد أو ثقافة فجميعها منظومة واحدة ولكن علينا أولا أن نعمل من اجل إيجاد التضامن فيما بيننا وهو الذي سيؤدي إلى التكامل الاقتصادي، وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا تريد من هذه القمم.. نحن وكما قلت نريد أن نخرج بقرارات تدين إسرائيل وإيقاف إي تعامل معها، ومجرد إن لوح العرب باتخاذ موقف بتجميد بيع النفط لمدة ثلاثين يوما تراجعت إسرائيل عن تهديداتها لعرفات.. صحيح هناك من يقول بان العرب هم المستفيدون من بيع النفط ولكنه سلاح من أسلحة المواجهة.. والاهم كما قلت هو المواجهة السياسية والمواجهة الاقتصادية، وأنا قلت علينا إيقاف التطبيع أو تجميد العلاقات وحتى تنصاع إسرائيل لخارطة الطريق وللمبادرة العربية ولقرارات الشرعية الدولية.
وحول سؤال عن علاقة المتطرفين الإسلاميين بالأجهزة الاستخباراتية الغربية والإسرائيلية قال الرئيس لو نعود بالذاكرة إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي كان الدفع من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لهؤلاء وإرسالهم إلى أفغانستان لمواجهة المد الشيوعي وانتقل هؤلاء بدعم عربي وإسلامي إلى أفغانستان تحت مرأى المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وبتشجيع منها. ادعوا إخواني قادة الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الكلمة والصف ومواجهة التحدي، وعلينا أن نخاف الله في شعوبنا وان نواجه التحدي بتحدي ولا ينبغي أن نطأطأ رؤسنا وعلينا كأبناء امة عربية وإسلامية أن نرفع رؤوسنا وان نحترم أنفسنا لكي يحترمنا الآخرون.