تصريح فخامة رئيس الجمهورية لدى مغادرته مطار صنعاء للمشاركة في أعمال القمة العربية العادية الرابعة عشر

يسعدني ونحن نتوجه للمشاركة في أعمال القمة العربية الاعتيادية في بيروت أن نعبر عن تطلعنا بأن تكون هذه القمة عند مستوى التحديات الخطيرة التي يفرضها الكيان الصهيوني بعدوانه المستمر وإرهاب الدولة الذي يمارسه على مرأى ومسمع من العالم ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

والمهم أن تخرج هذه القمة بقرارات ونتائج غير روتينية تلبي تلك الآمال والتطلعات الكبيرة المعقودة عليها من قبل أبناء الأمة العربية وأهمها تأكيد الدعم القوي والواضح لانتفاضة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في مقاومة المحتل الصهيوني ونيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

نحن في الجمهورية اليمنية نرى أن ما يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة هو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي والتي تؤكد على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين، كما أننا في الجمهورية اليمنية نؤكد على أهمية اتخاذ مبادرة عربية جماعية من خلال قمة بيروت ولو من طرف واحد لرفع الحصار المفروض على العراق منذ ما يقارب 11 عاماً والذي الحق ضرراً بالغاً بأبناء الشعب العراقي وأطفاله وشيوخه ونسائه مع العلم أن العديد من الدول لها علاقات اقتصادية واتفاقات ثنائية لإقامة مناطق حرة أوتبادل تجاري مع العراق، وبالتالي فان الاستمرار في المشاركة في الحصار أو المقاطعة من قبل تلك الدول لم يعد له ما يبرره.

إن قمة بيروت تمثل فرصة للوقوف أمام العديد من القضايا والموضوعات التي تهم حاضر ومستقبل أمتنا العربية وبما من شأنه الخروج برؤية عربية موحدة تستلهم المستقبل الأفضل وتكفل تعزيز وحدة الصف ومسيرة التضامن والتكامل بين أبناء الأمة وهذا يقتضي بالضرورة إعاده النظر في هيكلية الجامعة العربية وتنشيط أداء مؤسساتها لخدمة الأهداف القومية وتفعيل آلية العمل العربي المشترك.

إن الواقع الراهن والظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية تفرض أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية القومية والتاريخية الملقاة على عاتقهم لتجاوز كافة احباطات الماضي والمُضي إلى الأمام بروح الإخاء الصادق والحرص المشترك لتأسيس علاقات عربية سليمة.

نتمنى لهذه القمة النجاح والتوفيق وأن تكون عند مستوى ما هو مأمول منها بإذن الله.