تصريح فخامة رئيس الجمهورية لدى عودته إلى أرض الوطن بعد مشاركته في قمة بيروت

بسم الله الرحمن الرحيم

إن القمة العربية في بيروت كانت من أنجح القمم العربية بما تمخض عنها من نتائج ومقررات استوعبت كافة المتغيرات والظروف والتحديات الراهنة المحيطة بالأمة وستعكس نفسها على مسيرة العمل العربي المشترك وحاضر ومستقبل الأمة وإن تطلعاتنا إلى أن تجد تلك القرارات طريقها للتنفيذ الفعلي وبخاصة على صعيد تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده ونضاله من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

ولقد عبر القادة خلال القمة عن رؤيتهم للسلام كخيار استراتيجي من خلال إقرارهم لمبادرة سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز والتي تمثل مبادرة عربية ولكن من المؤسف أن الكيان الصهيوني قد رد على تلك المبادرة بتصعيد عدوانه الخطير وشن حرباً حقيقية وفعلية اليوم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وقيادته الوطنية بزعامة المناضل الجسور ياسر عرفات الذي تحاصر اليوم الدبابات مقره وتهدد حياته وتنذر بعواقب وخيمة وهو ما ينبغي الوقوف أمامه بحزم من كافة أبناء الأمة العربية والإسلامية من أجل نجدة الشعب الفلسطيني وإنقاذه مما يتعرض له من حرب إبادة جماعية وتدمير وحشي لكافة مقدراته ومقومات وجوده وتقديم الدعم اللازم والفعال وبمختلف الأشكال والأصعدة للشعب الفلسطيني من أجل المقاومة والصمود.

كما ندعو الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن والدول الأوروبية وكافة الدول المحبة للسلام في العالم إلى سرعة التدخل للجم آلة الحرب الصهيونية ووضع حد للنزعة العدوانية لدى شارون وحكومته والتي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وتدمير عملية السلام في المنطقة، كما أن عواقبها ستكون وخيمة على السلام العالمي.. ولقد أكدنا مراراً بأن ما يحقق السلام والأمن للكيان الصهيوني هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وعودة اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الصهيوني.

وهذا عمل متوقع من شارون وهو استعداء للأمة العربية والمجتمع الدولي. وعن تلبية قمة بيروت لتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فإن قرارات القمة أفضل من أية قمة عربية فيما يخص الصراع العربي- الإسرائيلي، وسمعت من الأخوان في الوفد الفلسطيني رضاهم عن المبادرة وعن كل قرارات القمة.