صحف عربية تشيد بمبادرة رئيس الجمهورية وترى فيها تجسيد لحسن النوايا ووصفتها بدعوة المنتصر الحليم،
– أشادت صحف عربية وخليجية عدة بمبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ20 للجمهورية اليمنية والتي تضمنت دعوته للأطياف السياسية في اليمن للحوار تحت قبة المؤسسات الدستورية وتوجيهه بالإفراج عن المحتجزين على ذمة فتنة التمرد بمحافظة صعدة والخارجين عن القانون في بعض مناطق المحافظات الجنوبية وكذا عفوه عن الصحفيين المنظورة قضاياهم أمام المحاكم، أوالذين صدرت بحقهم قضايا بالحق العام، حيث اعتبرت تلك الصحف خطاب الرئيس بأنه يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة
وجاء في افتتاحية صحيفة ” السياسة ” الكويتية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء بقلم رئيس تحريرها الأستاذ أحمد الجارالله أن دعوة فخامة الرئيس لإعادة ترتيب البيت الداخلي ليست غريبة على رجل جعل خياره الستراتيجي السير في الوحدة إلى آخر المطاف وتذليل كل الصعاب، لأنه أدرك منذ البداية أن الوحدة قدر اليمن، ولا يمن من دون وحدة، مشيرا إلى أن تجربة الانفصال المريرة الماضية كانت الدرس الذي يجب على الشعوب كافة أن تستفيد منه، وليس الشعب اليمني فقط.
موضحا أن دعوة فخامة الرئيس لمشاركة كل أطياف العمل السياسي اليمني، في الداخل والخارج، في حوار وطني ضمن المؤسسات الدستورية، هي دعوة المنتصر الحليم، وخصوصا أن الرئيس ليس مدعوما من الشعب اليمني فقط في كل ما يتخذه من مواقف، بل من دول الإقليم والعرب وحتى العالم
ونوهت صحيفة السياسة أنه ( لن يكون هناك أي تأثير لبعض الدول الخارجة على الإجماع العالمي حين يكون القرار الداخلي حازما في ترتيب الواحد، ذلك أن المبادرة التاريخية معززة بعفو عام عن جميع الصحافيين الذين ينفذون أحكاما بالحبس بالإضافة الى الذين شاركوا في التمرد المسلح في الشمال أو في الاضطرابات السياسية في الجنوب، اي انها صفحة جديدة، وهي تعبير عن إرادة صادقة في البدء بمشروع الدولة العصرية، كما أنها أسقطت كل المزاعم التي يمكن أن يتخذها البعض حجة للدخول منها إلى تفكيك هذه الدولة الخارجة للتو من امتحان صعب جدا كان يمكن ان يجعلها صومالا ثانيا، وخصوصا أن في هذه المرحلة لا يحتاج العالم العربي الى مزيد من دعوات التفكيك، فها نحن نقاتل من اجل عدم تجزئة السودان والعراق، فكيف يمكن القبول باعادة اليمن الى عصر التشظي? ).
صحيفة السياسة رأت أن الخصوصية اليمنية تتطلب حذراً كبيراً في مقاربة الأمور، وأكدت أنه لا يمكن التغلب على أي عقبة إلا من خلال الجمع تحت راية الدولة الواحدة، ( فلم يعد الرهان على الانفصال يجدي نفعا في ظل المتغيرات التي شهدها العالم في العقود الثلاثة الاخيرة، ولم تعد اليمن حديقة خلفية للقوى العظمى كما كانت في الحرب الباردة، ولم تعد أيضا مجالا لتصدير أوهام الثورات والفوضى )
وأضافت: ” واستنادا إلى ذلك رأينا كيف فشلت كل المحاولات لتفكيك الدولة، وكانت الرئاسة اليمنية دائما تتعاطى مع الأمور من موقع الحاضنة لكل أبناء البلاد، حتى أثناء الحرب بالوكالة- التي حاولت إيران أن تشنها من الشمال- لم يذهب الحكم إلى نقطة اللاعودة، فقد أبقى الرئيس صالح على شعرة معاوية مع الحوثيين على أمل أن يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى حضن الوطن ”
ونوهت الصحيفة إلى أن فخامة رئيس الجمهورية يعيد إطلاق الوحدة مرة أخرى وضم كل الفئات السياسية تحت راية الوطنية، لأنه مؤمن بأن “الوطن ملك الجميع وهو يتسع للجميع”، وتأسيسا على هذا الإيمان كانت دعوته واضحة إلى الابتعاد عن “المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي، والترفع فوق كل الصغائر”، لأن الهم الأول يجب أن ينصب على بناء مؤسسات الدولة لتحقيق نهضة اقتصادية لا تتحقق في ظل الفوضى والفساد، وهذه الآفات لن تعالج طالما أن هناك من يعمل على تأجيج نار صراع مبني على أوهام، يتخيلون أن الشغب يسمح لهم في اقتناص الفرصة لإدارة عجلة التاريخ إلى الخلف، ولكن التجربة تثبت يومياً أن كل ذلك أضغاث أحلام في ليلة صيف حارة لن تودي بهم إلا إلى التهلكة اذا هم لم يختاروا وطنهم واستقراره عبر تلبية الدعوة إلى الحوار.
واختتمت ” السياسة ” افتتاحيتها بالقول:” لقد مد الرئيس علي عبدالله صالح يد التسامح إلى كل الفئات السياسية وهي الآن مطالبة بإثبات صدق توجهاتها الوطنية بتلبية الدعوة ”
* من جانبها قالت صحيفة الوطن السعودية ان الموقف السعودي ” من الوحدة اليمنية مشرّفاً على النحو الذي تُعبّر عنه الأفعال قبل الأقوال ” واضافت ان العمق الاستراتيجيّ للوحدة اليمنية هو أحد مفردات العمق الاستراتيجيّ العربيّ، بما تعنيه الأرض والإنسان معاً.
واكدت ان المملكة العربية السعودية يهمّها ويعنيها أن يبقى اليمن سعيداً، وأن يستمرّ يمناً واحداً، وأن يعيش يمناً قوياً ويعنيها أن يكون المواطن اليمنيّ البسيط آمناً ومكتفياً ومطمئنّاً على رزق أسرته، بالدرجة نفسها التي يهمّها أن تكون الدولة اليمنية مكتفية وقادرة على النموّ، ومتمكنة من حماية ساعات اليوم اليمني السعيد من أوقات العبث والتخريب والتسبّب في إرباك الاقتصاد والحياة المستقرّة.
وجاء في كلمة الوطن السعودية امس الأول ” يهمّ المملكة ويعنيها أن تأتلف الأطراف اليمنية المختلفة حول المبادرة التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح، في اتجاه المصالحة الوطنية. إذ إن كلّ مائدة حوار يجتمع حولها الإخوة الأشقاء في اليمن؛ لتدارس أوضاعهم وبناء جسور المحبة والسلام فيما بينهم؛ إنما هي خطوة جديدة نحو الاستقرار الذي يجني ثماره المواطن اليمني البسيط أولاً، والدولة اليمنية ثانياً، كما يجني ثمارها المحيط الاستراتيجي العربيّ والإسلامي، خاصة في الأوضاع الدولية والإقليمية القائمة التي حاولت فيها بعض القوى أن تمدّ بأصابعها إليها، وتعكّر الماء تمهيداً للاصطياد فيه “.
واختتمت بالقول ” اليمنيون تخطوا أزمتهم، وهم قادرون على أن يكونوا أكبر من الاهتمام بالفعل الماضي، ومبادرة الرئيس اليمني واحدة من الإشارات القوية إلى ذلك، والاستجابة الشعبية والرسمية لهذه المبادرة تعزّز هذه القيمة الوطنية التي تباركها المملكة العربية السعودية بكل صدق “.
* في حين وصفت صحيفة العرب الدولية مبادرة رئيس الجمهورية بالوصفة الأمثل ليمن موحد مستقر، وقالت ان هذه المبادرة تسمح لليمن “بتجاوز ما ضاع من وقت ثمين في حروب ومواجهات لا طائل من ورائها جرّه إليها قسم من أبنائه غرّهم تحريض الخارج وانساقوا خلف أوهام استعادة عهد بائد حينا وأحلام انفصال حينا آخر”
وأضافت إن تلك الوصفة لم تعد أمنية بل غدت مشروعا قابلا للتحقيق منذ إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمناسبة الاحتفال بالعيد العشرين لقيام الوحدة اليمنية جملة من الأفكار والإجراءات لقيت ترحيبا واسعا من أكثر فرقاء الساحة اليمنية تباعدا في الآراء والتوجهات. وفي مقدمة تلك الأفكار اقتراحه على المعارضة البرلمانية تشكيل حكومة وحدة وطنية مرحّبا بالشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية.. عبر حوار وطني مسؤول في سبيل تعزيز بناء دولة النظام والقانون، وخاصا بالذكر “الشريك الأساسي في صنع الوحدة” في إشارة الى الحزب الاشتراكي اليمني.
وأشارت الصحيفة إلى ان تلك الدعوة ازدادت قيمة ومصداقية حين أردفها الرئيس علي عبد الله صالح بخطوة عملية تؤكد صدق المسعى وحسن النوايا معلنا “إطلاق سراح جميع المحتجزين على ذمة الفتنة التي أشعلها عناصر التمرد في صعدة وكذلك المحتجزون الخارجون عن القانون في بعض مديريات لحج وأبين والضالع”، في عفو يشمل مئات العناصر من الطرفين.
وتحدثت الصحيفة ان مكرمة الرئيس اتسعت لتشمل العفو عن جميع الصحفيين الذين لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم أو عليهم أحكام قضائية في الحق العام. وهي خطوة كانت لها أفضل الأصداء في صفوف طيف واسع من الإعلاميين يمنيين وعربا وأجانب.
وأكدت الصحيفة إن ” استقرار اليمن وازدهاره شأن يمني موكول لأبنائه، ولكنه في الوقت ذاته، وبنفس القدر، شأن عربي، لأن يمنا آمنا محصنا ضد نوازع الإرهاب يعني جزيرة عربية أقطارها مطمئنة على حدودها مع اليمن، ويعني بالنتيجة موقفا عربيا قويا متماسكا في خدمة قضايا العرب والدفاع عنها. ومن هنا يغدو مطلوبا من أشقاء اليمن، والميسورين منهم مد يد العون المادي لإنجاح مشروع الرئيس علي عبد الله صالح للمصالحة والاستقرار والتنمية”.