رجل بحجم الوطن
الدكتور علي محمد مجور
رئيس مجلس الوزراء
في أجواءِ مناسبةٍ مفعمةٍ بالدلالاتِ الوطنيةِ الكبيرةِ،وفي لحظةِاعتزازٍ يتقاسمُ الإحساسَ بها مخضرمو وأجيال العهد الجمهوري الميمون، بل وشعب اليمن بأكمله، تجاه رجلٍ أتقن صناعةَ التاريخِ بمهارةٍ قياديةٍ نادرةٍ.
يسعدني أن أدشن بهذا المفتتح، موقعَ فخامةِ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.
إن إطلاقَ الموقعِ الإليكتروني لفخامتهِ، من هذه المؤسسة الإعلامية الإخبارية الرسمية الأولى في اليمن- وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فيما يعيش الوطنُ أجواءَ مناسبةِ السابعَ عشر من يوليو، لَيُعَبِّرُ عن مستوىًً نوعي من الاهتمام، تجاه المناسبةِ وصاحبِها .
لقد مثَّلَ يوم السابع عشر من يوليو 1978م، محطةً زمنيةً فاصلةً في تاريخِ اليمنِ المعاصرِ، بالنظر إلى أَهمَّيةِ الحدثِ الذي تشكَّلَ في رحمها، متمثلاً في تسلم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح أمانةً المسئوليةِ وقيادةَ هذا الوطن العميقَ في تاريخهِ، الأصيلَ في إِرثهِ الحضاري.
هذه المناسبة تجاوزت دلالتها الخاصة، لتكتسب بعدها التاريخي، بما استطاع أن ينجزه هذا النوع النادر من القادة الكبار لوطنه وشعبه، إذ لا تتسع القائمة للإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده الميمون وتحت قيادته الحكيمة والتي تشكل الجزء الأكبر مما تحقق لليمن في عهده الثوري المجيد .
فالوحدة، كقضية إستراتيجية و محورية في ضمير ووجدان الشعب اليمني، والتي ظلت لعقودٍ بل لقرونٍ، حلماً بعيدَ المنالِ، وهدفاً وطنياً عظيماً ساميا تاق اليمانيون إلى تحقيقه، نمت مع حلم فخامته وتغلغلت في عمقِ تفكيرهِ حتى قدمها عهداً ناجزاً إلى شعبه في الثاني والعشرين من مايو1990م.
ومع الوحدة، تحققت واحدةً من أهم الانتقالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لليمن، بوحي من
إرادة مسئولة عبر عنها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، فكان أن ترسخ بالنهج الديمقراطي التعددي بنيان النظام الجمهوري، المزدان بمناخ غير مسبوق من الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان.
وفي ظل الوحدة انفتح اليمن على وعدٍ من الإنجازات التنموية التي شملت كل المجالات، وتطورت بها أوجه الحياة، واكتلمت بها صورة وطن أنجز استحقاقاته الكبرى، وتبوأ مكانته المحترمة على الخارطة الدولية.
وفي هذه المرحلة التي افتتحها الشعب اليمني بإنجاز اثنين من استحقاقاته الديمقراطية بنجاح باهر، هاهو يطل بأمل كبير على مستقبل يعد بالخير.. فالتنمية التي شكلت مرتكز وجوهر البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، هي اليوم كما أرادها أولويةً وطنيةً، تمضي الحكومةُ في تنفيذها، معززةً بحزمة من المحفزات.. التي لم تقتصر فقط، على التشريعات المعززة لأجواء النزاهة والشفافية، والإجراءات الحكومية الهادفة إلى وأد وإنهاء معيقات التنمية والتحديث ، ولكنها، عززت بإسناد إقليمي ودولي عكس مستوى التقدير الذي عبر عنه الأشقاء والأصدقاء تجاه اليمن وقيادته السياسية، ورغبتها الجادة في بلوغ مرحلة من التنمية المستدامة والمستندة إلى اقتصاد قام على أُسُسٍ رَاسِخَةٍ، وبإمكانياتٍ قادرةٍ على استيعابٍ تأثيرات المتغيراتِ غيرَ المتوقعةِ.
إنه لمصدرَ فخرٍ كبيرٍ أن نفتح بهذا الموقع نافذةً، لِيُطِلَّ منها العالمُ على تجربةِ وخبرةِ القائدِ الإنسانِ، الذي قادَ مسيرةَ التَّغييرِ الشاملِ في وطنهِ، وتبادل مع شعبه مشاعر الوفاء والحب والتقدير، فكان قلبه بحجم الوطن.
وحريٌ بهذهِ التجربةِ والمسيرةِ أن تُسَطَّرَ على صفحاتٍ يقرأها الآخرون .