ردود الأخ رئيس الجمهورية لوسائل الإعلام العربية في العاصمة البلجيكية بروكسل
سؤال: ماذا عن زيارتكم لبلجيكا ومباحثاتكم مع المسؤولين الأوروبيين؟
** الرئيس: هذه أول زيارة نقوم بها للسوق الأوروبية المشتركة وقد التقيت بمسئولي العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية، حيث كان الحديث ودياً ولمسنا اهتماماً كبيراً في المفوضية الأوروبية وتفهماً كاملاً وكانت لديهم معلومات ممتازة وانطباع جيد خاصة حول ما انتهجته اليمن من خيار ديمقراطي، وإجراء الانتخابات النيابية في اليمن لمرتين بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية حيث أن العصر هو عصر الديمقراطي لا عصر الأنظمة الفردية والديكتاتورية والأخذ بالديمقراطية هو تجاوب مع معطيات القرن الواحد والعشرين.
ولقد أكد مسؤول العلاقات الخارجية دعم المفوضية الأوروبية للعملية الديمقراطية وللتنمية ودعم اليمن بحوالي (107) ملايين دولار ولديهم برامج ناجحة، وهناك اتفاقية بيننا والاتحاد الأوروبي وفي عدة مجالات، وخلال هذه الزيارة اتفقنا على تفعيلها وسألتقي مع رئيس المفوضية الأوروبية لنبحث ذلك.
سؤال: هل كان الاتحاد الأوروبي قد طرح دمج اليمن في أي محيط جغرافي.. وهل تم حل المشاكل الداخلية والانتهاء من ترسيم الحدود مع السعودية؟
** الرئيس: لقد وجدنا تفهماً من المجموعة الأوروبية حول الدعوة لدمج اليمن في نسق جغرافي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط وكانت المشاعر جيدة، أما بالنسبة للمشاكل فليس لدى اليمن أي مشاكل داخلية.. لقد كانت لدى اليمن مشاكل داخلية عام 1994م وهي مشكلة الانفصال، وقد أصدرنا قرار عفو عام وليس ثمة مشكلة، أما بالنسبة للشق الآخر من السؤال فنحن سوينا مشكلة الحدود مع الجارة عُمان في إطار لا ضرر ولا ضرار، وكنا جميعاً راضين بهذا الحل.. كما سوينا مشكلة الحدود مع الجارة إرتيريا وارتضينا بالتحكيم ولم يبقى إلا الملف الحدودي مع الجارة السعودية.. لكن التواصل مستمر والرحلات المكوكية بين صنعاء والرياض متواصلة من أجل التوصل إلى حل ودي في إطار لا ضرر ولا ضرار، وإذا صعب الأمر فهناك تفصيل للمادة في مذكرة التفاهم والمادة في معاهدة الطائف والتي تنص على أنه إذا لم يتم التواصل إلى الحل عن طريق التفاهم فإنه يتم اللجوء إلى التحكيم، والتحكيم لا يفسد للود قضية ولا يمثل مشكلة.
سؤال: ماذا عن مشكلة الاختطافات في اليمن؟
** الرئيس: الاختطافات في اليمن بدأت عام 1993م وبعد الوحدة بسنتين تقريباً وخلال أزمة حرب الانفصال ورغم استمرارها إلا أنه لم يحصل أي سوء على المخطوفين، وتم حل عمليات الاختطاف بشكل سلمي وبدون ضرر ماعدا حالة واحدة حصلت في أبين ارتكبها المدعو أبو الحسن وبدعم من المتطرف أبو حمزة المصري المقيم في لندن، وفي هذه الحادثة حصل عنف من جانب الخاطفين، أما دون ذلك فقد عولجت مشاكل الخاطفين بشكل جيد والهدف من عمليات الاختطاف هو تشويه سمعة اليمن وإيجاد قلق لدى السياح الأوروبيين ولدى الشركات العاملة أو التي سوف تستثمر في اليمن بأن هناك اختلالات أمنية، وحقيقة أهدافها سياسية وهي التشويه بسمعة اليمن من قبل عناصر مرتزقة، صحيح أن المنفذين يمنيون وهي عناصر تضررت من الوحدة والثورة.. تضرروا من ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومن 22 مايو، وهذه العناصر دوماً يستخدمها الشيطان ومع ذلك ليس هناك من قلق فهناك تدابير وإجراءات تتخذ ومثل هذه الحوادث لا تأثير لها على الاستقرار فاليمن بلد مستقر.
سؤال: ما هي أسباب اهتمام الاتحاد الأوروبي باليمن رغم أنها بلد بعيد ولا ينتمي إلى أي مجموعة إقليمية؟
** الرئيس: إن اليمن بلد عريق بلد حضارة وتاريخ وهناك دول أو دويلات سميت وأطلت على العالم في وقت متأخر من التاريخ، ولكن اليمن بلد تاريخ وحضارة منذ قديم الزمن فمن اليمن انطلقت الهجرات إلى شرق آسيا حيث نشروا رسالة الإسلام وذهب اليمنيون لأوروبا والمغرب العربي وكثير من الإخوة في المغرب أو الجزائر وموريتانيا وليبيا أصولهم من اليمن ويعتزون بذلك، فقد حدثت هجرات يمنية بعد انهيار سد مأرب، لكن رغم ذلك ظل اليمن دولة قائمة ومتعافية.. ونحن لدينا حوالي 6 ملايين مواطن من أصول يمنية في إندونيسيا وماليزيا مرتبطين بالأرض اليمنية، واهتمام دول المجموعة الأوروبية يأتي انطلاقاً من ذلك البُعد التاريخي والحضاري الذي يمثله اليمن وأيضاً مع أهمية الدور الذي يلعبه اليمن فاليمن حاضر في المنطقة ويتفاعل مع كل الأحداث والمعطيات ولا يدفن رأسه في الرمال، بل يتفاعل مع كل ما يدور حوله.
كما أن اليمن بوحدته وبعد أن رسخ وجودها قطع أشواطاًَ متقدمة في مجال ترسيخ الاستقرار الداخلي، حيث جرت انتخابات مجلس النواب والانتخابات الرئاسية وهو بصدد إجراء الانتخابات المحلية والنيابية القادمة متزامنة في آن واحد وحقق تقدماً تنموياً في شتى المجالات وفي مختلف المحافظات، وبالذات في المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت ترزح تحت سيطرة النظام الشمولي.
ونحن نعتز بما حققنا وبما قطعناه من أشواط في مضمار التنمية وفي ظرف قصير وبإمكانيات ذاتية عدا الدعم الموجود من دول المجموعة الأوروبية.
والدولة تبسط يدها على جميع التراب اليمني وجزرها ومياهها وربما للمرة الأولى في تاريخ الدولة اليمنية منذ انهيار الدولة السبئية، ومن الطبيعي أن لكل بلد عناصر معادية سواء كانت أقطاراً أو أشخاصاً وفي بعض الأحيان يكون المسيئون لبلدهم أشخاص من نفس البلد، ومن المؤسف القول إن بعض الذين يسيئون لليمن هم بعض من أبنائها الذين تضررت مصالحها وتضرروا من الوحدة أو الثورة.
سؤال: هل كان اليمن قد طلب من المجموعة الأوروبية ضمه إلى تجمع إقليمي؟
** الرئيس: المفوضية الأوروبية هي التي طرحت أهمية ضم اليمن إلى تجمع إقليمي حتى بدعمه قبل أن تُطرح اليمن ذلك، وطرح موضوع أن تكون اليمن ضمن الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط ولو بصفة مراقب وهذا الأمر سأبحثه أيضاً يوم الجمعة مع رئيس المفوضية.
سؤال: ماذا بشأن التعاون والدعم المقدم من دول المجموعة الأوروبية.. وهل تعلق آمالاَ من هذه الزيارة؟
** الرئيس: إننا بالفعل نعلق آمالاَ في زيادة التعاون مع دول المجموعة الأوروبية ولدينا تعاون ثنائي مع كثير من هذه الدول خاصة ألمانيا، هولندا، فرنسا، وعدد من الدول الأوروبية، لكننا نبحث عن دعم أفضل من خلال الاتحاد الأوروبي، ونحن نريده أن يكون في إطار برنامج وليس مساعدات كون اليمن أخذت بالنهج الديمقراطي الحضاري والذي يسبب بعض المتاعب، ومع ذلك فنحن ملتزمون بذلك النهج ونتطلع لدور أوروبي فاعل لدعم تجربتنا الديمقراطية.
إن زيارتي وزيارة المسؤولين لأوروبا توضح للمسؤولين في المجموعة الأوروبية الكثير من القضايا ومنها حوادث الاختطاف لتبديد أي شكوك أو مخاوف تثيرها هذه الحوادث.