رئس مجلس الرئاسة في لقائه أصحاب الفضيلة العلماء وممثلي رجال القضاء والنيابة
ألقى الأخ رئيس مجلس الرئاسة كلمة هنأهم في مستهلها بخواتم شهر رمضان المبارك.. معبراً عن سعادته بهذا اللقاء المبارك.. وقال: كنا نود أن نلتقي بكم كما جرت العادة في كل عام في أمسيات رمضانية وقد انقشعت ظلال الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا حاليآ.. ولكن شاءت الظروف أن نلتقي بكم في هذا العام وبلادنا مازالت تعيش هذه الأزمة وكلكم تعرفون أسبابها ومسبباتها والخلفيات الكامنة وراءها والنوايا المنطوية في ثناياها سواء منذ ما قبل تحقيق الوحدة أو منذ الـ 22 من مايو 90 م اليوم الذي حققنا فيه وحدة الوطن وكنا تتوقع إننا قد دفنا ركام الماضي ومآسيه وانطلقنا صوب آفاق المستقبل الواعد والزاهر لشعبنا ووطننا..
وقال: لمن المؤسف جدآ أن تفرز بعد الوحدة وخلال هذه الأزمة كل عقد الماضي وعلله ورواسبه وان تثار من جديد النعرات الطائفية والمناطقية والقروية والفئوية التي عانى منها شعبنا طوال عهود الإمامة والاستعمار وناضل وقدم قرابين الشهداء من أبنائه وفي مقدمتهم العلماء للتخلص من هذه النعرات التي تتناقض مع القيم السامية لديننا الإسلامي الحنيف الذي حارب العصبيات الجاهلية ودعا إلى الوحدة والمحبة والتسامح والإخاء بين جميع المسلمين..
وخاطب أصحاب الفضيلة العلماء قائلأ: عليكم أنتم دور كبير في القيام بمهامكم الموكلة إليكم كعلماء بإعتبار العلماء ورثة الأنبياء في إسداء النصائح وقول كلمة الحق بدون خوف إلا من الله.. والتصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى تمزيق الأمة وتفريق صفوفها وتبديد جهودها.. عليكم أن تؤدوا رسالتكم التي أوجبها الله عليكم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتم تشاهدون الآن وتعايشون ما يجري وهل هناك أكبر من هذا المنكر..
منكر الفرقة والتمزق والشتات.. التي يحاول أعداء هذه الأمة أن يبثوه ويزرعوه في النفوس. وهو ما يفرض عليكم أن تنهضوا برسالتكم في التصدي لهذه النعرات المتخلفة وتسليح الناس بالوعي والمعرفة بأبعاد هذه المخططات حتى يكونوا على يقظة وحذر مما يحاول الأعداء أن يبثوه في صفوفهم من ممارسات ودعوات تسيء إلى قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتهدد كيان مجتمعنا المسلم..
وعبر الأخ/ الرئيس عن اعتزازه بما قدمه علماؤنا من جهد علمي كبير في مجال تقنين أحكام الشريعة الإسلامية وما اثروا به المكتبة الإسلامية في هذا المجال..
وأشاد بالتضحيات التي قدمها علماء اليمن عبر مراحل التاريخ اليمني وهم يناضلون في سبيل أن تعلو كلمة الحق ومقارعة الباطل والظلم.. وقال نريدكم أن تواصلوا هذا الدور العظيم وان تقولوا كلمة الصدق وكلمة الحق في وجه الباطل وفي كل القضايا التي تهم الشعب والوطن اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً..
وأكد الأخ الرئيس بأنه ليس من حق أحد سواء كان حزبآ أم فردآ أم جماعة إدعاء الوصاية على الشعب أو الوحدة.. فالوحدة قدر ومصير شعبنا اليمنى وهي ملك كل جماهير الشعب اليمني ولا تفريط فيها ابداً مهما كان الثمن وان شعبنا سيصون وحدته بكل السبل والوسائل ولن يسمح لأي قوة أو جهة تهديدها أو تعريضها للخطر لأنها الأمن والأمان للشعب اليمني وهي النعمة التي ينبغي الحفاظ عليها والتمسك بها ولا يدرك قيمة الوحدة إلا من قاسى ويلات التشطير وكلنا يعرف تلك المعاناة والماسي في ظل التشطير..
وأشار الأخ الرئيس إلى أن الجهود سوف تتواصل من أجل تطبيق وثيقة العهد والاتفاق والانتقال بالوطن ومسيرة الوحدة إلى شاطئ الأمان..
ودعا إلى تضافر كل الجهود الوطنية وفى الطليعة أصحاب الفضيلة العلماء من أجل إنهاء الأزمة وتجاوز آثارها السلبية في حياة المجتمع والانطلاق نحو عهد جديد من البناء التنموي المجاد الذي يحقق لليمن رفعتها وتقدمها..