رئيس مجلس الرئاسة مي مقابلة مع صحيفة “الوشنطن بوست ” الأمريكية
الواشنطن بوست.. انتهت الانتخابات وهناك شكوى من وجود بعض التجاوزات، ما هي المواضيع الأساسية التي ستركزون عليها خلال الفترة القادمة؟ وما هي التغييرات التي ستقومون بها سواء ما يتعلق بشكل الرئاسة أو مدة ولاية الرئاسة وغيرها ضمن المهام اللمحة التي ترون ضرورة القيام بها..؟
الرئيس/سنعمل أولا على إنهاء الفوضى المالية والإدارية وإنهاء مخلفات التشطير وما رافق مسيرة بناء الدولة من سلبيات خلال الفترة الانتقالية وفي طليعتها التقاسم وازدواجية اتخاذ القرار في كل مؤسسات الدولة.. كما ستكون من المهام العاجلة تشكيل حكومة جديدة وإجراء بعض التعديلات الدستورية بما يحدد شكل رئاسة الدولة وتحديد مدة الرئاسة بدورتين فقط وإنشاء مجلس شورى يكون رديفا للبرلمان مع تحديد اختصاصاته وصلاحياته وسيكون جزء منه منتخبا وجزء آخر بالتعيين وستمثل فيه كافة محافظات الجمهورية بالتساوي بغض النظر عن التعداد السكاني لكل محافظة.. كما أن مجلس الشورى مع مجلس النواب سيشكلان الجمعية الوطنية التي سيكون من ابرز مهامها حل أي خلاف بين الحكومة والبرلمان والبت في بعض القرارات والمعاهدات الهامة. .
الواشنطن بوست.. وما هي مشاريعكم بالنسبة لمؤسسة الجيش ومتى سيستكمل دمج الجيش.؟
الرئيس: سنقوم بإجراء بعض الإصلاحات والتطوير للقوات المسلحة بما يعزز من قدراتها الدفاعية كما سيتم استكمال عملية دمج الوحدات على أساس وطني وعلمي وبما يرسخ من الوحدة الوطنية ويعزز جهود التحديث لقواتنا المسلحة..
. الواشنطن بوست. هل تستطيعون تقييم وجود حزب الإصلاح على الساحة..؟ وهل بإمكان حزب الإصلاح أن يتجاوز الحزب الاشتراكي..؟
الرئيس: حزب الإصلاح متله مثل بقية الأحزاب الأخرى في الساحة الوطنية وطالما آمنا بالديمقراطية والتعددية فأنه ينبغي الاعتراف بحق كل القوى السياسية في الإسهام في الحياة السياسية سواء كانت تلك القوى باتجاه اليسار أو باتجاه اليمين.
.الواشنطن بوست.. كيف سيتم توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة ومن ستختارون للمناصب ا لهامة مثل الخارجية والدفاع؟ هل سيتم توزيع الحقائب على أساس الترضية أم أنها ستكون حكومة خبراء لتجاوز الأزمات.؟
الرئيس: بعد إعلان النتائج سيتم التشاور بين المؤتمر واشتراكي واصلاح كل القوى السياسية حول ما يمكن الاتفاق عليه وما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا..
الواشنطن بوست.. وماذا عن المستقلين؟
الرئيس: المستقلون جزء لا يتجزأ من المؤتمر والاشتراكي والإصلاح ومعظمهم من المؤتمر .
الواشنطن بوست: هل ستختارون الحكومة من التكنوقراط..؟
الرئيس: الحكومة ستكون مختلطة من الفنيين والسياسيين..
الواشنطن بوست: وكم امرأة ستكون في وزارتكم الجديدة.؟
الرئيس: هذا يخضع للتشاور مع الأحزاب وكل حزب سيعتمد في اختياره على سياسته وعما إذا كان سيرشح امرأة أو لا..
. الواشنطن بوست- وإذا عارض حزب الإصلاح وجود امرأة في الحكومة، فكيف سيكون موقفكم.؟
الرئيس: لا اعتقد أن أي حزب سيعارض ذلك إذا تمت مناقشته والاتفاق عليه..
. الواشنطن بوست: كانت هناك بعض أعمال العنف في الأيام الماضية، ما هو دور الجيش في وضع حد لمثل تلك الأعمال..؟ وهل هناك خطة لذلك وما هي المخاطر التي تواجهها..؟
الرئيس: حصلت بعض الاختلالات نتيجة عوامل ودوافع سياسية خارجية ولم تكن أجهزة الأمن فعالة في ضبط مثل هذه الاختلالات نتيجة تقاسم السلطة وتغليب الولاءات الحزبية ومحاولة كل طرف كسب عواطف الناس وعدم الإضرار بالقوى المتحالفة معه ولكن في الأخير تم وضع حد لهذه الاختلالات حيث ضبط الكثير من منفذي هذه الأعمال وهم الآن أمام المحاكمة. ولعلك قد تابعت كيف جرت الانتخابات وكيف قامت الأجهزة الأمنية بواجبها واتخذت خلال الانتخابات إجراءات أمنية حاسمة وفعالة وبرهنت الأجهزة الأمنية أنها قادرة على الحفاظ على الأمن العام وتطبيق كل القوانين..
. الواشنطن بوست: ما تعليقكم على الاتهامات من بعض الأحزاب خاصة من الإصلاح من أنكم استخدمتم نفوذ وإمكانيات الدولة ومؤسسة الجيش للتأثير على الناخبين وتقوية نفوذكم.؟
الرئيس: من الطبيعي أن أي حزب أو تنظيم سياسي لم يحالفه الحظ في الفوز والنجاح في الانتخابات سوف يكيل الاتهامات للحزب أو الأحزاب الفائزة.. ولا صحة أبدا أن السلطة كرست إمكانياتها للتأثير في الناخبين فهذه افتراءات غير صحيحة..
. الواشنطن بوست: وماذا عن الحادث الذي وقع في مركز ظليمه وسقط فيه أكثر من خمسة وعشرين قتيلا من الحزب الاشتراكي..؟
الرئيس: هناك مبالغة في هذا الموضوع وما حدث في ظليمة هو احتكاك بين مواطنين أدى إلى مقتل شخص وجرح شخصين وهم من جماعة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.. وما نشر عن هذه القضية مبالغ فيه.
. الواشنطن بوست: ألا تخشون من استغلال قوى محلية وعربية لظاهرة انتشار السلاح في أوساط الشعب.-؟
الرئيس لا.. لا نخشى من ذلك لان شعبنا اليمني يحمل السلاح منذ القدم وهو جزمن تكوينه الاجتماعي تم أن القوات المعادية للوحدة قد جربت حظها وفشلت وحاولت الحيلولة دون إنجاز الوحدة ثم دون إجراء الانتخابات لكنها لم تستطع رغم ضخامة الأموال التي أنفقتها من أجل ذلك..
.الواشنطن بوست: كيف تقيمون علاقتكم بالمملكة العربية السعودية؟ هل هناك قنوات اتصال بينكم.؟ هل هناك مساع أمريكية لحل الأزمة بينكم وبين السعودية.؟
الرئيس: هناك اتصالات بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية من خلال تبادل الرسائل والوفود وتشكيل لجنة الخبراء الخاصة بالحدود ونعتقد أن الوضع الآن احسن مما كان عليه سابقا..
. الواشنطن بوست: تبادل الرسائل هل كان حول الحدود؟
الرئيس: نعم كانت الرسائل حول الحدود..
. الواشنطن بوست: تكلمت بعض الصحف عن مخطط من قبل منظمة الجهاد لنسف الانتخابات ما مدى صحة ذلك؟ وما هي علاقة التنظيم بالخارج وبدولة كإيران.؟
الرئيس لا علم لنا بوجود مثل ذلك المخطط.. لكن هناك أفراد من الجهاد تم إلقاء القبض عليهم وأجراء التحقيقات معهم حول الانفجارات الأخيرة التي حدثت في عدن وأبين..
. الواشنطن بوست: هل هناك خطر في اليمن من الأصولية التي تجتاح عددا من البلد ن العربية ليس بالمعنى الديني ولكن بمعنى الرجعية الاجتماعية والاقتصادية والتشدد حول المرأة..؟
الرئيس: ليس هناك في بلادنا أي خطر من الأصولية الدينية أو اليسارية..
الواشنطن بوست: لكن كانت هناك مشاكل حول برامج التعليم؟ ألا تخشون التنافس بين الإصلاح والاشتراكي.؟
الرئيس: كانت هناك مشاكل سياسية وليست برمجية والتنافس بين الإصلاح والاشتراكي لا يشكل أي خطر على الوحدة الوطنية وكل منهما يسعى للسلطة وهذا حق مشروع..
. الواشنطن بوست: ما الذي يجعلكم تتمسكون بالحزب الاشتراكي وتعطونه مثل هذا الحجم من الأهمية؟
الرئيس: نحن نعطيه الأهمية لأنه شريكنا في تحقيق الوحدة ولابد من الحفاظ على رموزه التي وقعت معنا على وثيقة الوحدة وأن يكون لها مشاركة فعالة في اتخاذ القرار السياسي..؟
الواشنطن بوست: ماذا عن عملية الدمج بين الاشتراكي والمؤتمر.؟
الرئيس: المؤتمر طرح فكرة الدمج أو التوحيد على الحزب الاشتراكي قبل الانتخابات ولكن الاشتراكي مازال يناقش الفكرة..
الواشنطن بوست: هل صحيح أن المؤتمر الشعبي العام يسعى لابتلاع الاشتراكي..؟
الرئيس: هذا غير صحيح.. نحن حريصون على وجود الاشتراكي متنه مثل الإصلاح ومثل بقية الأحزاب الأخرى..
. الواشنطن بوست: ماذا تتوقعون من الإدارة الأمريكية بعد خوضكم هذه العركة.؟
الرئيس: نحن نتوقع أن تشهد العلاقات اليمنية- الأمريكية تطورا افضل مما هي عليه الآن وبالاتجاهات التي تخدم مصالح البلدين ونحن نتطلع أن يكون هناك تعاون ودعم فعلي في المجال الفني والثقافي والاقتصادي والدفع بالمستثمرين للاستثمار في بلادنا خاصة وأن التجربة اليمنية تمثل الشمعة المضيئة التي تحققت بعد حرب الخليج وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة- النظام الدولي الجديد اهتمامها ودعمها للتوجهات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في العالم..وقد أثبتت اليمن مصداقيتها وتوجهاتها الديمقراطية وتفاعلها مع النظام الدولي الجديد وتوجهاته نحو الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان.
. الواشنطن بوست: هل تعتقدون أن حرب الخليج والموقف الذي اتخذتموه منها قد أساء لعلاقتكم مع الولايات المتحدة.؟
الرئيس: بالتأكيد.. الفتور الذي حدث في العلاقات اليمنية الأمريكية كان سببه نقل معلومات خاطئة وملفقة عن اليمن وقد أثبتت الأحداث عدم صحة تلك المعلومات..
. الواشنطن بوست: مثل ماذا.؟
الرئيس: كانت هناك معلومات تقول أن اليمن لديه عدد من الطائرات والصواريخ والجيش والخبراء والسفن الحربية العراقية وهذا الكلام لم يكن سوى أكاذيب وافتراءات أرادوا بها الإساءة لليمن..
. الواشنطن بوست: ولكن كان هناك تعاون بينكم وبين العراق في المجال العسكري.؟
الرئيس: هناك تعاون قديم يمتد لأكثر من خمسين عاما بين الشعبين اليمني والعراقي كشعبين شقيقين متله مثل التعاون القائم بين الشعوب والأقطار العربية الأخرى..
. الواشنطن بوست. ما رأيكم في الرئيس كلينتون وما تعليقكم على قلة اهتمامه لقضايا الشرق الأوسط.؟
الرئيس: ننظر للرئيس كلينتون كشاب بعقلية جديدة متفتحة ومتفائلون انه سوف يهتم بقضايا الشرق الأوسط وقضايا العالم الثالث عموما ونحن نأمل أن تكون عواطفه الإنسانية مثل عواطف الرئيس جون كنيدي تجاه قيم الحرية والعدالة والسلام في العالم.. .
الواشنطن بوست: هل الاهتمام الأمريكي بقضية البوسنة والهرسك وما يجري في موسكو سيكون على حساب الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط؟
الرئيس: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية عموما قل الاهتمام الغربي بقضايا الشرق الأوسط.. والآن الكل منشغل بقضاياه ومصالحه وليس لمصالح ا لآخرين..
. الواشنطن بوست: هناك ربع مليون عامل يمني موجودون في مخيمات بالحديدة ويعيشون أوضاعا حياتية صعبة.. هل هناك جهود تقومون بها مح المؤسسات الدولية لتحسين أوضاعهم.؟
الرئيس: من ضمن أولويات الحكومة القادمة هو وضع الحلول وترتيب أوضاع من لم تترتب أوضاعهم من الاخوة العائدين من المهجر سواء في نواحي السكن أو فرص العمل وغيرها..
. الواشنطن بوست: ما هي توقعاتكم عن عائدات بلادكم من البترول خلال السنوات القادمة.؟
الرئيس: هذا السؤال من المناسب توجهه للمختصين.