رئيس مجلس الرئاسة مي لقائه قيادات وزارة الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية ومد راء الدوائر والوحدات العسكرية
التقى الأخ الفريق/ علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأخوة قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية ومد راء الدوائر والوحدات والقوى العسكرية متحدثا إليهم الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة مستعرضآ المستجدات على الساحة الوطنية في أعقاب لقاء التوقيع على وثيقة العهد والاتقاق في العاصمة الأردنية تحت رعاية جلالة الملك حسين وضيافة الشعب الأردني الشقيق.. ذلك اللقاء الذي حضرته كافة الفعاليات السياسية والشعبية اليمنية..
وقال الأخ/ الرئيس مخاطبا الحاضرين أنا سعيد أن التقي بكم في خواتم هذا الشهر الفضيل لاطلعكم على نتائج ذلك اللقاء الذي حظى أيضا باهتمام عربي ودولي كبير..
وكان الجميع يتوقع أنه بمجرد التوقيع على هذه الوثيقة في عمان ستنتهي الأزمة وتلتئم مؤسسات الدولة لتستأئف مواصلة العمل للبدء بتنفيذ ما ورد في وثيقة العهد والاتفاق.. ولكن ما حدث بعد ذلك هو ما سمعتم به.. ونحن الآن نبذل الجهود من أجل التئام القيادة ومؤسسات الدولة وإنهاء كافة الشكوك العالقة التى حاولت زرعها العناصر التى تحاول دائمآ أن تتعيش من الدس واختلا ق الفتن على حساب مصالح الشعب والوطن. وأضاف الأخ الرئيس وكم هو مؤسف أن تظل تلك القوى والعناصر تمارس هذا النشاط منذ قيام الثورة اليمنية وحتى الآن.. ولا يهمها إلا مصالحها حتى ولو كانت هذه المصالح تتصادم مع اهداف الثورة وتطلعات الجماهير اليمنية..
مشيرآ إلى رواسب التشطير ومخلفات الامامة والاستعمار وقال: إننا كنا نعي عشية قيام الجمهورية اليمنية وتحقيق وحدة الوطن إننا سنواجه مصاعب تلك المخلفات.. وكنا نأمل بالحكمة والتعاون سنتغلب على تلك المصاعب.. مستفيدين من دروس الماضي ومن عبر التاريخ ولكن الذين لا يروق لهم أن يروا الشعب موحدآ والوطن مزدهرآ حاولوا منذ اللحظة الأولى لقيام الوحدة على استعادة نشاطاتهم الهدامة وسمموا علاقات التفاهم وأوجدوا مناخات الشكوك والفرقة بين أبناء الوطن الواحد وأججوا النزاعات والنعرات المناطقية والطائفية وكل الممارسات المتخلفة التي جاءت الوحدة لتدفنها وتسمو فوق كل المأسي التي عانى منها شعبنا طويلأ..
وقال الأخ/ الرئيس إننا ومعنا كل جماهير الشعب وفي طليعتها المؤسسة العسكرية الوطنية التي قدمت أغلى التضحيات في سبيل الدفاع عن الثورة وتحقيق الوحدة سنعمل على المحافظة على المكاسب التي حققناها طوال مسيرة الثورة ولن نتراجع مهما كان الثمن..
ومستعدين للتضحية من أجل الحفاظ على مسيرة الثورة وصيانة وحدة الوطن.. ولن نتردد عن تقديم التنازلات أو التخلي عن السلطة إذا اقتضى الأمر ذلك.. من أجل الحفاظ على مسيرة التورة وصيانة وحدة الوطن..
وفد طرحنا ذلك أتناء اللقاء في عمان وقلنا بدلأ أن نختلف على كراسي السلطة فإنه يمكن التضحية ببعض القيادات بتخليها عن السلطة من أجل وحدة 14 مليون يمنى.. وعبر الأخ الرئيس فى حديثه عن أسفه الشديد لما حصل مؤخرا فى منطقة مودية وبعض مناطق محافظة أبين من جراء بعض التحركات التي قامت بها بعض القيادات العسكرية المغامرة خارجآ عن أوامر وتوجيهات القيادة السياسية والتسلسل الهرمى للقبادة العسكرية، وهذه القيادات سوف تتحمل المسؤولية كاملة عما ارتكبته من اخطاء وما تسببت فيه من إراقة للدماء وإزهاق للأرواح البشرية البريئة..
وأعرب عن أسفه ومواساته لأسر الضحايا والشهداء الذين سقطوا خلال هذه الحوادث المؤسفة.. مؤكدآ بأن الدولة سترعى أسر الشهداء وستعمل على محاسبة كل المتسببين فى ذلك.. وقال إن كل قطرة دم أوريقت فى هذه الحوادث هي خسارة للشعب والوطن .
واعتير الأخ الرئيس كل من سقطوا خلا ل هذه الأحداث شهداء للوحدة.. مؤكدآ التزام الدولة فى معالجة كافة القضايا المترتبة على ذلك.
وأشاو الأخ الرئيس إلى المهام التى ستقوم بها اللجنة العسكرية المفوضة بايقاف التداعيات العسكرية.. ووجه قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان بتسهبل كافة مهام اللجنة وتذليل كافة الصعوبات أمامها فى سبيل أداء مهامها في متابعة تنفيذ ما ورد قى وثيقة العهد والاتفاق فى الجانب العسكري.. وسحب وعودة القوات العسكرية إلى معسكراتها قبل بدء الأزمة فى الى 19 من أغسطس 1993 م.
وعبر الأخ الرئيس عن الأمل فى أن تبذل كل الجهود من أجل استعادة الثقة وتبديد الشكوك بين القيادة.. وقال إن الثقة لا تتحقق بقرار أو مرسوم جمهوري ولكنها تتحقق بالممارسة والسلوك الوطني وبدون تكلف أو مزايدة.
وأكد ما حصل في الماضي من ممارسات وتصرفات وتصريحات وتداعيات إعلامية أشياء لا تشرف أي وطني ولا تؤكد الحرص على مصلحة الوطن.
موضحآ بأنه أصدر توجيهاته إلى الأجهزة الإعلامية الرسمية بمنع إذاعة كل التصريحات أو البيانات التي تندرج في إطار التداعيات.
وأشار الأخ الرئيس في كلمته إلى أن أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية هم الذين دفعوا في الماضي ثمن الصراعات الشطرية سواء في عام 1972 م أو في عام 1979 م وهم ضحايا كل صراع وانه كان يجري في الماضي وعقب كل صراع يدور قبل الوحدة الجلوس على طاولة الحوار.. ولكن بعد أن يكون شعبنا قد دفع ثمنآ باهظآ لتلك الصراعات.. فلماذا لا يجلس الجميع على طاولة الحوار والتفاهم حول كل القضايا بروح أخوية قبل إراقة أي دماء يمنية زكية.. وبدلأ من تكرار المأسي التي لايحتملها شعبنا ولسنا في حاجة إليها.
مشيرآ بأن الوحدة هي عزة وكرامة كل يمنى وهي ميلاد جديد لليمن وهي جاءت بآلية جديدة هي التي يجب العمل بها مع الاستفادة من التجارب الإيجابية للآخرين سواء فى حوانب الأمن آو الاقتصاد أو الإدارة وشتى مجالات الحياة
وأشار الأخ الرئيس بأن التوقيع على وثيقة التفويض للجنة العسكرية من قبله والأخ نائب رئيس مجلس الرئاسة قد أثار ارتياحآ كثيرآ لدى المقاتلين وجماهير الشعب وإن التوجيهات قد صدرت لتقديم كل التسهيلات للجنة العسكرية المشتركة من أجل النجاح فى عملها- وأكد الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة بأنه ليس من حق أي حزب أن يدعى تمثيله لمنطقة من مناطق اليمن أو حق الوصاية على الشعب في أي جزء من اليمن.. فالوصاية هي للمؤسسات الدستورية والشرعية التي ينتخبها الشعب بإرادته الحرة لتعبر عنه وتتعامل باسمه مع الخارج.
وقال الأخ/ الرئيس إن ثقتنا كبيرة فيكم أيها الأخوة المقاتلون ورفاق السلاح وأن تتحملوا مسؤوليتكم فى التصدي لمن يثيرون الصراعات فى المجتمع.. فالصراعات يجب أن تنتهي وسنستخدم كل ما نستطيع من إمكانات لمنع حدوث الفتنة في مجتمعنا وسنقطع دابر من يثيرون الفتنة من أجل أن يترسخ الأمن والاستقرار ونحافظ على وحدتنا الوطنية واليمنية.. وإن شاء الله خلال الأسابيع القليلة القادمة يذوب الجليد ونعود إلى قواعدنا سالمين فى ظل رآية الوحدة والديمقراطية ونطوي صفحات الماضي بكل مآسيه من أجل مصلحة الوطن ونتجاوز الجراح ونبذل الجهود من أجل تعميق الثفة من خلال الحوار واللقاءات والصدق فى التعامل وسوف تقوم اللجنة العسكرية بسحب القوات التي تحركت إلى مواقعها السابقة والانتقال بعد ذلك لترجمة ما جاء في وثيقة العهد والاتفاق وسحب الوحدات من مناطق التشطير إلى مناطق أخرى وهناك مؤشرات طيبة على نجاح اللجنة في مهمتها.
ونحن في القيادة نوجه ونحث جميع القيادات العسكرية على التعاون مع اللجنة العسكرية وتسهيل مهمتها وأي قائد أو ضابط يخالف الأوامر سيتحمل كامل المسؤولية.. ونتمنى أن يكون هذا اللقاء المبارك هو خطوة على طريق الانفراج الشامل للأزمة.. وأتمنئ لكم التوفيق والنجاح..