رئيس مجلس الرئاسة في رسالته إلى الملتقى الجماهيري بمحافظة الحديدة
الاخوة رئيس وأعضاء الملتقى الجماهيري الموسع لأبناء محافظة الحديدة.. الاخوة المشاركون في هذا الملتقى الكبير حياكم الله.
إن من حسن الطالع أن يأتي انعقاد هذا الملتقى الجماهيري متزامنا مع ذكرى خالدة في حياة أمتنا الإسلامية وأعني بها ذكرى الإسراء والمعراج فتمتزج هاتان المناسبتان بدلالات عظيمة تعمق معها في حياتنا روح المحبة والإيمان والوحدة على أساس العقيدة الإسلامية التي حمل شعلتها رسولنا الأعظم وسارت على ضوئها امتنا الإسلامية فغمرت وجه ا لتاريخ..
وعليه فاسمحوا لي أن أنقل إليكم ومن خلالكم إلى شعبنا اليمني العظيم أسمى آيات التهاني والتبريد بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.. كما أنقل إليكم في نفس الوقت ومن خلالكم إلى أبناء محافظة الحديدة ومواطنيها تمنياتي الصادقة لملتقاكم الجماهيري هذا بالنجاح والتوفيق في كل أعماله.. كما أنه لأمر بالغ الدلالة أن ينعقد ملتقاكم ووطننا اليمني يعيش ظروفا استثنائية بالغة التعقيد تفرضها استمرارية الأزمة السياسية الراهنة وتداعياتها المؤسفة التي أثرت سلبا على الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا وأصبحت تشكل تهديدا مباشرا لمسيرتنا الوحدوية والديمقراطية ولأمننا القومي ولمصالحنا الوطنية وهي أزمة نتق أن شعبنا المناضل وكما هو العهد دوما سوف يتجاوزها بسلام لان معالجتها مسؤولية وطنية يتحملها كل الشرفاء من أبناء شعبنا وقواه الوطنية ليواصل هذا الشعب انطلاقته الكبرى في ترسيخ الوحدة والديمقراطية كأساسين رئيسيين لأبناء اليمن الجديد ولهذا فإنني على ثقة أن ملتقاكم الجماهيري الذي تداعيتم الله في مثل هذه الظروف الصعبة سينطلق من ذلك الوعي والإحساس الوطني الرفيع الذي طالما عكسه أبناء محافظة الحديدة في كل سلوكهم وكانوا مثالا رائعا ونموذجا للمواطنة الصالحة والوطنية العالية كما أنني على ثقة بأن رؤيتكم وموقفكم إزاء كل ما يواجهه الوطن الآن من تحديات سوف تنطلق من نفس تلك الروح المسؤولة التي جسدتموها عبر كل المواقف في تاريخنا الثوري الحديث انتصارا للوطن وقضاياه والتزاما بخيارات شعبنا وثوابته العقائدية والوطنية.. وفي طليعتها الأيمان بالإسلام عقيدة وشريعة والوحدة والديمقراطية وعدم اللجوء إلى العنف واحترام الشرعية الدستورية التي أكد أبناء شعبنا من أقصى الوطن اليمني إلى أقصاه تمسكهم بها واستعدادهم لتقديم التضحيات من أجلها.
الاخوة الأعزاء إن شعبنا الذي طوى بالوحدة يوم إلى 22 من مايو 995ام ليل التشطير ومآسيه وكوارثه وأعاد بالوحدة الاعتبار لتاريخه وجسد من خلالها الوفاء لتضحيات مناضليه وشهدائه الأبرار ودخل معهم عهدا جديدا نحو تجسيد أمانيه في بناء دولة عصرية حديثة دولة المؤسسات الدستورية يرتكز بنيانها على تلد الأسس والثوابت ويشتد عودها بالالتزام بالنظام والقانون والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان لن يفرطوا أو يساوموا أبدا في إنجازه الوحدوي العظيم المحصن بالديمقراطية مهما كانت التحديات والصعوبات فاجعلوا الوحدة أيها الاخوة في قلوبكم حياة ونبضا وفي عيونكم نورا يبدد أوهام الحالمين بالتشطير ويسقط أقنعة الزيف التي تخفي مدى الحقد الذي يكنه الأعداء لجمهوريتنا اليمنية، فالوحدة هي قدرنا الأزلي وضمانتنا الأساسية في قدرة شعبنا على حماية كيانه وعلى أداء أدوار فاعلة وإيجابية على المستوى الوطني والقومي وا لدولي..
الاخوة الأعزاء..
إن المنعطفات الحاسمة في حياة الأمم والشعوب هي التي تقود إلى التحولات العظيمة وتصنع تجليان التاريخ الرائعة وهي الفرصة الحقيقية التي يبرهن فيها الشرفاء المخلصون على أصالة معادنهم ومبدئية مواقفهم التي لا مجال فيها للتسويف أو النكوص عن أداء الواجب وأن الوطن اليوم وهو يعيش منعطفا هاما باتجاه الانتصار لوجوده ومستقبله الوحدوي المزدهر بإذن الله في حاجة إلى تضافر كل أبنائه وقواه السياسية والاجتماعية ليبرهنوا عن أحقيتهم بالانتماء إليه ليعكسوا بصدق مواقفهم وإخلاصهم وحرصهم على تحني! ه كل ما يهدد حاضرة ومستقبله وأيا كانت التباينات فإن الحوار هو السبيل الأمثل لمعالجة كافة القضايا وحل كل الاختلافات وصولا إلى الأفضل على قاعدة الالتزام بالديمقراطية والتعددية الحزبية وا لسياسية والشرعية الدستورية ومؤسساتها باعتبار أن الالتزام بها هو الوسيلة الوحيدة للتغلب على كل التحديات للوصول بالجميع إلى الانطلاق من موقف واحد في اتجاه واحد وفي إطار المصلحة العليا للوطن.. وعلينا أن نعمل جميعا على أن نحترم الرأي والرأي الآخر وأن تتوافق شعاراتنا مع ممارستنا فلا نزيف وهما ولا نقلب حقيقة وأن وطننا اليمني وهو يخوض هذا التحدي بحاجة اليوم أكتر من أي وقت مضى أن نضعه جميعا في حدقات عيوننا لنحميه ونصونه ونجنبه كل المخاطر من أي جهة جاءت ليظل دوما وطنا للوحدة والديمقراطية والمحبة والإيمان والإخاء والتقدم والسلام..
وفقكم الله وسدد على طريق الحق والخير خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..