رئيس مجلس الرئاسة في مقابلة مع صحيفة الحياة
.الحياة.. كيف تنظرون لشكل عام إلي نتائج الانتخابات.. وما هو تقييمكم لها؟ ألا تروق هناك بعض السلبيات فيها؟ أ م لا ترون سوى إيجابيات؟
الرئيس: نحن ننظر إلى عملية الانتخابات بإعجاب وبتقدير حيث جرت بسلام والفضل كل الفضل في ذلك يعود لشعبنا والى الحس الوطني لدى أبناء كل الشعب وتفاعل كل التنظيمات والأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة والتي تعاونت على إنجاز الانتخابات وأيضا المتنافسون في الانتخابات كانوا على مستوى من الوعي في الحفاظ على سلامة التجربة ونجاحها.. طبعا قد تحدث بعض الاختراقات لكن مهما حدث من سلبيات أو اختراقات في هذه التجربة فالإيجابيات اكثر من السلبيات.. وما حدث من السلبيات هو نتيجة قصور في بعض الترتيبات.. وأيضا ما يردد حول الطعون.. فأنا قد صرحت في يوم الثلاثاء/ يوم الاقتراع/ أن كل حزب أو مرشح لن يحالفه الحظ في النجاح سيحاول أن يطعن في سلامة الانتخابات وهذا ما حدث بالفعل..وكما علمت بأن هناك اكتر من طعن من اكثر من حزب وكل حزب يسمع أن الحزب الفلاني طعن فيطعن هو من جانبه من أجل أن لا يقال انه هو السبب في الاختراقات.. وكما فهمت أن الحالات لا تزيد عن سبع حالات أساسية والبقية كلها طعون بقرارات سياسية من بعض الأحزاب السياسية وهذا مضر على الأحزاب التي تقدم الطعون لأنها تشوه هذه التجربة الناجحة والتي شهدت المنظمات الدولية والصحافة الدولية على سلامة ونجاح ونزاهة الانتخابات.
الحياة هناك ملاحظة أعتقد بأنها مهمة بالنسبة للنتائج.. وهذه الملاحظة تتعلق أساسا بحصول الحزب الاشتراكي على معظم المقاعد في المحافظات الجنوبية والشرقية بمعنى آخر أنه أكتسح عمليا هذه المحافظات.. فيم لم يتمكن الاشتراكي من تسجيل أي اختراق الشمال كما أن المؤتمر والإصلاح لم يتمكنا من الذهاب بعيدا في تحقيق نتائج في الجنوب وفي الحافظات الشرقية.. ما هو تقييمكم لهذا الوضع الذي يقول بعضهم أنه يكرس التشطير بدلا من أن يقضي عليه؟
الرئيس: نحن نأسف لان الحظ لم يحالف الحزب الاشتراكي في الحصول على مقاعد كثيرة في المحافظات الشمالية.. ويؤسفنا أيضا أن المؤتمر لم يحصل على معظم المقاعد في المحافظات الجنوبية.. وكنا نتمنى أن يحصل الاشتراكي على اكثر من 55% في المحافظات الشمالية والعكس صحيح.. وبالتأكيد فان النتائج المحققة بالفعل ستفسرها القوى المعادية ولكننا نعتبر اليمن أساسا هو دائرة واحدة لا شمال ولا جنوب ولا ننزعج فهذه بداية طيبة أن تنجح الانتخابات.. ومن الشيء المؤسف انه لم يتم التنسيق بين الاشتراكي والمؤتمر بما لا يخل أو يؤثر على مسيرة الديمقراطية وعلى الانتخابات العامة أو حرية الناخبين.
. الحياة: الاشتراكي كان يدعو للتنسيق وانتم تدعون للدمج أو التوحيد؟
الرئيس: لدينا وثيقة اسمها التنسيق والتحالف والتوحد وهذه موجودة ولازالت تناقش بين المؤتمر والاشتراكي.. ومع ذلك فنحن لسنا قلقين لا في الاشتراكي ولا في المؤتمر حول ما حصل وحول النتائج.. ونتوقع أن يتخذها أعداء الحرية والديمقراطية والوحدة اليمنية فرصة للبلبلة والتحريف.. وبإمكانك أنت أن تطلع على مجمل الأصوات التي حصل عليها الاشتراكي في المحافظات الشمالية ومجمل الأصوات التي حصل عليها المؤتمر والإصلاح وبقية الأحزاب في المحافظات الجنوبية.. فبغض النظر عن النتائج وعن من فاز.. فلسنا منزعجين فالأصوات كثيرة وإيجابية ونعرف كم حصل في الشمال للاشتراكي رغم عدم فوزه في صنعاء مثلا ورغم عدم فوز بقية الأحزاب في عدن لكن هناك أصواتا موجودة للاشتراكي مثلما للآخرين أصوات.
. الحياة: كيف تعتقدون أن الاشتراكي سيستثمر ما حققه في الجنوب في المستقبل في أي اتجاه؟
الرئيس: سيستثمره في تعميق الوحدة الوطنية.. وكل وطني لابد أن يعمل على هذا الأساس.. مثل ما يجب على المؤتمر أن يوظف هذا في اتجاه تعميق الوحدة الوطنية..
. الحياة ” كيف تتصورون العلاقة الجديدة بين الاشتراكي والمؤتمر بعد الانتخابات؟
الرئيس: هناك بحث للتحالف وتشكيل كتلة برلمانية بين الاشتراكي والمؤتمر مع إتاحة الفرصة للأحزاب الفعالة وبالذات الإصلاح.. للتشاور حول تشكيل كتلة برلمانية على أساس الالتزام بالثوابت والأسس والمنطلقات التي يشكل نواتها ميثاق العمل السياسي الموقع بين المؤتمر والاشتراكي.
. الحياة: هل تتصورون أن مثل هذا التحالف يمكن أن ليعكس على الحكومة، أي أن تكون الحكومة ائتلافية مع الاشتراكي والإصلاح؟
الرئيس: هذا ما سيتم.
. الحياة: ستكون هناك حكومة يمثل فيها الإصلاح أيضا؟
الرئيس: الإصلاح والمؤتمر إذا التزما بالأسس والمنطلقات التي ذكرتها.. والذي يريد الخروج إلى المعارضة فله الحق بذلك.. لكن لن نقبل الشراكة على أساس أن أي حزب يكون شريكا ومعارضا في نفس الوقت.. ولهذا من أراد أن يدخل في الائتلاف يجب أن يسحب نفسه من المعارضة ومن أراد أن يكون في المعارضة فليسحب نفسه من الائتلاف..
الحياة: ألا تعتقدون أن مثل هذه الحكومة الائتلافية ستجعل من المستبعد الاستعانة بالشخصيات والكفاءات التي يحتاجها البلد في المرحلة المقلبة؟.. ذلك أن كل حزب سيسعى إلى فرض مرشحين معينين فيقل عدد العناصر الكفؤة التي يمكن أن تستخدم في قطاعات معينة.؟
الرئيس: بالتأكيد سنحرص على إيجاد العناصر الفنية والكادر الأساسي الذي لا يستطيع أن يتخلى عنه النظام.. يعني الكوادر الفنية في الحكومة.
. الحياة: كيف ترون الحكومة الجديدة وجوه جديدة؟
الرئيس: بالتأكيد لابد من التغيير وإيجاد وجوه جديدة.
الحياة: ما ذا تتوقعون، هل سيكون تشكيل الحكومة الجديدة قبل إجراء التعديلات الدستورية أم بعدها؟
الرئيس: نحن أولا سنعمل طبقا للدستور ولا نستطيع الخروج عن الدستور..
. الحياة: الحكومة قبل التعديلات الدستورية
الرئيس: إذا اتفقنا على التعديلات الدستورية وتم إنجازها في اجتماع لمجلس النواب يمكن أن تشكل الحكومة فيما بعد أو إذا لم يتفق على التعديلات فيمكن أن تشكل الحكومة ثم يتم إجراء الإصلاحات الدستورية.
. الحياة. هل يمكن إعطاؤنا فكرة عن الإصلاحات الدستورية بشكل عام؟
الرئيس: تحديد شكل رئاسة الدولة- إنهاء الازدواجية بين السلطات المختصة التنفيذية والقضائية والتشريعية- استحداث مجلس شورى جديد ينتخب فيه ممثلون عن المحافظات بالتساوي مع تعيين بعض الكفاءات والشخصيات الفاعلة في المجتمع في هذا المجلس- إقامة الحكم المحلي وهذه من الأشياء المهمة التي ستمكن من انتخاب المحافظين ومديري المديريات. هذه من الملامح الأساسية للتعديلات الدستورية.
. الحياة: كيف تتصورون عملية التداول السلمي للسلطة؟ هل تعتقدون أنه يجب إيجاد ضوابط حتى للرئاسة؟
الرئيس: الرئاسة حددناها في مشروعنا بدورتين فقط لتتأهل ا أحزاب تتأهل القيادة لتداول السلطة.
. الحياة.. كل دورة كم مدتها؟
الرئيس: خمس سنوات.
. الحياة: يعني ممكن أن تتركوا الحكم بعد عشر سنوا ت؟
الرئيس: قد يمكن اترك الحكم قريبا.
. الحياة: هل تتصورون أن العلاقة ستكون سهلة مع الإصلاح؟
الرئيس: العلاقة بين المؤتمر والإصلاح والاشتراكي ضرورة وطنية ولابد أن يكونوا في إطار الائتلاف وتجمعهم أسس وثوابت معينة/، توجد قواسم مشتركة تجمع بين الجميع- المؤتمر والإصلاح والاشتراكي وبقية الأحزاب السياسية الفعالة التي تشعر بالمسؤولية الوطنية- لان البلد بحاجة إلى أن تكون الجبهة الداخلية قوية مع تجنب كل السلبيات التي حدثت ورافقت مسيرة الفترة الانتقالية.
وأنا متفائل أن الأحزاب كلها متفائلة وكل واحد بدأ يقيم نفسه تقييما جيدا.. وانه اصبح في الوطن ثلاث قوى رئيسية هي المؤتمر والإصلاح والاشتراكي وبقية الأحزاب ستأخذ مكانهما الطبيعي منه من سيكون مع الإصلاح وآخر مع المؤتمر وجانب مع الاشتراكي ونحن حتى الآن نسعى مع الاشتراكي للتوحيد.. فنحن ولا زلنا نبحث مع الاشتراكي موضوع التوحد للمصلحة الوطنية ونحن في المؤتمر لا زلنا نبذل جهدا مع الأخوان في الاشتراكي لتوحيد الحزب والمؤتمر مع إيجاد معارضة قوية.. ولنفرض أن المعارضة تتمثل في الإصلاح كونه من الممكن آن يشكل المعارضة الرئيسية.
. الحياة: هل ترى أن هناك تحسنا في علاقات اليمن العربية؟
الرئيس: نحن نبذل جهودا كما هي العادة من أجل تعزيز علاقات اليمن مع أشقائها وقد حدث في الماضي بسبب أزمة الخليج بعض الفتور في العلاقات العربية- العربية ولكن الأمور بدأت تسير الآن إلى الأحسن بعد أن انقشعت الغيوم وبدأت تتضح المواقف بصورة افضل.
. الحياة: وزيارتكم إلى مصر لماذا لم تتم وكذلك زيارة الرئيس محمد حسني مبارك؟
الرئيس: أنا اعتذرت عن الزيارات إلى خارج اليمن من 22 مايو 990 ا م وذلك بسبب الظروف الداخلية التي كانت تقتضي بقاءنا حيث انه كانت هناك أعباء كبيرة بعد قيام الجمهورية تتمثل في إنهاء مخلفات التشطير والتفرغ لبناء وترسيخ أسس الدولة الجديدة حيث تركز الاهتمام على إصلاح البيت من الداخل ولكن الآن وبعد إنجاز الانتخابات وإجراء الإصلاحات الدستورية ونهوض المؤسسات بواجباتها فإننا سنلبي الدعوات ولن نتردد في القيام بزيارات لأشقائنا وأصدقائنا وبما يعزز العلاقات الثنائية وينمى من المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
. الحياة: كيف تفسرون الاهتمام الأمريكي بالانتخابات وبالتجربة الديمقراطية في اليمن؟ هل هو اهتمام سابق للانتخابات أم انه تصحيح حدث بعد أن أصبحت الانتخابات امرا واقعا.؟
الرئيس: كان هناك إعلام خارجي ظالم ظل يشكك في قدرة اليمنيين على إجراء الانتخابات مثلما كان يشكك في قدرتهم على تحقيق الوحدة.. وبالنسبة للأمريكان فإنهم شجعوا منذ البداية النهج الديمقراطي في بلادنا ورحبوا بإجراء الانتخابات وبنجاحها ودعمهم للانتخابات والديمقراطية في بلادنا كان دعما معنويا وإعلاميا وليس ماديا.
عموما نحن مرتاحون ونعتز كثيرا بالاهتمام العالمي ومن ضمنه الاهتمام الأمريكي بتجربتنا الديمقراطية ونشعر أن العالم سيتقبل بارتياح النجاحات التي حققتها بلادنا في المجال الديمقراطي وسوف ينعكس ذلك على العلاقات بين بلادنا وكثير من بلدان العالم..
. الحياة. هل تميزون بين تعامل الرئيس كلينتون مع اليمن وتعامل الرئيس السابق بوش؟
الرئيس: نحن لا نرى فرقا.. السياسة الأمريكية ثابتة وهي تقوم على أساس المصالح والمنافع المتبادلة ونحن متفائلون أن يكون تعاملنا مع إدارة كلينتون إيجابيا ومتطورا تماما متثلما كان التعاون قائما مع إدارة بوش..
. الحياة: ولكن في الفترة الأخيرة من عهد الرئيس بوش كان هناك فتور في العلاقات مع الولايات المتحدة.؟
الرئيس: كان لازمة الخليج آثارها وانعكاساتها السلبية على العلاقات اليمنية الأمريكية لكن الوضع الآن افضل.. من المؤسف انه كان هناك لبس في فهم الموقف اليمني.. نحن التزمنا بكل قرارات الشرعية الدولية وتحفظنا على قرار الحرب لأننا كنا من دعاة الحل العربي.