رئيس مجلس الرئاسة في مقابلة مع صحيفة الحياة
صحيفة الحياة: متى تتصورون موعد الانتخابات؟ وهل أنتم متأكدون أن هذه الانتخابات سوف تجرى؟
الرئيس: أولا.. نحن متأكدون أن الانتخابات ستجري قبل نهاية الفترة الانتقالية.. واللجنة العليا عاكفة في الوقت الحاضر على توزيع الدوائر التي تتألف من 301 دائرة.. نحن مطمئنون إلى أن الإجراءات تسير سيرا حسنا ولا تأجيل أو تأخير للانتخابات.
صحيفة الحياة: لكن الوقت لم يعد يسمح بذلك إطلاقا لم يعد سوى شهر ونصف شهر ولا نجد أي عمل ملموس قامت به اللجنة حتى ألان؟
الرئيس: التقرير الأول المقدم من اللجنة العليا يؤكد أن الانتخابات ستتم قبل انتهاء الفترة الانتقالية.
صحيفة الحياة: أين سيصوت العسكريون في مكان وجودهم أم في دوائرهم الأصلية؟
الرئيس: العسكريون هم من مواطني الجمهورية وقانون الانتخابات يحدد كيف تتم طريقة التسجيل والانتخاب.
صحيفة الحياة: في دوائرهم الأصلية أم حيث هم موجودون؟
الرئيس: القانون يقول في دوائرهم الأصلية ويجوز في محل الإقامة..
صحيفة الحياة: هل العسكري يعتبر مقيما في المنطقة التي فيها وحدته.؟
الرئيس: المسألة تبحث الآن أمام لجنة الانتخابات والأحزاب.. هل العسكري يعتبر مقيما أم ممن ينطبق عليه شرط محل الإقامة أو مقر العمل لان العسكري غير مستقر ويعتبر في حالة تنقل مستمر فيختلف وضعه عن وضع موظفي الخدمة المدنية.
صحيفة الحياة: هذا لم يبت بعد؟
الرئيس: مازال موضع بحث أمام اللجنة.
صحيفة الحياة: وانتم تحبذون أي اتجاه؟
الرئيس: نحن ما عندنا مشكلة فيمكن أن يصوت العسكري في دائرته الأصلية أو في محل إقامته لكننا نريد أن لا يحدث خلل في الانتخابات العامة أو هضم الحق الانتخابي لأي مواطن أو مرشح.. وربما إذا صار للعسكريين ترشيح في دوائر مقر الإقامة ويسمح بحق الترشيح والانتخاب فقد تحرم الدائرة ويصبح المرشح من خارج المنطقة..
صحيفة الحياة: كيف تتصورون العلاقات بين الأحزاب قبل الانتخابات، هل ستكون هناك تحالفات بين المؤتمر الشعبي واحد الأحزاب المعنية أم سيكون هناك مجرد تنسيق.؟
الرئيس: هناك أحزاب في تصوري تتقارب في برامجها وربما قد تتحالف والأحزاب التي لن تتقارب برامجها ربما تنسق.. وهناك أحزاب وصلت إلى قناعة بأنها ربما ستتوحد.
صحيفة الحياة: اذا لا تستبعدون التحالفات؟
الرئيس: لا نستبعد التحالفات والتنسيق والد!مج .
صحيفة الحياة: حتى مع الحزب الاشتراكي؟
الرئيس: حتى مع الحزب الاشتراكي.
صحيفة الحياة: هل صحيح أن ا لمؤتمر الشعبي اقترح الدمج على الحزب الاشتراكي؟
الرئيس: الحقيقة هذا الأمر كان مطروحا في وقت سابق وكان البحث في هذا الأمر مشتركا بين الحزب والمؤتمر وربما الأصح القول إن فكرة الدمج طرحت من قبل الحزب في وقت مبكر وكان المؤتمر يرى انه ربما تفسر التنظيمات والأحزاب السياسية ذلك بأنه التواء واحتواء للديمقراطية فكان المؤتمر مترددا لكن في الآونة الأخيرة طرح الدمج بسبب عوامل داخلية ووطنية وموضوعية
صحيفة الحياة: انتم طرحتم الدمج.؟
الرئيس: طرح المؤتمر مجددا موافقته على الدمج مع الحزب الاشتراكي. فعندما وافق المؤتمر على الدمج بدأ بعض الأخوان في قيادة الحزب يترددون ويحبذون التحالف ونحن أكدنا لهم أن الدمج هو الشيء الأمثل ولا يخل بالديمقراطية ومن حق أي أحزاب سياسية تتقارب برامجها أن تندمج وهذا ليس تحايلا على الديمقراطية بل نحن نؤمن بالمنافسة الحزبية في إطار التعددية وهناك أحزاب أخرى موجودة في الساحة والدمج لا يعني انه سيكون احتواء أو التفافا على الديمقراطية ومع كل ذلك وأمام تلك الرغبة فقد وضعنا لهم مشروعا للتنسيق.
صحيفة الحياة: ا نتم لا تستبعدون التحالف؟
الرئيس: بالنسبة لنا وجهة نظرنا محددة بالدمج أو بالتنسيق
صحيفة الحياة: أما الدمج وأما التنسيق وأما التحالف؟
الرئيس: بالنسبة لنا بين الحزب والمؤتمر هو التنسيق أو الدمج هذا ما نحن بصدده واتفقنا عليه وربما سيكون هناك تنسيق.
صحيفة الحياة: هل انتم مستعدون لإعطاء الاشتراكي نوعا من الضمانات لما بعد المرحلة الانتقالية؟
الرئيس: نحن لا نعتبر انه يوجد واحد اكبر من الآخر.. الناس موجودون في الساحة الوطنية وما فيش حد يستطيع أن يعطي ضمانات.. كلنا نقدم ضمانات لبعضنا البعض ونقدم ضمانات لكل القوى السياسية، لا نريد أن نستبق الحدث ونعتبر أن حزبا ما سيكون منتصرا يقدم ضمانات لحزب آخر.. لأننا لازلنا أمام المحك في الساحة.. نحن لا نعرف آي حزب سيكون هو حزب الأغلبية.. المفروض أن تكون هناك ضمانات مشتركة بين الكل.
صحيفة الحياة: هناك وفد من الخبراء اليمنيين يتفاوضون حاليا في السعودية.. ما هو تقييمكم لما جرى حتى الآن؟
الرئيس: حتى الآن الوفد صار له اكثر من أسبوع في السعودية من اجل التحضير
لآلية المفاوضات بين الحكومتين.. قدمت أوراق عمل من جانب اليمن ومن الأشقاء في السعودية ولا يزال الوفد المفاوض في جدة حتى الآن بعد أن انتقل إلى الرياض حول أوراق العمل التي قدمت من الطرفين بحيث يتم الوصول إلى صيغة مشتركة تجمع بين أوراق العمل التي قدمت من اليمن والتي قدمت من السعودية.
صحيفة الحياة: هل تعتقدون أن هناك مخاوف على الوحدة اليمنية في ضوء كل ما يجري حولها؟
الرئيس: نحن كما أكدنا سابقا لا نرى مخاوف على الوحدة لأن الشعب هو صانع الوحدة وهو الحامي والحارس للوحدة والذي حقق الوحدة هو الشعب اليمني بإرادة حرة وبأسلوب ديمقراطي حضاري لا غالب فيه ولا مغلوب.
صحيفة الحياة: كان هناك حديث عن زيارة لكم إلى مصر ما الذي يجري عمليا؟
الرئيس: الحقيقة تلقينا عدة مكالمات وعدة اتصالات لزيارة مصر وتلقينا دعوة من أخي الرئيس محمد حسني مبارك لزيارة مصر وكنا قد حددنا موعد القيام بالزيارة في رمضان وابلغنا الأشقاء في مصر بموافقتنا على الزيارة وتحديد موعدها.. وفي وقتها والاتصالات مستمرة بيننا.
صحيفة الحياة: كيف تتصورون وضع اليمن في فترة ما بعد الانتقالية؟ هل ستكون هناك إصلاحات دستورية تتلاءم هذه المرحلة على صعيد تكوين مجلس الرئاسة تحديدا وإعادة تنظيم الأمور بشكل افضل والاستفادة من الأخطاء التي وقعت خلال المرحلة الانتقالية؟
الرئيس: نحن ننظر إلى المستقبل بتفاؤل مثلما كنا ننظر إلى تحقيق الوحدة نحن ننظر إلى المستقبل ونرى انه سيكون افضل مما هو الآن. بالنسبة لنا لا نستبعد أن يقوم البرلمان بإصلاحات دستورية خصوصا على الدستور الذي وقع على عجل، ربما تجري بعض الإصلاحات الدستورية بعد الانتخابات.. ولا نستبعد أن تكون معظم الأحزاب والقوى السياسية مجمعة على الإصلاح الدستوري لان هناك بنودا في الدستور متداخلة مع بعضها البعض والبعض بحاجة إلى توضيح أكثر.
صحيفة الحياة: استغرب انه مضى أسبوع ولم يحصل أي انفجار، لماذا توقفت هذه الانفجارات في صنعاء؟
الرئيس: ربما لأن أجهزة الأمن توصلت إلى خيوط مهمة عن منفذي جرائم الانفجارات وهي الآن بصدد المتابعة واتخاذ كل الإجراءات للقبض على كل مرتكبي حوادث الانفجارات وإن شاء الله ستحاكم خلال الأيام المقبلة العناصر التي أخلت بالأمن.
صحيفة الحياة: ـ سمعت أن هناك عناصر قبض عليها وأنها أدت لاعترافات وان هدفها هو زرع البلبلة فقط وليس القتل. هل هذه معلومات صحيحة؟
الرئيس: بالفعل هناك عناصر تم القبض عليها وأدت بمعلومات خطيرة ومهمة لا تستطيع الأجهزة الأمنية أن تكشف عنها لمصلحة وطنية قومية وهذه العناصر هدفها زرع الشك وإيجاد أزمة ثقة بين التنظيمات والأحزاب السياسية نفسها وربما كان هدفها أيضا الحيلولة دون أجراء الانتخابات العامة في ظل ما تقوم به من إقلاق أمنى، وهذا كان من أهداف التفجيرات والقبض على كل مرتكبي هذه الحوادث وإحالتهم إلى المحاكمة سوف يوضح الصورة للرأي العام اليمني والمواطن العربي بشكل عام. وفي بعض القضايا لا تنشر المعلومات إذا كانت هناك مصلحة قومية أو وطنية.. ونحن نفضل من حيث المبدأ نشر هذه الحقائق للجمهور اليمني وللجمهور العربي أيضا وللرأي العام الدولي…
صحيفة الحياة: ما هو موقفكم من الحادث الحدودي بين السعودية وقطر؟
الرئيس: الحقيقة موقفنا واضح ونحن نأمل بأن تحل الخلافات بين الأشقاء في دولة قطر والمملكة العربية السعودية بطرق ودية وأخوية فللمصلحة الوطنية وللمصلحة القومية العليا ولمصلحة المنطقة ألا تتصعد مثل هذه المواقف الحدودية فباستطاعة البلدين الجارين وهما عضوان في مجلس التعاون الخليجي حل هذه المشكلة بشكل ودي وسلمي وبما يضمن حقوق الطرفين ودون انتقاص من حقوق أي منهما.. ونحن واثقون من حكمة الاخوة في السعودية وقطر ومن أن باستطاعتهم أن يحلوها وديا واخويا.
صحيفة الحياة: وماذا بالنسبة إلى ما حصل بين دولة الإمارات وإيران بشأن جزيرة أبو موسى وجزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى وما هو موقف اليمن من ذلك؟
الرئيس: نحن أيضا نأمل من الأشقاء في الإمارات العربية وإيران بان يحلوا هذه المشكلة بشكل ودي ونحن من حيث المبدأ لا نقر أن يستولي أي طرف على أراضى الغير بالقوة بل نحن ندين أي طرف يبتلع الطرف الآخر بالقوة مهما كان حجم القوة أو مكانتها في المنطقة أو مكانتها العسكرية أو المادية إذ يجب احترام السيادة والاستقلال لكل دولة وأي خلاف حدودي يجب أن يحل بشكل ودي فهناك قانون دولي يمكن الاحتكام أليه.. نحن في اليمن أجرينا حوارا مع الأشقاء في سلطنة عمان استمر حوالي عشر سنوات وتوصلنا بشكل اخوي وسلمي إلى توقيع اتفاقية نهائية للحدود ونحن الآن نطمح إلى حل مشكلة الحدود مع الأشقاء قي السعودية بنفس الروح وعلى أساس لا غالب ولا مغلوب وفي حالة عدم وصول الطرفين إلى حل لمشكلة الحدود بشكل ودي يمكن الاحتكام إلى الشرعية الدولية والى القانون الدولي.