رئيس مجلس الرئاسة في مقابلة مع إذاعة مونت كارلو
مونت كارلو/ في عالم تسيطر عليه الحروب والتشرذمات السياسية والدينية والقبلية ووصلت فيه الهمجية الإنسانية حدا تجاوزت كل الفضائع البشرية، تأتي تجربة اليمن الوحدوية. خوفنا كبير على هذه الخطوة التاريخية، هل خوفنا في محله وهل هناك ما يبرره؟
الرئيس: أولا لا قلق على الوحدة اليمنية ولا على التجربة الديمقراطية الوحدة اليمنية محروسة بعناية الله سبحانه وتعالى وبالالتفاف الجماهيري الواسع، أيضا الديمقراطية بنفس الاتجاه هي الخيار الوحيد الذي لا حياد عنه أو تراجع. ربما سؤالك انطلق من حملة إعلامية مضادة وبالتأكيد هناك حملة إعلامية مضادة من خارج الوطن اليمني وعلى وجه الخصوص من بعض الأشقاء الذي ما كنا نريد لهم أن يحملوا على اليمن هذه الحملة المسعورة، كان المفروض أن تأتي هذه الحملة من الأطراف الأخرى ولكن العكس ربما البلدان الصديقة متعاطفة مع تجربة اليمن في إعادة الوحدة وعلى طريق الديمقراطية وكان هناك تعاطف إنساني جيد ونأمل أن الأشقاء ولا نقول أنظمة ولكن نقول أقلاما مسعورة أو أقلاما مأجورة تتبع هنا وهناك نتيجة لعدم قدرتها على أن تسلك نفس السلوك الديمقراطي الذي اختطته اليمن. من هذا المنطلق تحاول أن تشكك في هذه التجربة لنظل كلنا نراوح في هذا المكان حتى يبرهنوا أن الوطن العربي غير قادر على اجتياز هذه المرحلة وانه لا يزال متخلفا غير متفاعل مع الديمقراطية.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس المرحلة الحالية من العملية الانتخابية (القيد والتسجيل، مرت بسلام والشعب اليمني كما هو معروف وكما لاحظت مسلح حتى العظم، وجدت الأحزاب والصحف تعد بالعشرات وهناك فعلا خوف من هذه الحالة التسلحية والتعددية لأول مرة، الديمقراطية في ظل نظام قبلي ومع ذلك مرت هذه المرحلة بسلام هل من المتوقع استمرار هذه العملية السلمية كما هو حادث حتى تاريخ الانتخابات؟؟
الرئيس: أولا لقد حاولت الصحف المعادية للوطن اليمني أن تصور أنه لا يمكن أن تكون في اليمن انتخابات، أنه لا توجد ديمقراطية وانه لا يمكن إن تتحقق انتخابات أو تصل مرحلة القيد والتسجيل كانت الصحف المعادية والقوى المعادية للثورة والوحدة والديمقراطية تشكك بعدم وجود وحدة يمنية ولكن بالرغم من ذلك تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 م وأثبتنا عكس ما كتبته أقلام القوى المعادية للثورة اليمنية.. والآن نثبت من خلال العملية الانتخابية إننا استطعنا أن نتحدى هذه القوى المعادية رغم ما سخرته من أموال وما روجته من حملات إعلامية.. وهاهو شعبنا وهو يتوجه إلى مراكز القيد والتسجيل يبرهن على ذلك وكنا في الأول عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة نقول إن هناك بعض التباطؤ ولكن في الواقع لم يكن هناك أي تباطؤ أو ضعف في تدفق المواطنين على القيد والتسجيل وكانت هناك مناطق شاسعة جبليه وصحراوية متباعدة.
وقد حدث إقبال كبير حيث يعتبر الإقبال أفضل إقبال شهدته أي فعاليات مماثلة خاصة
في الأسبوعين الأخيرين من مرحلة القيد والتسجيل.. ولأن عملية القيد والتسجيل تسير بانتظام وهدوء ولم نبلغ بأي حادث يخل بسير العملية الانتخابية، فالأمور تسير سيرا حسنا والقيد والتسجيل كما رسم له وحدد وسيكون في 27 أبريل 993ا م حيث سيقترع الشعب اليمني يوم السابع والعشرين من أبريل بإرادته الحرة ليختار ممثليه في مجلس النواب في طار التعددية الحزبية والسياسية ولا تأخير ولا تأجيل ليوم 27 أبريل بإذن الله وهذا ما نحب أن نوضحه حول جانب التدفق الجماهيري على مراكز القيد والتسجيل، ولقد ذكرت أنت في سؤالك أن شعبنا مدجج بالسلاح ولكنه مدجج بالأخلاق أيضا مع تدججه بالأسلحة مدجج بالمثل والقيم الإنسانية والقيم العربية الأصيلة، فلا يؤمن بالعنف وإذا ظهرت أي ظواهر سلبية فطبيعي أن أي مجتمع تظهر فيه مظاهر سلبية وكما هو الحال في الدول المتقدمة يمكن أنك في بعض تلك الدول لا تستطيع الخروج بعشرة آلاف دولار لكنك تستطيع أن تتحرك في شوارع اليمن بعشرين مليون دولار أو أكثر من ذلك دون أن يعترضك أحد، وبعض الحمالات التي حدثت لبعض شركات النفط نحن نعرف الهدف منها وهو عرقلة أعمال الشركات العاملة في مجال النفط والغاز في اليمن لكن يظل الشعب اليمني في وضعه القديم وان لا يحقق اكتفاء ذاتيا في احتياجاته المعيشية الاقتصادية والزراعية والاجتماعية.. ويريدون بهذا العمل التخريبي إقلاق الأمن وإقلاق الشركات العاملة.. ولكن هناك شركات كثيرة ممتازة وصامدة وتعمل دون اكتراث لذلك لأنها تعرف الهدف من ذلك وهو إقلاق الشركات العاملة في اليمن ليظل الشعب اليمني مهاجرا من وطنه غير معتمد على ثروته الوطنية.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس.. هناك سؤال بسيط ولكن له دلالات كثيرة. في الوقت الذي يشككالجميع بحدوث الانتخابات في موعدها المحدد هل تستطيعون الجزم بأن 27 أبريل سيكون فعلاالاستحقاقات النيابية والانتخابات النيابية والموعد مع التاريخ؟
الرئيس: أؤكد جازما ومتفائلا أيضا أن لا تغيير ولا مجال للتغيير أو التأجيل أو التأخير عن يوم 27 أبريل القادم يوم الاقتراع لاختيار نواب الشعب ولا أحد يمتلك هذا القرار بالتاجي لأن يوم 27 إبريل 1993 م تنتهي مشروعية كل الهيئات التشريعية فلابد من مشروعية جديدة والذي يراهن على تأجيل الانتخابات يراهنون على جواد خاسر وننصحهم بتغيير حساباتهم. في ظل المتغيرات الدولية والمعطيات الجديدة لبلادنا وفي ظل تجاربهم السابقة مع اليمن، فاليمنيون كلما واجهوا أو سمعوا عن التآمر كلما ازدادوا صلابة وقوة وتمسكا بوحدتهم اليمنية
مونت كارلو/ فخامة الرئيس. مرحلة العامين الماضيين تميزت بأعمال العنف، بعضها ذات طابع سياسي وبعضها قبلي وبعضها ديني كما حدث مثلا في قضية الفضلي وتنظيم الجهاد، إلى أي مدى تثير هذه المظاهر خوفنا على الوحدة والتنمية في اليمن.. وهل هي ظاهر منفصلة تجاوزتها كل هذه الأمور وهل تؤثر فعلا في المسار الوحدوي والتنموي في هذه البلاد العزيزة؟
الرئيس: هذا ضمن المخطط وضمن ما أكدته بعض القوى المأجورة والعميلة لبعض الأنظمة إنها على استعداد لفركشة الوحدة اليمنية خلال سنتين وضمن هذه الخطة هو ما حدث من أعمال عنف لبعض القوى السياسية ولدينا أدلة ثابتة ودامغة للعناصر التي مارست هذا العنف ومن وراءها ومن الممول لها.. والكثير منها رهن التحقيق والبعض فارون ومطلوبون للعدالة فهذا هو ضمن المخطط لزعزعة الأمن والاستقرار ولكن هذا لا يؤثر على إرادة اليمنيين لأن هذه محسوبة وإنها ستحصل وانه سيحصل تآمر على هذا الحدث الكبير لكن الوحدة محروسة بإرادة الله وبأيمان أبناء شعبنا اليمنى والالتفاف الجماهيري الواسع.
مونت كارلو فخامة الرئيس كيف تستقرئون الخارطة السياسية لليمن بعد الانتخابات..؟
الرئيس: في الحقيقة حماس جماهير شعبنا للانتخابات العامة في 27 أبريل كبير ونتطلع ومعنا كل أبناء شعبنا في التغيير نحو الأفضل في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. وتصحيح الخلل الذي حصل خاصة بعد قيام الوحدة نتيجة دمج النظامين في كيان واحد وتحملنا سلبيات كثيرة جدا من موروثان التشطير أثرت على الوضع السياسي والإداري والاقتصادي.
ونحن الآن ندفع بالانتخابات العامة وذلك للتغيير نحو مستقبل أفضل لبلادنا مع تصحيح الخلل الذي حدث بعد قيام الوحدة.. فحن متفائلون كثيرا بعد الانتخابات العامة خاصة إن الوعي بدأ ينمو والفهم احسن والوعي السياسي لدى المواطن والمقياس سيكون من خلال اختيار النواب. والنواب هنا هم مقياس التغيير، فكلما كانت النوعية ممتازة في مجلس النواب كلما انعكس ذلك على بقية الأجهزة التنفيذية في التغيير، إذا أخذنا النوعية الجيدة لمجلس النواب وكان الاختيار موفقا بالتأكيد سيكون انعكاس ذلك إيجابيا على بقية أجهزة الدولة المختلفة.
مونت كارلو/ جولتكم الميدانية الأخيرة مع أخيكم نائب الرئيس هل كانت ناجحة وقدمت الأشياء التي كنتم تتوقعونها وهي الدفع باتجاه التسجيل وهل شعرتم بمدى تجاوب الجماهير والإقبال الشعبي نحو هذه القضايا وما هي المشاكل وما هي الأسئلة التي ترددت اكثر خلال كل جولتكم الميدانية هذه.؟
الرئيس: كانت الجولة جيدة كثيرا والالتقاء مع الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية وكل أبناء الشعب كانت لقاءات موفقة وجيدة تعرفنا خلالها على كثير من تطلعات المواطنين نحو المستقبل نحو الديمقراطية، نحو التعددية، نحو التغيير ولمسنا بأن تفاؤلهم للانتخابات كبير جدا فكل الناس معلقة آمالها في الانتخابات لأنها سوف تصحح كل الخلل. وأيضا لمسنا بأن هناك التفافا جماهيريا واسعا وحزبيا كبيرا حول سعي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي نحو التوحيد من أجل وحدة القرار السياسي ووحدة الأداة ووحدة العمل وهناك إجماع كبير سواء من المواطنين المستقلين أو من أعضاء المؤتمر أو أعضاء الحزب وأنصاره أو الأحزاب الأخرى والتي هي متحمسة ومتجاوبة مع توحيد الحزب والمؤتمر بما لا يضر بالديمقراطية أو يخل بالتعددية السياسية أو يحجب المعارضة ولكن هي مع وحدتهم في الفترة التأسيسية لبناء الدولة اليمنية الجديدة ولكن لا يبقى القرار مزدوجا من أجل وحدة القرار وتأسيس الدولة فهم مع هذا الاتجاه وبما لا يخل أو يتعارض مع التعددية الحزبية والديمقراطية، وعلى هذا النهج هناك إجماع واسع على هذه الخطوة.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس: بالنسبة للتوحيد والاندماج مع الحزب الاشتراكي حليفكم في السلطة أين وصلت اللجان المشتركة في العمل وهل من جديد يمكن إعلانه الآن أو تفضلون انتظار الفترة واللحظة المناسبة؟
الرئيس: لا يزال البحث مستمرا مع الحزب من حيث المبدأ ولا خلاف على التوحد لكن بعض الإخوان في الحزب يرون هل الآن أم بعد الانتخابات، نحن في المؤتمر الخيارات واضحة.. نريد الوحدة قبل الانتخابات.. يعني لازالت المشكلة مسألة بحث.. الآن أم بعد الانتخابات، وحدة الحزب والمؤتمر تحت اسم تنظيم جديد أو التحالف الأوسع مع بقية الأحزاب أو التنافس هذه خيارات حسمها المؤتمر..
الأخوان في الحزب الاشتراكي مع التوحد لكنهم مازالوا يبحثون هل يتم ذلك قبل الانتخابات وما هي الآلية أو بعد الانتخابات وما هي الآلية.. لكن في مجمل القضايا الناس متفقه على التوحد ونحن متفائلون إن حصل التوحد قبل الانتخابات فليس هناك مشكلة وان جاء بعد ما عندنا مشكلة، المهم الانتخابات تتحقق في ظل تنسيق أ وتنافس أو تحالف أوسع وهذا الشيء الذي سيتم، وهذه خيارات مطروحة مع كل الأحزاب. نحن من وجهة نظرنا نفضل عدم التنافس مع الاشتراكي في هذا الظرف كما هو، طلب الحزب ألا يكون فيه تنافس ونحن نؤيده في هذا الجانب لكن إذا ما تم الاتفاق بين القيادات فليكن التنافس والمهم أن نلتزم بالقوانين، بقانون الانتخابات والدستور ونلتزم بميثاق العمل السياسي ويكون هناك التزامات لنا مثلنا مثل بقية الأحزاب الأخرى، فلهذا نحن متفائلون بأن الانتخابات ستحقق وحدة الحزب والمؤتمر آتية سواء قبل الانتخابات أو بعدها. آتية، آتية..
مونت كارلو/ لكن هذا الكلام يلغي التصورات المطروحة ألان أن هناك اتفاقا مسبقا بين قيادتي الحزبين وان هذا الاتفاق قد تم وبالتالي فإن هذه فقط عملية تطويل للوقت، كلامكم ألان يلغي كل هذه الاطروحات؟
الرئيس: نحن لسنا ملزمين بما يقوله الآخرون، نحن ملزمون فقط بطرح الصورة المرسومة أمامنا والحوار جار بيننا وبين الحزب هذا الحوار، لا اتفاق مسبق ولاشيء غير هذا. الواقع هناك لجان وهناك لجنة سداسية تجتمع وتضع الآن البدائل وتطرح النظام الأساسي والبرنامج الانتخابي والبرنامج السياسي للتوحد ولكن لازالت المسألة محل بحث لدى الحزب الاشتراكي هي هل يكون التوحيد قبل الانتخابات وما هي الآلية.. نحن في المؤتمر نفضل التوحد قبل الانتخابات لنتجنب المنافسة في الانتخابات أو التحالف الأوسع مع بقية التنظيمات السياسية.. وإذا كان هناك تنافس فلا مانع.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس أتمنى أن انتقل ألان لقضية الحوارات التي تمت مؤخرا واعتقد أن هذا ميدان حساس ويؤثر سلبا وإيجاب في مسار الوحدة.. في الفترة الأخيرة شعرنا أن هناك نوعا من التسخين في العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة التي تمت بين مسؤولين في المملكة واليمن.. واستبشرنا خيرا.. لأنه في النهاية أي اتفاق سوف يكون في سبيل تحسين أواصر العلاقة والصداقة فهل هناك من بوادر علاقات جديدة / تقدم جديدا أم مازالت الأمور تتراوح كما هي وليس هناك أي جديد يذكر..؟
الرئيس: نحن نرى لابد من وضع أسس للعلاقات المستقبلية بيننا وبين الأشقاء لا تحكمها العواطف ولا تحكمها الانفعالات، بل يحكمها التعامل مع الواقع والأسس الصحيحة لهذه العلاقات.. وأما بالنسبة لقضية الحدود والرسائل المتبادلة لها فإنها مسألة قديمة بيننا وبين الأشقاء ولن يكون البحث جديدا ولكن البحث قديم ونحن أعلنا منذ قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو أننا على استعداد لبحث قضايا الحدود مع الأشقاء وحلها بطرق أخوية وسلمية وفي إطار الحقوق التاريخية والقانونية لكل الأطراف.
وبالفعل بدأنا بحل المشكلة مع الأشقاء في سلطنة عُمان وكان حلا وطنيا لليمنيين والعُمانيين ونحن نتطلع إلى أن تحل المشكلة بيننا وبين الأشقاء في السعودية بنفس الاتجاه وبلا ضرر أو ضرار. علينا وعليهم وتحل المشكلة بشكل اخوي.. وقد أرسلنا لهم وجهة نظرنا وتسلمنا وجهة نظرهم ولازلنا نتبادل الرسائل معهم حول الموضوع وفي تصوري أن هناك تفهما احسن بعد قطيعة استمرت سنتين وسبعة أشهر تقريبا.. تفهما بأنه لابد من أن المشاكل وقد بدأت تزال بعض الغيوم التي طالت، البعض قد حاول أن يثبتها في الأذهان حول أزمة الخليج.. حيث كانت هناك حملة ظالمة ضد اليمن، فاليمن لم يكن في جيب أحد كان مستقلا وينطلق بسياسته الخارجية والداخلية من خلال ما تمليه عليه المصالح الوطنية والقومية.
فكانت سياسة اليمن واضحة وبدأت حملة ظالمة إلى حد كبير.. الذين شنوا الحملة الظالمة يعرفون أنها كانت ظالمة بالفعل.. وأتذكر انهم كانوا يقولون انه توجد طائرات وصواريخ عراقية في اليمن وجيش عراقي.. فمن أين جاءت هذه الطائرات العراقية إلى اليمن؟ والصواريخ كيف دخلت اليمن؟ والجيش كيف جاء إلى اليمن؟
إن هذا الكلام كله اثبت أن اليمن صادق في نهجه وفي سياسته.. عموما نحن نبحث مع الأشقاء في السعودية حول مشكلة الحدود.. وان شاء الله نتوصل إلى حل بمنطق لا غالب لا مغلوب.. وبما يوجد الاطمئنان الكامل لدى الأجيال القادمة، لأنه لو تلاحظ اتفاقية عام 34هجرية هي مسألة البحث الآن والإشكالية فيها نتيجة لأنها جاءت في ظل ظروف معينة.
. نحن الآن نريد أن نبني اتفاقية في حل مشاكل الحدود بما يرسخ الأمن والاستقرار ولا يكون
هناك غالب ولا مغلوب وتكون دائمة ولا تثار من وقت لآخر كما تثار بعض الاتفاقيات، وعندنا الاستعداد ونأمل من الأخوان في السعودية أن يبادلونا نفس الروح وكل شيء ممكن حله ونحن قادرون على حلها.. سواء الآن في هذه الأشهر قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات.. اليمن موجود وسيظل اليمن موجودا ويبحث عن حل لهذه القضايا بروح إيجابية وأخوية.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس: سؤال دقيق ألان خلال تواجدي في البلد سمعت أن أول تظاهرت شعبية خرجت ضد التدخل العربي في الكويت كانت في اليمن.. سؤال صريح ومباشر.. عندما آخذتم هذا الموقف فيم ابعد كنتم تعلمون انه سيكون له انعكاسات قاسية جدا اقتصادية وغيرها.. نحن نعلم أن هناك قضيا شخصية أو موقفا سياسيا لتعلق بفخامتكم وكان من الأسهل أن تاخذو الموقف هل كنتم تريدون المنفعة.- أو كنتم تريدون مسايرة الموقف الآخر.. ما هو السبب أ والدوافع الرئيسية، لأن العديد من القراء العرب ما زالوا في حيرة لماذا اليمن بقيادتها اتخذت هذا الوقف.. علما بأنها نددت في البداية بهذا التدخل.. وحاولت إيجاد حل عربي ومصداقيتها في السياسة الخارجية لا يوجد اثنان يشككان فيها فما هي الدوافع وهل ممكن شرحها ولو لمرة أخيرة.؟
الرئيس: كنا نتمنى أن هذا الملف يغلق ونحن نحاول أن يقفل لكن طالما أثرته لابد من الرد أولا فعلا خرجت أول مظاهرة في اليمن من تلقاء نفسهما ضد غزو العراق للكويت والمشكلة أنه لا أحد يعرف بأن في اليمن حرية وديمقراطية.. المشكلة أن الناس يتجاهلون الحرية والديمقراطية في اليمن.. لقد خرج عدد من اليمنيين ليندد بالاحتلال العراقي للكويت.. وكان هذا أول شيء وكانت هناك جهود قد بذلت بحكم العلاقات الجيدة والممتازة بيننا وبين الأشقاء في العراق وقد ذهبت شخصيا إلى العراق لإقناع الأخوة العراقيين بالانسحاب.. وفعلا لم أذهب إلى العراق إلا بعد ما جاء طه ياسين رمضان إلى صنعاء وأعلن إن العراق على استعداد للانسحاب.. نحن بذلنا جهدا مع الحل العربي.. وكنا دعاة الحل العربي.. وتبنينا هذا الموقف الذي شوه تشويها واضحة.. لقد اتهمنا بأننا متعاطفون مع العراق.. وإننا مساندون له.. أما البعض مع الأسف الشديد فيقول إننا متآمرون معه. لقد كنا مع الحل العربي وكان موقفنا واضحا في جامعة الدول العربية.. وفي القاهرة كنا نحاول أن نقنع عددا من الأشقاء القادة العرب بأن يذهب وفد إلى العراق لإقناعه وحل المسألة بطرق سلمية.. ولكن تشعب الموقف وحصل ما حصل.. وكان لذلك انعكاساته السيئة على الوطن العربي وعلى المنطقة بصفة خاصة وغير مرتاحين لذلك وهذا التصدع في العلاقات العربية- العربية نتيجة هذه الأزمة وهذه تحتاج إلى بعض الوقت حتى تستعاد الثقة.. وتحل هذه المشكلة بإذن الله.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس هل صحيح أن الملكة اشترطت عليكم مثل هذا العمل التوحيدي لتخفيف عدد أفراد القوا ت ا لمسلحة لأنه عندهم خوف من جيش قوي مسلح يمني موحد في ظل الوحدة.. هل تبادر هذا الشي وهل طرح.؟
الرئيس: لا.. واليمن لا تشكل خطرا على أحد.. اليمن لها همومها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. واليمن وحدتها مصدر أمن واستقرار للمنطقة لا مصدر قلق.. بالعكس لابد أن يعتبر الآخرون أن وحدة اليمن مصدر أمن واستقرار وركن أساسي في أمن واستقرار المنطقة.. الناس تجاوزوا مرحلة المغامرات والصراع السياسي.. الناس يبحثون عن شيء آخر.. يبحثون عن الأمن والاستقرار والتنمية والتعليم والصناعة.. لقد انتهت مرحلة تصدير الثورات ولن يكون لها مجال اليوم.
مونت كارلو/ فخامة الرئيس: قرار مجلس الأمن الأخير عن المبعدين الفلسطينيين خاصة وقد كثر الحديث حول النظام العالمي الجديد ما هو تعقيبهم على هذا القرار المؤلم بحق الأخوة المبعدين والذي يؤكد أن النظام العالمي الجديد له عدة ألوان واتجاهات؟
الرئيس: نحن موقفنا واضح بالنسبة لقضية المبعدين الفلسطينيين والمعايير الآن تكال للأمور بمكيالين وليست بمكيال واحد.. المبعدين من فلسطين والمسلمين في البوسنة والهرسك.. هناك انتقائية في القرارات وفي قرارات النظام الدولي الجديد.. وأي قرار في صالح الشعب العربي الفلسطيني لا ينفذ لكن القرارات التي تساعد الكيان الصهيوني تنفذ فورا.. خذ البوسنة والهرسك.. خذ ما حصل في جنوب لبنان.. خذ القرارات ضد العراق، كل هذه القرارات فيها انتقائية.. فلازالت قرارات الشرعية الدولية تفسر بالتفسيرات التي يريد أن يفسرها النظام الدولي الجديد فهذه هي الانتقائية.. ونحن نقول للنظام الدولي الجديد يجب أن يكيل بمكيال واحد لا بمكيالين.. ويجب إن يكون في معيار واحد للتعامل لا معيارين.. الآن نحن نتعامل بعدة معايير.. هذا هو النظام الدولي الجديد.. مع الأسف. .
مونت كارلو/ فخامة الرئيس: إن كان لكم من كلمة تريدون توجيهها وأن كان يمنيا أو عربيا أو دوليا في ظل هذه الظروف التاريخية التي تعيشونها في اليمن؟
الرئيس: اوجه الكلمة أولا إلى وطننا اليمني وشعبنا اليمني العزيز بأن يستكمل عملية القيد والتسجيل لممارسة حقوقه السياسية لانتخاب ممثليه في مجلس النواب في 27 أبريل القادم أن شاء الله، الشيء الآخر أدعو شعبنا اليمني إلى مؤازرة ومساعدة إخوانه المتضررين من السيول في كل من محافظات عدن ولحج وابين وشبوة التي تضررت من السيول كما اوجه الدعوة الصادقة إلى الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية بأن تساعد وطننا اليمني وذلك بإصلاح ما لحق بهامن أضرار على مواطنينا في هذه المحافظات.. ونأمل أن يكون هناك تعاون في هذا المجال لأنه هناك الكثير من المساكن تضررت وأراضي زراعية جرفت وهناك مواطنون بلا مأوى.. وهذه هي الكلمة التي أود أن أوجهها مع الدعوة مرة أخرى لشعبنا بأن يتصدى لكل محاولات الاختراق للقوى المعادية للديمقراطية وللوطن والاستقرار والوحدة اليمنية مثلما تصدى لهم عندما واجهوا ثورتي سبتمبر وأكتوبر. فليواجه هذه المرحلة الثانية من مرحلة التصدي للقوى المعادية للوحدة والديمقراطية في اليمن. وشكرا .