رئيس مجلس الرئاسة في مقابلة مع التلفزيون البريطاني
التلفزيون البريطاني: سيادة الرئيس. أود أن أسألكم كيمني كيف تشعرون نحو الانتخابات البرلمانية الجارية في البلاد؟
الرئيس: نحن نعتز بنجاح تجربة الانتخابات بعد توحيد الوطن، بعد أن جرت تجارب سابقة في الشمال وفي الجنوب.. فهذه هي التجربة الأولى بعد إعلان الجمهورية اليمنية وأنا اشعر بالاعتزاز لسلامة ونجاح هذه التجربة..
التلفزيون البريطاني: كيف ترون النتائج الإيجابية الرئيسية للانتخابات اليمنية؟
الرئيس: بكل المقاييس النتائج ممتازة كثيرا.. أولا كان حضور الناخبين من 80 إلى 85% الشيء الآخر شاركت الأحزاب الأخرى بفاعلية وكانت النتائج ممتازة..
التلفزيون البريطاني :. ما هي الأولويات الرئيسية للحكومة خلال الأسابيع القادمة.؟
الرئيس: الأولويات.. هي إجراء بعض الإصلاحات الدستورية في أول اجتماع لمجلس النواب ومن ضمنها الفصل بين السلطات.. وإنهاء الازدواجية في كل مؤسسات الدولة ومصالحها، استحداث مجلس شوروي وتحديد شكل رئاسة الدولة واصلاح كل ما يشير في دستور الجمهورية اليمنية أو يؤدي إلى النظام الشمولي..
التلفزيون البريطاني :. ولكن فخامة الرئيس: عندما أتحدث إلى رجل الشارع أو المزارع بالنسبة لهم الأولويات تتركز في الجانب الأمني والاقتصادي.. مثل سيادة الأمن والقانون وارتفاع الأسعار هذا ما يهمهم وهم يقولون هل هذه الانتخابات سوف تغير شيئا بنفس الوجوه القديمة؟
الرئيس: هذه كلها ستأتي بعد إجراء بعض الإصلاحات الدستورية وبالتأكيد كل الإصلاحات الدستورية تستهدف إعطاء المزيد من الصلاحيات وتثبيت الأمن والاستقرار والإصلاحات الاقتصادية وتحسين الوضع المعيشي للمواطن.. هذه كلها يحددها الدستور والقانون والسياسية الاقتصادية، لان السياسة الاقتصادية في الوقت الحاضر غير واضحة ومختلطة ما بين الرأسمالية والاشتراكية في إطار ما كان يسمى بالنظام الشمولي لان الدستور كان دستورا توفيقا وهناك في بعض فقراته إشارات إلى الاشتراكية واشارات إلى القطاعات المختلطة والرأسمالية، فلابد من توضيح هذه الأشياء في الدستور بصورة افضل حتى تستطيع ا!كومة أن تتخذ بعض الإجراءات بما يحسن من الوضع المعيشي للمواطن عندما يتحدث المواطن عن المسألة المعيشية والأمن طبعا ذلك يحتاج إلى إجراء بعض الإصلاحات الدستورية وإنهاء الازدواجية في القرار وإنهاء السلبيات الإدارية في أجهزة الدولة المختلطة بما فيها الأمن.. لماذا ضعف الأداء الأمني.. نتيجة الازدواجية فلابد من إجراء إصلاحات دستورية تحدد الوضع الاقتصادي والوضع الأمني والمهام الدفاعية والأمنية ليصبح الأمن قويا ومن هنا تنتهي الازدواجية.
الأمن والجيش موجود والهيئات موجودة ولكن ازدواجية القرار أضعفت الأداء نتيجة ما رافق قيام الجمهورية اليمنية من سلبيات واتكالية وهذا أدى إلى هذا الضعف في الأداء ولكن عندما يجد الجد ينتهي كل ذلك.. وعلى سبيل المثال عندما جاءت الانتخابات العامة كان الأمن افضل من أي وقت مضى، كان الأمن قويا وتحققت الانتخابات في ظل أمن قوي ونحن الآن !بصدد إجراء هذه الإصلاحات ليتم توطيد الأمن وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين..
التلفزيون البريطاني :. هناك بعض الصحفيين الذين يأتون إلى اليمن ويغادرون لاحظوا وغيرهم الكثير من القبائل المسلحة في مناطق رئيسية وهذه الانتخابات التي أجريت مؤخرا أظهرت وجود قوة أو مجا ميع قبلية قوية. المراقبون في الخارج يرون هذا علامة ضعف، هل ترون هذه علامة ضعف أم علامة قوة.؟
الرئيس: نحن نعتقد أنها علامة قوة لان نجاح وسلامة الانتخابات في ظل وجود شعب مسلح عكس الوعي كما اثبت شعبنا انه شعب حضاري وحريص على الحفاظ على الأمن والاستقرار ولم يحصل أي خلل مزعج..
التلفزيون البريطاني :. ومع ذلك فخامة الرئيس؟ هناك بعض أحزاب العارضة والأحزاب الصغرى يوما بعد يوم بعد الانتخابات يقولون أنه حصل بعض التزييف في الانتخابات وأيضا بعض أحداث العنف. المراقبون الدوليون يرون أن الانتخابات في اليمن. كانت نزيهة وحرة وديمقراطية ولكن الصحافة الدولية بدلا من أن تستقي معلوماتها من الادعاءات والمزاعم التي تزعمها بعض الأحزاب المعارضة والأحزاب الصغرى- فهل لكم من توضيح في هذا المجال..؟
الرئيس: أولا أنا صرحت يوم الثلاثاء يوم الانتخابات بان أي حزب لن يحالفه الحظ في الفوز في الانتخابات سوف يحاول أن يطعن ويصرخ ويعقد المؤتمرات الصحفية أنه حدث تزييف أو اختراقات أو ممارسات غير سليمة وذلك يبرر فشله في الانتخابات. فبالتأكيد في ظل التعددية الحزبية وتعدد الصحافة وإتاحة الفرصة من حق كل شخص أن يصرح. لكن نحن نعتز أنها كانت انتخابات نزيهة بالفعل.. لأنها لم تشرف عليها الدولة بل أدارتها الأحزاب نفسها.. وأشرفت على عملية تلك الانتخابات الأحزاب سواء التي في السلطة أو من خارج السلطة.. فهي التي أشرفت على سير عملية الانتخابات ومن حق أي إنسان انهزم في هذه الانتخابات أن يصرح. ويحاول أن يدعي أن هناك اختراقات وفي قرارة كل حزب يعتبرها نزيهة وأنا لي اتصال ببعض الحزبيين الذين فشلوا وقالوا إننا نشهد بأنها من أنظف الانتخابات وأحسنها ولكن ماذا نقول للناس؟ إننا فشلنا.. أو ليس لنا شعبية نقول هناك اختراقات. وأجهزة الأمن وبعض اللجان النسائية استغلت بعض الأميين كانت تكتب لهم واحد بقلم واحد إلى عشرين ثلاثين بطاقة.. وبدلا من أن يكتب اسم محمد يكتب اسم صالح وبهذا الاتجاه يحاولون أن يضجوا ويشكوا عبر الصحافة لان كثيرا من الأحزاب كانت قد صرحت وراهنت على أنها ستكتسح الساحة والبعض منهم كانت أعدت نفسها لخمسين دائرة وستين مقعدا وسبعين وصرفوا مبالغ هائلة.. وفي الوقت نفسه لم يحصلوا على مقعد واحد.. لان الشعب اليمني عميق وكبير وواع يعرف أين تقع مصلحته ويعرف كيف يختار ممثله إلى السلطة التشريعية وكيف يقيم ولاء هذه الأحزاب لان الشعب اليمني يهمه أولا أن يكون ولاء الأحزاب للوطن.. فإذا رأى ولاء أي حزب سياسي لغير الوطن لن يعطيه ثقته.. وهذه أكبر تجربة لان كثيرا من الأحزاب فشلت نتيجة شك المواطن في ولاء ذلك التنظيم للوطن وعلى هذا الأساس لم يعطه ثقته.
التلفزيون البريطاني: فخامة الرئيس. بجانب المراقبين الدوليين الذين يتواجدون في اليمن هناك بعض المراقبين من دول الخليج ماعدا الكويت والسعودية، وهؤلاء المراقبون متحمسون وينظرون إلى التجربة في اليمن على أنها تجربة ديمقراطية كبيرة.. هناك سؤالان هل هناك حكومات ساعدتكم خلال الثلاث السنوات الماضية.؟ وهل تعتقدون بان اليمن من خلال هذه التجربة الديمقراطية قد قفزت وعدت هذه الدول بحيث أنها هذه الدول سوف تأتي إلى اليمن لأخذ المشورة أو النصيحة بالنسبة للديمقراطية؟.
الرئيس: هذه التجربة يمنية وتخص اليمنيين ونحن لن نصدر تجربتنا للآخرين أما الشق الأول من السؤال حول المنافع، فالمنافع مطلوبة بين الأشقاء والأصدقاء وإذا لم تكن في الوقت الحاضر فهي كانت في الماضي وإذا لم تكن في الماضي فستكون المنافع مشتركة في المستقبل..
التلفزيون البريطاني :. فخامة الرئيس: حتى في الديمقراطية القديمة والحكومات الائتلافية القديمة الراسخة مسألة الفساد هي مسألة هامة ومشكلة تعتبر في حد ذاتها وعندما نتحدث إلى رجل الشارع في اليمن يظهر لنا بشكل واضع أن مشكلة الفساد تعتبر مشكلة في اليمن، فهل تعتقدون أنها كذلك؟ وهل تعتقدون أن الانتخابات ستساعد على حل هذه المشكلة.؟
الرئيس: نحن كدولة نرفض وندين الفساد ومن ضمن مهام الحكومة الجديدة القادمة هو إنهاء الفساد والفاسدين.
التلفزيون البريطاني :. فخامة الرئيس الكثير من العرب ينظرون إلى الانتخابات والديمقراطية في اليمن على أساس أنها ستكون حجر الزاوية أو لب الديمقراطية القادمة في المنطقة.. الغرب أيضا بنظر إلى التجربة والإنجاز الديمقراطي اليمني من قرب بمن تشعرون نحو ذلك وكيف تنظرون أن الغرب سوف يساعد في هذه العملية جعل الديمقراطية حجر الزاوية أو لب الديمقراطية في المنطقة بأكملها.؟
الرئيس: الحقيقة نحن نستفيد من تجارب الآخرين في الجانب الديمقراطي ولكن بقدر ماهي تجربة ديمقراطية يرقبها العالم باهتمام وهي من خصوصيات وصنع الشعب اليمني ومن أراد أن يستفيد منها من أشقاء وأصدقاء فليستفد منها مثلما نحن نستفيد من الآخرين بما لا يخل بمعتقداتنا وأصالتنا وانتمائنا العربي وبحضارتنا.
فالغرب كما اعرف يشجع التجربة الديمقراطية معنويا.. الكلام والجانب المعنوي يعتمد ونحن عندما أخذنا بالديمقراطية اعتمدنا على أنفسنا ولقد أنجزنا الانتخابات العامة من عرق جبين كل مواطن يمني ودعم الغرب هو في الجانب المعنوي والتشجيع على السير في النهج الديمقراطي وهذا شيء جيد نقدر لهم هذا الموقف.