رئيس مجلس الرئاسة في مقابلة إذاعية مع راديو ” مونت كار لو
مونت كار لو/ اليمن اجتازت بنجاح امتحان الديمقراطية التعددية التي جرت بهدوء دون أن يكون هناك أي تعكير أمني يذكر ويبدو من النتائج التي توفرت حتى الآن أن أغلبية اليمنيين منحوا ثقتهم للمؤتمر الشعبي العام. ما هو تعليقكم على الأجواء التي جرت فيها الانتخابات وعلى النتائج المتوفرة؟
الرئيس: نحن يهمنا نجاح الانتخابات بغض النظر عن ذلك الحزب الذي حصل على أغلبية أو مقاعد أكثر.. لكن كل ما كان يهم القيادة هو سلامة ونجاح هذه التجربة.. وحسب معرفتي أن كل الأحزاب حاصلة على نسب جيدة في البرلمان وهذا ما نتمناه.. أن تتوفر حصص جيدة لكل تنظيم سياسي داخل البرلمان لأننا نحب مشاركة كل القوى السياسية في البرلمان الجديد وخاصة القوى السياسية الفعالة والتي لها ثقل ومكانة سياسية ولها نضال في الساحة الوطنية من وقت مبكر وحققت أشياء عظيمة للشعب اليمني مثل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو والتي ناضلت حتى تحقق ذلك اليوم العظيم يوم 27 أبريل يوم العرس الديمقراطي.
. مونت كار لو/ نتائج الانتخابات ستخلق توا زنا جديدا في مجلس النواب. فكيف سينعكس هذا التوازن على تشكيل الحكومة الجديدة وعلى التحالف الثنائي الذي قام في الفترة الانتقالية بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي وخاصة إذا ما تقدم تجمح الإصلاح على الحزب الاشتراكي؟
الرئيس: أولا بالنسبة لمجلس النواب أو الحكومة الجديدة فنحن نتصور أنها ستكون بغض النظر عن الحزب الحاصل على الأغلبية ستكون حكومة وفاق وليس أكثر مما هي حكومة حزب وأغلبية.. لأن البلد تحتاج إلى ذلك. وفي تصوري أن الحكومة الجديدة ستكون عليها مسؤوليات كبيرة ومهام جديدة خاصة لتقضي على كل ما خلفته رواسب التشطير وأيضا ما رافق سلبيات الفترة الانتقالية.
مونت كار لو/ نعود إلى التوازن الجديد في البرلمان. الحزب الاشتراكي لا يمثل فقط بعدد نوا به في البرلمان وانما بمؤسسات دولة الجنوب وثروات الجنوب وبالدور التاريخي في صنع الوحدة.. فهل ستؤخذ هذه المعطيات بالاعتبار لدى إعادة تنظيم السلطة؟
الرئيس: أولا المؤسسات التي كانت في الشمال أو في الجنوب هي مؤسسات اليمن.. نحن شعب عربي مسلم وليس عندنا أي أقلية أو ديانات أخرى، شعب عربي مسلم.. شعب يمني واحد.. ومؤسسات اليمن التي كانت في الشمال أوفي الجنوب هي مؤسسات اليمن كله لا نتعامل على أساس مؤسسات ولكن نتعامل مع اليمن.. اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربة دائرة يمنية واحدة.
مونت كار لو /ما هي صحة الأنباء التي تتحدث عن قيام كتلة برلمانية واحدة بين المؤتمر والاشتراكي وهل سـتسعون إلى إجراء تعديلات في الدستور تؤدي إلى تغيير أو إلغاء مجلس الرئاسة وابقاء منصب الرئيس ونائب الرئيس
الرئيس: بالنسبة للكتلة البرلمانية.. فبالتأكيد هناك اتفاق بين المؤتمر والاشتراكي مع تشكيل كتله برلمانية واحدة مع إتاحة الفرصة الطوعية لبقية التنظيمات السياسية التي سيحالفها الحظ والفوز بمقاعد مجلس النواب مفتوح طبعا إذا التزمت في إطار ما هو متفق عليه من أسس وثوابت ومنطلقات بين المؤتمر والاشتراكي حول العمل المستقبلي.
. مونت كار لو: مشا ريع كثيرة.. يقال أن تنفيذها تأجل إلى ما بعد الانتخابات. فهل كانت لدول الغربية والدول الغنية تشترط حصول انتخابات ديمقراطية للاستثمار في اليمن؟
الرئيس: الإشكالية التي صارت لوقف بعض الاستثمارات هو نتيجة إننا أعلنا في الثاني والعشرين من مايو 1990 م أثناء قيام الجمهورية اليمنية أن الفترة الانتقالية ستكون سنتين ونصف.. هذه أوجدت نوعا من السلبية والاحباطات في العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة وبعض المنظمات الدولية والصناديق.. وخاصة حول رؤية العالم الخارجي لليمن.. وكيف سيكون شكل نظام الحكم.. وما هو توجهه.. هل توجه اشتراكي أم توجه رأسمالي. فكان هناك نوع من الترقب حتى تتحدد الرؤية لليمن خاصة ونحن شرطناها سنتين ونصف.. الآن الانتخابات تعتبر انفتاحا ومهمة وبقدر ما هي وطنية فهي إنجاز لاثبات مصداقية النظام وصانعي الوحدة، انهم اثبتوا كل ما رسموه أو تعهدوا به في انهم سيسلكون السلوك الديمقراطي ويشرعون في الانتخابات العامة.. تحقق هذا الهدف.. فبدأنا الآن نستقبل عددا من البرقيات والاتصالات الدولية من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها يباركون نجاح هذه الانتخابات وابدوا استعدادهم أيضا للتعاون مع الحكومة الجديدة.
. مونت كارلو / سيادة الرئيس.. ما هي الأولويات التي ستعكف الحكومة الجديدة على تحقيقها؟
الرئيس: أولا وقبل كل شيء إنهاء سلبيات ما رافق الفترة الانتقالية.. وتثبت الأمن والاستقرار واستكمال الهياكل الأساسية لخطط التنمية والشروع في تطوير وإنجاز مهمة التنمية الزراعية والثروة السمكية والحث على المزيد من استخراج الخامات.. مثل النفط والغاز وغيره من المواد الخام
. مونت كارلو / والآن وبعد أن نجحت الديمقراطية وتجددت الثقة بالرئيس اليمني ونائب الرئيس أيضا هل هناك انطلاقة جديدة في السياسة الخارجية اليمنية وخاصة تجاه الدمل العربية المجاورة؟
الرئيس: سياسة بلادنا تقوم مع جيرانهما في إطار المصالح المشتركة وأيضا نحن ننهج سياسة خارجية مع أشقائنا في الدول العربية وعلى وجه الخصوص دول الخليج..
نحن ننطلق في سياسة بلادنا مع أشقائنا على أساس المنظور القومي.. فنحن أبناء أمة عربية واحدة.. ويجب علينا التعاون فيما بيننا وتبادل المصالح واحترام الأنظمة والسيادة وحقوق الجوار وحق كل طرف وحق كل قطر في انتهاج السياسة التي يريدها. نحى نكن لكل أشقائنا كل تقدير واحترام ولكن أزمة الخليج أوجدت بعض الأجواء غير الطبيعية نتيجة الفهم الذي حاول أن يشكك في العلاقات العربية- العربية ومع الجيران على وجه الخصوص.. والحمد لله بدأت تنكشف هذه الغيوم ونحن نأمل أن تبدأ صفحة جديدة في العلاقات بين الأشقاء ويتناسوا الماضي وهذا ما نأمله في اليمن.
مونت كار لو /على صعيد العلاقات مع العراق وليبيا والعقوبات الدولية المفروضة على البلدين هل هناك تطور جديد في موقف اليمن؟
الرئيس: نحن نقول لا مبرر لاستمرار فرض الحصار الاقتصادي على العراق خاصة وقد التزم بكل القرارات الدولية وليس هناك لزوم لاستمرار الحصار الاقتصادي والحظر الجوي المفروض على القطر الليبي الشقيق وخاصة مثل هذه القضايا ممكن يلجأ ون فيها إلى القضاء والى المحاكم الدولية وليس هناك بالضرورة حاجة لمثل هذه القرارات التي تفرض على وطننا العربي في ليبيا أو العراق، ونعتبر ذلك نوعا من التعنت على الوطن العربي في غياب التضامن العربي للأسف الشديد. ولو وجد تضامن عربي لما استمرت مثل هذه القرارات التعسفية في حق العرب.
مونت كار لو ما رأيكم بمفاوضات السلام الدائرة في واشنطن بين العرب وإسرائيل؟
الرئيس: نحن نشجع وندعم المفاوضات بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني ولكن هذه المفاوضات نراقبها ونتابعها وليس هناك شيء جديد والمؤسف أن الحوار واللقاءات مستمرة في نفس الوقت الذي فيه الطرد والتعسف مستمر لأبناء الشعب العربي الفلسطيني من الأراضي المحتلة فنأمل أن تنجح هذه المفاوضات ونأمل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وفرنسا والدول الدائمة العضوية في مجلس الآمن أن تبذل جهودا وعليها تقع المسؤولية لإيجاد حل سلمي عادل للمشكلة الفلسطينية وفي تشجيع كل الأطراف لحل هذه المشكلة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، هذه القرارات التي تنفذ في أماكن وأماكن أخرى لا تنفذ فيها قرارات الشرعية الدولية. نفذت ولازال الحظر الجوي مفروضا على العراق في إطار الشرعية الدولية وقرارات الشرعية الدولية، في فلسطين لم تنفذ وقرارات الشرعية الدولية لم تنفذ أيضا في جنوب لبنان وفي البوسنة والهرسك هذه الشرعية الدولية للأسف تكيل بمعيارين، نحن نأمل أن تكيل الشرعية الدولية بمعيار واحد .
مونت كار لو / نعود إلى العلاقات مع الدول العربية المجاورة وبالأخص ما يتعلق بمشاكل الحدود. لقد سويت مشكلة الحدود بين اليمن وعمان بينما جمدت أو علقت مع السعودية، فهل يعود السبب إلى إنشغال اليمن بالانتخابات أم أن هناك أسبابا أخرى؟
الرئيس: نحن نكرر مرة ثانية أننا أعلنا منذ يوم الثاني والعشرين من مايو إن اليمن باستطاعتها في الوقت الحاضر اكثر من أي وقت مضى لحل مشكلة الحدود مع جيرانها لأنه كان في إطار التشطير لا نستطيع أن نحل أي مشكلة سواء في الجنوب أوفي الشمال الآن باستطاعة اليمن الموحد أن يحل أي مشكلة، وأكبر دليل على ثبات الموقف والمصداقية ما أعلنته الحكومة اليمنية إننا حلينا المشكلة مع أشقائنا في عمان فورا بمجرد ما توفرت النوايا الحسنة، نحن الآن نجري حوارا بيننا وبين الأشقاء في السعودية وتشكلت لجان فنية للتحضير لحل مشكلة الحدود وترسيمها بشكل نهائي، ونحن في اليمن الآن نتخذ القرار من خلال مؤسسات، وليس من خلال شخص أو أشخاص في البلد لأن البلد بلد مؤسسات بلد هيئات تعددية حزبية لا يستطيع واحد بذاته أن يأخذ قرارا ويأخذ الخارطة ويأخذ المسطرة مع القلم ليخط الحدود، ذلك لا يتم إلا عبر لجان فنية وفي إطار الوثائق لكل الأطراف وبالتالي تحل هذه المشكلة.
. مونت كار لو/ والآن بعد أن اجتازت اليمن امتحان الديمقراطية بنجاح كيف تنظرون إلى المستقبل؟
الرئيس: نحن بالتأكيد وكما أتحدث دائما بتفاؤل وكل شيء الحمد لله تحقق ونحن ننظر إلى مستقبل واعد بالخير والأمن والاستقرار والطمأنينة والرفاهية للشعب اليمني وخاصة وقد اجتاز شعبنا أهم مرحلة في حياته السياسية يوم 27 إبريل بسلام وكانت القوى السياسية والمعادية للوطن اليمني تراهن على أن يوم 27 سيكون يوم الفشل أو يوم الانتحار ولكن ثبت انه يوم الديمقراطية ولعلك شاهدت شعبنا العظيم وهو في طوابير منتظمة منتظمين، انضبط المواطنون من تلقاء أنفسهم رجالا ونساء وهذا شيء نعتز به في حياتنا السياسية ونعتز به كقادة في اليمن بعد تحقق الانتخابات بسلام وفي ظل وجود رقابة دولية وفي وجود كل الصحافة العالمية وهذا الشيء الذي نعتز به رغم ضخ المال المعادي وكذلك الصحافة للأسف الشديد المعادية للوطن اليمني لكن كلها باءت بالفشل من القوى المعادية للوحدة والديمقراطية واليمن .