رئيس مجلس الرئاسة في لقائه رؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية
التقى الأخ الفريق علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة الاخوة رؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية حيث جرت مناقشة العديد من التطورات على الساحة الوطنية والقضايا التي تهم مستقبل البناء الوطني وتعزيز الممارسة الديمقراطية في بلادنا. وقد تحدث الأخ رئيس مجلس الرئاسة حيث عبر عن سعادته بهذا اللقاء مع الاخوة رؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية في بلادنا مشيرا بأنه يأتي متواكبا مع ابتهاجات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر التي تتعاظم فيها الأفراح مع كل إنجاز جديد يحققه الشعب على درب حريته ونهضته وتقدمه
وقال بأن هذا اللقاء يمثل بادرة طيبة وإيجابية تعبر عن الشعور بالمسؤولية الوطنية وكان من المفروض أن يتم في وقت مبكر وذلك من اجل تدارس القضايا التي تهم وطننا اليمني، فجميعنا مسؤولون عن سلامة وتقدم وطننا.
وأضاف الأخ الرئيس: إن معالجة القضايا ومواجهة المشكلات لا تتم بالتنصل من المسؤولية الوطنية وإلقاء التهم على الآخرين ولكن بالتصدي لها من قبل الجميع وبتحمل الأجهزة والمؤسسات الدستورية لمسئوليتها، فلقد اختار شعبنا الديمقراطية نهجا للبناء وعلينا أن نجسد دوما السلوك الديمقراطي قولا وفعلا ونتجنب الوقوع في الحكم الفردي. واشار الأخ الرئيس إلى ضرورة استيعاب مجمل التطورات التي واكبت واقع الوحدة والديمقراطية سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي والسعي لبناء الوطن بروح الفريق الواحد وبالحس الوطني بعيدا عن المزايدات أو الكسب السياسي الرخيص وممارسة النقد المسؤول الذي يبني ولا يهدم موضحا أن المهاترات لا تخدم سوى أعداء الوحدة وان الوحدة لمت شمل الأسرة اليمنية الواحدة وهي عمل عظيم كان من الطبيعي أن يواجه بتحديات وتآمرت من الأطراف التي تعادي الوحدة والديمقراطية وترى فيها أضرارا لمصالحها.
وقال ربما تكون هناك بعض الأخطاء قد حدثت هنا وهناك أثناء إعادة ترتيب البيت اليمني الواحد ومنها التقاسم ولكنها حالة استثنائية وثمن كان لابد من دفعه من اجل إعادة تحقيق الوحدة.. ولكننا نؤكد بأنها حالة لن تستمر ونحن عازمون وجادون في إنهاء الفترة الانتقالية في موعدها وإجراء الانتخابات في مناخات حرة ونزيهة تكفل المنافسة الشريفة بين الجميع وعلينا أن نستقبل هذا الحدث الديمقراطي الكبير بالفرح والتفاؤل لأنه أساس مهم لبناء المستقبل اليمني الواعد بكل الخير والازدهار.
وقال على الأحزاب والقوى السياسية أن تنأى بنفسها عرا الانجرار وراء المخطط المعادي الهادف إلى إثارة الشكوك في ما بينها وتمزيق وحدة الصف الوطني وزرع المخاوف والقلق في صفوف المجتمع.. فالوحدة والديمقراطية هي مشروعنا الحضاري الذي يجب الحفاظ عليه ورعايته وتقديمه كنموذج رائد وسلمي لأشقائنا وأصدقائنا في العالم.
وأضاف الأخ الرئيس: انه مهما كان حجم التآمر والتخريب فان الإرهاب والعنف لن يجعلنا نتراجع ابدأ عن مسيرة البناء والديمقراطية وإجراء الانتخابات.. بل يزيدنا ذلك إصرارا على مواصلة الخطى نحو إنجاز أهداف المشروع الحضاري لليمن الواحد.
وقال الأخ الرئيس:
علينا جميعا أن نتحاور ونتصارح حول كل قضايانا وهموم مجتمعنا وبمسؤولية وطنية لنعالج الأخطاء أينما وجدت ونرسم بروح الفريق الواحد معالم المستقبل المنشود لوطننا فالمشاكل والصعوبات لا يمكن حلها ببيانات التنديد والنقد غير المسؤول ولكن بتحمل المسؤولية الوطنية بشجاعة والخلاف والتباين إذا وجد بين بعضنا البعض أمر طبيعي ومقبول، المهم كيف ندير الحوار ونتعلم فن إدارة الخلاف بأسلوب سلمي وديمقراطي يجنب وطننا الفتن ويرسخ الممارسة الديمقراطية في بلادنا.
وعلينا أن نعمل جميعا لتعزيز الإرادة السياسية الواحدة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وان نقف صفا واحدا ضد كل من يريد أن يصب الزيت فوق النار.
وأضاف الأخ الرئيس إن المعارضة ظاهرة ديمقراطية صحيحة ونحن نؤمن بالمعارضة من اجل إصلاح الاعوجاج وان يسمع الحاكم الصوت الآخر الذي ينبهه حين يخطئ لكن ينبغي أن لا تفهم المعارضة بأنها الإساءة أو البحث عن الإثارة أو الإضرار بالوطن فالمسؤولية مشتركة بين كافة القوى السياسية سواء كانت في السلطة أم في المعارضة.. وعلينا أن نحتكم دوما إلى العقل والمنطق والحكمة في معالجة أمورنا وقضايانا، فنحن جميعا في سفينة واحدة مسؤولون عن سلامتها بإيصالها إلى بر الأمان وفي مدرسة الديمقراطية نحن نتعلم جميعا.. نحن جميعا نتحمل مسؤولية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها.. أما الوحدة اليمنية فلا خوف عليها فإنها محروسة بالتفاف الشعب ووعيه ومحروسة بعناية الله ونحن نؤكد دوما بان عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء أبدا فالمستقبل لليمن الجديد الديمقراطي المزدهر.
ودعا الأخ الرئيس الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى التنسيق والتقارب وتعزيز التحالفات فيما بينها على ضوء البرامج والقواسم المشتركة ويهيئ المناخات المناسبة لقيام الجبهة الوطنية العريضة وبما يعزز التلاحم الوطني ويكفل حشد الطاقات والجهود لخدمة المصالح العليا للوطن.