رئيس مجلس الرئاسة في لقائه قادة القوات المسلحة
حيث تحدث إليهم مباركا اللقاءات التي تمت بين قادة القوات المسلحة في كل من صنعاء وعدن بهدف تدارس أوضاع القوات المسلحة في ظل الأزمة الراهنة التي يعيشها الوطن للحيلولة دون زج القوات المسلحة في الصراعات السياسية التي تهدد سيادة الوطن وتلحق أضرارا تستهدف مكاسب الثورة والشعب فى الوحدة والديمقراطية.
وقال الأخ/ الرئيس كنا نتمنى أن نلتقي مع كل قادة القوات المسلحة في ظروف أفضل من الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها الوطن.. ولكن شاءت الأقدار أن يأتي هذا اللقاء في ظل تداعيات الأزمة المؤسفة التي ألحقت ضررا فادحا بالاقتصاد الوطني وبمعيشة المواطنين من جراء ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.. وكنا نتمنى أن تقف الأزمة عند هذا الحد.. لكن تداعياتها شملت وحداتنا العسكرية ووصلت إلى صفوف المقاتلين.. برغم أن المقاتلين العسكريين هم أعرف من غيرهم بمآسي التشطير وويلاته وبأبعاد الصدام والخلاف وما يجره ذلك عليهم وعلى الوطن من ماسي وما يدفعونه دائما من تضحيات نتيجة لذلك.. فالتضحيات من أجل الوطن وسيادته والدفاع عن استقلاله ووحدة أراضيه ومن اجل الثورة ومكاسبها في الوحدة والديمقراطية ومن أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار تكون مشروعة.. ولكن حين تكون تلك التضحيات من أجل مصالح ذاتية وأنانية لأي كان سواء لشخص أو تنظيم سياسي فهي خسارة كبيرة للوطن وقواته المسلحة.. فالمقاتلون يقدمون دماءهم رخيصة من أجل المبادئ الشريفة، من أجل الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. نريد أن تظل القوات المسلحة درعا للوطن والوحدة وليس لحماية أشخاص أو أحزاب أو تنظيمات.. ولا نريد أن تصل تداعيات الأزمة إلى صفوف المقاتلين في القوات المسلحة بحيث تظل هذه المؤسسة بمنأى عن أي صراع سياسي أو خلاف حزبي.. لأن في ذلك خطورة على سيادة الوطن ووحدة أراضيه.. فالقوات المسلحة هي حزب الشعب والوطن وجيش الوحدة..
وقال.. إن الخلافات بين القوى السياسية واردة ولكنها خلافات تحل بالحوار الوطني المسؤول.. أما الخلافات في صفوف القوات المسلحة فإنها غير مبررة لأنها تجلب الكوارث والمآسي للشعب والوطن والأجيال القادمة*. ولدينا تجارب حافلة في هذا المجال وكلكم يدرك ذلك جيدا ومستوعب خطورة المرحلة التي يعيشها الوطن ووحدته التي تحققت بالتضحيات الغالية التي قدمها شعبنا اليمني وفي طليعته قواتنا المسلحة التي قدمت العديد من الشهداء من خيرة أبنائها من أجل انتصار إرادة الشعب وتحقيق أغلى أمانيه.. فلقد أصبحتم بفضل الوحدة أخوانا ورفاق سلاح ومهمتكم الآن هي حماية هذا المنجز العظيم الذي تحقق بالتضحيات الغالية وفي السهر على حماية الوحدة والسيادة الوطنية.. وفي التصدي لكل دعاة التفرقة والتمزق ولكل من يحاول الإساءة إلى دوركم ومكانتكم أو المساس بمنجزات ثورتكم ومكاسب شعبكم.. فأعداء الوطن وأعداء الوحدة كثيرون.. وشعبنا يمتلك الكثير من الخبرات في مواجهة مخططاتهم التي ما انفكوا منذ قيام الثورة وحتى الآن.. وعليكم أن تتصدوا لكل دعاة الانفصال وكل دعاة الفتن ولكل من يحاول أن يعيد شعبنا إلي عهود التمزق والصراع أو يجره إلى الخلف.. أو يدفعه إلى الهاوية.. فلقد ودع شعبنا في الثاني والعشرين من مايو 995ا م ليل الشقاق والتمزق والصراع بفضل جهود المناضلين المخلصين من أبنائه الشرفاء الذين عاهدوا الله والوطن فأوفوا بالعهد وأدوا الأمانة وعليكم تقع مسؤولية السير على هذا الدرب.. درب الوفاء للشعب والوطن والحفاظ على وحدته وتماسكه.. فالوطن ليس ملكا لعلي عبد الله صالح آو علي سالم البيض أو غيرهما، ولكنه ملك لجميع أبنائه وعلى كل مواطن غيور على وطنه أن يرفع صوته في وجه الباطل بدون خوف وأن يقول كلمة الحق وأن يتصدى لأعداء الوطن ووحدته..
إن الرئيس هو واحد من أبناء هذا الشعب عاش مناضلا من أجل تقدم الوطن وسعادة الشعب ومستعد لدفع حياته من أجل الحفاظ على مكاسب الشعب ووحدة الوطن..
وقال الأخ رئيس مجلس الرئاسة القائد الأعلى للقوات المسلحة أنني لست حريصا على السلطة وكنت أول المطالبين بتحديد فترة الرئاسة بدورتين ومؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة..
وخاطب الأخ/ الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة القادة العسكريين قائلا: أن صناع التاريخ لا يتوارون في الظروف الصعبة ولا يعودون إلي الخلف..
وتطرق إلى الأوضاع الاقتصادية التي تأثرت تأثيرا بالغا بالأزمة السياسية وتداعياتها وما خلفته من آثار على حياة المواطن المعيشية والنفسية.. مؤكدا على أهمية أن تضطلع الحكومة بدورها ومسؤولياتها من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطنين ومعالجة الأوضاع الاقتصادية.. والحد من الارتفاع المتزايد للأسعار والمضاربة بالعملة الوطنية.. وقال أن قواتنا المسلحة هي جيش يمن أل 22 من/ مايو وهي قوة للوحدة.. والسلام والآمن والاستقرار.. وعليكم كمقاتلين أن تأخذوا زمام المبادرة للإصلاح وتجاوز الأزمة الراهنة من أجل الوحدة والديمقراطية ووفاء للعهد الذي قطعتموه على أنفسكم بأن تكونوا جنودا مخلصين، ولاؤكم لله والوطن والثورة.. أن تكونوا بعيدين عن مؤثرات الصراع السياسي والحزبي.. فأنتم صمام أمان الوحدة ودرع الوطن وحماة مكاسبه وإنجازاته.
وقال الأخ الرئيس.. إننا لعلى ثقة من أن أبناء شعبنا وفي الطليعة أبناؤه في القوات المسلحة الذين صنعوا في يوم إلى 22 من مايو 995ا م مجدا لا يضاهيه مجد لن يفرطوا في هذا الإنجاز العظيم وسيقدمون من أجل صيانته كل التضحيات الغالية مهما كانت.. مشيرا بأن أي تعزيزات أو استحداثات عسكرية لقواتنا المسلحة الباسلة ينبغي أن تكون لصيانة الوحدة والحفاظ على سيادة الوطن وحماية أراضيه وليس من أجل حماية شخص أو أشخاص أو تحقيق مصالح ذاتية تضر بالوطن وتهدد مصالح الشعب.