رئيس مجلس الرئاسة في لقائه المسؤولين والمشائخ والأعيان وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة لحج
أحي الإخوة المسئولين والمشائخ والأعيان وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة لحج وأحي من خلالكم كل أبناء محافظة لحج.إن الهموم مشتركة لكل أبناء الوطن وفي طليعتها التصاعد المستمر للأسعار وتثبيت الأمن والاستقرار واستكمال دمج المؤسسات الوطنية العسكرية وهذه هموم تراود كل الوطنيين الشرفاء آملين من حكومة الائتلاف الوطني أن تتغلب على كل هذه الصعوبات.. وذلك يتوقف على التفاف جماهير الشعب وتعاون كل المخلصين العاملين في كل مرافق العمل والإنتاج وتعاون كل الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ولاؤها لله والوطن والثورة والوحدة والجمهورية.
وأؤكد على أهمية أن تستفيد الحكومة من كل السلبيات التي رافقت الفترة الانتقالية وما ورثه شعبنا من عهود التشطير وعهود الأمام والاستعمار.. وأجدد الدعوة لطي صفحة الماضي وأن يبدأ الجميع صفحة جديدة صادقة ومخلصة وان يكون الجميع صادقين مع الله والوطن والثورة والجمهورية. عندما قامت ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر كانت هناك مراهنات كثيرة على إفشالها لكن بإرادة المخلصين والشرفاء انتصرت الثورة وفشلت مراهنات أعدائها.. واليوم هناك مراهنات على وحدة اليمن التي تحققت في الـ 22 من مايو ولكن بإصرار كل الشرفاء المخلصين انتصرت الوحدة مثلما انتصرت الثورة.. لأنها ثورة حق ضد الباطل والوحدة هي وحدة للم شمل الأسرة اليمنية موضحاً بأن الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر كانت ثورة واحدة وقاتل من أجل الانتصار لها كل أبناء الشعب اليمني لاقتلاع الإمامة ودحر الاستعمار موضحاً بأن الوحدة اليمنية قد تحققت بأسلوب سلمي وديمقراطي ولا غالب ولا مغلوب ولم تقم على الضم أو التعسف أو القهر أو فرض أي طرف لنظريته على الطرف الآخر بل قامت على القواسم المشتركة لكل أبناء شعبنا اليمني ولقد جاءت الوحدة بالخير والأمان والسلامة للجميع.. إن شعبنا اليمني الذي عانى ويلات التشطير وصراعاته ومآسي التجربة هو اليوم اكثر حرصاً للحفاظ على وحدته وإفشال كل مراهنات الاعداء الخاسرة.. وقد ترجم بحرصه على إنجاح الانتخابات يوم الـ 27 من أبريل 93م على الرغم من محاولات الأعداء وانفاقهم مئات الملايين للحيلولة دون نجاح الانتخابات، وبرهن شعبنا انه شعب حضاري يعي مصلحته.. ويرفض التدخل في شؤونه الداخلية وحريص على وحدته وجمهوريته.. أملنا كبير من كل مواطن ومسئول وعامل في أي مرفق عمل أن يكون هو المسؤول الأول فالمسؤولية مشتركة وليست المسؤولية فقط مسؤولية الرئيس أو مجلس الرئاسة وليست مسؤولية الحكومة ولكنها مسؤولية الجميع. أننا على ثقة مطلقة بأن الجميع في هذه المحافظة وفي كل أنحاء الوطن يدركون أين تقع مصلحة الوطن وهم حريصون على العمل بكل ما من شأنه ترسيخ الوحدة الوطنية والوقوف ضد كل المشككين وكل الذين يحاولون عرقلة مسيرة البناء في الوطن.. إن الفضل الكبير في تحقيق الوحدة يعود لزخم الجماهير والتفافها ودعمها وهي التي أعطت القيادة ودفعة هائلة للتوقيع على اتفاقية عدن في الثلاثين من نوفمبر 1989م ومن ثم التوقيع بعد ذلك على اتفاقية الوحدة ورفع علم الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م في عدن بعد دمج النظامين القائمين في كيان سياسي واحد معبراً عن ثقته بأن التشطير والتعبئة الخاطئة حتى ألف الله بين القلوب وهذه نعمة ينبغي الحفاظ عليها والعمل بروح الثقة لإزالة رواسب الماضي.
إن متطلبات محافظة لحج من المشاريع نعرفها تماماً ونحن سنوجه الحكومة بتنفيذ ما هو قيد التنفيذ وما هو ضمن الخطة واستكمال الطرق واستكمال مشاريع المجاري والمياه.. والكهرباء في ضوء ما هو معتمد لها في الموازنة مشيداً بما حققته وزارة المواصلات من نجاحات في مجال إنجاز مشاريعها وبالدور الذي يلعبه وزيرها الأخ احمد الإنسي في وضع خطط لوزارته تلبي الاحتياجات، إنجاز مشاريع الاتصال في المحافظات وفق خطط مبرمجة ومحددة وبجدول زمني.. وعلى بقية الوزارات ضرورة الإقتداء بذلك الأسلوب الجيد في عملها لما فيه المصلحة العامة.
ومن المهم مواجهة الجماهير بالحقائق حتى تكون عوناً للحكومة وللمسئولين وأن تضع الجهات الخدمية أولويات لمشاريعها على ضوء الاحتياجات الفعلية وبما يكفل تحقيق العدالة في توزيع تلك المشاريع. أملنا في الحكومة الجديدة أن تكون حكومة ميدانية وأن تمنح الصلاحيات الكافية لجهات التنفيذ ولأجهزة الحكم المحلي في المحافظات حتى تضطلع بمسؤولياتها وأن لسلب الاختصاصات منها.. وأن تراقب وتحاسب إذا ما أخطأت.. فسلب الاختصاصات لا يؤدي إلا لمزيد من الإرباك. إن تجربة الائتلاف الحكومي تجربة يمنية جديدة يشارك في ظلها الجميع ويتحملون مسؤوليتهم، فالوطن يتسع للجميع وهي مسؤولية الجميع ونأمل أن يتعاون الجميع وأن لا يرمي أحد الكرة في شباك الآخرين بل يتحملها بمسؤولية وإخلاص ومن لا يستطيع أن يتحمل مسئوليته يترك العمل ويتيح فرصة للآخرين.
وأن تجربة الائتلاف ليست مقصورة على فترة أربعة اشهر كما يردد البعض ولكنها تجربة ستستمر إذا حققت نتائج إيجابية ملموسة، فبالتأكيد أن الحكومة سوف تمنح الثقة إذا ما حسنت العمل والأداء.. وأتمنى للجميع النجاح والتوفيق..