رئيس مجلس الرئاسة في لقائه العلماء والمشائخ والمسؤولين في محافظة الحديدة
نحن سعداء بزيارة محافظة الحديدة للتعبير عن الشكر والتقدير لما أسهم به أبناء المحافظة من دور في إنجاح الانتخابات يوم الـ27 من أبريل 1993م والتي مثلت حدثاً هاماً في حياتنا وهدفاً من أهداف الوحدة.. وأن نجاح الانتخابات قد افشل مراهنات كثيرة وأن الصعوبات والإرباكات التي واجهها شعبنا خلال المرحلة الانتقالية نتيجة لأنها تجربة جديدة بعد إنهاء التشطير ودمج نظامين شطريين في كيان دولي جديد وكان من المتوقع حدوث مثل ذلك.
إن الذي حدث قد حدث.. وعلينا أن نطويه في صفحات الماضي التشطيري والإمامي والاستعماري وأن نبدأ صفحة جديدة بدأت بالانتخابات يوم الـ 27من أبريل 1993م واختيار الشعب لممثليه في مجلس النواب وبإمكان السلطة التشريعية أن تقوم بمساعدة السلطة التنفيذية كما على حكومة الائتلاف المشكلة من المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح أن تطبق ما جاء في برامجها الحزبية للأحزاب الثلاثة وما سيتضمنه برنامجها الذي ستتقدم به الى مجلس النواب وبحيث يتحول القول الى عمل في شتى المجالات ويلمسه المواطن عن قرب وهي قضايا متعلقة بمعالجة ما تبقى من الاختلالات الأمنية والإدارية والاقتصادية. وان شاء الله نوفق في رفع المعاناة عن المواطنين ومعالجة قضايا الأمن.
وأؤكد أن الأمن منظومة متكاملة في كل جوانب الحياة وحث السلطة القضائية أن تضطلع بدورها وأن تتفاعل مع التطورات الجديدة موضحاً بأن الحياة مدرسة وليس هناك من يستطيع أن يدعي الكمال.. كما أؤكد على أهمية التكامل بين عطاء الأجيال الشابة وعطاء جيل الشيوخ بين الحماس والحكمة.
إننا سنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت وأملي أن يكون الاخوة في أجهزة الامن وفي كل الأجهزة عوناً وعاملاً مساعداً لحل قضايا المواطنين في المنطقة. مشيداً بأبناء محافظة الحديدة في تعاونهم مع أجهزة الدولة وقال انهم خيرة المواطنين في إخلاصهم وتفانيهم.. ولا تصلنا عنهم إلا التقارير الطيبة.. وعلى المسؤولين أن يتعاملوا مع المواطنين برفق وتعامل حسن.. والدولة على أتم الاستعداد لدعم كل الأجهزة من أجل أن تقدم الخدمات في محافظة الحديدة.
إن المستقبل واعد بالخير ونحث الحكومة أن ترفع عن كاهل المواطنين كافة المعاناة خاصة فيما يتعلق بارتفاع الأسعار وتصحيح الفساد المالي والإداري وعلى كل شخص أن يراقب الله في نفسه ويعمل لآخرته وأن يفتح الناس صفحة جديدة من الصدق والوضوح في التعامل فيما بينهم.. وعلى العلماء والمثقفين تقع مسؤولية كبيرة في إرشاد الناس وتوجيههم الى ما يحقق الخير للمجتمع. إن الديمقراطية هي البناء وأن النقد في إطارها هو لمعالجة الأخطاء وفي إطار ما يقبله الناس ولا يؤذيهم فالنقد غير المنطقي والزيف والكذب لا أحد يقبله.
إن بلدنا واعدة بالخير وعلينا أن ننظر دائماً ونتفاءل بالخير وأن أرضنا اليمنية وعلى وجه خاص في تهامة غنية بالخيرات الزراعية.. ومحافظة الحديدة من انشط محافظات الجمهورية في مجال التنمية الزراعية وانه قد تم إنشاء الكثير من مشاريع حجز المياه في المحافظة في وادي مور ورماح وزبيد والعمل جار في وادي سهام.. وأن الزراعة هي عماد مسقبل التنمية في بلادنا وأن الانسان اليمني إنسان مكافح ومناضل من أجل الحياة وله باع طويل وخبرات واسعة في المجال الزراعي وقد بنى المدرجات الزراعية في اكثر المناطق الجبلية وعورة وصعوبة.. وإننا جميعاً نشكل منظومة متكاملة لبناء اليمن الجديد يمن 22 مايو.
إن شعبنا اليمني موحد منذ الأزل وأن التشطير لم يكن موجوداً إلا على مستوى السلطة والأنظمة وعندما فجر شعبنا اليمني ثورته في الـ26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر هب أبناء اليمن من أقصى الجنوب لاقصى الشرق للدفاع عن الثورة اليمنية التي هي ثورة واحدة والحركة الوطنية اليمنية حركة واحدة تواصلت عبر الأجيال للانتصار لليمن.
إن الله قد وفق شعبنا بإعادة تحقيق وحدة الوطن وعلينا أن نحافظ على هذا المنجز العظيم. وعلى الديمقراطية أن تمثل في حياة شعبنا اليوم حقيقة راسخة. ونشير الى ضرورة مصارحة الشعب بكل الحقائق ليكون على بينة ودراية وليسهم في دعم كل الجهود الهادفة الى تحقيق نهضة اليمن وتقدمه.