رئيس مجلس الرئاسة في لقائه أعضاء لجنة حوار القوى السياسية
تحدث في اللقاء الأخ رئيس مجلس الرئاسة مرحبا بلجنة الحوار ومباركا كل ما توصلت إليه من قرارات.. وقال: إننا نبارك لكم جهودكم ونقدر تقديرا عاليا ما بذلته لجنة الحوار من أجل إنجاز وثيقة العهد والاتفاق.
وهذا يدل على الحرص المشترك فالوطن هو وطن الجميع وواجب على كل وطني وخير أن يسعى لحل وإنهاء هذه الأزمة التي جثمت على صدر شعبنا منذ أكتر من سبعة أشهر.. وأننا نقدر تقديرا كبيرا ما تم التوصل إليه من قرارات سواء في إطار لجنة الحوار أومن خلا ل مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير ونأمل أن كل ما يتم الاتفاق عليه يتم الانتقال به إلى مرحلة التطبيق وعلى لجنة الحوار أن تعتمد الوضوح والصراحة في تنبيه وإدانة أي طرف يخل بالتزاماته في التنفيذ لتلك القرارات ومثل هذا الوضوح سيكون رادعا أدبيا ينبه إلى مكامن القصور لغرض تجنبها وقال الأخ الرئيس أنه منذ أن تشكلت لجنة الحوار وتم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عمٌان كنا نتطلع لإنهاء الأزمة وقلنا يكفي استمرارها ولتنته تداعياتها وينتقل الجميع إلى تطبيق الوثيقة بروح الوطن اليمني الواحد.. والمهم هو صدق النوايا لإنهاء الأزمة وتداعياتها المؤسفة سريعا، فالوطن اليمني لم يمر منذ فجر الثورة بمثل ما مر به في ظل الأزمة من جفوة وآلام ومشاكل ونحن ألان وبمسؤولية وطنية مطلوب منا أن نجد نهاية لكل ذلك والعافية سوف تأتي بالتدريج ولقد استجبنا مؤخرا للمبادرة التي تقدم بها عدد من الأخوة أعضاء لجنة الحوار من أجل تحريك العمل السياسي وجاءت مبادرة عقد اجتماع مجلس الوزراء في عدن واجتماع مجلس الرئاسة في صنعاء كمبادرة جيدة نحو الانفراج واتخذت العديد من القرارات من مجلس الوزراء على طريق ترجمة ما جاء في الوثيقة والمفروض أن الأجهزة التنفيذية تضع الخطط للانتقال بها فورا للتنفيذ العملي..
وقال الأخ/ الرئيس إننا نرحب بالمعارضة ونرى فيها الصوت والجرس الذي ينبه للأخطاء ويصحح للسلطة أوضاعها وتصرفاتها الخاطئة حيثما وجدت.. ولهذا ينبغي للمعارضة أن تمارس النقد من أجل الإصلاح وليس بهدف الاستعداء والإساءة وأضاف الأخ الرئيس نحن مع أي خطوة أو جهد أو إجراء يحقق الانفراج وينهي هذا الوضع الصعب الذي يعيشه شعبنا نتيجة الأزمة وقرارات مجلس الوزراء الأخيرة إيجابية ولا يعتقد أي طرف أنه المنتصر وأن الطرف الآخر هو المنهزم فالمنتصر مهزوم في كل الأوقات إذا لم يكن النصر لصالح اليمن وأقي انتصار حقيقي يجب أن يكون للوطن وهو ملكنا جميعآ وما يهمنا هو أمنه واستقراره وسلامته وصيانة وحدته ومكاسبه وعلينا جميعآ أن نعمل من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل. وقال الأخ الرئيس إن الوحدة هي نجاة وسلام وأمان للجميع وأي تراجع عن الوحدة هو الانتحار بعينه وشعبنا يعرف تبعات التشطير وويلاته ومآسيه ويدرك ماذا سيجره التشطير على الوطن من خراب ودمار وما سيسببه للمنطقة من توترات ومشاكل هي في غنى عنها.. ونحن على ثقة بأنه على صخرة الوعي الوحدوي والديمقراطي والإرادة الوطنية الصلبة سوف تتحطم كل ا لمؤامرات المستهدفة الوحدة ومسيرتنا ا لديمقراطية.
وقال الرئيس/ مخاطبا لجنة الحوار إننا لا نريد انحيازكم لهذا الطرف أو ذاك ولكن انحازوا للوطن وانتصروا له بحكمة ودراية فهو الأبقى ومصلحته يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات والمصالح وعلى القوى السياسية وكل أبناء الوطن تقع مسؤولية إنقاذ الوطن مما يجري فيه من تداعيات وإفشال للمخططات المستهدفة وحدة الوطن مهما كانت وهذه المخططات لا يمكنها أن تنجح ما لم تكن هناك أدوات في الداخل تنفذها وما لم تكن الأبواب مفتوحة لها كي تنفذ فعلينا إغلاق تلك الأبواب لمصلحة الوطن وان لا نسمح بتمزيق الوحدة الوطنية أبدا..
ومهما كانت الاختلافات والتباينات في الرؤى فإن علينا أن نحثكم للحوار وآن لا نمس الثوابت الوطنية وأن لا نضر بوحدتنا ومن الخير لنا أن نجلس على طاولة الحوار منذ البداية لنتفاهم ونجد حلولا لقضايانا ومشاكلنا بدلا من اللجوء للصراع المسلح أو العنف ومن ثم الجلوس فيما بعد على طاولة الحوار بعد أن تكون الدماء قد نزفت وطال الخراب والدمار كل شيء في الوطن..
وقال الأخ الرئيس لمصلحة من يتم هذا التسابق للتسلح ولماذا لا تسخر هذه الإمكانيات والأموال التي تهدر في شراء الأسلحة فيما يعود بالخير على الشعب ويحقق التنمية في الوطن بدلا من إهدارها فيما يحقق الخراب ونشر الموت وأي تنظيم سياسي يعتقد أنه سيكسب الجولة أو يحقق مكاسب من وراء ذلك أو أنه بمنأى عن مخاطر وأضرار الصراع واهم، فليس هناك من هو بمنجى عن ذلك الخطر الذي سيصيب الجميع..
وأضاف الأخ/ الرئيس علينا جميعآ أن نشكل جبهة وطنية عريضة لتجنيب الوطن والوحدة أي أذى ومنع أي تداعيات أو إخلال أمني أو سياسي أوإقتصادي أو إداري وأي اصطلاحات لا تتم إلا في ظل إنهاء الأزمة وقد كنا نطمح أنه بعد انتخابات 27 أبريل 1993
سوف تكون هناك بداية جديدة لتأسيس تجربة أفضل والانتقال إلى معالجة آثار الفترة الانتقالية ولكن للأسف حدثت الأزمة وما يترتب عليها من أضرار على سمعة اليمن ومصالح ا لمواطنين وعلى الاقتصاد ا لوطني والاستثمار وغيره..
وتجاوز كل ذلك يحتاج إلى جهد كبير ومخلص وإرادة وطنية قوية وهذه مسؤولية كل الوطنيين والوحدويين والشرفاء والوطن ليس ملكآ لتنظيم أو حزب أو شخص معين بل ملك كل أبنائه..
وقال الأخ/ الرئيس حان الوقت لنقول للأمة كفى وكفى فلقد أظهرت كل شيء على السطح وعرف كل منا ماله وما عليه وأملنا كبير أن صوت العقل والمنطق والحكمة يتغلب وأن نتحكم في عواطفنا ونسمو جميعآ فوق التداعيات والإساءات التي لحقت ببعضنا البعض وان لا نندفع نحو ارتكاب المزيد من الحماقات التي تسيئ لوطننا ولنعالج مشكلاتنا وأمراضنا ونضمد جراحنا يبصر وحكمة ومسؤولية.
وأشار الأخ/ الرئيس إلى ضرورة قيام لجنة الحوار بمتابعة الأجهزة الإعلامية الرسمية والتأكد من التزامها بقرارات لجنة الحوار ووقف التداعيات الإعلامية مؤكدا على ضرورة أن تتخذ لجنة الحوار قرارا بالإشراف المباشر عبر فرق عمل تابعة لها.. على كافة المطارات الجوية والموانئ البحرية في الجمهورية سواء في عدن وصنعاء وحضرموت اوالحديدة أو تعز أو غيرها من المطارات والمواني اليمنية للتأكد من عدم استيراد الأسلحة والمعدات أو التجهيزات العسكرية من الخارج ولمنع التداعيات العسكرية مؤكدا التزام المؤتمر الشعبي العام بأي قرار يتخذ بهذا الشأن..
كما كذب الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة الأنباء الصحفية التي ذكرت عن استيراد اليمن لأسلحة محرمة دوليا وعبر عن أسفه الشديد لتردد مثل هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة.. وقال مهما بلغت المكايدات السياسية بين التنظيمات السياسية فإنه ينبغي لها أن لاتصل بها إلى حد الإساءة والأضرار باليمن وسمعته الدولية فترديد مثل هذه الشائعات الكاذبة لا يلحق ضررا بطرف سياسي بل يضر الشعب اليمني كله ويشوه صورته لدى دول العالم ويصعب إزالة تلك الصورة المشوهة على المدى القريب وينبغي أن يتحلى الجميع بالمسؤولية الوطنية إزاء مثل هذه التصرفات غير المسؤولة..
وقال علينا أن نعزز الثقة فيما بيننا وعلى لجنة الحوار أن تكثف جهودها من أجل أن يستعيد الوطن عافيته وان تلتئم النفوس وتعزز الثقة ويعمل الجميع من أجل وطن آمن مستقر في ظل الوحدة والديمقراطية.