رئيس مجلس الرئاسة في لقائه أعضاء الملتقى الجماهيري لأبناء محافظة مأرب
تحدث الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة إليهم حيث رحب بهم وتبادل معهم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك معبراً عن تقديره الكبير للمواقف النضالية والحس الوطني العالي الذي يتمتع به كل أبناء محافظة مأرب وحرصهم على التمسك بالثوابت الوطنية وفي طليعتها الثورة والوحدة والديمقراطية.. مشيدآ بالأدوار النضالية لأبناء محافظة مأرب في الدفاع عن مسيرة الثورة والجمهورية. وقال: إن مأرب هي التاريخ والحضارة والإخلاص والإيفاء والأمجاد ولقد كنت معكم دومآ في كل الأحوال والظروف ولقد استمعت إلى مطالبكم وأنا أعرف ماذا كانت تعانيه مأرب إحدى المحافظات المعزولة والمحرومة من التنمية ومنذ عام 1981 م شهدت المحافظة حركة تنمية ملموسة وتحقق لما رب الشيء الكثير بفضل تعاون أهلها ويظل الطموح كبيرآ في تحقق المزيد من المشاريع الخدمية والتنموية التي تنهض بمستوى الحياة في مأرب.
واستعرض الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة في لقائه أبناء محافظة مأرب التطورات الراهنة في الساحة الوطنية وخلفيات الأزمة السياسية ومسبباتها والعوامل التي تتحكم في مساراتها وما أفرزته على صعيد الواقع الوطني والوحدة الوطنية وما ألحقته من أضرار بمصالح الوطن والمواطنين الذين يعانون اليوم الكثير من المتاعب نتيجة استمرار الأزمة التي ما كان ينبغي لها أن تصل إلى ما وصلت إليه..
وأشار الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة بأن شعبنا قد استعاد يوم الـ 22 من مايو 1990 م لحمته وليلتئم شمل الأسرة اليمنية وتتجمع الإمكانات والطاقات وتتعزز جهود البناء التنموي وينتقل الوطن إلى أفضل مما تحقق في الماضي وقال: ولكن مع الأسف راوحت مسيرة التنمية في مكانها بسبب الانشغال بالمماحكات السياسية على حساب المصالح العليا للوطن وكان شعبنا يتطلع أنه بانتهاء الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات في الـ 27 من أبريل 1993 م سينتقل إلى أعتاب مرحلة جديدة من البناء يتم فيها تصحيح أخطاء الفترة الانتقالية وتجاوز السلبيات وكل مظاهر الفساد والتسيب المالي والإداري وغيرها من الظواهر السلبية التي رافقت الفترة الانتقالية.. إلا أنه ومع الأسف ما إن تشكلت حكومة الائتلاف وبدأت تخطو أولى الخطوات نحو تنفيذ برنامجها الذي نالت بموجبه الثقة حتى بدأت الأزمة السياسية ليدخل لشعبنا في دوامتها وتداعياتها المؤسفة وما فرضته من تهديدات خطيرة على مسيرة الوحدة والديمقراطية ومستقبل اليمن..
مؤكدا بأن الجهود قد تواصلت وما تزال من أجل الخروج من هذه الأزمة.. مشيرا إلى ضرورة التئام المؤسسات الدستورية من أجل الاضطلاع بمسؤولياتها في تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق بصورة تضامنية وبما يعزز الثقة ويصون مسيرة الوحدة والديمقراطية في بلادنا..
وأكد الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة بأن لا عودة أبدا للماضي التشطيري ولا تراجع مهما كان الثمن عن الوحدة فهي عزة وكرامة كل يمني وهي حاضر الوطن ومستقبله، وحذر الأخ الرئيس من كل أشكال الفرقة في المجتمع.. وقال: علينا أن نتصدى لكل ضعفاء النفوس الذين يثيرون الخلافات والصراعات والنزاعات الضيقة سواء كانت مناطقية أو طائفية أو قبلية أو غيرها.. فشعبنا شعب عربي مسلم موحد العقيدة والمبادئ والأهداف وهو شديد التمسك بعقيدته الإسلامية بثوابته الوطنية.. وعلينا أن نوحد صفوفنا وكلمتنا وأن يكون همنا الأول والأخير هو تجنيب وطننا الفتن والصراعات وأن نصل بمسيرة البناء والتنمية والوحدة والديمقراطية إلى بر الأمان.
وأشاد الأخ/ الرئيس بقرارات وتوصيات الملتقى الجماهيري الموسع لأبناء محافظة مأرب.. وقال: إننا نبارك تلك القرارات التي عكست حرصا وطنيا عاليا لتجنيب الوطن التمزق والشتات والحفاظ على وحدته وعبرت عن ما يتمتع به أبناء محافظة مأرب كغيرهم من أبناء الوطن من روح وطنية وصدق المواقف وهي تبرز أكثر في الظروف الصعبة والمنعطفات الحاسمة التي يمر بها الوطن.
مؤكدا بأن الديمقراطية ستظل هي حصانة الوحدة وسياجها المنيع وأن التباينات مهما كانت ينبغي حلها بالاحتكام إلى الحوار الديمقراطي السلمي.. وقال: لقد آمنا بالديمقراطية وعلينا تقبل نتائجها مهما كانت، فالديمقراطية والتعددية تعني التسليم بمبدأ التداول السلمي للسلطة وكنا في اليمن ممن أعلنوا بأن فترة الرئاسة ينبغي أن تتحدد بدورتين انتخابيتين من أجل إتاحة الفرصة لقيادة جديدة وتوسيع نطاق المشاركة في الحكم فالوطن يتسع للمجمع وهو ملك كل أبنائه.
وأضاف الأخ/ الرئيس إن في الماضي التشطيري الكثير من العبر والدروس، علينا إن نتعظ منها وأن نعمل على كل ما من شأنه خدمة وطننا وتحقيق مصالحه العليا وأن نكرس كل الجهود من أجل بنائه وصنع نهضته وتقدمه، وهذا ما سنعمل من أجله بكل ما أوتينا من قوة وبالتعاون مع كل الخيرين في الوطن..