رئيس مجلس الرئاسة في كلمة إلى المشائخ وممثلي الأحزاب والتنظيمات بمحافظة تعز 27 يوليو 1994 م
التقى الأخ/ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة في تعز الاخوة المشائخ والأعيان وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية وأفراد القوات المسلحة والأمن من أبناء مديرية ردفان، الذين نقلوا باسم أبناء المديرية التهاني والتبريكات للأخ الرئيس وقيادة الوطن بنصر الوحدة العظيم الذي حققته قوات الوحدة والشرعية على عصابة التمرد والانفصال في قيادة الحزب الاشتراكي..
وقد تحدث إليهم الأخ/ الرئيس مرحبا بهم وحيا من خلالهم جميع أبناء مديرية ردفان البطلة التي كان لابنائها دور كبير في النضال من أجل الدفاع عن ثورة 26 من سبتمبر الخالدة وتفجير شرارة ثورة 14 من أكتوبر المجيدة/ واستعرض الأخ الرئيس الجهود التي بذلها من أجل احتواء الأزمة وتجنيب الشعب والوطن مخاطر الصراع والفتن والحيلولة دون إراقة قطرة دم تسال بين أبناء الوطن..
وقال لقد ظللنا حريصين على الحوار حتى آخر لحظة وكنا نريد أن يدرك المقاتلون الذين غررت بهم هذه العصابة مغبة الانسياق وراء ما خططت له وما تحيكه من مؤامرات حاقدة التي كرستها هذه العصابة خلال الفترة الماضية قد أعمت أبصار الكثير من أبناء هذه المديرية ودفعتهم إلى الدفاع عن مصالح أنانية وذاتية لأفراد هذه العصابة والتنكر لتراثهم النضالي الوطني الذي سجلوه طوال مراحل الثورة اليمنية.. وظلت هذه العصابة تستخدمهم كوقود لصراعاتهم الشخصية والأنانية.. والحمد لله لقد اتضح لكم ولجماهير شعبنا اليمني بكل جلاء الآن الدور التخريبي والتآمري الذي مارسته هذه العصابة الانفصالية بزعامة الخائن البيض والذين جاءوا بأمثالهم العملاء والخونة واعداء الثورة وفي طليعتهم الجفري من أجل تنفيذ مؤامرة تمزيق اليمن وتدمير وحدته..
وقال الأخ/ الرئيس إننا نقول الآن للمغرر بهم عفا الله عما سلف وعليكم أن تعيدوا النظر في الكثير مما كانت تقوم به من تعبئة خاطئة وتكريس لمفاهيم طائفية ومناطقية متخلفة.. لنبدأ مرحلة جديدة نسهم فيها معا في إعادة بناء واصلاح ما خلفته هذه العصابة في النفوس وفي الواقع وبناء الوطن اليمني الحديث يمن الحرية والديمقراطية والعزة والكرامة لكل أبنائه.. اليمن الذي سيقوم على مشاركة جميع أبنائه في البناء والتنمية والنهوض الحضاري الشامل بإذن الله..
وقال الأخ/ الرئيس إن الوحدة بالنسبة لابناء مديرية ردفان تعني الكثير لانهم مناضلون وقدموا الكثير من أجل الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر/.. مشيرا بان قرار العفو العام قد طبق على الجميع مدنيين وعسكريين وعليهم الاستفادة منه في العودة إلى مقار أعمالهم سواء في صفوف القوات المسلحة التي تم دمجها الآن أو في الوظائف المدنية في إطار قانون الخدمة المدنية..
وأكد الأخ/ الرئيس بان الدم الطاهر الذي سال على الأرض اليمنية لم يذهب سدى بل هو الغرسة الحقيقية للشجرة المثمرة شجرة الوحدة والحرية والديمقراطية..
وقال إن من سقطوا من الشهداء سواء كانوا من صف الشرعية أو من المغرر بهم هم جميعا أبناؤنا وإخواننا وسيتم التعامل معهم كشهداء لليمن..
مشيرا إلى الدور التآمري الذي لعبته الرموز الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي من أجل الحيلولة دون وصول خير الوحدة إلى مناطق محافظات عدن وحضرموت ولحج وأبين وشبوة والمهرة من أجل أن لا يشعر المواطنون في هذه المحافظات بخير الوحدة وحتى لا يحاكموا الحزب الاشتراكي على ما حرمهم منه طوال السنوات التي سبقت قيام الوحدة.. وقال علينا أن نغلق ملف الماضي ونفتح صفحة جديدة بعد أن ثبتنا دعائم الوحدة وأن يتم العمل الجاد من أجل البناء.. مشيرا إلى ما تنوي الدولة عمله بالنسبة لتطوير الحكم المحلي وعلى أساس أن تنتخب كل محافظة ومديرية قياداتها التنفيذية بطريقة حرة وديمقراطية وبما يخفف من المركزية ويعطي صلاحيات واسعة في نطاق الحكم المحلي وحتى يكون المسؤولون مسؤولين مسؤولية مباشرة أمام الشعب الذي انتخبهم في المحافظات والمديريات..
وأكد الأخ/ الرئيس/ على أهمية حشد كل الجهود والطاقات لاعادة أعمار ما خلفته الحرب وبناء اليمن الجديد على أسس قوية تتجاوز كل عثرات الماضي وتكفل المستقبل الأفضل والمزدهر لابناء شعبنا اليمني.