رئيس مجلس الرئاسة في كلمة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.
أيها الأخوة المواطنون الإعزاء:
يسعدني أن أنتهز فرصة حلول عيد الأضحى المبارك لأتوجه إليكم باسمي والإخوة أعضاء مجلس الرئاسة بالتهنئة القلبية الصادقة بهذه المناسبة الدينية العظيمة وأزفها من خلالكم وباسمكم إلى كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية.
وإنها لمناسبة عزيزة وغالية في نفس وضمير وإيمان كل المسلمين في كل ربوع المعمورة لأنها تربطهم بمشاعر ابتهاجية واحدة منبعها واحدية الإيمان وأساسها العروة الوثقى التي تشدهم لمصير واحد وأداء رسالة واحدة رايتها التوحيد وجوهرها إقامة أركان الدين الحنيف، لذا فإنه يتعين علينا ونحن نعيش هذه المناسبة في ظل الظروف العصيبة الماثلة اليوم في حياة الأمة العربية والإسلامية وتطلعاً للخروج منها وعودة للمنابع الإيمانية الصافية والمثل السلوكية والأخلاقية الحميدة ولحقيقة الوحدة وتطلعات الازدهار والعزة، يتعين أن نمعن في التأمل في معناها الجليل والعميق للتعلم من دروسها والاستفادة منها في كل الحياة العملية وفي إعادة صياغة عرى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وعلاقات التعاون والتكامل في الإطار الأوسع لكل المجتمعات العربية والإسلامية.
أيها الأخوة المؤمنون:
إن حلول هذا العيد الكبير متزامن مع أداء فريضة هامة من فرائض ديننا الإسلامي الحنيف وهي فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام دين الإخاء والحرية والمساواة والسلام إنما يعبر عن أفراح المسلمين وابتهاجهم وسعادتهم بإقامة أركان الدين وبالاستشعار العملي لحقيقة وحدتهم فيما يمثله الموقف المهيب في احتشاد جموع المسلمين في عرفات. وأن ذلكم الاحتشاد التعبدي المرتبط أيضا بمنافع حياتية هو الذي يعطي كل تلك المعاني والأبعاد للفرح بعيد عظيم مبارك من عند الله هو عيد الأضحى عيد التثمين الغالي للتضحية والتمثل الراقي لمعنى الفداء في تجسيد معنى الالتزام الحق بالإيمان والامتثال للحق والطاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأن ما ينشده كل مخلص لدينه ووطنه في مثل هذه المناسبة هو أن نستشعرها بكل أحاسيسنا ومشاعرنا لنكون في المستوى السامي لها وجوداً وعطاء وخلوداً ولكي نترجم في كل حين وأوان التكاليف السامية التي حددها الدين الحنيف لمقاصد ربانية ووجدانية إستخلافية عظيمة، عنوانها الإيمان ونشر الخير وإحقاق الحق وإقامة العدل، مؤمنين أعمق ما يكون الإيمان بأن لكل الفرائض في ديننا الإسلامي الحنيف وظائف حياتية تتصل بعناصر الفوز والتفوق في حياة الدنيا والتماسك والتعاضد بين كل المسلمين المنضويين تحت راية الإيمان الواحد وتؤكد بأن الإسلام صلة بين الفرد وخالقه في اتجاه أسمى وهو صلة بين الإنسان وأخيه الإنسان في اتجاه التجسيد للأمر الأسمى في تحقيق قيم ومبادئ العدالة والمساواة والحرية.. وأن فريضة الحج عملا هي تجسيد لحقيقة الوحدة الإسلامية وفي مناسك الحج تتجلى قيم المساواة في أنقى وأجلى صورها بين كل المسلمين وإن اختلفت أجناسهم ولغاتهم وألوانهم في رقعة جغرافية واحدة مطهرة هي الأراضي المقدسة وقلبها النابض بطهر الروحانية مكة المكرمة مما يتوجب معه الانتقال بالسلوك وبالعمل إلى مستوى الإيمان والمبادئ والقيم السامية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف.
وإننا بهذه المناسبة لنهنئ إخواننا حجاج بيت الله الحرام على توفيق الله لهم في أداء تلك الفريضة وعلى ما نالوه من الأجر والثواب كما نتوجه بالتهنئة الصادقة والمخلصة لأولئك الذين يمثلون المعنى الجليل للتضحية والفداء، أولئك الرجال الأبرار الذين يتحلون بأعظم الصفات الجهادية الجنود والصف والضباط في القوات المسلحة والأمن وهم يؤدون واجبهم المقدس الغالي في حماية الأمن والاستقرار وفي حراسة سيادة الوطن ومكاسب الشعب العظيمة ويسهرون على كفالة تحقيق شروط النماء والتقدم الحضاري في كل ربوع الوطن العزيز المنتصر أبداً بإذن الله.
لهم ولكم جميعا التهاني المخلصة والصادقة بهذا العيد الكبير الذي توجب علينا أفراحه ومعانيه التمسك بقيم الشعب السامية ومبادئه الخالدة وإتقان العمل في خدمة غاياته !.. بدءاً برفع المعاناة والتغلب على الصعوبات ومواجهة كل التحديات وتحقيق المزيد من الانتصارات والمكاسب المضافة لرصيد قوة الوطن وعزته وتقدم الشعب وسعادته ورفعته برخاء وازدهار الحياة.
سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا وأن يتغمد برحمته الواسعة كل الشهداء الأبرار إنه سميع مجيب. عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته