رئيس مجلس الرئاسة في كلمته بذكرى أربعينية فقيد اليمن المشير عبد الله السلال
الأخوة الحضور.. قبلما أبدأ كلمتي أطلب الوقوف دقيقة واحدة لقراءة الفاتحة على روح فقيد اليمن المشير/ عبد الله السلال.
الأخ العقيد/ علي عبد الله السلال.. أولاد الفقيد المناضل المشير عبد الله السلال.. الوالد المناضل القاضي/ عبد السلام صبرة.. الوالد القاضي العلامة الكبير/ عبد القادر بن عبد الله الأخوة القادة.. الأخوة الحضور جميعاً.. الأخوة قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ونحن نحضر هذا الحفل التأبيني لرحيل الرمز المناضل قائد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المشير عبد الله بن يحيى السلال.. فإننا نودع قائداً مناضلاً.. قاد ثورة أل 26 من سبتمبر الخالدة في أحلك الظروف وأسوئها وحمل رأسه على كفيه مع كل زملائه المناضلين.. ضباط الثورة والعلماء والمشائخ الأحرار.. وشاء الله سبحانه وتعالى وبعد معارك طويلة ونضال كبير وصمود على مختلف الجبهات أن انتصرت الثورة لإرادة هذا الشعب المناضل المكافح الصامد.. رغم كل المؤامرات.. ورغم الأموال المدنسة التي كانت تدفع لإجهاض الثورة والتخلص من الأحرار.. ولكن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. انتصروا لإرادة هذه الأمة.. وبعد فترة طويلة استمر النضال الوطني من قبل كل الشرفاء وكل الأحرار حتى تحقق النصر المؤزر في 22 من مايو 1990م، بإعادة اللحمة الوطنية عندما ارتفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن وفي كل محافظات الجمهورية.. وكان عرساً رائعاً ومفخرة لنا جميعاً.. ولكل اليمنيين الشرفاء والأحرار. وكنا نعرف مسبقاً إن هذه الوحدة المباركة ستحاط بالمؤامرات والدسائس لإجهاضها كما أحاطت تلك المؤامرات الخبيثة بثورتي ال 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر المجيدتين. ولكن المخلصين من أبناء هذا الوطن.. تحملوا مسؤولياتهم التاريخية وتحدوا تلك المؤامرات.. وافشلوها.. وانتصرت الثورة واليوم وبعد مرور ثمانية أشهر من افتعال تلك الأزمة السياسية المؤسفة التي ألحقت ضررا فادحاً وتصدعاً في وحدتنا الوطنية.. على كل الوطنيين المخلصين الشرفاء أن يثبتوا ويصمدوا وعليهم تحديد المواقف إزاء تلك العناصر التي تسعى لتجزئة الوطن بأموال مدنسة.. تلك الأموال التي كنا بل- نتمنى أن تذهب لصالح التنمية لا لشراء الأسلحة والمفرقعات.. وإقلاق أمن المواطن.. وأن تتوجه لبناء مستشفى أو مدرسة.. أو معالجة مرض عضال.. بدلاً أن تخيف السبيل وتقلق أمن وسلامة المجتمع.
الاخوة الأعزاء.. نحن واثقون كل الثقة من أن كل المواطنين الوحدويين في كل التنظيمات السياسية من المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي اليمني، والتجمع اليمني للإصلاح.. وبقية التنظيمات السياسية سيضعون مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة والأنانية. ما كنا نريد أن تستمر هذه الأزمة.. وما كنا نتمنى للأزمة أن تستمر حتى وفاة المناضل الشهيد المشير عبد الله السلال الذي نعتبره شهيد الأزمة السياسية المفتعلة لإعادة تجزئة الوطن اليمني بعدما تحققت وحدته بالطرق السلمية والديمقراطية ولم تكن ضماً ولا إلحاقاً ولا تعسفاً عبر حوارات طويلة استمرت عدة أعوام.. حتى جاء أل 22 من مايو 1990م، وتم إنهاء نظامين شطريين.. ما ورثناه من مخلفات الإمامة وما ورثناه من مخلفات الاستعمار البغيض. في ظل الجمهورية تحاورنا طويلا.. وتوترت الأوضاع كثيراً.. وتآمرنا على بعضنا البعض كثيراً وكانت الحرب عام1972م، وكان المنتصر هو الخاسر والمعركة الثانية في عام 1979م، وكان المنتصر هو الخاسر أيضاً.. ونحن الآن نعمل بكل جدية وبكل إخلاص.. وبكل مسؤولية من أجل تفويت كل المخططات الرامية إلى إشعال الفتنة بين أبناء الأسرة اليمنية الواحدة.. ومعنا كل المخلصين وكل الوطنيين الوحدويين في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية وعلينا أن نعمل معاً على تفويت كل تلك المخططات الرامية إلى تمزيق الوحدة الوطنية وإعادة التجزئة.. وإن عادت التجزئة فهي محنة.. والتشطير لن يكون.. ولا يعتقد من أنه سيكون هناك ولا سمح الله إعادة للتشطير.. أو انه سيكون هناك نظام اسمه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. والجمهورية العربية اليمنية. ولكنها كارثة على كل أبناء هذا الشعب وخاصة بعد إعلان التعددية السياسية.. بعد إعلان الوحدة.. حيث امتدت الأحزاب السياسية على مختلف الساحة اليمنية ولن يكون المؤتمر الشعبي العام أو التجمع اليمني للإصلاح، أو حزب البعث العربي، أو حزب الحق، أو حزب رابطة أبناء اليمن، أو الحزب الناصري أو أي تنظيم سياسي، أو الحزب الاشتراكي وصيا على شطر دون شطر ولكن المعيار الأساسي والحقيقي هو أن تمتد هذه الأحزاب السياسية على طول الساحة اليمنية ولا أحد يملك حق الوصاية على ما كان يسمى بشمال الوطن ولا على ما كان يسمى بجنوب الوطن.. وبالتأكيد- ولا سمح الله- لو انجرينا ضمن المخططات للذين افتعلوا الأزمة واستلموا ثمنها لتمزيق الوحدة الوطنية واليمنية وتقاتل أبناء الشعب اليمني في كل حدب وصوب.. سنضطر إلى التفاهم والوقوف على طاولة المفاوضات لحل تلك المشكلة كما حدث في 1972م و1997م.
فالأحرى بنا جميعاً كتنظيمات سياسية وأحزاب سياسية أن نقف معاً على طاولة المفاوضات ونحل أي مشكلة قبل أن يحدث أي سوء أو مكروه، وأن نقف على طاولة المفاوضات.. وأحث الاخوة والزملاء الذين كان لهم دور إيجابي في لجنة قوى الحوار السياسية شاكرين لهم الجهود التي بذلوها.. وأتمنى ألا يبقى البعض مظلة للانفصال ولكن يبقوا مظلة للوحدة.. ولا ينجروا مع أي تنظيم سياسي.. بالاستشارة المباشرة أو الغير مباشرة في الكواليس أو عبر الهاتف ليشجعوا ذلك الطرف أو الطرف الآخر لأنه على حق. اكتفي بذلك وأترحم باسمي وباسم زملائي في مجلس الرئاسة والجهاز التنفيذي والسلطة التشريعية على روح فقيد اليمن الكبير المشير عبد الله السلال.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.