رئيس مجلس الرئاسة في كلمته بمناسبة الذكري 29 لثورة 14 أكتوبر
بسم الله والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله.
يا أبناء شعبنا المناضل..
في هذا اليوم الخالد.. الذي نتقدم فيه إلى رحاب العام الثلاثين من عمر ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة.. ونحتفل بعيدها التاسع والعشرين.. يسعدني أن أحييكم بتحية الثورة والنضال وأن أزف إليكم باسمي شخصياً…. وباسم الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة أصدق التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية. التي تتواصل بها احتفالات شعبنا بأعياد الثورة المجيدة وتتعاظم انتصاراتها وابتهاجاتها على امتداد ربوع الوطن، فبالأمس القريب احتفلنا بالعيد الثلاثين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.. التي خلصت البلاد من الاستبداد.. ودكت حصون التخلف والظلام ومهدت الطريق للتحرر الوطني الشامل.. على امتداد الأرض اليمنية، واليوم نحتفل بعيد ثورة الـ 14 من أكتوبر التي مثلت تنفيذاً عملياً لإرادة الشعب في التحرر من الاستعمار.. وتأكيداً بأن الثورة اليمنية ثورة واحدة مستمرة.. وأن انتصاراتها التاريخية الحاسمة هي التتويج الرائع لمسيرة النضال الوطني.. الذي خاضه الشعب من أجل أن ينال حريته وينتصر لسيادته، ففي مثل هذا اليوم منذ تسعة وعشرين عاما مضت.. انطلقت شرارة الكفاح المسلح وبراكين التحرر من جبال ردفان الشماء.. إيذانا بفجر جديد على الأرض اليمنية الطاهرة، فتعانقت جبال ردفان وعيبان ونقم وشمسان لتصنع المعجزة اليمنية.. بتلاحم شعبنا في ملحمة نضالية رائعة.. وهو يخوض الكفاح المسلح ضد الاستعمار.. ويدافع ببسالة عن النظام الجمهوري حتى تحقق الاستقلال الوطني وانتصر على قوى الشر والعدوان.. ودحر الحصار عن عاصمة الثورة والجمهورية صنعاء.. في معركة السبعين يوماً.. وواصل نضاله على طريق الثورة.. لتحقيق كل الأهداف.. والتقدم نحو تحقيق نصر الوحدة اليمنية..
يا جماهير شعبنا الأبية:
إن احتفالاتنا المستمرة بأعياد الثورة اليمنية.. هي تعبير عن الوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار.. وتمجيد وتخليد لذكراهم.. وتقدير وإجلال لعظمة تضحياتهم وبطولاتهم.. وعرفان بكل الإسهامات والأدوار الوطنية للثوار والفدائيين ومناضلين حرب التحرير.. الذين سيظل دورهم وكفاحهم نبراساً وسجلاً حافلاً بالدروس الحية تتعلم منها الأجيال وتعتز بها.. وتسير على نهجها في كل مواقع البذل والعمل والعطاء ولتوثيق البناء الشامخ الجديد الذي شيدته الوحدة بعد أن انتهى عهد التشطير وإلى غير رجعة مع الفجر الجديد المشع الذي أضاء حياة شعبنا في الثاني والعشرين من مايو 990ا م ودخل معه عصراً جديداً مؤكداً عزمه القوي على النهوض بمشروعه الحضاري.. الذي حددت معالمه الرئيسية.. الأهداف السامية للثورة اليمنية.. وإن واجب الوفاء يقتضي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ شعبنا.. أن نوطد العزم جميعاً.. ونضاعف الجهد من أجل حياة أفضل للشعب والوطن مدركين بيقين أن ذلك لن يتأتى.. إلا بتضافر كل الجهود الرسمية والشعبية.. ومن خلال التلاحم والتعاون.. بين كافة قوى الشعب الوطنية من أحزاب وتنظيمات سياسية.. ومنظمات جماهيرية وإبداعية وشخصيات وطنية واجتماعية وفي مقدمتها القوى المنتجة في الوطن، مؤمنين بأن طريق التقدم طويل.. لا يتوقف عند غاية ولا يستقر عند نهاية وهو طريق الثورة والوحدة الذي تعزز بالديمقراطية التي التزم بها شعبنا خياراً وطنياً للبناء ووسيلة حضارية لممارسة حقوقه الإنسانية وتفجير طاقاته الوطنية عبر المنافسة الشريفة التي تتيح المجال للجميع لخدمة الوطن وصنع تقدمه وتعزيز مسيرة الوحدة والديمقراطية.. والنهوض بأعباء التحديث والإصلاح والتطور في الوطن، وأن شعبنا الذي جعل من تجربته الوحدوية نموذجا متفردا.. من حيث ارتكازها على الأسلوب السلمي والديمقراطي لقادر ومصمم بأن يجعل من تجربته الديمقراطية نموذجا حياً وجديداً من خلال ممارسة حقوقه السياسية بحرية كاملة.. وفي القبول بنتائج صناديق الاقتراع، لتأسيس تقاليد ديمقراطية سليمة ترتكز على احترام إرادة الشعب وتأكيد حقه في حكم نفسه بنفسه وهو ما يفرض حشد كل القوى والطاقات والإمكانيات والقدرات الوطنية.. من أجل نجاح عملية الإنتخابات العامة الحرة والمباشرة لمجلس النواب، إنهاء محمودا للمرحلة الانتقالية.. وبما يمكن وطننا اليمني من الدخول إلى رحاب مرحلة أكثر إشراقاً وازدهارا وأعمق أمناً واستقراراً وأكثر اقتداراً على إنجاز كل الغايات والطموحات التنموية.. على أساس من العدل والمساواة وبما يخفف من المعاناة المعيشية لجماهير شعبنا الأبية الصامدة..
الأخوة المواطنون الأحرار:
لا يفوتني في هذه المناسبة البهيجة أن أزف إلى جماهير شعبنا التهاني الحارة بالحدث التاريخي الذي تم خلال الأيام القليلة الماضية بالتوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود بين بلادنا وسلطنة عمان الشقيقة.. والتي مثلت واحدة من أهم إنجازات الوحدة.. وتعبيراً صادقا عن النهج الذي أعلناه يوم قيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو عام 995ا م والتزمنا به في حل مشاكل الحدود مع الجيران.. على أساس التفاهم الأخوي والحوار السلمي.. وانطلاقاً من تجسيد مبدأ لا ضرر ولا ضرار الذي يكفل للجميع حقوقهم ويضمن للمنطقة المزيد من الأمن والاستقرار والرخاء مؤكدين بأن هذا الإنجاز سوف يفتح آفاقاً جديدة وواسعة.. أمام مسار علاقات الإخاء والتعاون بين البلدين الجارين..
يا جماهير شعبنا المكافحة:
إننا ونحن نحيي في هذا اليوم الخالد عظمة عطاء الشهداء ونحتفي بتضحيات شعبنا في سبيل الحرية والاستقلال.. نتوجه إلى الله مبتهلين سائل أن يتغمد كل شهداء الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) بالرحمة والغفران وأن يسكنهم جنات النعيم..
كما لا ننسى أن نوجه التهنئة الصادقة لكل مناضلي الثورة اليمنية ولكل الجنود والصف والضباط في القوات المسلحة والأمن عنوان الاستعداد للتضحية والبذل والفداء الذين يجسدون في أدائهم لواجباتهم المقدسة المعاني السامية لارتباطهم الحميم بشعبهم وثورتهم وفي الذود عن الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله وحماية كل منجزات ومكاسب الثورة والوحدة، وفي صيانة الممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها ممن كل اختراق، والمشاركة الفعالة في البناء النهضوي الجديد وتحقيق المشروع الحضاري لليمن بإذن الله وتوفيقه،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.