رئيس مجلس الرئاسة في كلمته بمناسبة العيد الثالث لقيام الجمهورية اليمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي بارك ثورتنا بالوحدة والديمقراطية. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين.
الإخوة المواطنون الأحرار..
يا أبناء شعبنا الأبي: تحية لكم حيثما كنتم داخل الوطن وخارجه، وتهنئة صادقة أتوجه بها إليكم باسمي وباسم الإخوة أعضاء مجلس الرئاسة بمناسبة العيد الوطني للجمهورية اليمنية التي ارتفعت أعلامها خفاقة في كل ربوع الوطن اليمني.. معلنة إنهاء حالة التشطير في يوم الـ 22 من مايو عام ” 90 م.. وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية بالإرادة الوطنية الحرة تتويجاً للحوارات السلمية والديمقراطية التي استمرت عدة سنوات بين قيادة الوطن اليمني وسط عواصف وتحديات كانت تستهدف الحيلولة دون تحقيق الوحدة اليمنية الهدف الاستراتيجي لشعبنا.. ؛ولذلك لم يكن القرار الوطني الوحدوي الذي اتخذناه في مثل هذا اليوم الخالد أمراً سهلاً.. بل كان محفوفاً بالتحديات والمخاطر.. ولكن شعبنا انتصر لإرادته في الوحدة مثلما انتصر لثورته في الـ”26 من سبتمبر وإلى “14” من أكتوبر وأثبت قدرته على مواصلة صنع المعجزات وصياغة تاريخه الجديد المتألق بروعة تجسيد القيم والمبادئ والأهداف.. ففي الأمس القريب حقق يمن الـ “22” من مايو نصراً جديداً بإجراء الانتخابات الديمقراطية الحرة يوم الـ”27″ من إبريل في إطار التعددية السياسية والحزبية، والتي كان المنتصر الأول فيها هو شعبنا اليمني.. تلك الانتخابات التي رسخت جذور الوحدة.. ودقت آخر مسمار في نعش التشطير..
نعم يا أبناء شعبنا الأوفياء:
لم يكن إنجاز الوحدة مكسباً تاريخياً فحسب.. وإنما إعادة الحق إلى نصابه.. فبالوحدة حقق شعبنا وجوده القوي الفاعل.. وبالديمقراطية برهن على قدرته في بناء مشروعه الحضاري لنهضة يمن الوحدة والديمقراطية.. إنكم بانتخاب ممثليكم في السلطة التشريعية على أساس التعددية السياسية والحزبية لأول مرة في ظل الجمهورية اليمنية قد أنجزتم عملاً عظيماً في تجسيد إرادتكم والتغلب على التحديات التي واجهت الدولة اليمنية الجديدة في شتى المجالات.. وأن المستقبل ينتظر منكم المزيد من العطاء على طريق بناء اليمن الجديد.. يمن العزة والكرامة والتقدم الاجتماعي.. من أجل ذلك فإن على مؤسسات الدولة وكل قطاعات الشعب وكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية أن يتحملوا مسؤولياتهم في إنجاز المهام الوطنية، المرتبطة ببناء الدولة اليمنية الحديثة.. دولة المؤسسات والنظام والقانون.. ورفع مستوى الأداء والإنتاج بما يحقق التوازن في التطور في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.. مؤكدين بأن مسؤولية بناء الوطن يتحملها الجميع دون استثناء.. وأن ائتلاف الأحزاب التي فازت في الانتخابات لا يعني إلغاء دور المعارضة!. أو إنكار حق الآخرين في الوجود والمشاركة في تحمل مسؤوليات البناء الوطني.. إذ لا ديمقراطية فعلية بدون معارضة حقيقية تقوم على أساس المنافسة الشريفة من خلال البرامج في ظل التعددية السياسية والحزبية.. وبما يخدم المصالح العليا للوطن والشعب.. بعيداً عن الشعارات والمزايدات السياسية.. وعدم اقتران القول بالعمل.. ونحن على ثقة بأن التنظيمات والأحزاب السياسية الوطنية التي لم يحالفها الحظ في الفوز في الانتخابات ستعمل على تقييم واقعها خلال الفترة الماضية.. مستفيدة من السلبيات في تجاوز أخطاء العمل السياسي.. التي ألحقت ضررا فادحا بالوحدة الوطنية.. وأساءت إلى سمعة اليمن خارجيا
الأخوة المواطنون..
إن النجاح الكبير للانتخابات البرلمانية العامة لا ينبغي أن يجعلنا في منأى عن معاناة أبناء شعبنا خلال الفترة الانتقالية من الاختلالات والسلبيات في مختلف مؤسسات وهيئات الدولة الاقتصادية والإدارية والأمنية والاجتماعية وهو ما يوجب على الحكومة وكافة مؤسسات الدولة أن تعمل بآلية جديدة.. لتصحيح تلك الأوضاع الاختلالات وأن تضع في أولويات مهامها تخفيف معاناة المواطنين وإنهاء كافة الظواهر السلبية ومضاعفة الجهد من أجل تحقيق تنمية وطنية شاملة تعود بالخير على الوطن كله وأن يكون برنامج الحكومة برنامجا شاملا ومتكاملا مجرداً من الأهواء والضغوط من أي طرف كان.. والعمل بروح الفريق الواحد بعيداً عن الاتكالية والمحسوبية واللامبالاة.. وأن تضع المصلحة العامة فوق كل المصالح.. وبهذه المناسبة.. ندعو المجتمع إلى أن يكرسوا كل جهودهم وطاقاتهم من أجل بناء مستقبل زاهر للوطن. وأن يكون شعار المرحلة قليل من الكلام.. كثير من العمل والإنتاج.. فالمرحلة تتطلب انتهاج سياسات عقلانية وواضحة تستوعب كل المتغيرات على المستوى الوطني والإقليمي والإسلامي والدولي.. والسعي لتطوير علاقات بلادنا الخارجية مع كافة الأشقاء والأصدقاء على أساس من التكافؤ والاحترام وتبادل المنافع وخدمة المصالح المشتركة وبما لا يضر أو يتعارض مع سيادة الوطن والدستور والقوانين.. ليبقى للجمهورية اليمنية وجودها الحضاري ودورها الفاعل على كافة الأصعدة.
الأخوة المواطنون..
وشعبنا يحتفل بالعيد الوطني الثالث لقيام الجمهورية اليمنية أتقدم بالتحيات والتهاني لكل أفراد القوات المسلحة والأمن البواسل الذين يجسدون دوما الموقف الوطني الشجاع الملتزم بالولاء لله.. والوطن.. والثورة.. كما نترحم على أرواح شهداء الثورة والجمهورية والنضال الوطني الذين أناروا بدمائهم الزكية درب النضال الوطني والعمل انتصاراً لإرادة شعبنا في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..