رئيس مجلس الرئاسة في كلمته بمناسبة عيد الأضحى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل بيته العتيق مثابة وأمنا وقبلة للمؤمنين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
أيها الأخوة المواطنون الأعزاء في كل ربوع الوطن وأينما تكونون، أيها الإخوة المؤمنون، إن من دواعي اكتمال الابتهاج بأفراح عيد الأضحى المبارك أن أتوجه إليكم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة بالتهاني القلبية المخلصة بهذه المناسبة الدينية المباركة وأن أتوجه بها من خلالكم إلى كل ضيوف الرحمن في البقاع المقدسة حجاج بيت الله الحرام على ما أنجزوه من الجهد التعبدي الروحي والمالي والجسدي تلبية لله سبحانه وتعالى وإقامة لركن هام من أركان ديننا الإسلامي الحنيف ولما تجشموه في سبيل أداء مناسك الحج كل أشكال المشقة والعناء ابتغاء مرضاة الله وغفرانه، فتبارك لهم ما اكتسبوه من الأجر العظيم والحسنات المتنامية إحياء لشعائر الله التي اشتملت عليها كافة الشرائع السماوية وتعبر عن الوحدة الإيمانية وعن الخضوع والعبودية للواحد الصمد كما يجسدها الموقف الجليل في عرفات الله إذ أن الحج عرفة.
وأن فريضة الحج التي هي عبادة نوعية متميزة واجبة الأداء لمرة واحدة في العمر كله مع توفر شرط الاستطاعة.. فيها يكتمل أمر الإيمان ويتحقق الغفران من كافة ذنوب الإنسان تصديقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها، وحجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة)).
وإن من أول السمات والمعاني الدالة على تقوى القلوب وقوة الإيمان هو الامتثال لكافة أركان الدين وتعظيم شعائر الله.. ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، صدق الله العظيم.
أيها الإخوة المواطنون:
يأتي هذا العيد السعيد وشعبنا اليمني يعيش أفراحاً وابتهاجاً متواصلة.. فقبل أيام قليلة احتفلنا بالعيد الوطني الثالث لقيام الجمهورية اليمنية والذي جاء هذا العام في غمرة أفراح الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا يوم ال 27 من أبريل 1993م عندما جسد إرادته في انتخاب ممثليه في السلطة التشريعية بحرية ونزاهة ووعي وسلوك حضاري عالي عبر عن التزامه بخيار الديمقراطية طريقاً لا حياد عنه لبناء اليمن الجديد وتحقيق نهضته وعزته وتقدمه.
إن تلك الأفراح المتواصلة في ربوع وطننا إنما هي ثمرة عطاء أبناء شعبنا وكفاحهم وجهادهم من أجل غد أفضل وهي حافز لبذل المزيد من العمل بروح المحبة والتكافل والتعاون والتلاحم الوطني من أجل التطلعات وتحقيق كل الأماني وصنع المستقبل المزدهر لليمن أرضاً وإنساناً بإذن الله.
أكرر التهنئة لكم بحلول العيد الكبير عيد التضحية والفداء وعيد نكران الذات والوفاء.. ولكل الإخوة الضباط والصف والجنود في القوات المسلحة والأمن رموز التحلي بكل القيم الوطنية والدينية العظيمة ولكل بناة الوطن وصناع انتصاراته وحماة منجزاته وسيادته..
عيد سعيد.. وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.