رئيس مجلس الرئاسة في كلمته أمام مجلس النواب
اسمحوا لي باسم الإخوة أعضاء مجلس الرئاسة أن اكرر الشكر والتقدير والثناء والاعتزاز بما ضمته هذه القاعة من الآباء والإخوة والأبناء والذين حازوا على ثقة الشعب، وكم نحن معتزون بهذه اللوحة الجميلة داخل القاعة. متمنين للمجلس مزيداً من التوفيق والنجاح على طريق بناء مؤسسات الدولة المدنية والمتطورة.
نأتي اليوم للمرة الثانية بعد افتتاح الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب لنضع المجلس أمام عدد من المهام الكبيرة التي تقع على عاتق مجلسكم الموقر تطبيقاً للدستور.
وكان من ضمن الدعايات الانتخابية للأحزاب والتنظيمات السياسية أنها ستتبنى داخل المجلس إجراء بعض الإصلاحات والتعديلات الدستورية وأنه قد برزت خلال الـ3 سنوات في الفترة الانتقالية الكثير من التداخل في بعض الصلاحيات والذي أحدث جملة من الارباكات للجهاز التنفيذي.
لقد جئنا إلى هنا لنضع مجلسكم الموقر أمام مسؤولية وطنية وقد نوهت الى هذا الأمر أثناء افتتاح الفصل التشريعي الأول بأن على المجلس أن يقف وقفة جادة أمام الإصلاحات الدستورية ولما تقتضيه المصلحة العليا للوطن وكان مجلس الرئاسة قد رأى في اجتماعه أول أمس أن التعديلات المشهودة من مجلس النواب وأقر المجلس أن يأتي إليكم اليوم ونضعكم أمام مسؤولياتكم الوطنية والتاريخية خاصة وأن أجهزة الدولة ومؤسساتها أصبحت مشلولة منذ انتخاب السلطة التشريعية الجديدة وهناك ضعف في الأداء والساحة الوطنية تتوقع وتنتظر أجراء تغييرات سواء في الحكومة أو على مستوى سد الفراغ لبعض الهيئات والمؤسسات والمصالح والمحافظات الخالية من تواجد القيادات فيها من الذين رشحوا أنفسهم لعضوية مجلس النواب وحازوا على ثقة الشعب وصاروا الآن أعضاء في المجلس وتركوا فراغاً في مراكزهم القيادية.. والفراغ الحاصل هو في بعض مصالح الدولة أما مجلس الرئاسة فلا يوجد هناك فراغ حتى الآن إذ أن الدستور يعطي لمجلس الرئاسة ستين يوماً ولم يبقَ من هذه المدة سوى 54 يوماً وهذه المدة لا تمكن مجلس الرئاسة من تشكيل حكومة جديدة خاصة وأن هناك جدية من قبل المجلس من خلال برامج الأحزاب والتنظيمات بإجراء تعديلات دستورية وبات من الصعب إجراء تشكيل حكومة الآن وبعد مدة 54 يوماً ثم يجرى تعديل لها.. وعليه فإننا نأمل من مجلس النواب أن يقف وقفة جادة أمام ذلك وقبل أن تبدأ عطلته المتوقعة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، على المجلس أن يأخذ هذا الأمر بجدية في الوقوف أمام مسؤوليته الوطنية والتاريخية وها نحن نأتي إليكم وفق هذا التقليد الرائع والذي نعتز به لنضعكم أمام هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقكم لا لنحرجكم بها ولكن لنتحرك معكم خطوة خطوة لمساعدتكم في أداء مهامكم الوطنية والدستورية بحيث يتمكن المجلس من تدارس هذه الأمور وفقاً للوائحه ويتخذ بشأنها القرارات المناسبة وفقاً لما تقتضيه مصلحة الوطن.
إننا نعتقد أن التعديلات لابد أن تأتي من هذه القاعة وليس من مجلس الرئاسة وهذا ما وددت أن اطرحه عليكم وأضعه أمامكم باسمي وبإسم الإخوة أعضاء مجلس الرئاسة متمنياً لإخواني أعضاء المجلس التوفيق.