رئيس مجلس الرئاسة في كلمته أمام الملتقى الوطني الموسع لكافة القوى والفعاليات السياسية
حيث ألقى فيهم كلمة وطنية هامة تناولت التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية ودعا فيها الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة القوى والفعاليات الوطنية إلى الاصطفاف الوطني الواسع في جبهة عريضة للدفاع عن الوحدة والشرعية الدستورية والتصدي للانفصاليين وإحباط مخططهم الهادف تمزيق الوطن وحشد الجهود لبناء اليمن الجديد في ظل راية الوحدة والديمقراطية..
وقال الأخ/ الرئيس أن الوطن اليمني يمر بمنعطف هام وخطير وما كان متوقعا أن تحصل هذه التطورات في ظل راية الوحدة والديمقراطية والذي كان يعلق شعبنا أمالا كثيرة، وانه بإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني سوف يرسي قواعد الآمن والاستقرار والطمأنينة واحترام الرأي والرأي الآخر وضمان حقوق الإنسان ودفن الماضي التشطيري بكل مساوئه وأن نبني يمن الـ 22 من مايو بتشابك أيدي الجميع وتشابك كل الخيرين والوطنيين في الساحة اليمنية وكان هذا طموحنا جميعا وطموح كل الخيرين والوطنيين في الساحة.
وأشار الأخ/الرئيس إلى أن القيادة الانفصالية في الحزب الاشتراكي كذبت على الشعب وقدمت خطابا سياسيا مخادعا وهي لم تتعلم من الماضي ولم تستوعب دروسه وظلت تتحكم فيها تلك العقلية القديمة وأرادت أن تهيمن وتحكم اليمن في الإطار الشمولي وعلى رأس أولئك المجرم البيض الذي تربى على أيدي المخابرات وهو مشكوك في أمره منذ الوهلة الأولى وللأسف فقد انخدع البعض بذلك الخطاب السياسي للبيض العميل الذي اعترف بعمالته أمام عدد من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني.
وأضاف الأخ/الرئيس قائلا يخطئ بحسن نية أو بسوئها من يريد تفريق شعبنا بالشمال أو الجنوب نحن شعب واحد ويمن واحد منذ أن وجدنا على هذه الأرض.. موضحا في هذا الصدد أن التشطير كان في نفوس بعض القيادات.. ولكن الشعب اليمني منذ القدم هو شعب العقيدة والمبادئ والأرض والإنسان واكبر دليل على ذلك عندما تفجرت ثورة الـ 26 من سبتمبر والى 14 من أكتوبر.. حيث كان المقاتلون من كل أنحاء اليمن يقفون في خندق واحد وفي صف واحد للدفاع عن الثورة في أقصى الشمال وفي مدينة عدن وفي جبال ردفان وفي كل منطقة من مناطق الجمهورية بطرد الاستعمار البريطاني.. لقد كان التشطير في نفوس قيادات معينة أما الشعب اليمني فهو موحد منذ الأزل..
وقال.. واليوم حن البيض وشرذمته الانفصالية الخائنة إلى العودة إلى الماضي التشطيري لأنهم لا يؤمنون بالوحدة وهو لم يأت للوحدة بقناعة ولكنه جاء إلى الوحدة في ظل ظروف ومتغيرات سياسية ودولية خاصة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وجاء للوحدة وهو متأبط شرا.. ومحتفظا بكل عتاد وممتلكات الدولة في حساباته الخاصة سواء كانت تلك الأموال النقدية أو أموال المؤسسات والمصالح الحكومية أو الأسلحة والذخائر والمعدات، احتفظ بها الخائن البيض ولم يسلمها إلى السلطة الشرعية حتى الأسلحة والآليات رفض تسليمها وقال إنها ممتلكات الحزب وقلنا له أن الحزب كان دولة وهو ليس مجرد حزب في المعارضة ولكنه حزب تحت يده إمكانات دولة.. وبالتالي فان ممتلكاته هو ممتلكات دولة الوحدة.. وبالرغم من حجم الديون الكبيرة التي بلغت اكثر من أربعة مليارات دولار والتي تحملتها دولة الوحدة فانه على الواقع لم نجد أثرا لإنفاق هذه المليارات من الدولارات على مجالات التنمية أو مشاريع الخدمات في المحافظات الست ولكنها أموال نهبت لصالح فئة قليلة متنفذة في قلادة الحزب..
وقال الأخ/الرئيس انه بعد أن عاد البيض من رحلته العلاجية في الخارج في 19 أغسطس افتعل الأزمة وبدأ يمارس الانفصال غير المعلن ومع ذلك حرصنا على الحوار لتفويت الفرصة على مخططه الانفصالي ودعونا الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى هذا الحوار.. وتنقلنا ما بين صنعاء وعدن من أجل الحوار ومن أجل الوصول إلى نتيجة ولنتجنب ما وصلنا إليه اليوم.. وجاءت وثيقة العهد والاتفاق وتم التوقيع عليها في عفان من أجل الخروج الوطن من هذه الأزمة ولكن بالرغم من ذلل رفضت هذه القيادة الانفصالية الخضوع للإجماع الوطني لان مخططها كان واضحا هو الانفصال وتمزيق الوطن..
وقال الأخ/ الرئيس إننا الآن نقدم قوافل من الشهداء وخيرة أبنائنا ليس حبا في السلطة وليس من أجل انتصار هذا الحزب على ذلك الحزب ولكن من أجل الوحدة من أجل رسوخها وخلودها.. ونحن نقدم هذه القوافل من الشهداء باسم الشعب اليمني ممثلة في تنظيماته وقواه السياسية الوطنية من أجل تثبيت الوحدة اليمنية وهي تستحق منا أن نقدم من أجلها الآلاف من الشهداء، ونحن على استعداد لان نقدم كل غال ورخيص من اجل الوحدة.. ومن اجل أن ينتصر الحق وتنتصر إرادة هذه الآمة ضد العناصر الانفصالية.. وأضاف قائلا: إن الحرب الدائرة ألان هي بين شرذمة في الحزب الاشتراكي وبين الشعب اليمنى.. وتحاول بعض وسائل الأعلام الأجنبية المنحازة أن تصور ما يجري بأنه حرب بين شمال وجنوب وهذا ما يؤسفنا جدا.. إنها حرب بين الشعب اليمنى وقواته المسلحة من جهة وبين شرذمة انفصالية متمردة خائنة في قيادة الحزب الاشتراكي.. وهناك من يقول انه لا يمكن أن تكون هناك وحدة بالقوة ونحن نقول نحن توحدنا بإرادتنا الحرة، توحدنا جميعا بإرادة وطنية حرة وهي ليست إرادة زعامات في قيادات المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو البعث أو الأحزاب الأخرى بل إرادة شعب يمني واحد موحد منذ الأزل.. ولنسأل الآن من الذي يحارب حاليا في جبهة التصدي للانفصاليين انهم أبناء الشعب اليمنى من شبوة وحضرموت والمهرة وأبين ولحج وعدن وهناك أحد عشر لواء بمختلف تشكيلاته من أبناء لحج وأبين والعوالق وشبوة وحضرموت والمهرة وهم الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية دفاعا عن الوحدة ولكن بعض الأعلام المنحاز وبكاء العناصر الانفصالية المتمردة عبر الهاتف بان القتال بين الشمال والجنوب جعل البعض يصدق ونحن نؤكد أن القتال بين الشعب اليمني والشرذمة الانفصالية المتنفذة في قيادة الحزب الاشتراكي وهم مجموعة محدودة من العسكريين والمدنيين المجرمين في الحزب.
وأشار الأخ/ الرئيس أن الخائن الجفري وغيره من الخونة لا يمثلون إلا أنفسهم ومعروف المهمة التي جاء من اجلها بعد إعلان الجمهورية اليمنية ونحن نعرف طبيعة تلك المهمة.. ولقد عثرت أجهزة الآمن على وثائق خطيرة في حوزة هذا الخائن والمهام التي جاء لتنفيذها.. وهاهي اليوم تكشفت الأوراق.. لقد اكتشف المخطط وظهرت كل الأشياء واضحة.
وأكد الأخ/ الرئيس بان أبناء حضرموت يرفضون وجود الخائن البيض بينهم ولا يقبلون به ويستنكرون فعلته الشنعاء ضد الوطن ووحدته لأنهم مع الوحدة ومع يمن موحد ولم يذوقوا نعمة الحرية والتحرر من الاضطهاد والعذاب إلا مع إشراقة فجر الوحدة ونسأل هذا الخائن ماذا بقى له وزمرته الانفصالية؟ إن أبين ولحج وشبوة هي اليوم في أيدي الوحدويين بعد أن تحررت والى الأبد من هيمنة التسلط لتلك العصابة الانفصالية المجرمة في قيادة الحزب الاشتراكي وقريبا سيصل جيش الوحدة والشرعية إلى عدن والى حضرموت والمهرة ليطهر الأرض اليمنية من رجس هذه العصابة وأفعالها الشنيعة.. وأشار الأخ الرئيس إلى قرار العفو العام عن الضالعين والمغرر بهم من فبل العصابة الانفصالية وقال إننا نتيح لهم الفرصة قبل الدخول إلى عدن حيث يحكم جيش الوحدة الآن الطوق عليها بانتظار اتخاذ القرار السياسي وذلك لإتاحة الفرصة للوحدويين أن يحددوا مواقفهم وأيضا لتجنيب المدنيين والنساء من أي أذى وإتاحة الفرصة أمامهم للخروج من عدن بحيث لا يصيبهم أي لأننا نشك في العصابة الانفصالية ستكون أول الهاربين عبر البحر وهناك الذين في حضرموت جاهزون للهرب على سيارتهم ولن يبقى في عدن سوى المواطنين الأبرياء ونحن حريصون على عدم تعريضهم لأي أذى ونحن كنا نتمنى أن يصمد البيض في عدن بدلا من أن يهرب منها بعد أن زج بالأبرياء في قتال خاسر ولم نعرف أن قائدا يكون في مقدمة الهاربين ولكننا لسنا بحاجة لان نعرف من هو الخائن البيض المصاب بمرض انفصام الشخصية وهو رجل لا يعيش إلا في المعارضة وحبك المؤامرات..
وأضاف الأخ/ الرئيس إننا نقدر تقديرا عاليا مواقف كل القوى والفعاليات الوطنية في عموم الساحة الوطنية في تصديهم المسؤول لإعلان البيض الانفصالي وأدعو الجميع إلى الاصطفاف الوطني والترفع فوق الصغائر وتجنب كل سلبيات الماضي وعلينا أن نحافظ على التعددية السياسية والحزبية وان نعمل معا للحفاظ على وحدة الوطن وندافع كلنا من خندق.. واحد دفاعا عنها ضد كل المؤامرات وسيكون النصر حليفنا حليف كل الوحدويين وأملي أن نظل متماسكين وموحدي الصفوف لمواجهة هذا التحدي لوحدتنا والعمل معا وسويا في جبهة القتال أو الجبهة السياسية وعلى مختلف الأصعدة وفي كل المرافق.. فالوحدة تستحق منا أن ندفع في سبيلها ثمنا غاليا وهذا الثمن ليس اعز من الدماء التي يقدمها الرجال الآن. ونأمل أن يخرج هذا اللقاء برؤية موحدة وموقف وطني موحد لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا ويصون وحدة الوطن.