رئيس مجلس الرئاسة في كلمته التأريخية أمام مجلس النواب

دعا الأخ الفريق/ علي عبد الله صالح/ رئيس مجلس الرئاسة العناصر الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي المتمردة على الشرعية إلى الاستسلام فورا وتسليم نفسها حفاظا على ما تبقى من أفراد القوات المسلحة التي غررت بهم تلك العناصر الانفصالية وزجت بهم إلى حرب خاسرة.

وأعرب الأخ/الرئيس عن اسفه للضحايا الذين سقطوا في القتال الجاري حاليا ضد المتمردين من قيادة الحزب الاشتراكي.. وقال: إن الدماء التي سفكت هي دماء يمنية وتعز علينا جميعا.

وأكد الأخ/ الرئيس في كلمة ألقاها أمام ممثلي الشعب في مجلس النواب أن شعبنا اليمنى الذي قدم آلاف الشهداء دفاعا عن النظام الجمهوري سيقدم المزيد من التضحيات من أجل الحفاظ على الوحدة .

وقال: إن الانفصال هو المستحيل وأننا لن نتزحزح عن الوحدة قيد أنملة مهما كان الثمن وأعلن الأخ الرئيس رفضه لأي وساطة أو دعوة تستهدف استقدام أي قوات عربية أو دولية إلى بلادنا. وقال إن ما يجري في اليمن شأن داخلي وقضية تهم اليمنيين.. فنحن لسنا دولتين أو نظامين بل دولة واحدة وشعب واحد ونظام جمهوري واحد.. وأن ما يجري من قتال هو ضد عناصر يمنية أثارت الفتنة في المجتمع وتمردت على الشرعية الدستورية وهي تتحمل مسؤولية عملها وأخطائها..

أما الوحدويون في الحزب الاشتراكي فهم موضع تقديرنا واعتزازنا وحبنا.. وأضاف: إن مشروعنا الوحدوي هو بناء اليمن الجديد على أساس الديمقراطية والتمسك بالتعددية الحزبية والسياسية في ظل الالتزام بالدستور والقانون وبناء دولة النظام والقانون والتقدم الاجتماعي والتنمية الحقيقية الشاملة بعيدا عن الخطابات الرنانة والشعارات والكذب والضحك على الذقون.

وأشار إلى أن قواتنا المسلحة الباسلة تحقق الآن انتصارات كبيرة وتلاحق حاليا قوى التمرد والانفصال لإجبارها على التسليم والخضوع لإرادة الشعب والشرعية والإجماع الوطني.

ودعا الأخ/ الرئيس مجلس النواب ومن خلالهم جماهير شعبنا اليمني إلى الحفاظ على السكينة العامة والالتزام بالنظام والقانون ومنع الفوضى، وقال نقدر لشعبنا اليمني العظيم تقديراً عاليا تحمله وصبره على مدى ما يقارب تسعة أشهر نتيجة استمرار الأزمة التي افتعلها الانفصاليون في قيادة الحزب الاشتراكي منذ عودة البيض إلى عدن وقد حان الفرج وسيكون المولود صالحا بإذن الله.

وأستعرض الأخ/1لرئيس في كلمته أمام أعضاء مجلس النواب كافة التطورات التي جرت في بلادنا منذ بداية افتعال الأزمة في 19 أغسطس 1993 م والدور الذي لعبته العناصر الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي بزعامة البيض للوصول بالبلاد إلى ما وصلت إليه من أحوال مؤسفة.. موضحا التنازلات التي قدمت من أجل إنهاء الأزمة والحفاظ على الوحدة وتجنيب الشعب والوطن المتاعب والمشاكل والفتن ولكن العناصر الانفصالية في الحزب الاشتراكي ظلت تعمل على تأجيج الأزمة وتصعيد تداعياتها على الصعيد الإعلامي والعسكري وقامت بتفجير الأوضاع عسكريا بدء من أحداث أبين عشية التوقيع على اتفاقية العهد والاتفاق في عمان ومرورا بأحداث شبوة وحرف سفيان وعمران وأخيرا تفجير الأوضاع في ذمار من قبل قوات لواء باصهيب وضد أفراد الأمن المركزي بعدن واللواء الثاني مدرع في الراحة.

وقال: لم نكن نريد أن تصل الأمور إلى ذلك الحد ولكن العناصر الانفصالية المتمردة ظلت بغرورها وعنادها تعمل على إثارة الفتن وتفجير الأوضاع بصورة شاملة في الوطن. وأشار الأخ/ الرئيس إلى ما ارتكبته العناصر الانفصالية في الحزب الاشتراكي اليمني من حالات نهب للأموال العامة وفساد مالي وإداري مشيرا إلى ما قام به صالح أبو بكر بن حسينون وعدد من العناصر الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي من أخذ مبلغ 375 مليون دولار من عائدات نفط المسيلة بصورة غير مشروعة وإيداعها في حسابات خاصة بهم بعد أن ضاعفوا تكاليف إنشاء أنبوب نفط المسيلة وبصورة غير قانونية ودون العودة إلى المؤسسات الدستورية

وأستعرض الأخ/ ا لرئيس تطورات الأزمة مشيرا إلى الحوارات بعد الانتخابات النيابية حول التعديلات الدستورية وما طالب به الحزب الاشتراكي من شروط في تحسين صياغة بعض المواد في مشروع التعديلات والمتعلقة بشكل رئاسة الدولة والحكم المحلى والمادة الثالثة في الدستور.. ولكن ذلك وضع شروطا جديدة تمثلت في ال 18 نقطة التي تمت ا لموافقة عليها.

وقال لقد قبلنا بالحوار السياسي وتم إنجاز وثيقة العهد والاتفاق ووافقنا عليها تفويتا لمخطط تمزيق الوطن على الرغم من أنها استوعبت 75% من مطالب الحزب الاشتراكي إلا أنه كان غير مقتنع بها وظلت العناصر الانفصالية وضمن مخطط وسيناريو للعودة بالوطن إلى ما قبل أل 22 من مايو 90 م تعمل على وضع شروط تعجيزية ورفضت أن تقبل كل الوساطات والجهود والمساعي وقلنا لنبدأ في وثيقة العهد والاتفاق بالبندين الأساسيين إلقاء القبض على العناصر المتهمة بالتخريب والإخلال بالأمن وسحب الوحدات العسكرية من مناطق التشطير السابقة ولكنهم رفضوا ذلك وإذا بنا نكتشف أن تلك المطالب ليس سوى غطاء للالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية وتمرير مخطط الانفصال وليس أدل من ذلك أن العناصر المتهمة بالتخريب والتفجيرات والتي أدرجت أسماؤها على قائمة المطلوبين إلقاء القبض عليهم يتحالف معها الحزب الاشتراكي وتحارب في صفوفه ويدفع لها الأموال والسلاح لممارسة التخريب.

ولقد تكشفت حقائق التفجيرات وخطف الأجانب وقطع الطرقات بأن وراءها استخبارات الحزب الاشتراكي لزرع الخوف لدى العناصر الوحدوية في الحزب وإجبارها على مغادرة صنعاء من أجل تنفيذ المخطط الانفصالي الذي كان يعمل البيض من أجله وظل يعمل على تصعيد الأزمة وتفاقمها بعد أن أستلم ثمن الأزمة مشيرا إلى أن كثيرا من التنازلات قد قدمت للحزب الاشتراكي بعد الانتخابات للمشاركة في السلطة على الرغم من حصوله على المرتبة الثالثة موضحا بأن الحزب الاشتراكي ظل يمارس عملية تضليل إعلامي لحقائق الأمور وظل يردد اسطوانة دولة النظام والقانون في الوقت الذي تم الحصول في مقر اللجنة المركزية بصنعاء على أسلحة ضخمة اشتملت على أكثرمن 400 قطعة سلاح و350 أر بي جي وصواريخ بلاستيكية وغيرها من الأسلحة.

وهذا هو المشروع الحضاري للحزب الاشتراكي، وأشار إلى أن ما حدث في عمران جاء ضمن أعمال تفجير الأحداث عسكريا بهدف تدمير اللواء الأول مدرع ومن ثم تدمير مدينة عمران والزحف باتجاه صنعاء لإسقاط نظام دولة الوحدة والشرعية الدستورية..مشيرا بأن الشهداء والضحايا الذين سقطوا نتيجة ذلك القتال المؤسف هم ضحايا سياسة العناصر التي لم تتعظ منذ نشأة الحزب الاشتراكي.