رئيس مجلس الرئاسة في حوار مع صحيفة القدس العربي
أوضح الأخ الرئيس في مقابلة أجرتها معه القدس الصادرة في لندن أن الحكومة الجديدة ستستمر الى أن تتم الإصلاحات الدستورية.. وقد يجري تعديل الحكومة ويمكن احتفاظ بعض الوزراء بحقائبهم.. كما انه يمكن ان تجدد الثقة للكومة إذا أحسنت الأداء وإذا وجدت بعض السلبيات فيمكن إجراء التعديل.. وقال ان المعيار هو القدرة على الأداء موضحا بان الحكومة ستضم وجوها جديدة.. وحول سؤال عن توقعاته في الكيفية التي سينظر بها العالم إلى اليمن بعد الانتخابات..
قال الأخ الرئيس/ أن العالم ينظر الى التجربة اليمنية بإعجاب وتقدير، الشعب العربي ينظر الى تجربتنا هذه بالارتياح التام.. برغم التعتيم الإعلامي عليها ولكن من خلال متابعتنا نلاحظ ان المواطن العربي والأقلام الشريفة في الصحافة العربية برغم ذلك تتابع تجربتنا هذه، تحظى بتقدير واهتمام ولاسيما الصحافة العربية الملتزمة بقضايا أمتها العربية والتي لم تبع مواقفها ولم تتاجر بالكلمة لصالح هذا النظام أو ذاك.. وقد تسلمنا عددا من برقيات التهاني بمناسبة انتهاء الانتخابات البرلمانية والعيد الثالث للجمهورية اليمنية من نقابات ومنظمات وشخصيات اجتماعية وسياسية وأكاديمية وقوى سياسية ومعارضة في مختلف أنحاء الوطن العربي. عبروا مرا خلالها عن تهانيهم ومباركتهم وتقديرهم لتجربتنا الديمقراطية ويأملون أن تسود في الوطن العربي، ولكننا نحن – اليمنيين- نعتبرها تجربة ذات خصوصية يمنية ولا نسعى الى تصديرها ومن أراد أن يستفيد منها فله ما شاء.. وبالنسبة لموقف العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية فقد أسهمت وسائل الإعلام فيهما بدور كبير في تغطية أخبار الانتخابات منذ بداية العملية الانتخابية وكذلك في توضيح معالم التجربة اليمنية الجديدة أما موقف وسائل الأعلام في أوروبا الشرقية فمازالت تعيش منذ انهيار الأنظمة الشيوعية فيها حالة تجربتها السابقة ولم تتخلص من فكرة مفهوم النظام الشمولي.. ولن تستطيع وسائل الإعلام في هذه البلدان- كما أظن- ان تواكب التحول للأنظمة في تلك الدول نفسها والواقع أن وسائل الإعلام وكذلك منظمات عديدة في دول أوروبا الغربية أسهمت إسهاما فاعلا في التغطية الإعلامية والدعم المعنوي لتجربتنا الديمقراطية..
وحول سؤال عن طبيعة زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لليمن التي حمل خلالها رسالة من الرئيس كلينتون ومضمون تلك الرسالة..
قال الأخ/ الرئيس الرسالة كانت واضحة وتتضمن التهنئة بنجاح الانتخابات والتجربة الديمقراطية في بلادنا والتعبير عن الإعجاب الكبير بها باعتبارها شمعة مضيئة في الوطن العربي عموما وشبه الجزيرة العربية بوجه خاص..
وحول سؤال ما إذا كانت بلادنا قد تلقت برقيات تهنئه من كل البلاد العربية..
قال الأخ/ الرئيس كل البلاد العربية تلقينا منها برقيات تهنئ ماعدا السعودية والكويت والسعودية هي الدولة الوحيدة التي لا تهنئنا بالعيد الوطني ولا بالانتخابات.. موضحا بأن ذلك من بعد حرب الخليج..
وحول سؤال يقول إنه ظهرت تصريحات بإمكانية تحقيق المصالحة وتطوير العلاقات بين اليمن ودول الخليج.. ما معنى أن هذه الدول لم تهنئ رغم كل الحديث عن المصالحة وفتح صفحة جديدة..
أجاب الأخ/ الرئيس واضح بالنسبة لدول الخليج كلها ما عندها مشكلة مع اليمن وليس لليمن مشكلة معهما وحتى بالنسبة للسعودية ليس لليمن مشكلة معهما الأشقاء في السعودية يربطون العلاقات وتطبيعها وتبادل المنافع بين البلدين بمسألة الحدود.. وهذه المسألة شكلنا لها لجانا من البلدين لبحثها وإيجاد آلية لحلها في إطار مبدأ لا ضرر ولا ضرار أي بما لا يضر بحقوق كل الأطراف التاريخية والقانونية ونحن لا نربط قضية العلاقات وتطبيعها بين البلدين بقضية الحدود.. فهذا شيء والعلاقات شيء آخر أي أن مشكلة الحدود وضع، وعلاقات المنافع والمصالح وحسن الجوار والعمل العربي المشترك وضع آخر.. والعلاقات الطيبة لاشك أنها تعكس نفسهما لحل كل المشاكل بما فيها مشاكل الحدود..
وحول سؤال يقول.. أثارت الصحافة مؤخرا قضية أن السعودية أثارت مسألة الحدود في الجامعة العربية وقدمت مذكرة احتجاجا على تحديد اليمن لحدوده ولخطوط الطول والعرض..
أجاب الأخ رئيس مجلس الرئاسة.. صحيح حصل هذا ولكن الحقيقة أن الشعب اليمني هو الذي لديه مطالب في أراضيه لدى السعودية.. لأن جزءا من أراضيه تحت سيطرة الأشقاء في السعودية.. ولا يزالون يقومون بعملية التجنيس والتوطين في المناطق اليمني..
وحول سؤال عن موعد اجتماع لجنة الخبراء اليمنية السعودية الخاصة بالحدود.
أوضح الأخ الرئيس بأنه بعد العيد سيكون التواصل من اجل عقد لقاء لتلك اللجنة..
وحول سؤال يقول بأنه يقال أن هناك بعض الوجوه في الوزارة تحتج عليها السعودية
أجاب الأخ/ الرئيس مثل هذا الكلام غير صحيح ربما كان ذلك ممكنا أن يقال او يحدث قبل 15 سنة أما الآن فلا.. نحن لا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية أو يحتج أو. يعترض على شخصية في الدولة أو الحكومة فهذه قضايا يمنية وتخص اليمنيين أنفسهم
وفي رده على سؤال عن التطور الجديد في العلاقات اليمنية المصرية.
أجاب الأخ/ الرئيس في الواقع- علاقتنا بمصر علاقة تاريخية حتى ولو شابها في بعض الأحيان بعض الفتور أو الضعف وخاصة بعد أزمة الخليج.. ولكن نحن من لدينا لا توجد لنا مشكلة مع الأشقاء في مصر وقد بدأ الأشقاء في مصر يتفهمون موقفنا.. وكما هو معروف فانهم يسعون الى لم شمل الأسرة العربية وحل المشاكل التي تحول دون إعادة التضامن العربي.. وهذا شيء جيد نحن نقدره.. وستظل العلاقات الأخوية التاريخية والعميقة بين الشعبين في اليمن ومصر راسخة حتى ولو شاب العلاقات بين حكومات البلدين شيء من الفتور في بعض الأحيان فهذا شيء مؤقت وسرعان ما يزول، ، فالعلاقات اليمنية المصرية راسخة ومعمدة بدماء الشهداء.
وحول سؤال يقول برز في الآونة الأخيرة تصعيد في اللهجة ضد العراق ورافقت ذلك إجراءات عربية تبدو شديدة بالنسبة للعراق. ما هو موقفكم فى الجمهورية اليمنية من ذلك، -. ”
أجاب الأخ الرئيس نحن قلنا اكتر من مرة انه ليس هناك ما يبرر استمرار التصعيد واستمرار الحصار على العراق كما هو حاصل وقد أوضحنا موقفنا اكثر سابقا بان النظام الدولي الجديد يكيل بمعيارين واكبر دليل على ذلك ما يحصل في البوسنة والهرسك.. من أعمال عنصرية وعمليات إبادة للمسلمين هناك، وهذا الموقف المتخاذل للامة العربية والإسلامية لم يأت إلا نتيجة الوضع المتردي الذي وصلت إليه.. ولولا هذا الوضع المتردي؟ لما استمرت عمليات الاحتلال للأرض والاستباحة للأعراض والانتهاك لحقوق الإنسان في البوسنة والهرسك والعالم يتفرج.
ونحن في اليمن ندين تلك الممارسات والأعمال آلا إنسانية إدانة كاملة.. وبالنسبة للعراق يظل التساؤل.. ما هو المبرر لاستمرار الحصار على الشعب العراقي طالما ظل العراق ملتزما بالقرارات الدولية.
وحول سؤال يقول بان الحكمة اليمانية استطاعت أن تنتج انتخابات نزيهة والحكمة اليمانية هذه كيف يمكن لها أن تقدم صيغة لمصالحة عربية خاصة وان الدعوة صدرت قبل يومين من الجامعة العربية ومن العاهل المغربي الحسن الثاني. لتنقية الأجواء.. كيف ترون وم اهى الطريق الأمثل لتنقية الأجواء العربية؟
أجاب الأخ/ الرئيس نحن لاحظنا أننا حين ندعو الى أي مصالحة عربية أو جمع كلمة الأمة العربية نواجه بحماسية حادة من البعض ولذلك نحن نتجنب الآن الخوض في ذلك حيث لا نريد أن نوسع الشرخ العربي ونتمنى أن تأخذ زمام المبادرة الدول المهيأة هذه الدعوة ومنها مصر والمغرب والجزائر وتونس بالإضافة ا إلى الجامعة العربية.. فهذه يمكنها أن تهيئ الأجواء المواتية الآن لاعادة التضامن العربي ونحن لا نشعر بأي حساسية تجاه الآخرين !لكننا نعرف أن هناك بعض الأقطار العربية ستمارس الفيتو فيما إذا سعت اليمن لرأب الصدع واعادة التضامن العربي لأنهم يحاولون أن يقللوا من شأن اليمن ووضعها السياسي والاجتماعي والدولي بحكم ما ورثناه من فقر وتجزئة.. نحن نهتم بإعادة بناء البيت اليمني.. بأعادة الوحدة.. باختيار مبدأ التعددية السياسية والحزبية والنهج الديمقراطي.. وهذه مهام تشغلنا الآن لاعادة ترتيب البيت اليمني وسيأتي اليوم الذي سيكون لليمن أن شاء الله دورها وحضورها الفاعل في المجموعة العربية برغم أن دورنا وحضورنا واضح من قبل وحتى الآن ولكن يبدو انهم مازالوا يقيمون الأهمية والثقل الدولي أو الإقليمي بالمال وليس بالأهمية الجغرافية أو بالثقل السياسي والثقافي والاجتماعي للدولة.
وأكد الأخ/ الرئيس بأن بلادنا أيدت وتؤيد جهود الملك الحسن الثاني لاستعادة التضامن العربي.
وحول سؤال يقول من الملاحظ أن هناك خوفا في الوطن العربي ممن يسمون بالأصوليين، هل تشارك هذا البعض خوفه وأين الخلل؟
أجاب الأخ/ الرئيس أنا كان لي وجهة نظر في هذا الموضوع منذ وقت مبكر، انا مع إتاحة الفرصة للإسلاميين أن يحكموا ويمروا بتجربة الحكم، لأننا في الوطن العربي مررنا بالتجربة القومية والتجربة الاشتراكية فلماذا لا نقبل بالتجربة الإسلامية ونجربها.. وهذه تجربة جديدة كان المفروض أن نقبل بها ونرى إلى أين ستصل.. نحز، في اليمن عندنا الحركة الإسلامية ممثلة في التجمع اليمني للإصلاح رغم أن الشعب اليمني لا توجد فيه اقليات أو قوميات أو ديانات مختلفة.. فالشعب اليمني كله مسلم وواع ومتفاهم وقد شاركت الحركة الإسلامية في الانتخابات وحصلت على مقاعد جيدة.. وستشارك الآن في الحكومة وليس لدينا مشكلة.. والمفروض ألا يكون هناك انزعاج من الحركة الإسلامية وإذا كنا قد تعاملنا مع القوميين واليساريين في فترة من الفترات فكيف لا نتعامل مع الحركة الإسلامية.. نتركهم يحكمون كما حكم الماركسيون والقوميون ونجرب بدون انزعاج طالما أننا نؤمن بالخيار الديمقراطي، فلابد أن نسلم بحقهم في الحكم على أساس الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة بمعنى أنه لا يمكن أن تصل أي قوة الى السلطة وتتمسك بها ثم تحولها الى نظام شمولي.. هذا مبدأ غير منطقي ومرفوض.
أما بالنسبة لأعمال العنف فإننا نعتقد أن معالجتها تكون بالديمقراطية فإذا وجدت الديمقراطية فستنتفي أعمال العنف وإذا أتيحت للجميع حقوقهم، حق التعبير والمشاركة والوجود.. فلن تمارس أي قوة أعمال العنف.. والعنف لا يولد الا مزيدا من العنف.
وحول سؤال عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستضم وزيرة.. أوضح الأخ الرئيس انه ليس ضد مبدأ أن تكون هناك وزيرة أو اكثر في الحكومة.
وأكد الأخ رئيس مجلس الرئاسة بأن الوحدة في مأمن ومؤمنة من وقتها، فالشعب اليمني شعب موحد منذ الأزل وقبل قيام الجمهورية اليمنية والتشطير كان في شكل نظام الحكم فقط والشعب اليمني له خصائصه ومميزاته وله تجاربه الخاصة ويدرك ويستوعب تلك الخصائص والمميزات وكل تجاربه الغنية وهو صمام أمان الوحدة.
وحول جهود التوحيد مع الاشتراكي والى أين وصلت وهل هي خطوة لترسيخ الوحدة..
قال الأخ/ الرئيس لقد وقعنا وثيقة التنسيق التحالفي على طريق التوحد بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني ونحن الآن بصدد ترجمتها..
وأكد الأخ/ الرئيس انه لا يوجد أي معتقل سياسي في اليمن وهو ما نفخر به.. وقال أن اليمن اختارت طريق الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولا تراجع عن هذا الطريق أبدا.. وحول سؤال عرا رأيه في الصحافة كمواطن..
قال الأخ/ الرئيس الصحافة عندنا مازالت في مرحلة البداية ولم تصل الى مستوى الصحافة الناضجة وتحتاج الى وقت للوصول الى ذلك المستوى ومع ذلك فهي تمارس دورها في إطار النهج الديمقراطي التعددية وحرية التعبير وتمارس حريتها كاملة ونحن مررنا بمرحلة صعبة جدا خلال ثلاث سنوات من الحصار على اليمن ولولا الديمقراطية وحرية التعبير لكنا قد وصلنا الى مرحلة أسوأ وأنا اكتر من تعرض لنقد الصحافة التي كانت توجه نقدها للرئيس شخصيا.. لكننا تقبلنا ذلك ولم نضق به.. ونحن نأمل أن يتحول هذا الكم الكبير من الصحافة الى كيف.. فلو تجمع طاقات الصحف العديدة هذه وتتركز في عدد من الصحف، ومؤسسي دورا للطباعة والنشر لها.. يمكن أن ترتقي بأعمال الصحافة ومهامها ورسالتها.. وهناك قانون للصحافة ينظم ممارستها ويحدد مهامها في أداء رسالتها وان شاء الله تخطو الصحافة في بلادنا خطوة متقدمة في أداء رسالتها على الوجه الأكمل في المرحلة المقبلة ونحن متفائلون في هذا الجانب.