رئيس مجلس الرئاسة في حديثه إلى وكالة الأنباء ا لعُما نية
الوكالة العمانية. زيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لليمن هي الزيارة الأولى وهي تعبر عما وصلت إليه العلاقات بين الدولتين الشقيقتين من قوة ومتانة فهل تسمحون فخامتكم بإطلالة على ملف هذه الزيارة؟
الرئيس: نحن سعداء ونرحب بزيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد لبلده الثاني اليمن وما من شك فان هذه الزيارة تعبر عن مستوى ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وينظر لها شعبنا اليمني باهتمام خاص انطلاقا من خصوصية العلاقات المتميزة بين اليمن وعمان وهي علاقات حميمة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ومرتكزة على وشائج قوية من أواصر القربى وقائمة على التعاون الإيجابي وحسن الجوار والاحترام المتبادل ويتطلع شعبنا إلى أن تفتح هذه الزيارة آفاقا أوسع أمام العلاقات الأخوية بين البلدين للانطلاق بها نحو ما يترجم أماني وتطلعات الشعبين الشقيقين الجارين ويحقق مصالحهما المشتركة.
الوكالة العمانية- منذ التوقيع على اتفاق الحدود الدولية تحركت السلطنة واليمن من اجل فتع مجالات مختلفة للتعاون فيما بينهما إلى أي مدى وصل هذا التعاون وكيف سيكون في المستقبل وصولا إلى خدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين؟
الرئيس: اتفاقية الحدود اليمنية- العمانية مثلت نموذجا طيبا يستحق الاقتداء به لحل القضايا بين الأشقاء عبر الحوار الأخوي والمسؤول وتجسيد مبدأ لا ضرر ولا ضرار ولا غالب ولا مغلوب وقد دفعت تلك الاتفاقية بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين إلى مجالات اكثر تقدما وآفاق أوسع للتعاون الأخوي الفعال في مختلف المجالات ونحن متفائلون بمستقبل العلاقات اليمنية العمانية الذي نثق بأنه سيكون واعدا بالمزيد من الخير والازدهار والمنافع المتبادلة للشعبين الشقيقين الجارين..
الوكالة العمانية: قبل أيام تحم تصدير أول شحنة نفط من حقل المسيلة مع تمنياتنا لليمن بالاستقرار.. ما هي تطلعاتكم وتوقعاتكم من الإنتاج النفطي. وكيف سيكون تأثيره على الجانب الاقتصادي والاجتماعي في اليمن..؟
الرئيس: لقد دشنا قبل أيام بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية بتصدير أول شحنة نفط من الحقول المكتشفة في المسيلة بمحافظة حضرموت والتي ستنتج 120 ألف برميل قابلة للزيادة إن شاء الله وهي تضاف بذلك إلى الكمية المنتجة من حقول مأرب التي تصل إلى حوالي 185 ألف برميل يوميا وعمليات الاستكشاف والتنقيب متواصلة في العديد من مناطق الامتياز الممنوحة للشركات في مختلف مناطق الجمهورية والتي تصل إلى اكثر من 30 شركة عاملة في مجال التنقيب وهناك اكتشافات نفطية جديدة مشجعة سيتم الإعلان عنها في وقتها إن شاء الله أيضا لدينا اكتشافات غازية كبيرة ويصل الاحتياطي لحجم المخزون المكتشف من الغاز في حقول مأرب إلى اكتر من 15 ترليون قدم مكعب وهناك خطط لإنجاز مشروع استثماري كبير للاستفادة من الغاز سواء في التصدير الخارجي أو توليد الطاقة وغيرها من مجالات التنمية ونحن أكدنا دوما بان عائدات الثروة النفطية ستكون لمصلحة الشعب اليمني وتحقيق الازدهار والرفاه له من الأولويات التي سيتم توظيف تلك العائدات فيها استكمال ما تبقى من البني الأساسية للتنمية وتحقيق التنمية الزراعية الشاملة.
الوكالة العمانية: ما هي التسهيلات التي يقدمها اليمن للاستثمارات الخارجية؟
الرئيس: قانون الاستثمار اليمني يقدم الكثير من الفرص والتسهيلات والضمانات المشجعة للمستثمرين الوطنيين والعرب والأجانب وهناك إقبال ملحوظ للاستثمار في اليمن في العديد من المجالات سواء في النفط أو الغاز أو الصناعة أو السياحة أو الزراعة أو الثروة السمكية وغيرها من مجالات التنمية ونحن نرحب دوما بمثل هذه الاستثمارات في بلادنا ونشجعها ونقدم لها كافة التسهيلات الممكنة.
الوكالة العمانية يتم العمل من اجل إنشاء طريق بري بين السلطنة واليمن وتم التوقيع على اتفاقية فتع خطوط جوية بين الدولتين، هل هناك احتمال لإنشاء خطوط ملاحية منتظمة بين مواني الدولتين؟
الرئيس: ولم لا؟ هذا ممكن ولا حدود لمجالات التعاون بين اليمن وعمان فهي متسعة ومتعددة ونحن نشجع كل ما من شأنه تعزيز العلاقات وتطويرها وإيجاد فرص ومجالات لتحقيق المصالح المشتركة وتبادل المنافع بين الشعبين في البلدين الشقيقين.
الوكالة العمانية: ما هي التحديات التي تواجهها اليمن بعد تجربة الوحدة وكيف يتم معالجتها؟
الرئيس: ابرز التحديات التي واجهتها بلادنا بعد استعادة وحدتها في الـ 22 من مايو 1990 م هي بدرجة أساسية في المجال الاقتصادي نتيجة الموارد المحدودة والآثار السلبية لازمة الخليج التي تسببت في عودة اكثر من مليون ومائتي ألف مغترب يمني إلى ارض الوطن بالإضافة إلى الأعباء المترتبة عن دمج النظامين الشطريين وترتيب أوضاع الكوادر والمؤسسات في إطار الدولة الجديدة وتبذل الجهود حاليا للتغلب على تلك التحديات ومواجهتها، ونحن متفائلون بالمستقبل الاقتصادي لبلادنا.. خاصة مع تزايد الاكتشافات النفطية والغازية وتزايد حجم الاستثمارات وتسارع جهود التنمية وبالذات في المجال الزراعي.
الوكالة العمانية الائتلاف الحاكم في اليمن إلى أين وما هي رسالتكم التي توجهونها بهذا الخصوص؟
الرئيس: تجربة الائتلاف الحكومي في بلادنا والقائمة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح وهي الثلاثة الأحزاب الرئيسية الفائزة في الانتخابات التي جرت في بلادنا يوم 27 أبريل الماضي تمثل تجربة وطنية فريدة نعتز بها ونحرص على نجاحها.. وهي انطلقت من مقتضيات المصلحة الوطنية العليا وخصوصيات الواقع اليمني.. والعمل والحوار المشترك في إطار الائتلاف الحكومي يتواصل من قبل أطرافه الثلاثة لتجسيد التطلعات الوطنية لأبناء شعبنا اليمني وإنجاز مهام البناء الوطني طبقا لخطة البرنامج السياسي الذي نالت بموجبه حكومة الائتلاف الثقة في البرلمان.
الوكالة العمانية- تردد أن اليمن ستستضيف مؤتمرا للقوى الفلسطينية لتنظيم حوار بينها بعد الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي.. هل سيعقد هذا المؤتمر في اليمن؟ ومتى وهل ستشارك فيه كل القوى الفلسطينية؟
الرئيس: لقد نقلت ألينا مثل هذه الرغبة عندما استقبلنا قبل فترة وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس وقد رحبنا بعقد مثل ذلك اللقاء في صنعاء لمختلف القوى والفصائل الفلسطينية وبموافقة تلك الأطراف وذلك لتوحيد الموقف الفلسطيني إزاء التطورات في القضية الفلسطينية وبما يجنب أبناء الشعب الفلسطيني أي خلافات أو صراعات، نحن حريصون على عدم حدوثها لأنها إن حدثت لا سمح الله لن تخدم الشعب الفلسطيني وتضر بقضيته العادلة.
الوكالة العمانية: تأثر اليمن بالتطورات المأساوية في الصومال ما هي انسب السبل لوضح حد لهذه المأساة والتخفيف من معاناة الشعب الصومالي؟
الرئيس: التطورات المؤسفة في الصومال الشقيق لها انعكاساتها على بلادنا التي استقبلت نتيجة تلك التطورات الآلاف من النازحين من أبناء الشعب الصومالي الشقيق وغيرهم ونحن في اليمن قد بذلنا وما نزال نبذل كل المساعي والجهود الممكنة من اجل دعم مسيرة الأمن والاستقرار والسلام في الصومال.. ونعتقد بان الحوار والتفاهم بين كافة الفصائل والقوى الصومالية هو الكفيل بإخراج الصومال من محنته ووضع حد لمأساة ومعاناة هذا الشعب الشقيق.