رئيس مجلس الرئاسة في حديثه إلى صحيفة المستقلة
المستقلة: عندما اتفقتم على وحدة اليمن هل كنتم تتوقعون أن المسار الديمقراطي سيسير بهذا الاتجاه؟
. الرئيس: لقد كانت الديمقراطية هي خيارنا الوحيد الذي اقترن بالوحدة، فسلامة الوحدة هي في الديمقراطية وبدونها كانت ستواجه الكثير من الصعوبات وكان لابد من الأخذ بالديمقراطية التعددية من أجل ترسيخ الوحدة وإنجاز المشروع الحضاري لنهضة اليمن..
. المستقلة: البعض يقول انه من أجل استتاب الوحدة لابد من هيمنة- رأي واحد؟
. الرئيس: لقد جربت الأحادية في شطري الوطن وأثبتت فشلها ولم تكن ناجحة.. لقد كان كل نظام في الشطرين له تجربته التي يعتقد إنها هي التجربة الأفضل، وكان القاسم المشترك هو هذه التجربة الجديدة المرتكزة على الديمقراطية التعددية.
.المستقلة: كيف تقيمون التجربة الانتخابية التي جرت في اليمن يوم الـ 27من إبريل 1993م؟
. الرئيس: تقييمنا للانتخابات إنها كانت إيجابية على الرغم مما واجهناه من صعوبات وكانت هناك مخاوف لدى بعض البسطاء من الناس بسبب الحملة الإعلامية الخارجية المكثفة التي حاولت التشكيك في مصداقية التوجه الديمقراطي في بلادنا وزرع المخاوف من إجراء الانتخابات النيابية باعتبارنا دولة من دول العالم الثالث، وكانت تلك الحملات تردد بأنه إذا تمت الانتخابات فان اليمنيين سوف يتناحرون أمام صناديق الاقتراع.. ولكن اثبت شعبنا انه قادر على إفشال كل التوقعات ومراهنات القوى المعادية للوحدة والديمقراطية، وكان اكثر وعيا وإدراكا وتمسكا بتجربته الديمقراطية واشد حرصا على إنجاح الانتخابات من خلال ما أبداه من انضباط وسلوك حضاري وفاجأ شعبنا العالم بمبادرات جيدة وفي وقتها تماما، فلقد حقق الوحدة في الـ 22 من مايو1995 م ولم يكن أحد يتوقعها لان الناس تعودوا على تفكير نمطي معين تجاه قضية الوحدة.. تم جاءت التجربة الديمقراطية.. وفي حين كانت رهانات البعض وتوقعاته انه لن تجرى الانتخابات ولن يكتب لتجربتنا الديمقراطية النجاح، فإذا بالشعب اليمني يفجر إبداعاته في ظل الديمقراطية ويفاجأ المراقبين بممارسته الحضارية بإجراء الانتخابات وبتحمله وصبره إزاء كل الممارسات التي حاولت الإساءة للنهج الديمقراطي واجهاضه.
. المستقلة.. فخامة الرئيس باعتباركم الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، هل انتم راضون عن نتائج المؤتمر في هذه الانتخابات؟
. الرئيس: نحن مرتاحون وراضون عن نتائج المؤتمر الشعبي العام رغم إخفاقه في حوالي 37 دائرة ما كان ينبغي له أن يخفق فيها.. ولكن الديمقراطية التي ينتهجها المؤتمر بداخله خسرته في تلك الدوائر.. فعلى سبيل المثال في محافظة تعز صوت للمؤتمر 82 ألف ناخب وفاز بـ 8 دوائر وصوت للاشتراكي 74 ألف صوت وفاز بـ 6 دوائر وصوت للتجمع اليمني للإصلاح حوالي 75 ألف صوت وفاز بـ 18 دائرة.. وإخفاق المؤتمر في دوائر تعز رغم حصوله على أعلى نسبة من الأصوات جاء بسبب تعدد المرشحين من أعضاء المؤتمر، وكان التنافس فيما بينهم شديدا فتشتت الأصوات.. وهذا مجرد مثال، لكن بالرغم من كل ذلك نحن مرتاحون للنتائج بشكل عام ولنجاح التجربة.. بغض النظر عن كون المؤتمر حاز على الأغلبية أو لم يحز.. فلقد كسبت في تلك الانتخابات اليمن وكان الفائز الحقيقي هو الشعب اليمني والمهم أننا في اليمن كسرنا القاعدة الانتخابية المعروفة في وطننا العربي.. أن الحزب الحاكم لابد أن يفوز بنسبة 99% وهذا ما لم يحصل في اليمن لقد كنا نتمنى أن الأحزاب والتنظيمات السياسية وحتى المستقلين الذين تقدموا للترشيح يفوزون بنسبة اكبر داخل البرلمان.
أن نتائج الانتخابات اليمنية هي إثبات لمصداقية حرية الاختيار التي مارسها الناخبون وإرساء حقيقي للديمقراطية.
. المستقلة.. هل تعتقد أن العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني قد توطدت والى أين وصلت جهود التوحيد بينهما؟
. الرئيس: لقد قطعنا شوطا كبيرا في إطار تعميق الثقة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وهي وان كانت تسير ببط إلا إنها تسير في الاتجاه الصحيح الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا.. وكل شيء في البداية لابد أن يواجه بتحديات تماما مثلما وجهت خطوات وجهود إعادة وحدة الوطن بتحديات كبيرة بالرغم أن عملية الوحدة هي اصعب كثيرا من توحيد تنظيمين سياسيين كالمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني.. لكننا نعتقد أن الأمور جيدة.. وستأخذ بعض الوقت من أجل ترسيخ القنا عات وتعميق الثقة وإزالة المفاهيم الخاطئة التي قد تكون عالقة لدى البعض.
. المستقلة: ألا تخشى من معارضة عملية الدمج بين المؤتمر والاشتراكي.؟
. الرئيس: بالتأكيد يوجد رأي معارض في المؤتمر والاشتراكي لعملية التوحيد بين التنظيمين مثلما كانت هناك معارضة للوحدة.. ولو أن المعارضين للوحدة لم يستطيعوا أن يجاهروا بمعارضتهم لها أمام الرأي العام لأنها هدف استراتيجي لشعبنا ظل يناضل من أجله ردحا طويلا من الزمن.. وأن كان أمثال هؤلاء سواء في الشمال أو الجنوب ظلوا يخفون معارضتهم للوحدة تحت لافتة الاتهام بالرجعية أو الشيوعية.. لكن في النهاية تحققت الوحدة واو أجزت كهدف عظيم وتأريخي وأضطر المعارضون أن يسايروا الركب وان لا يسبحوا ضد التيار.. وهذا ما نتوقعه أيضا بالنسبة لتوحيد المؤتمر والاشتراكي لأنه لا يصح من الأمور إلا الصحيح.
. المستقلة.. وماذا بالنسبة لدمج القوات المسلحة هل ممكن أن تتم عملية الدمج خلال المرحلة القليلة المقبلة وفي ظل الحكومة الائتلافية الحالية؟
. الرئيس: الدمج في القوات المسلحة تم بنسبة كبيرة على مستوى الدوائر والأفراد والصف والضباط ولم يتبق إلا القيادات ومن ضمن مهام وزارة الدفاع العاجلة في المرحلة الراهنة هي استكمال عملية الدمج وتنقل الوحدات والقيادات الأساسية من وحدة لأخرى طبقا لما تقتضيه أهداف البناء العسكري لقواتنا المسلحة.. وما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا.. أما بالنسبة لتعبئة الملاكات وتوحيد الأنظمة والقوانين فلقد قطعنا شوطا كبيرا ولله الحمد.
. المستقلة حكومة ما بعد الانتخابات هي ائتلافية من المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح وهو ما فأجا العالم المراقب للتجربة اليمنية، فكيف لا يحكم حزب الأغلبية ويذهب الآخرون للمعارضة؟ وكيف تتفقون مع تيار إسلامي ليشارككم في الحكم في الوقت الذي تدور فيه صدا مات عنيفة مع هذا التيار في العديد من أقطارنا العربية؟
. الرئيس: أولا: لنا نحن في اليمن خصوصيات تنطلق من فهم واقعتا اليمني وإدراك لحقيقة المصلحة الوطنية العليا التي تمثل هدفا مشتركا للجميع.. وتنازل المؤتمر الشعبي العام عن حقه في تشكيل الحكومة ينطلق من تلك الرؤية الوطنية التي تراعي مصلحة اليمن وتجعلها فوق كل اعتبار بغض النظر عن الكسب أو الخسارة لأي حزب في الانتخابات.. أما بالنسبة لتفسير القبول بالتجمع اليمني للإصلاح فحقيقة أن التجمع اليمنى للإصلاح وقبل إعلان التعددية السياسية والحزبية بصورتها الراهنة كان ينضوي في إطار المؤتمر الشعبي العام الذي ظل يضم معظم القوى السياسية في الساحة الوطنية بدءا من اليساريين فالأخوان المسلمين فالبعث والناصريين وكان مظلة للجميع وإطارا للعمل الجبهوي وعندما جاءت التعددية نهج كل من هؤلاء نهجا خاصا به وشكل التجمع اليمنى للإصلاح من تنظيم الأخوان المسلمين وشخصيات اجتماعية ومشائخ ومثقفين وسياسيين وقد رحبنا بوجوده في الساحة مثله مثل الأحزاب الأخرى وكان تعبيرا عن الصوت الآخر مثله مثل بقية أصوات المعارضة.. ونحن أكدنا في اكثر من مناسبة انه من حق الحركة الإسلامية أن تأخذ فرصتها في الحكم وان نجربها تمما جربنا حكم الحركة القومية والحركة اليسارية طالما كان ذلك عبر تداول سلمي للسلطة ومن خلال الانتخابات الديمقراطية وصناديق الاقتراع.. فلماذا التخوف من حكم الحركة الإسلامية؟ ولماذا لا نعطيها فرصة ونجرب ونرى ماذا ستعمل في إطار منظومة الديمقراطية؟.. والمهم.. أن لا يلجا أحد للعنف والتسلط والديكتاتورية.. فهذا مبدأ مرفوض في عصرنا ولم تعد الشعوب الحرة تقبله.
المستقلة: هل تعتقد أن العنف سببه هو حرمان التيار الإسلامي من أن يعبر عن رأيه أو ليشارك في السلطة.؟
. الرئيس: في تصوري أن اللجوء للعنف يتم في معظم الأحيان عندما تضيق مناخات التعبير عن الرأي أمام البعض ولا يستطيع أن يمارس حقه في التعبير عن نفسه بأسلوب سلمي وديمقراطي.. لكن عندما تتوفر مناخات التعبير عن الرأي للجميع يصبح لا مجال لممارسة العنف لأنه يصبح حينها نوعا من الإرهاب المرفوض الذي لا مبرر له ويجب مقاومته.
.المستقلة: لكن وسائل الأعلام العربية تثير الكثير من المخاوف من الأصولية الإسلامية وتتهمها بالإرهاب؟
. الرئيس: هذه سياسة.. لقد دعم الغرب الأصوليين الإسلاميين في السابق من أجل محاربة الشيوعية وقدم لهم السلاح والمال في أفغانستان وغيرها.. والآن يطلقون عليم صفة الإرهاب ويحرضون على ضربهم.. إنها في تصورنا سياسة أساسها المصالح ليس إلا
.المستقلة: هل عاد بعض اليمنيين الذي قاتلوا في أفغانستان إلى اليمن؟ وهل يسببون مشاكل لكم؟
. الرئيس: نعم عادوا إلى وطنهم.. وليس في عودتهم أي مشكلة.
.المستقلة.. هل تعتقد انه من الممكن أن يتحالف التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني ويشكلا كتلة واحدة ضد المؤتمر؟
. الرئيس: هذا غير مستبعد.. ومن الممكن أن يلتقوا ويتحالفون هذه هي طبيعة العمل السياسي.
. المستقلة. قابلت عددا من قيادات التجمع اليمني للإصلاح ووجدت لديهم تأبيدا كبيرا لشخصك ولسياستك بوجه عام، البعض يقول هنا لأن لك نفوذا قولا على الإصلاح فكيف تفسر هذا النفوذ وما طبيعة علاقتك بالتجمع اليمني للإصلاح؟
. الرئيس: لي علاقات طيبة مع التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني ومع كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية، أما بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح، فقد سبق أن قلت لك لقد كنا في المؤتمر الشعبي العام، نحن والإصلاح في كيان سياسي واحد ولكن تعدد الآراء وتنوعها شيء طيب في ظل النهج الديمقراطي التعددي الذي آمنا به، ونحن نقول دوما لماذا لا يجرب الناس البحث عن القواسم المشتركة التي تجمعهم ويلتقون حولها.. أن في ذلك مصلحة للجميع ومصلحة لليمن.
.المستقلة: هل يمكن لليمن أن تتراجع عن الديمقراطية في يوم ما؟
. الرئيس: هذا غير ممكن أبدا لان معناه السقوط إلى الهاوية.. الديمقراطية خيار لا تراجع عنه ابدأ في بلادنا وهي سمة لحياتنا الجديدة والضمانة للوحدة ولكل إنجازاتنا ولا يستطيع أي شخص أو حزب أو قوة سياسية مهما كانت أن تتراجع عن الديمقراطية لان ذلك بالنسبة لها سيكون أشبه بالانتحار.. هذا غير ممكن فالديمقراطية حقيقة راسخة في اليمن ووسيلة حضارية لبناء اليمن الجديد اختارها شعبنا بملء الإرادة والاقتناع والوعي.
.المستقلة. الأحزاب الصغيرة التي أحرزت على مقاعد قليلة في البرلمان هل ستفسحون المجال أمامها للقيام بدور وهل تطمئنونها بشأن وجودها؟
. الرئيس: نحن سنتبنى تقويتها لأننا نريد معارضة قوية لخدمة الوطن.. نحن عانينا كثيرا في الفترة الانتقالية من تجربة الحكم والمعارضة في أن واحد.. بمعنى أن الأحزاب الحاكمة تعارض نفسها وهذا ما لن نسمح به أن يتكرر خلال المرحلة المقبلة وهو ما أكدنا عليه في اتفاقية الائتلاف الحاكم بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح كما أننا سنسعى إلى تقوية المعارضة خارج إطار الائتلاف الحاكم من أجل أن تكون معارضة قوية وإيجابية لإصلاح الاعوجاج والتنبيه للأخطاء من أجل تجنبها، فالمعارضة القوية الفعالة هي مرتكز النظام الديمقراطي الصحيح.
. المستقلة: لاحظ البعض في الآونة الأخيرة صدور تصريحات لكم حول العلاقات العربية- العربية، وعلى وجه خاص العلاقات اليمنية والكويتية؟ فما الجديد في ذلك وما تعليقكم؟
. الرئيس: لدينا في اليمن موقف مبدئي وواضح منذ بداية أزمة الخليج.. ولكن البعض يسمع ويفهم والبعض يسمع ولا يريد أن يسمع أو يفهم.. لقد أوضحنا موقفنا حول هذا الآمر في اكثر من مناسبة وليس فيه جديد، لقد كنا ضد الاحتلال العراقي للكويت وضد التواجد الأجنبي ومع الحل العربي للازمة.. ودعونا منذ وقت مبكر إلى إقامة علاقات طيبة بين اليمن وكل أشقائها وعلى وجه خاص جيرانها في دول الجزيرة والخليج لخصوصية العلاقة التي تربط بين بلادنا وبين هذه الدول ودعونا لاستعادة التضامن العربي ودعمنا كل الجهود على طريق تحقيق هذه الغاية باعتبار ذلك ضرورة تمكن أمتنا العربية من مواجهة التحديات المحدقة بها.
. المستقلة: وكيف تتوقع أثر تصريحاتك الأخيرة حول الكويت في الشعب الكويتي؟
. الرئيس: ربما بعد أن هدأت النفوس والخواطر بدأت بعض العقول تراجع نفسها بصورة منطقية وعقلانية وبدأ بعض الأشقاء في الكويت يدركون أن كل ما قيل ضد اليمن ليس صحيحا وأن هناك تشويها لحقيقة الموقف اليمني.. وأن كان هناك مازال البعض متألما ومجروحا وربما متشنجا في رأيه.
. المستقلة- والعلاقات اليمنية- السعودية كيف تقيمونها الآن وماذا عن قضية الحدود بين البلدين؟
. الرئيس: اليمن مدت يدها لكل الأشقاء وفي طليعتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية من منطلق الثقة والرغبة الصادقة في التعاون البناء وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وبالنسبة لقضية الحدود اليمنية السعودية عبرنا عن الاستعداد لحل هذه المشكلة من خلال الحوار والتفاوض القائم على مبدأ لا غالب ولا مغلوب ولا ضرر ولا ضرار.. وبما لا ينتقص أي حق من حقوق الطرفين وهذا ما جسدناه بالفعل في حل مشكلة الحدود مع أشقائنا في سلطنة عمان.
. المستقلة. هل أوضحتم ذلك لوزير المعارف السعودي عندما زار بلدكم مبعوثا للملك فهد بن عبد العزيز؟
. الرئيس: وزير المعارف السعودي سلم رسالة من الملك فهد بن العزيز تتعلق بقضية الحدود اليمنية- السعودية..
المستقلة:هل ستشاركون في قمة عربية تعقد لتنقية الأجواء وتحسين العلاقات العربية- العربية، وهل ستدعون إلى جهد بهذا الشأن؟
. الرئيس: اليمن ستسهم بحسب استطاعتها في دعم كل جديد يستهدف تنقية الأجواء أو استعادة التضامن العربي وسنوظف كل علاقاتنا من أجل تحقيق تلك الغاية وأن نكون جاهدين.
. المستقلة: هل تجاوبت مصر لتحسين العلاقات معها؟
. الرئيس: ليس لدينا أي مشكلة في العلافات مع الأشقاء في مصر.. العلاقات اليمنية المصرية جيدة والزيارات مستمرة.
. المستقلة: وماذا عن العلاقات اليمنية- التونسية؟
. الرئيس: علاقاتنا بتونس علاقات جيدة.. وللأسف أننا لم نستطع تلبية دعوة لزيارة تونس ولكن إن شاء الله بعد ترتيب أوضاع البيت اليمني يمكن أن تتاح لنا الفرصة للقيام بالزيارة، ومع ذلك فأن التواصل والزيارات بين المسؤولين في البلدين الشقيقين متواصلة.. والتعاون الأخوي بين البلدين قائم ويتعزز في كل يوم.
.المستقلة- نتمنى زيارتكم لتونس فربما أتاحت لكم فرصة لتبادل الرأي مع أخيكم الرئيس زين العابدين بن علي وتوطيد العلاقات بين البلدين وتعميق التواصل بين شعبين أخوين شقيقين؟
. الرئيس: نحن نرحب بزيارة الرئيس زين العابدين بن علي في وطنه الثاني اليمن ونتعشم فيه الخير.. ونأمل أننا كلنا في الأسرة العربية والأمة الإسلامية أن نتعاون ونتعلم من بعضنا البعض ودون أن يفرض أي واحد منا تجربته ونظرياته على الآخرين، نحن سنستفيد من بعضنا البعض.. ولكل بلد وشعب خصوصياته وليس هناك من أحد يستطيع أن يعطي نفسه الحق للادعاء بالكمال أو الإحاطة بكل شيء.. إن التجارب الإنسانية آيا كانت هي ملك لكل الشعوب ومن حقها أن تستفيد منها بقدر ما تشاء وحينما تشاء.. المهم أن لا يكون هناك فرضى أو وصاية أو تصدير للتجارب.
المستقلة. هل هناك دعوة وجهت للرئيس زين العابدين بن علي لزيارة اليمن؟
. الرئيس: نحن نرحب بالرئيس زين العابدين بن علي في وطنه اليمن في أي وقت يشاء.. وسيكون بين أهله ووطنه كما ستكون زيارته فرصة للتعرف على بلده اليمن وتبادل الآراء حول كل ما يهم بلدينا الشقيقين وأمتنا العربية والإسلامية.
المستقلة- يلاحظ أن في عالمنا العربي والإسلامي انبهارا بكل ما هو أجنبي بينما تجربتكم اليمنية فيما الكثير مما يمكن الاستفادة منه فما تعليقكم؟
. الرئيس: التراث العربي والإسلامي غني وحافل بالتجارب التي يمكن أن يستفيد منها العرب والمسلمون في حاضر هم وصنع المستقبل الأفضل لهم.. ولكن هناك عقدة الانبهار بكل ما هو أجنبي في الثقافة والعلوم وحتى في النهج السياسي. بالنسبة للتجربة اليمنية، نحن نقول إنها اجتهاد مستفيدة من مجموعة التجارب الإنسانية فمن أراد أن يستفيد منها فليستفد.. على سبيل المثال اليمن أنجزت أهم مشروع من وجهة نظري وهو تقنين أحكام الشريعة الإسلامية الذي بذلت فيه جهود كبيرة من قبل علمائنا ورجال القانون والشريعة في بلادنا وآخذنا فيه بالأرجح والأحسن والمجمع عليه من كل المذاهب وبدون تعصب وقد تقدمت به بلادنا إلى مؤتمر القمة الإسلامية في المغرب وتركت للجميع خيار الاستفادة منه باعتبار أن ذلك لم يعد ملكا لليمن وحده.
. المستقلة. كيف ترون النظام الدولي الجديد؟
. الرئيس: من المؤسف أننا نرى أن هناك ازدواجية في تطبيق المعايير من قبل النظام الدولي الجديد الذي يكيل بمكيالين.. أننا نتألم لما يجري في فلسطين وجنوب لبنان وفي البوسنة والهرسك حيث تنتهك حقوق الإنسان ويختل ميزان العدل ومفاهيم الحقوق العادلة للإنسان.
. المستقلة. وكيف تقيمون مسيرة عملية السلام الجارية حاليا بين العرب والإسرائيليين؟
. الرئيس: نحن نتمنى لها النجاح بما يحقق سلاما عادلا وشاملا في المنطقة.. وإن كنا نرى أن العرب قد قدموا من المرونة والتنازلات ما لم يقدم في أي وقت من الزمن.
. المستقلة: هل يستطيع علي ناصر محمد العودة إلى وطنه؟
. الرئيس: بالطبع في أي وقت يستطيع أن يعود إلى وطنه كأي رئيس سابق مثله مثل المشير السلال والقاضي عبد الرحمن الارياني.
المستقلة: كيف تنظر لما يجري في السودان؟
. الرئيس: فتمنى للأشقاء في السودان ولكل الأشقاء في الوطن العربي والعالم الإسلامي المزيد من الأمن والسلام والاستقرار مدركين أن القيادة في السودان لديها من الحكمة ما يمكنها من مواجهة الصعوبات والتحديات، والمفروض أننا نؤازرهم كأشقاء للحفاظ على وحدة السودان واستقراره.