رئيس مجلس الرئاسة في حديثه إلى المسؤولين والشخصيات الاجتماعية وممثلي الأحزاب في أول زيارة له لعدن بعد الحرب
قام الأخ/ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة بزيارة محافظة عدن وهي أول زيارة للمحافظة بعد أن تم تطهيرها من قوى الردة والانفصال في قيادة الحزب الاشتراكي الذين تآمروا على الوطن وأشعلوا الفتنة فيه بهدف تدميره وتمزيق وحدته.. وقد التقى مسئولي الأجهزة الحكومية والأعيان والشخصيات الاجتماعية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والإبداعية والمهنية والقيادات النسائية والمثقفين والشباب.
وقد تحدث الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة مستعرضا مراحل وأبعاد المؤامرة التي نفذها المتمردون الانفصاليون لتمزيق الوطن ووحدته..
وقال يسعدني أن التقي بكم في العاصمة الثانية عدن بعد غيبة طويلة حالت خلالها القيادة الانفصالية في الحزب الاشتراكي أولئك الخارجون على الشرعية الدستورية دون اللقاء بيننا وبين أبناء هذه المدينة البطلة حيث اعتبرت تلك العصابة نفسها وصية على هذه المدينة البطلة.. وكانوا يعلنون ويصرخون عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة بأنهم يحبون عدن في الوقت الذي يعملون لهدم كل شيء جميل فيها وإذا كانوا يحبون عدن حقا لما كانوا استمروا في مواصلة التمرد وممارسة التخريب داخل عدن بعد أن وصلت قوات الشرعية إلى العند وبعد سقوط الدفاعات في الضالع ومكيراس.. ولو كانوا يحبون المواطنين في عدن لما كانوا قد ساموهم ذلك العذاب ومارسوا القهر والبطش بحقهم.. ولكنهم لم يكونوا يحملون أي قضية غير معول الهدم والتدمير وهذا ماتعودناه من أمثال هؤلاء المتمردين الذين ظلوا يرفعون الشعارات البراقة والمخادعة للجماهير ولكن شعبنا على معرفة تامة بهم سواء في عدن أو لحج أو حضرموت أو تعز أو شبوة أو حجة وغيرها.. ولسنا في حاجة لاستعراض كيف جاء هؤلاء للوحدة ولم يكن في نيتهم الوحدة ولكنها الضرورة التي أجبرتهم للهروب إلى الامام بعد أن تهاوت المنظومة الاشتراكية.. وأضاف الأخ/ الرئيس كان أبناؤنا وإخواننا في عدن ولحج والمهرة وحضرموت وأبين وشبوة يتطلعون بأمل إلى الوحدة باعتبارها إنقاذا لهم من كابوس جتم على نفوسهم على مدى سنوات طويلة.. وأن الوحدة عامل من عوامل الانعتاق والحرية والديمقراطية وعامل ترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء البطش والإرهاب الفكري والمعنوي، وكانت الوحدة هي وحدة الإنقاذ.. ولكن القيادة الانفصالية المتنفذة في الحزب الاشتراكي كانوا يعملون للحيلولة دون وصول خير الوحدة إلى أبناء تلك المحافظات وكانوا يقفون حجر عثرة أمام وصول خير الوحدة سواء على مستوى حريات الناس أو المشاريع الخدمية والإنمائية وذلك حتى لا يحاكمهم الشعب عما فعلوه به طوال السنوات الماضية من حكمهم القائم على القهر والبطش والحرمان الذي امتد لأكثر من 25 عاما.
وأكد الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة عزم القيادة على بناء عدن وتطوير مرافقها، وقال سوف نبني عدن وسنبني ونعمر كل ما دمرته الحرب وخلال الفترة القليلة القادمة سيتم الإعلان عن تشكيل مجلس وطني أعلى لإعادة الاعمار وبناء ما دمره المتمردون الانفصاليون. وأعلن بان عدن ينتظرها مستقبل واعد بالخير والازدهار كمدينة حرة ومنطقة اقتصادية وتجارية وأن الجهود ستتضاعف من أجل أن تستعيد مكانتها كميناء تاريخي.
وقال ستكون عدن هي العاصمة الشتوية للدولة حيث ستنتقل كافة الأجهزة القيادية للدولة لممارسة أعمالها في هذه المدينة البطلة ومتابعة سير عمل الأجهزة والمرافق، وسيكون لعدن شأن كبير في المستقبل القريب إن شاء الله..
وأشار الأخ/ الرئيس إلى الدعايات المضللة التي مارستها الأجهزة الإعلامية التي سيطر عليها المتمردون أو تلك التي سخرت لنقل أكاذيبهم وتضليلاتهم مشيرا إلى ما كان يبث من دعايات عن حصول دمار كبير في عدن.. وقال لقد شاهدنا عدن خلال جولتنا فيها ولم تكن الصورة بمثل ما سعت العصابة الانفصالية تصويره للعالم.. فعدن هي مدينتنا وعاصمة كل أبناء اليمن مثلها مثل صنعاء وتعز والمكلا والحديدة وعتق وكنا حريصين كل الحرص أثناء العمليات العسكرية أن لا يصيب المواطنين بهذه المدينة أي أذى وكانت التوجيهات واضحة أن يتم التعامل فقط مع الأهداف العسكرية التي تمترس فيها المتمردون الانفصاليون..
وتطرق الأخ/ الرئيس إلى ما حدث من أعمال نهب مؤسفة موضحا بان هناك وثائق بالصوت وبالوثائق تؤكد بان قيادة المتمردين قد أصدرت توجيهاتها لعناصر مليشياتها قبيل فرارها خارج الوطن وبدأت عمليات النهب وقبل دخول قوات الوحدة والشرعية إلى عدن حيث قاموا بأعمال النهب والسلب للمؤسسات والمرافق وقد حدثت بالفعل بعض هذه الأعمال واستهدفت في غالبيتها مؤسسات الدولة حيث وصلت الخسائر إلى اكثر من 3، 5 مليار دولار وقال إن تعليماتهم تقضي بتدمير كل شيء..
وقال الأخ/ الرئيس لقد تعاملنا مع الجميع بمسؤولية ولم نتعرض لردود فعل فلم تسفك قطرة دم واحدة عند دخول قوات الشرعية ولم يفتش أي مسكن ولم يقدم أي شخص للمحاكمة حتى أولئك الذين تورطوا في أعمال إجرامية وشاركوا في عملية التمرد والانفصال وأصدرنا قانون العفو العام وقلنا عفا الله عما سلف ونفتح صفحه جديدة.. وأضاف الأخ/ الرئيس أن أبناء عدن هم أبناء الوطن اليمني الواحد وليس من حق أحد أن يعتبر نفسه وصيا على أي مدينة، فالوطن وطن الجميع والوحدة اليمنية هي وحدة كل أبناء اليمن، فنحن عائلة واحدة وشعب واحد والوحدة اليمنية تعمدت اليوم بالدماء الزكية لكي تبقى خالدة للابد وهي ليست ملك أحد بل ملك الشعب اليمني وهي ليست شركة قابضة يشارك فيها الشركاء في الوقت الذي يريدون ويتراجعون عنها في الوقت الذي يريدون. مؤكدا بان الحرب التي أشعلها المتمردون لم تكن أبدا حربا بين شمال وجنوب كما روجت وسائل الإعلام المعادية بل حرب ضد شرذمة صغيرة مجرمة متمردة استلمت ثمن الأزمة وثمن الشهداء الأبرار..
وقال: في هذه القاعة عدد من القادة العسكريين من أبناء محافظات أبين وشبوة ولحج وعدن وحضرموت كانوا قادة محاور وقادة وحدات عسكرية كانت في طليعة قوات الوحدة والشرعية الدستورية وكانوا أبطالا مناضلين وهم يدافعون عن الوحدة ويثبتون قواعدها ويعمدونها بالدماء الزكية وكان ولاؤهم صادقا للوطن والثورة والوحدة وللمبادئ التي يؤمن بها شعبنا وعاهدوا الله والوطن على الدفاع عنها.
وأشار الأخ/ الرئيس بأنه قد اصدر توجيهاته بسحب جميع المعسكرات والعناصر المسلحة من عدن.. وقال لقد وجهنا بان تكون عدن مدينة خالية من السلاح والمعسكرات وسيقتصر الوجود المسلح فيها على عناصر الشرطة المدنية وستصبح منطقة تجارية مزدهرة بإذن الله.. مشيرا إلى عودة الكثير من الخدمات الأساسية بعد أن دمرها المتمردون ومنها المياه والكهربا والهاتف..
موضحا بأنه قد اصدر توجيهاته إلى الحكومة بتسخير الأجهزة الحكومية لكافة إمكانياتها من اجل أن تعمل بوتائر عالية لتحسين مستوى الخدمات والمرافق في مدينة عدن.. مؤكدا على ضرورة القيام بمبادرات شعبية طوعيه لمساعدة الأجهزة الحكومية في مجال نظافة المدينة وخدمة البيئة.
مؤكدا بان المعركة القادمة هي معركة التنمية والأمن والاستقرار والبناء الشامل.
وتطرق الأخ الرئيس في كلمته إلى ظاهرة ارتفاع الأسعار وما يعانيه المواطنون من هذه الظاهرة وقال: إن على المؤسسات الحكومية أن تلتزم بالتسعيرة المحددة وعلى القطاع الخاص أن يراعي ظروف البلاد ومعاناة المواطنين وعلى وزارة التموين والتجارة مراقبة الأسعار ومحاسبة المتلاعبين بالأسعار.
وأكد الأخ/ الرئيس أن من مهمات الحكومة القادمة استكمال القضاء على ما تبقى من الفساد، لان رموز الفساد هم من كانوا يمارسون الفساد وقد رحلوا ولا يمكن أن نقبل بعد اليوم أن يحل فاسد مكان فاسد آخر أو أن نغير فاسدا بفاسد آخر مثله ولكن التغيير سيتم على أساس الكفاءة والنزاهة والمقدرة بصرف النظر عن انتماء الشخص السياسي.