رئيس مجلس الرئاسة في حديث صحفي مع مجلة أضواء اليمن
مجلة أضواء اليمن :إلى أين يسير الدمج بين الاشتراكي والمؤتمر.. كيف سيتم؟
الرئيس: الحوار الذي يجري حاليا بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني يصب في إطار خدمة المصلحة العليا للوطن والحفاظ على تماسك لبنات الوحدة الوطنية.. وتحقيق وحدة الإرادة السياسية ومن المهم في هذا الجانب العمل الجاد والحثيث بنفس الروح التي سادت وسايرت العمل الوحدوي.
ولا أدري لماذا يتخوف البعض من الحوارات واللقاءات التي تتم بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني من التقارب والتلاقي على أعتاب القواسم المشتركة التي من شأنها إذابة الثنائية وإزاحة صيغة التقاسم التي تسببت في الكثير من الإشكاليات والسلبيات في الوقت الذي نعلن فيه أننا لا نخشى أي أسلوب تتبناه مختلف الأحزاب السياسية نحو لملمة شتاتها في إطار تجمع منافس أو تجمعين أو تجمعات.. ونحن نؤكد بأن توحيد المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني لن يكون التفافا على الديمقراطية أو أضعافا للمعارضة بل العكس من ذلك هو الصحيح، فالتوحيد يوفر ضمانات قوية لعدم حدوث التوتر وفي ذلك حماية للديمقراطية وتعزيز لها.
مجلة أضواء اليمن: يلاحظ أن الأوضاع الاقتصادية هي التي تحرك الأوضاع الاجتماعية في اليمن.. هل استطاعت الأحزاب امتلاك الرؤية لحل المشاكل الاقتصادية؟
الرئيس: مما يؤسف أن مختلف الأحزاب تسعى إلى امتلاك الرؤية التي تبصرها بأسلوب الوصول إلى السلطة دون أن يكون لدى أي منها برنامج شامل أو رؤية لحل المشاكل والصعوبات الحياتية ونحن في المؤتمر الشعبي حرصنا على أن نخطو بحسابات دقيقة وبرنامج شامل للعمل السياسي والبناء الوطني تحددت معالمها بوضوح في الميثاق الوطني وفي برنامج العمل السياسي للمؤتمر الشعبي الذي حدد مرتكزات العمل السياسي للمؤتمر الشعبي، الذي حدد مرتكزات العمل في شتى الجوانب وفي طليعتها الجانب الاقتصادي الذي يحظى بأولوية واهتمام خاصين.. وان ما قمنا به وواجهناه من أعباء لتنوء بحمله الجبال وسط ظروف محيطة رافقت عملنا وتراكمات تشطيرية ثقيلة شكلت تحديات خطيرة إلا أننا تجاوزنا حلها وأخذنا في اجتياز ما تبقى منها من عقبات.
مجلة أضواء اليمن :يلاحظ أن برنامج الحكومة للإصلاح هو مجرد خطوات إصلاحية للحد من الأنفاق لكنه لن يحل المشكلة الاقتصادية.. فهل من سبيل آخر للإصلاح؟
الرئيس: ليس صحيحا أن برنامج الحكومة هو مجرد خطوات إصلاحية انه برنامج شامل بكل ما تعنيه الكلمة. وإنما الخطوات التي تتم هي عبارة عن مقدمات يعقبها بعون الله الترجمة الصحيحة لبرنامج الإصلاح المالي والإداري.
وما من شك في أن سبل الإصلاح كثيرة.. ويكفي شاهدا على ذلك قانون الاستثمار الذي يتيح للمستثمرين الوطنيين والعرب والأجانب فرصا عظيمة تمكنهم من التحرك بكل الطمأنينة في شتى مجالات الاستثمار وبالعودة إلى الاكتشافات في مجال الثروة النفطية والتي ستتضاعف بعون الله تعالى في عامنا هذا.. يمكن استخلاص الدليل على أن الدولة عازمة على تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء اعتمادا على مصادر الثروة الوطنية الزراعية والنفطية والتعدينية وغيرها وعلى العموم إذا ما نظرنا في عالم اليوم فإننا نجد أن هناك دولا من بينها صناعية تعاني من مشكلات اقتصادية خطيرة ربما تفوق معاناة بعضها ضعف ما نعانيه، رغم أنها تملك قواعد إنتاجية عكس ما هو لدينا وعليها من الديون ما تعجز عن برمجته قياسا إلى معدلاتها الإنتاجية وحجم وارداتها.
مجلة أضواء اليمن :هل انتهى تسييس الوظائف ولماذا يصر البعض على تنفيذ أوامر الأحزاب في وظيفته؟
الرئيس: نحن نتطلع إلى أن تكون الانتخابات النيابية القادمة هي الطريق نحو الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ومعالجة الاختلالات التي حدثت بعد قيام الوحدة وخلال الفترة الانتقالية والتي كان بعضها ضعفا موضوعيا نتيجة إرث الماضي التشطيري وبعضها موضوعي كثمن للوحدة ونحن نسعى ومعنا كل الخيرين من أبناء شعبنا من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على أسس صحيحة وراسخة.. ونحن نتطلع بأمل وتفاؤل كبيرين في أن تنضج فيه الممارسة الديمقراطية في مجتمعنا وإلى اليوم الذي تصبح برامج الأحزاب سباقا شريفا نحو خدمة الغايات والمصالح العامة للمواطنين وللوطن.
مجلة أضواء اليمن: سيدي الرئيس.. يلاحظ أن هناك الكثير من القوانين التي تصدر بعد أن تمر في مجلس النواب وتشبع نقاشا وتعديلا قبل أن ترفع.. ثم بعد رفعها وإصدارها كقوانين لا تجد أحدا ينفذها.. لماذا لا ينفذ القانون؟
الرئيس: إننا نثق في أن المرحلة المقبلة لن تصدر فيها القوانين إلا للتنفيذ لأن المرحلة التي مررنا بها منذ أن تحقق الهدف العظيم لشعبنا بإعادة تحقيق الوحدة كانت مليئة للأسف بالمصاعب والمماحكات السياسية التي أثرت سلبا على بعض جهود البناء ومنها التلكؤ في تنفيذ بعض القوانين التي انه القوانين الشطرية.
ونحن نثق بأن مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية ستكون هي مرحلة الإصلاح ومواصلة استكمال بناء دولة النظام والقانون على أسس حديثة تتعزز بها المؤسسات الديمقراطية وأستطيع القول بأن السنوات الثلاث الماضية شهدت صدور عدد كبير من القوانين التي انتقلت إلى طور التطبيق والتنفيذ.. ربما باستثناء القليل جدا من هذه القوانين التي ستنفذ خلال المرحلة القادمة.
مجلة أضواء اليمن :ما هي توقعات فخامتكم إلى أين تنتهي مفاوضات الحدود مع السعودية.. وما هو الجديد في الجولة الرابعة؟
الرئيس: لا نريد أن يخامر أذهاننا من التوقعات بشأن هذه القضية إلا بقدر ما نتوقعه ونتفاءل به للمفاوضات مع المملكة الشقيقة من النجاح والجولة القادمة لاشك بأنها ستشهد عملا دبلوماسيا مكثفا يعكس أبعاد المسألة الحدودية بمختلف تشعباتها، والأجواء الطيبة التي أحاطت بالبدايات التفاوضية تجعلنا نتفاءل عما ستكون عليه وتتوصل إليه الجولة القادمة وما ستسفر عنه المفاوضات في النهاية من نتائج.. نأمل بأنها ستراعي الحقوق القانونية والتاريخية للشعبين الجارين الشقيقين.
مجلة أضواء اليمن: تلقيتم رسالة من العاهل السعودي حملها وزير الدولة للشؤون الخارجية الدالي مؤخرا إلى أين وصلت العلاقات مع الشقيقة السعودية.. وهل تتوقعون تحسنا في الفترة القادمة؟
الرئيس: علاقتنا مع المملكة العربية السعودية تشهد كل يوم المزيد من التحسن بعد
أن انقشعت سحابة الصيف التي ولدتها أزمة الخليج على مسار العلاقات الأخوية بين البلدين، ونحن حريصون على علاقاتنا الأخوية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويخدم أهداف أمتنا العربية والإسلامية
مجلة أضواء اليمن :جامعة الدول العربية شبه مشلولة وقيل أن البعض يسعى لتغيير ميثاقها والذي وضعته بريطانيا.. ما رأي بلادنا تجاه تفعيل دور الجامعة العربية وتعديل ميثاقها؟
الرئيس: أننا هنا في الجمهورية اليمنية مع أي عمل أو مسعى جماعي يؤدي إلى تفعيل دور الجامعة العربية بما يجعلها قادرة على مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه امتنا وتهدد مصيرها.
مجلة أضواء اليمن :ارتبطت اليمن مع عدد من الدول العربية لاتفاقيات وشكلت لجان عليا إلا أن اجتماعا عاما على مستوى هذه اللجان لم يعقد فهل من سبب ما؟
الرئيس: نحن في طريقنا إلى إحياء مثل تلك اللقاءات المثمرة مع الأشقاء سواء على مستوى مجالس التنسيق أو اللجان الوزارية وقد أجرينا اتصالات عديدة مع أخو أننا قادة الأمة العربية ونتوقع أن تكون النتائج إيجابية وبما يمكن من استئناف النشاط بصورته الصحيفة لمعتادة. أما أسباب توقف مثل هذا النشاط فإن من بين أكبر بواعثه أزمة الخليج التي انعكست بآثارها السلبية على مجمل العمل العربي.
مجلة أضواء اليمن: كيف تقيمون دور مجلس الأمن.. وكيله بمكيالين ومعيارين والكل يؤكد بانحياز الشرعية الدولية الدول العربية تقف مكتوفة الأيدي.. فكيف يمكن للمنظمة الدولية امتلاك المعايير ا لموحدة للقضايا الدولية؟
الرئيس: كان دور مجلس الأمن قبل أزمة الخليج لا يتعدى حدود استصدار القرارات التي أن كانت تتعلق بالحق العربي فإنه لا يجد الآلية الضاغطة لتطبيقها بل على العكس نجد أن الفيتو لبعض الدول العظمى بالمرصاد لأي قرار يدين انتهاكات العدو الصهيوني وممارسته القمعية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
وللأسف إن ما نشاهده الآن عجز مجلس الأمن الدولي عن تنفيذ قراراته المتعلقة بقضية فلسطين أ والبوسنة والهرسك وغيرها من القضايا العامة وهذا كشف أسلوب الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا بتغليب للمصالح القادرة على تفعيل دور الأمم المتحدة عندما تكون هناك فوائد من ذلك وإلغاء وإضعاف لفعالية المنظمة الدولية في قضايا أخرى حتى أن المواطن العربي أخذ يقارن بين مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه العراق وليبيا وبين مواقفها من السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية ومن الجرائم الوحشية التي يرتكبها الصرب ضد أبناء البوسنة والهرسك.
وأملنا كبير في أن تنتهي الازدواجية وتتوحد المعايير حيال القضايا التي تتطلب من الشرعية الدولية وجودا فعالا.
مجلة أضواء اليمن: وافقت بلادنا على المفاوضات المتعددة بينما المفاوضات الثنائية لم تحقق أي تقدم يذكر.. فهل من جدوى لهذه المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي وضغطه على شعبنا العربي الفلسطيني وطرده من بلاده وعدم التزامه بالقرار 799..؟
الرئيس: بات واضحا للعالم أجمع إن الكيان الصهيوني لا يريد السلام وإلا لما قام بسك كل الأبواب والمنافذ المؤدية أليه.. ولا أدل على ذلك من الأسلوب الذي ينتهجه حيال قضية المبعدين الفلسطينيين للالتفاف على قرار مجلس الأمن وإفراغه من مضمونه وبالتحدي السافر لأي قرار دولي.
مجلة أضواء اليمن :هل تتوقعون عودة المياه إلى مجاريها بين اليمن ودول الخليج في وقت قريب؟
الرئيس: نعم بإذن الله.. ونحن متفائلون بذلك.
مجلة أضواء اليمن :المشاغبات وأعمال العنف التي شهـدتها بلادنا.. أثبتت وجود أيادي تخريبية من خارج اليمن.. فهل هناك نية لإجراء محاكمات علنية لإطلاع الشعب على خيوط هذه المؤامرة؟
الرئيس: الأجهزة المعنية بصدد تقييم ومراجعة كافة المعلومات التي بين يديها وبقدر ما تكون الدلائل على حجم المؤامرة واضحة وبينة بقدر ما يكون التعامل معها وعلى نحو تراه جهات الاختصاص مناسبا فإن ذلك هو مسئوليتها. والقيادة وجهت الأجهزة المختصة بسرعة إحالة المتورطين في جرائم الإخلال بالأمن للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
مجلة أضواء اليمن :اتفاقية الحدود ما بين سلطنة عُمان واليمن تمت على مبدأ لا ضرر ولا ضرار فهل تتوقع بأن يستفيد الأشقاء العرب من الطريقة التي عولجت بها هذه الاتفاقية وكيف تقيمون العلاقات العُمانية- اليمنية؟
الرئيس: إن ما توصلنا أليه مع الأشقاء في سلطنة عُمان في حل مشكلة الحدود بأسلوب التفاهم الأخوي والحوار السلمي البناء نعتقد انه يقدم نموذجا يستحق أن تقتدي به أية خلافات حدودية عربية.. وأي مشاكل أو خلافات طارئة أخرى ولعلك قد لمست بأن علاقاتنا مع عُمان هي اليوم في أفضل مستوى وهي تتطور باطراد مستمر وبالاتجاهات التي تلبي تطلعات الشعبين في اليمن وعُمان وتحقق أهدافها ومصالحهما المشتركة.