رئيس مجلس الرئاسة في حديث للتلفزيون القطري
أجرت البعثة الإعلامية وتلفزيون قطر مقابلة صحفية مع الأخ/ الفريق علي عبد الله صالح/ رئيس مجلس الرئاسة أعرب في مستهلها عن شكره وتقديره للعاملين في أجهزة الإعلام وتلفزيون قطر والشعب القطري الشقيق لمواقفه القومية الأصيلة في مؤازرة الشعب اليمني في الدفاع عن وحدته في التغلب على هذه المحنة التي فرضتها على شعبنا اليمني عصابة التمرد والانفصال..
وأشار إلى المهام الجديدة التي تنتصب الآن أمام القيادة اليمنية في إعادة بناء ما خلفته هذه الحرب في بعض المحافظات الجنوبية من جراء التدمير الذي قامت به عصابة التمرد والانفصال لمؤسسات الدولة ومرافقها الخدمية.. ولبعض منازل المواطنين التي تضررت من جراء الحرب.. وهي ليست بالصورة التي حاول أن يقدمها الإعلام المعادي للوحدة اليمنية. مشيرا إلى أن قوات الوحدة والشرعية قد عملت كل ما تستطيع أثناء قصفها للمواقع العسكرية التي كانت تتمترس خلفها قوات عصابة التمرد والانفصال من أجل تجنيب المدنيين والمنشئات المدنية أي ضرر..
وقال أنني اشكر تلفزيون قطر والعاملين فيه الذين وقفوا وقفة موضوعية.. ويسعدني بهذه المناسبة أن أتحدث إلى تلفزيون قطر بعد أن حسم الأمر عسكريا. رغم أننا بذلنا جهودا غير عادية لحلها سلميا وسياسيا لكن الانفصاليين فرضوا علينا هذا الأمر.. وقد حسم الموقف الآن عسكريا..
وأمامنا الآن مهام مستقبلية سنبذل كل الجهود لاعادة ما خلفته آثار الحرب المدمرة في المحافظات التي تضررت.. والحقيقة أن الأضرار ليست بالصورة التي حاولت بعض أجهزة الإعلام المعادية إظهارها.
وكان الناس متشائمون أن الدمار شامل ولكنه حقيقة كانت الأضرار محدودة.. وقد لاحظت ذلك بعثة التلفزيون القطري التي زارت عدن في يوم 7 /7 /94م وقد شاهدت آثار التدمير التي لا تتعدى عددا قليلا من المساكن بشكل غير متوقع.. كانت الضربات العسكرية هي للمواقع المحصنة والمواقع العسكرية التي كان يتواجد فيها المتمردون ونحن كنا نتفادى عدم إلحاق الضرر بالمواطنين في مدينة عدن.. تحاشيا لان يلحق المواطنين أي أذى. وحصلت بعض أعمال السطو على مؤسسات الدولة في عدن وهذا السطو تم بتوجيهات من المتمردين وهو موثق بالصوت وبأمر عملياتي من قبل المتمردين في غرفة العمليات بأنه أثناء دخول قوات الشرعية عليكم أن تعملوا انتفاضة وتدمروا كل مرافق البنية الأساسية للدولة والمؤسسات.. وقاموا بحرقها وتدميرها ومنها الإذاعة ومشاريع المياه والكهربا وبعض المؤسسات والمرافق.. وهذا موثق وأدلته موجودة لدينا..
ونحن الآن نقوم بجهد كبير من خلال لجنة إعادة الأعمار التي تقوم بجمع التبرعات وستقوم معها كل مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة بالإضافة للجهد الشعبي من أجل إعادة الأعمار لهذه المرافق والمنشئات وإن شاء الله خلال عشرين إلى ثلاثين يوما ستكون الأمور قد أعيد ترتيبها من خلال هذا الجهد الرسمي والشعبي.
فالشعب الذي اسهم في نصر الدفاع عن الوحدة قد هب عن بكرة أبيه بكل إمكانياته وبتلقائية للدفاع عن وحدته.. وكان الجندي في ساحة القتال يشعر باعتزاز كبير وهو يواجه القصف العنيف بالتفاف الشعب ورجاله ونسائه ومؤازرته لقواته المسلحة ووقوفه في خندق نضالي وطني واحد للشعب والجيش يواجه القصف العنيف من المدفعية والأسلحة الحديثة التي كانت بحوزة المتمردين ولكن إيمان الشعب وقواته المسلحة كان اعظم وأقوى من كل أسلحة الدمار التي حاول المتمردون أن يقوضوا بها وحدة الوطن.. ولعل الاخوة أعضاء الفريق الطبي القطري لمسوا من خلال عملهم في المستشفيات مدى التفاف الشعب وإيمانه بوحدته وحماسه في الاندفاع للمساهمة بكل جهد ومال في سبيل الحفاظ على الوحدة..
ويمكننا أن نقول أن الفضل بعد الله يعود للشعب اليمني العظيم.. ونحن نعتز بهذه الروح التي تجلت في هذه الظروف ونعتز بصمود ونضال شعبنا لانه هو الذي حسم المعركة.. وقد شاهد تم الدور الذي أسهمت به المرأة اليمنية خلال هذه المحنة في مجال الإسعافات الأولية والتمريض للجرحى والمصابين وما كانت تقوم به من عناية ورعاية تجاه إخوانها وآبائها.. بل لقد كانت المرأة فى بلادنا تقوم بإعداد المأكولات والخبز بأنواعه وترسل بها إلى المقاتلين في ساحة القتال.
وكانت المرأة أيضا تقوم بالتبرع بمصوغاتها من الذهب من أجل الإسهام في الجهد العسكري.. وهذا مما زاد في رفع معنويات المقاتلين وزادهم فوق قوتهم الوطنية قوة أقوى من الدبابات والصواريخ..
فكان الشاب والطفل والشيخ والمرأة كلهم مندفعين للإسهام في هذا الجهد النضالي الوطني لان الوحدة اليمنية تعتبر بالنسبة لهم قدرا ومصيرا ولم يحصل التفاف شعبي وتضامن في أي قضية وطنية مثلما حدث في قضية الدفاع عن الوحدة اليمنية.. كل جماهير الشعب وكل القوى السياسية اصطفت كلها مع الوحدة لأنها تعتبر الوحدة قضية قدر ومصير الشعب اليمني..
وأمام مواجهة هذا التحدي تحدي الانفصال وجد الشعب اليمني نفسه أمام خيارين أما الوحدة أو الموت والحمد لله انتصرت المبادئ وخاصة أن الانفصاليين لم يكونوا يملكون قضية فانتصر الشعب للمبادئ والثورة وللإرادة الوطنية وانتصرت طموحات الأمة العربية وكل الوحدويين العرب في الوحدة العربية المنشودة التي تمثل الوحدة اليمنية لبنة أساسية على طريق بنائها.. وهذا ما أحببت أن أوضحه.. صحيح أن لدينا خسائر في الآليات وفي البنية الأساسية لكن قد لا يتصور البعض أن حجم الخسائر البشرية في صفوف قوات الوحدة والشرعية بما فيهم الشهداء الذين سقطوا من جراء صواريخ سكود في كل من صنعاء والراهدة وتعز وزنجبار بلغ عددهم 930 شهيدا و5031 جريحا من ا لمدنيين وا لعسكريين..
وحول سؤال عرا مدى صحة الأخبار التي تتحدث عن تغيير وزاري قادم وإسناد حقيبة رئاسة الوزراء للدكتور عبد الكريم الارياني قال الأخ الرئيس إن شاء الله سيكون هناك تشكيل حكومي جديد ولكن ذلك سيأخذ بعض الوقت.. هذا الأمر هو محل دراسة داخل القيادة ولابد من تشكيل حكومة جديدة وسيكون ذلك بعد استكمال كل الترتيبات الخاصة بتطبيع الأوضاع وعودتها إلى حالتها الطبيعية..
وإن شاء الله ستكون حكومة جديدة تقوم بمهام إعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه ونحو الأفضل.. وبناء اليمن الجديد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. يمن الحرية والديمقراطية والوحدة والتعددية السياسية والحزبية، يمن المؤسسات، يمن النظام والقانون والذي سيقوم على أسس وطنية ومعايير الكفاءة إن شاء الله..
وحول كيفية الانتقال إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول الجوار الشقيقة.. قال الأخ الرئيس نحن نقول للأشقاء في دول الجوار وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية فلنطي صفحة الماضي ونفتح صفحه جديدة لما فيه مصلحة البلدين الجارين.. وما فيه مصلحة دول المنطقة والامة العربية.. وسنعمل على طي صفحة الماضي لنقيم علاقات أخوية متميزة لما فيه مصلحتنا المشتركة وبما يخدم مصالح الأمة العربية التي يفترض أن توحد صفوفها وتعمل على نبذ رواسب الماضي أيا كان شكلها.