رئيس مجلس الرئاسة في حديث إلى صحيفة الوحدة
أكد الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة بثقة وحزم أن الوحدة التي ابتهج اليمنيون بارتفاع راياتها ظهيرة يوم إلى 22 من مايو 90م بمثابة عقد ارتباط حضاري بين التاريخ والوطن والإنسان اليمني.. وان هذا العقد لا يمكن فصمه تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت التحديات..
وأكد الأخ/ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة في حديثه الصحفي على ضرورة الجمع بين ممارسة الحرية وممارسة المسؤولية من قبل الصحفيين مشيرا إلى ضرورة أن تقوم الصحافة الرسمية والحزبية والأهلية في اليمن بحماية حريتها بنفسها وذلك من خلال التزامها بأمانة النشر وبالصدق والموضوعية في تناول القضايا وعرض الأفكار المختلفة والابتعاد عن التزييف والإثارة وغيرها من الأساليب التي تلحق الضرر بالديمقراطية وتسيء إلى حرية الصحافة..
ودعا الأخ/ رئيس مجلس الرئاسة كافة الصحف والأقلام الوطنية الشريفة في الابتعاد عن الذاتيات والولاءات الضيقة والاغراءات والانطلاق في رحاب المصالح الوطنية العليا والجدل بالحكم!والموضوعية ونبذ التطرف في القول والكتابة.. مؤكدا أن التطرف في القول لا يختلف عن التطرف في الفعل.. وقال إن التطرف في القول يقود أحيانا إلى التطرف في الفعل ولا يشرف الصحافة الوطنية وأصحاب الكلمة وحملة الأقلام أن يكونوا متطرفين في أقوالهم فيدفعون إلى تطرف مقابل في الأفعال ويصبحون في نهاية المطاف من صناع الكوارث.. وحول واقع العلاقة القائمة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني ومستقبل هذه العلاقة والصعوبات التي تحيط بها قال الأخ/ الرئيس: المؤتمر والحزب تحملا مسؤولية وطنية وتاريخية بإنجازهما هدف وحلم الوحدة.. ولأن عقد التحالف بينهما ارتبط بهذا الإنجاز العظيم فإنني أستطيع القول بثقة لا حدود لها إننا مطالبون بل وقادرون على صيانة عقد التحالف والعمل المشترك بيننا طالما وأنه ارتبط بعقد تاريخي وطني وحضاري بين كل أبناء اليمن.. وهو إعادة توحيد الوطن بالطرق السلمية والديمقراطية.. وسوف نحافظ على ما حققناه مثلما نحافظ على حدقات عيوننا.. ودعا الأخ/ الرئيس كافة أعضاء الحزب والمؤتمر إلى إدراك عظمة القضية التي تشابكت أياديهم وتلاحمت إرادتهم وتوحدت صفوفهم في سبيل تحقيقها وتحويلها من حلم إلى حقيقة يعترف بها اليوم العالم بأسره.
وشدد على ضرورة أن يرتفع الجميع سواء في الحزب أو المؤتمر أو في الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى، إلى مستوى التحديات التي تتعرض لها الوحدة والنهج الديمقراطي..
ومضى الأخ / الرئيس قائلاً :
إن تحالف المؤتمر والحزب ليس موجها ضد أحد.. كما انه ليس من صنف التحالفات التي ارتبطت بأهداف مرحلية أو تكتيكية.. ولذلك فان الذين يراهنون على استغلال التباينات والاختلافات في الآراء والتصورات- وهي أمور طبيعية في ظل الديمقراطية- ويراهنون أيضا على انفراط عقد التحالف بين الحزب والمؤتمر إنما يحرثون في البحر ويسبحون في بحر الأوهام.. وإذا استمروا في هذه المراهنات الخاسرة فسوف يغرقون حتما في بحر أوهامهم المريضة
وأكد الأخ/ الرئيس: أن هذا التحالف وجد ليبقى.. بل انه مرشح للتطور إلى مستويات أرقى، مشيرا إلى أن هذا التحالف مرشح أيضا للانفتاح على المزيد من القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية التي تشارك في المسيرة الديمقراطية).
واستطرد الأخ الرئيس قائلا:
” بغض النظر عن تقييم الآخرين لأداء الحزب والمؤتمر بعد قيام الوحدة.. لكن أحداً لا يستطيع أن ينكر عليهما ما قدمه في سبيل الوحدة.. كما لا يستطيع أحد أن ينكر على كل من يعمل إمكانية وقوعه في بعض الأخطاء والسلبيات.. وأنا واثق من أن المؤتمر والحزب وكل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية وكل صانعي حدث 22 مايو العظيم سيترفعون عن المصالح الذاتية والأنانية.. وسينظرون إلى الغد بعين متفائلة وبصدور مفتوحة.. وباستعداد للبذل والعطاء.. وتقع على عواتقنا واجبات وطنية وتاريخية تتطلب منا ألا تكون مشدودين إلى الماضي.. بما في ذلك المكاسب الشخصية التي حققناها في الماضي لا نفسنا.. علينا أن ننظر إلى الغد.. وأن ندرك أن شعبنا كرم وما يزال يكرم كل مناضليه والمخلصين من أبنائه مقابل ما قدموه للوطن والمجتمع من خدمات في الماضي واحتفظ لهم بهذا التكريم.. ولكن شعبنا ذواق إلى العدالة مثلما هو ذواق إلى الديمقراطية.. ومن العدل أن يترفع الإنسان عن الذاتيات والمصالح الضيقة إذا كان في هذا الموقف تضحية لصالح الشعب والمجتمع “..
ومضى الرئيس يقول :
” احب أن أؤكد أن علي عبد الله صالح لا يهمه كرئيس سوى أن يكون مواطنا يحترمه شعبه.. وأنا مستعد أن أقف أمام الناس قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات للمحاسبة، وبودي أن أقول لكم بصدق بأنني تحملت مسؤولياتي في الحكم لمدة 14 عاما.. منها 12 عاما قبل الوحدة قضيت جزءا كبيرا منها احمل هموم تحقيق الوحدة.. ومنها أيضا عامان بعد الوحدة مثقلا بهموم الحفاظ على الوحدة وحمايتها وتعميقها..
ولا يهمني البقاء في الحكم.. بقدر ما يهمني أن أبقي واحدا من أبناء هذا الشعب.. وواحدا من حراس مكاسبه سواء كنت في السلطة أو خارجها ”
وتحدث الأخ/ الرئيس عن المؤامرات التي تعرضت لها الثورة اليمنية مشيرا إلى ” الطرق المسدودة التي وصلت إليها تلك المؤامرات الشرسة وفشلها في بلوغ أهدافها حيث بقيت الجمهورية منتصرة.. ورحل الاستعمار من شطرنا الجنوبي.. واستعاد الوطن وحدته.. وحيث يواصل اليوم شعبنا اليمني مسيرة البناء والتقدم والديمقراطية بخطى ثابتة.. كما سيواصل في الوقت نفسه صموده البطولي في وجه أية مؤامرات جديدة “. وأكد الأخ/ الرئيس على “أن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ليست كلمات.. وليست مقالات أو خطبا.. إنها مبادئ عظيمة وراسخة في وعي شعبنا.. إنها عناوين بارزة لتاريخنا الحديث الذي كتبناه بدمائنا ومعاناتنا وتضحياتنا وتوجناه بقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م من حوف في أقصى البحر العربي إلى ميدي في وسط البحر الأحمر “..
واستطرد الأخ الرئيس قائلا :
أنا واثق كل الثقة بان المتآمرين الذين يراهنون على زعزعة الأمن والاستقرار ويحلمون بإعادة التجزئة والتشطير ويستنجدون بالرواسب الطائفية والانفصالية، سوف يصطدمون بالإرادة الوطنية الصلبة لأربعة عشر مليون مواطن ومواطنة سيهبون من كل أنحاء اليمن.. من صنعاء وعدن.. من تعز وشبوة وحضرموت والحديدة والمحويت والمهرة والبيضاء والجوف وصعده وأبين وإب ولحج وغيرها من المناطق اليمنية.. سيهبون من أجل الدفاع عن وطنهم الواحد الموحد، مثلما هبوا من قبل.. ومن كل مدن وقرى وسهول وجبال اليمن للدفاع عن الثورة اليمنية عندما تعرضت لمخاطر المؤامرات المعادية لها
وردا على سؤال عن رأيه في الحملات الإعلامية التي يتعرض لها الأخ/ الرئيس شخصيا من قبل الأوساط الإعلامية العربية في الخارج قال: ” الذين يستهدفون علي عبد الله صالح كرئيس لهذه الدولة الفتية الموحدة عليهم أن يدركوا أن علي عبد الله صالح كمواطن هو اكثر صلابة واستعدادا للتضحية دفاعا عن مبادئ وأهداف الثورة.. ودفاعا عن الوحدة والديمقراطية.. ومثلما كان الرئيس علي عبد الله صالح في مقدمة الصفوف التي رفعت رأيه المشروع الوحدوي الحضاري وتشرف بقيادته إلى جانب رفاقه المناضلين الوحدويين.. فان المواطن علي عبد الله صالح سوف لن يتردد في أن يكون أيضا بين الصفوف الأولى دفاعا عن وحدة الوطن في وجه المشاريع الطائفية والانفصالية التي لا تندرج فقط ضمن خطط التآمر على اليمن والشعب اليمني البالغ تعداده 14 مليون نسمة، بل وتندرج أيضا ضمن مخططات ضرب الوحدة الوطنية. ومخططات التقسيم التي يتعرض لها اكثر من قطر عربي في الوقت الراهن.
وأعرب الأخ/ الرئيس عن الثقة في “أن مستقبلا مشرقا ينتظر بلادنا وشعبنا رغم الصعوبات التي نعيشها في هذه المرحلة الدقيقة مؤكدا على أن الوحدة والديمقراطية خياران لا رجعة عنهما.. وأن الظروف التي تحيط بالثوريين والوحدويين في اليمن اليوم هي افضل من الظروف التي تحيط كانت بهم حينما رفعوا شعار ” الجمهورية أو الموت في مواجهة أعداء الثورة والنظام الجمهوري أثناء حربهم العدوانية ضد شعبنا منذ اللحظات الأولى لقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م والتي وصلت ذروتها بحصار مدينة صنعاء الباسلة عام 1967م “.
وأكد الأخ/ الرئيس على”أن شعبنا اليمني اصبح الآن اكتر خبرة ومراسا من أي وقت مضى.. وأن مناخات الديمقراطية تضاعف من قوته وتجعله اكثر حبا للحرية واكثر حرصا على صيانة إرادته الحرة والمستقلة بعد أن اصبح مرفوع الرأس.. وسيظل مرفوع الرأس دائما.. ولن ينحني لأحد ألا لله وحده ولا شريك له “.
ومضى يقول:
إن شعبنا الذي رفض الظلم والطغيان الأمامي والاستعماري.. وضحى بالغالي والنفيس في سبيل استعادة حريته وكرامته ووحدته وبناء حياته الجديدة، وسوف يحافظ على نظامه الوطني الديمقراطي.. وسيجعل من اليمن عضوا دائما في أسرة الدول الديمقراطية المتحضرة.. التي ينتخب المواطنون حكامهم فيها عبر صناديق الاقتراع ويقررون مصائرهم بإرادتهم الحرة
وحول المصاعب التي تمر بها البلاد في الظروف الحالية قال الأخ/ الرئيس: ” المصاعب المتنوعة التي نواجهها حاليا في بعض المجالات السياسية والاقتصادية.. هي مصاعب مؤقتة وعابرة.. ولابد من التنبه لدسائس ومكائد الأعداء الذين يراهنون على هذه المصاعب ويعملون على مضاعفتها وتضخيمها.. وانتم- الصحفيين- مطالبون بالدرجة الأولى بدحض وفضح هذه الدسائس التي تندرج ضمن الحرب النفسية التي يشنونها ضد شعبنا.. ضمن أعمال العنف والتخريب وذلك بهدف خلق روح الإحباط وإجهاض الديمقراطية وإضعاف ثقة الجيل الجديد بالمبادئ والمثل الثورية الوحدوية.. وصولا إلى محاولات أحياء واستثارة النزعات الطائفية والانفصالية القديمة “.
واختتم الأخ/ الرئيس حديثه بتجديد تفاؤله إزاء مستقبل الوحدة والديمقراطية.. وأعرب عن الثقة “بأن شعبنا قادر على اجتياز الامتحان الصعب والخروج من المرحلة الانتقالية وأجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها”.. كما جدد التأكد على ثقته العميقة “بفشل كافة المخططات التآمرية التي تراهن على “بعض الخيول الخاسرة “.. في سباق الزمن ضد الجمهورية اليمنية.. وضد الوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي.. وضد كافة المتغيرات الإيجابية التي تحدث في اليمن وفي العالم “.. مشيرا إلى “أن الثوريين الوحدويين لا يعتمدون على أرصدة مالية في البنوك الأجنبية.. ولا يتاجرون بالشركات والعقارات التي يمتلكونها في الخارج.. ولكنهم يعتمدون على رصيد شعبهم الكفاحي الممهور بدماء الشهداء. وهو رصيد لا يقدر بثمن.. ولا يمكن أضعافه أو النيل منه لانه مدعوم من قبل الإرادة الوطنية الحرة والمستقلة لهذا الشعب.. وهي الثروة الحقيقية التي نعتز بها وبقدرتها على تغيير الواقع نحو الأفضل “..