رئيس مجلس الرئاسة في حديث إلى راديو صوت أمريكا
صوت أمريكا. فخامة الرئيس علي عبد الله صالح التقينا في نفس المكان قبل عامين.. وكان ذلك قلل أسابيع قلليه من قيام دولة اليمن الوحدة. احب في بداية لقائنا أن يقدم فخامتكم تقييما لتجربة الوحدة بعد مرور عامين على قيامها؟
الرئيس: الشيء الممتاز أننا عملنا بالأنظمة والقوانين التي كانت سائدة في الشطرين حتى تحل محلها القوانين الوحدوية، والآن قطعنا شوطا كبيرا جدا إنها حلت قوانين وأنظمة ولوائح جديدة من إنجاز الدولة اليمنية الجديدة.
صوت أمريكا سمعت أن هناك مجالات كثيرة لم يتم فيها الدمج كما كان مقررا وا ن الفترة لباقية على إنهاء الفترة الانتقالية قد لا تكفي لاستكمال هذه الخطوات، ما رأي حضرتك في هذا؟
الرئيس: لم يتبق إلا لشيء اليسير والبسيط جدا، ولكن سيتم استكمال الدمج سواء قبل نهاية الفترة أو بعد نهاية الفترة.. الدولة اليمنية قائمة وبالتأكيد وهي ستستكمل دمج ما تبقى من مؤسساتها وهيئاتها.
صوت أمريكا هل افهم من ذلك أن الفترة الانتقالية ستنتهي في موعدها، وان لم يتم الدمج بشكل كامل..؟
الرئيس.. بالتا كيد القيادة متفقة ومتفاهمون حول إنهاء الفترة الانتقالية التي حددت في اتفاقية الوحدة بسنتين وستة اشهر وليس هناك أي تفكير من قبل القيادة في تأجيل الفترة الانتقالية بل بالعكس لقد اتفق المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني في اجتماعات شهر رمضان المبارك على مستوى الهيئات القيادية للحزب والمؤتمر بان الفترة الانتقالية تنتهي في موعدها المحدد ونحن الآن بصدد الإعداد للانتخابات.
صوت أمريكا: ولكن لم يتم دمج القوات المسلحة في لطرفين حتى الآن؟
الرئيس: مش صحيح هذا الكلام.. وهذا كلام غير صحيح.. القوات المسلحة اندمجت وتتمثل في قيادة وزارة الدفاع والدوائر المتخصصة وانتقلت وحدات من المحافظات الجنوبية إلى المحافظات الشمالية والعكس والآن يستكمل الدمج ولم يتبق إلا الشيء البسيط عبر معسكرات التدريب والمدارس والمعاهد العسكرية التي تغذي القوات المسلحة بالكوادر، والعملية ماشية علي خير ما يرام..
صوت أمريكا هل يستلزم أجرا ء الانتخابات في ظل التعددية الحزبية عمل تقسيم أدارى جديد للمحافظات اليمنية والمناطق الانتخابية.. ومتى سيتم ذلك “؟
الرئيس: رأت القيادة أن هذا سيأخذ وقتا طويلا سواء لاستحداث محافظات أو مديريات أو مراكز وسيكون نقاش الموضوع نقاشا طويلا ورأت القيادة انه من أجل عدم تأخير الانتخابات وتأكيد المصداقية من قبل القيادة بأنه لن يتم تمديد الفتوة الانتقالية.. .
صوت أمريكا. هل ستجري الانتخابات بشكل حر مطلق لكسب فيه من لكسب ويخسر فيه من يخسر بروح رياضية أم أن هناك ضوابط معينة لا ستمرر العملية الديمقراطية وعدم حدوث أية هزات..؟
الرئيس: نحن متأكدون أولا انه لن تحصل أي هزة، شعبنا اليمني يعي مسؤولياته ويعرف أن هذا هو خياره الوحيد.. الذي هو السلوك الديمقراطي وفي ظل التعددية قد تجري تحالفات بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في الإطار الديمقراطي ومن حق كل حزب أن يتحالف مع أي حزب آخر ولكن الخيار ولابديل عن الديمقراطية يكسب من يكسب ويخسر من يخسر وليس هناك أي إشكال في هذا الجانب.
صوت أمريكا: هل تحدد موعد الانتخابات؟
الرئيس: والله محددة بالاتفاقيات سنتان ونصف ولكن أمامنا إجراءات يمكن يحدد الموعد بعد الانتهاء من مناقشة قانون الانتخابات.
صوت أمريكا: هل هناك أي تفكير في تعديل الدستور؟
الرئيس: هذا الموضوع محل بحث.. قد تجد بعض النصوص غير منسجمة مع بعضها ولكن هذا لا يخل بالجوهر.
صوت أمريكا فخامة الرئيس هل خلقت الوحدة بين شطري ا ليمن أو الالتئام أي نوع من أنوع الحساسيات بين القيادات من الشطرين؟
الرئيس: لا توجد أية حساسيات ربما بعض الصعوبات تحدث نتيجة التشطير أو ما ورثناه من عهود التشطير ولكن نحن دائما متفائلون وقد قطعنا شوطا كبيرا في توحيد المؤسسات والمفاهيم، أشياء حقيقية لم تكن في الحسبان.. والتصور كان أن تستمر الفجوة أو الهوة كبيرة لكن الآن ما كأنه إلا هيئة واحدة ومؤسسة واحدة وتنظيم سياسي واحد.. ونحن نعتز أننا قطعنا شوطا غير عادي.. وهذا ما يحس به كل السياسيين والمثقفين والعناصر الواعية لأن التركة كانت غير عادية ونحن نشعر بإنجاز غير عادي ولكن مع التعددية السياسية والمنافسة كل واحد يشعر انه في قصور.. وكل واحد يحاول أن يرمي الكرة في شبك الآخر وكأنه في قصور.. وهذا مش صحيح.
صوت أمريكا. فخامة الرئيس رغم أن حرب الخليج انتهت قبل عام إلا أن الحديث عنها ممتد وسيمتد وإذا قصرنا حديثنا في هذه النقطة على تأثير الحرب على اليمن، فماذا يمكن أن يقال؟
الرئيس: حرب الخليج حرب لاناقة لنا فيها ولا جمل، وحرب بكل المقاييس ما كنا راضيين عنها لأنها عادت بمردودات سلبية على التضامن العربي بشكل عام وعلى دول المنطقة بشكل خاص ونحن من دول الجزيرة التي تأثرت بهذه الحرب.
صوت أمريكا هل تأثرتم اكثر من غيركم؟
الرئيس: بالتأكيد تأثرنا اكثر من غيرنا نتيجة عودة المغتربين ولكن عاد المغتربون إلى أهلهم والى ديارهم واستطعنا والحمد لله أن نستوعبهم والأمور جيدة بالرغم من أنه مازالت هناك بعض الصعوبات.
صوت أمريكا.. إذا انتقلنا إلى مستوى أوسع لأننا لا نجد من يتحمس لعقد موتمر قمة عربي أو تصفية تلاجوا ا لعربية كما كان يحدث فيا لسابق، إلى متى سيستمر هذا لموقف؟
الرئيس: أنا في اعتقادي أن هذا سيأخذ وقتا طويلا عقد مؤتمر قمة عربية ولا يجرؤ أي واحد أن يدعو إلى عقد مؤتمر قمة عربية.
صوت أمريكا. لماذا؟
الرئيس: لا أتصور أن يجرؤ أحد أن يدعو إلى عقد قمة عربية بسبب ما تركته أزمة الخليج من تراكمات على العلاقات الثنائية بين الأقطار العربية بعضها البعض.
صوت أمريكا. تردد مؤخرا وجود بعض الخلافات حول مناطق يتم فيها التنقيب عن النفط في الأراضي اليمنية وسمعنا إن السعودية بعثت رسائل إلى الشركات المنقبة تطلب منها التوقف عن التنقيب، آخر تطورات هذا الموضوع ما هي؟
الرئيس: أولا نحن لم نستلم شيئا من جانب الأشقاء في المملكة العربية السعودية رغم وجود سفارة في الرياض وسفارة للسعودية في صنعاء وفي حالة أن نتسلم شيئا رسميا من جانب الأشقاء في المملكة العربية السعودية سيكون الرد المناسب.
صوت أمريكا ما هو؟
الرئيس: الرد المناسب حول إذا ثبت ذلك وبحث الطرق الكفيلة بحل الإشكال.
صوت أمريكا هل استجابت ا لشركات إلى المطالب السعودي وهل توقفت؟
الرئيس: كيف تستطيع أية شركة أن تستجيب وهي في عمق الأراضي اليمنية.. لا تستطيع أن تتخلى عن عقودها والاتفاقيات الملتزمة بها.. كيف تتخلى عن عقود وهي داخل الأراضي اليمنية.. إذا كانت متجاوزة للأراضي اليمنية جاز أنها تستجيب لكنها دخلت الأراضي اليمنية وهي عارفة بأنها في صلب وعمق الأراضي اليمنية ولا تدخل أي شركة من الشركات الأوروبية وبالذات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الأبعد أن تأخذ أذن الحكومة مسبقا وتعرف الأراضي التي ستنقب فيها.
صوت أمريكا.إذا انتقلنا إلى موضوع ساخن آخر وهو الخاص ليبيا هل تلتزمون بقرارات الأمم المتحدة؟
الرئيس: الحقيقة بالنسبة لموضوع ليبيا للأسف قرار مجحف بحق القطر الليبي وهو تقريبا مثل القرارات المجحفة التي سبقت بحق الأمة العربية..
صوت أمريكا.. تأثرت العلاقات الأمريكية-اليمنية أبان أزمة الخليج. وموقف اليمن في مجلس الأمن الدولي. هل عادت العلا قات إلى طبيعتها؟
الرئيس: العلاقات اليمنية- الأمريكية تحسنت افضل بكثير أكثر من أي وقت، بالرغم من أن الأصدقاء الأمريكيين يأخذون على خاطرهم مرن الموقف اليمني ولكنهم بلد ديمقراطي وبلد واع تجاوزوا هذه المشكلة وبدءوا صفحة جديدة مع اليمن ومع الأسف الشديد أن الوطن العربي لازال يتحامل على بعضه البعض باستمرار، القطيعة بين العرب وبعضهم وانقطاع الاتصالات.. وهذا هو الشيء المؤسف أن الأجانب قد حسنوا علاقاتهم مع اليمن ومع الآخرين والعرب لم يستطيعوا أن يحسنوا علاقاتهم مع بعضهم البعض وهذا شيء مؤسف والذي نعتبره تنفيذا للمخطط الذي يسعى إلى تمزيق الأمة العربية.
صوت أمريكا ” فخامة الرئيس أين موقع العرب من ا لنظام الدولي الجديد؟
الرئيس: اليمن تتابع باهتمام النظام الدولي الجديد خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية.. والنظام الدولي الجديد الشيء الممتاز فيه هو الاتجاه نحو شيئين هو الديمقراطية والتخلي عن ترسانة الأسلحة النووية والحد من سباق التسلح.
صوت أمريكا أخر سؤال فخامة الرئيس علي عبد الله صالح. ما هو الخطر الذي يهدد الوحدة اليمنية إذا وجد مم تخاف على الوحدة اليمنية؟
الرئيس: الوحدة اليمنية لا نخاف عليها وهي حامية لنفسها ولا تستطيع أية قوة أن تهددها..
صوت أمريكا. في نهاية اللقاء نحن نشـكر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بأن تفضل لإعطائنا هذا الوقت