رئيس مجلس الرئاسة في الجلسة الافتتاحية فى الدورة الأولى من دور الإنعقاد السنوي الثالث لمجلس النواب
حضر الأخ/ الفريق علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة إفتتاح الجلسة الإفتتاحية للدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي الثالث لمجلس النواب للعام 1992 م.
وقد ألقى الأخ/ الرئيس كلمة هنأ فى مستهلها الأخوة أعضاء مجلس النواب بالعام الجديد 1992 م وبإفتتاح القاعة الجديدة للمجلس وفال إنني أشكركم على كل ما أنجزتموه خلال العام المنصرم من القوانين والتشريعات التي حلت محل القوانين الشطرية والتي على أساسها قام بناء الدولة اليمنية الجديدة والحديثة حيث كان لكل واحد منكم شرف المشاركة والمساهمة الفعالة في إعادة تحقيق وحدة اليمن هذا الإنجاز التاريخى العظيم الذي يتجاهله البعض ولا يعى أهميته ومكانته على المستوى الاقليمي والقومى والدولي.. فلقد كان توحيد الشطرين وإقامة الجمهورية اليمنية عملا تاريخيا عظيما ينبغي أن نعرف قيمته ونعطيه حقه.. مؤكدا على ضرورة تجنب كل أنواع المهاترات وكل أنواع الإساءة التي تلحق الضرر بهذا المنجز العظيم.
وقال الأخ/ الرئيس من المؤسف أن البعض فهم الديمقراطية بأنها المهاترة والنقد غير المسؤول الذي يسيء إلى الوحدة اليمنية والى الأسرة اليمنية الواحدة.. علينا أن نتعلم من التاريخ ومما يدور حولنا فى عالم اليوم، فهناك أنظمة تتمزق وتتشتت وتدخل فى صراعات وحروب أهلية ونحن فى اليمن نتوحد.. فعلينا أن نحافظ على هذا المنجز وندافع عنه أمام الهجمة الشرسة الحاقدة التي تستهدفه وتستهدف الثورة اليمنية علينا أن نصون الوحدة ونحافظ عليها ونتعظ من دروس الماضي ومن التاريخ.. لقد كان شعبنا اليمني هو الرائد في ممارسة الديمقراطية في زمان لم يكن أحد فيه يتجرأ أن يتحدث وكانت الأفواه فيها مكممة وعلينا الآن تقع مسؤولية الحفاظ على المنجز الوطني ونصونها ولنجعل من الديمقراطية الخيار الوحيد في البناء الخيار الذي نجسده فى سلوكنا ونلتزم به.. وفي إطار الديمقراطية نتباين ونختلف من أجل أن نتفق ويسود بيننا الحوار الديمقراطي الذي يحول دون العنف واللجوء إلى القوة، اننا نختلف اليوم من أجل أن نلتقي في الغد ومن أجل أن نحافظ على نقاط الالتقاء.
ومن الطبيعي أن يوجد التباين بين القوئ السياسية والشخصيات، فالتباين يوجد حتى في إطار الأسرة الواحدة، ولكن التباين إذا حصل فإنما يستهدف تحقيق مصلحة الوطن.. ولكن من المؤسف أن هناك من يصعد هذا التباين وهناك من يتربص بالوحدة وعلينا أن نستشعر مسؤوليتنا الوطنية، فالوطن ملك للجميع ولا أحد باستطاعته أن يدعي انه بديل للآخرين، وأضاف الأخ الرئيس علينا أن تتسع قلوبنا لبعضنا البعض وأن نتحمل بعضنا البعض وأن نعالج الخطأ إن وجد بروح المسؤولية لا بروح التوتر ويجب أن يسود دوما الحوار بين كافة القوى السياسية من أجل تحقيق مصلحة الوطن ونحن فى إجتماع مجلس الرئاسة وقفنا أمام عدد من القضايا ومنها التحالفات بين الأحزاب والتنظيمات السياسية أكدنا ضرورة تعزيز التحالف بين المؤتمر والحزب الاشتراكى اليمني لمصلحة الوطن ولا يعني هذا تحيلا أو تجاهلا لبقية الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى.. بل نحن ندعو لوقوف جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية أمام طاولة مستديرة لإجراء حوار وطني مسؤول وإيجاد ميثاق شرف وطني وخاصة ونحن نقترب من نهاية الفترة الانتقالية ونحن نؤكد على ضرورة إنجاز ميثاق شرف وطنى بحيث تدخل كل القوى السياسية الانتخابات على ضوء المبادئ التي يتم اقرارها فيه وبروح الفريق الوطنى الواحد وبما يضمن التنافس الشريف المسؤول الذي يستهدف المصلحة الوطنية.
فميثاق الشرف هو الذي سيضمن للجميع الممارسة الديمقراطية المسؤولة ويضمن عدم الإنحراف بالمسار الديمقراطي أو التنويه في قضايا لا صلة لها بالديمقراطية.
ونحن نرفض التتويه في الممارسة الديمقراطية وملتزمون كقيادة امام جماهير شعبنا باتفاقية الوحدة وتنفيذ نصوصها وكل ما تضمنته بما في ذلك الانتهاء من الفترة الانتقالية ودعوة الشعب للانتخابات.
وأضاف الاخ/ الرئيس علينا أن لا ننزعج من الديمقراطية.. فالديمقراطية ليست شورآ وقولا. بالرغم مما فيها من متاعب لكن إيجابياتها أكثر ونحن نقول دوما أنه ليس أسوأ من الديمقراطية سوى عدم وجود الديمقراطية.. وعلينا أن نسلم بالديمقراطية وبنتائجها كيفما كانت.. ففي ظل الديمقراطية نحن نتعلم ونستفيد.. وفى البداية لابد أن نواجه صعوبات تماما مثلما واجهت اوروبا والولايات إلمتحدة وغيرها من البلدان الديمقراطية صعوبات في البداية لكن تلك الصعوبات مهما كانت ينبغي لها أن لا تجعلنا نتراجع أبدا عن الديمقراطية أو أن نجعل من الديمقراطية مجرد دعاية اعلامية دون أن يكون هناك فى الواقع العملي تطبيق للديمقراطية.. لابد أن نتعود على السلوك الديمقراطى ونلتزم جميعا بالديمقراطية كخيار وحيد للبناء نختلف ونتفق فى ظله ولكن على المصلحة الوطنية العليا. وقال الاخ الرئيس اننى لا أود أن أطيل الكلام في هذا المنبر الذي هو منبر الكلام.. ولكنني أشكركم على ما انجزتموه ولما سوف تنجزونه بالتعاون مع السلطة التنفيذية.. وهناك بالفعل صعوبات جمة وكبيرة تواجه بلادنا فى الجانب الاقتصادي والاداري.. وهناك صعوبات كثيرة تواجه الدولة وهي تحتاج إلى تعاون الجميع.. لأنه ليس هناك من أحد منا يمتلك العصا السحرية لحل كل المشاكل والتغلب على كل الصعوبات خاصة فى الجانب الاقتصادي وحل مشكلة الادارة والتراكم ا لوظيفي.
ونحن لا نريد من أحد أن يزايد بتلك القضايا أو يرمي الكرة إلى شباك الآخرين.. بل نريد من المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكى أن يتحمل كامل مسؤولياتهما كونهما يقودان البلاد في هذه المرحلة ولديهما المفاصل الاساسية للسلطة وعلى كل القوى السياسية أن تتعاون معهما.. نريد أن تتحمل المعارضة مسؤوليتها الوطنية فمسؤولية بناء الوطن مسؤولية مشتركة ولا يستطيع المؤتمر والاشتراكي أن ينهضوا بمسئوليتهم ما لم يجدوا كامل التعاون من الجميع.
علينا أن نفتح أعيننا امام المخاطر والهجمات المعادية لوطننا ووحدتنا وهناك خطر دائم يواجه الديمقراطية من اعداء الديمقراطية.. ومرة اخرى أتمنى لكم التوفيق والنجاح.