رئيس مجلس الرئاسة في اجتماع موسع مع مختلف الفعاليات بمحافظة الحديدة
التقى الأخ / الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة بالمركز الثقافي بالحديدة الأخوة العلماء والمشائخ والأعيان وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والإبداعية حيث تحدث إليهم مستعرضا العديد من القضايا والتطورات على الساحة الوطنية مشيرا إلى ما تواجهه بلادنا في الجانب الاقتصادي من مشكلات نتيجة العديد من العوامل الداخلية والخارجية ومنها عودة اكتر من مليون مغترب والتضخم وغيرها.. وقال أننا نأمل حل المعضلة في الجانب الاقتصادي قريبا والمستقبل واعد بالخير حيث التنقيب مستمر عن الغاز والنفط والاكتشافات النفطية جيدة ومبشرة وسيكون عام 1993 م هو عام الانفراج إن شاء الله.
وقال لقد التقيت أمس بالاخوة مديري المكاتب والأجهزة ومديري المديريات في المحافظة وناقشت معهم القضايا المرتبطة بهموم المواطنين وهي في الحقيقة همومنا جميعا وأكدت على ضرورة تجنب كل أنواع السلبيات التي حدثت بعد قيام الوحدة وأن يبدءوا مرحلة جديدة بإخلاص ونزاهة وأن يعملوا على خدمة المواطنين وتقديم التسهيلات الممكنة والإسراع في حل قضاياهم، وأن يعمل كل مكتب حكومي في إطار اختصاصاته ومسؤولياته وفي إطار الالتزام بالقوانين والأنظمة.
وأضاف الأخ/ الرئيس إننا قادمون على الانتخابات العامة وانتهاء الفترة الانتقالية وهي تمثل نقلة جديدة في بناء الدولة اليمنية الجديدة دولة النظام والقانون دولة المؤسسات والأمن والاستقرار، دولة الديمقراطية والحرية والعدالة.. مشيرا إلى أن الديمقراطية مكسب كبير يجب الحفاظ عليه وان يتنافس الجميع في ظل الديمقراطية تنافسا مسؤولا وشريفا بعيدا عن التجريح وكيل الاتهامات والإساءة للوحدة.. وقال إن الوحدة هي الثورة اليمنية الثالثة التي أنهى بها شعبنا التشطير بعد أن أنهى بثورته 26 سبتمبر و14 أكتوبر الإمامة والاستعمار.. وهي التي تفرض اليوم على كل الوطنيين الشرفاء في الوطن مسؤولية الحفاظ عليها والتصدي لكل المحاولات الرامية للإساءة إليها وهي مسؤولية كل أبناء الشعب اليمني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
فلقد اتسعت رقعة الوطن وتعززت قدراته وموارده وإمكانياته وانفتح أمام اليمن عهد جديد وآفاق واسعة للعطاء والإنجاز قد لا يدركها البعض داخل الوطن لكن الآخرين يدركون قيمة اليمن الموحد وابعاد التحولات السياسية والاقتصادية الجارية فيهؤكدا بأن الوحدة هي الخير لكل الوطن وان الدولة حريصة على تجسيد مبدأ عدالة التنمية وتوزيع خيرات الثورة والوحدة على كافة مناطق الجمهورية خاصة تلك المناطق النائية التي حرمت في الماضي.
وأشار إلى ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم بأمانة دون تقاعس أو تواكل وأن يحاربوا كل مظاهر الفساد المالي والإداري أينما وجد وأن يكونوا جيش الوحدة وأمن الوحدة.. موضحا بأن الدولة هي كل الشعب لا يستطيع أي مسؤول أو جهاز في الدولة أن يتحمل مسئوليته دون أن يتعاون المواطنون مع على أداء عمله..
وقال: لم تعد الدولة كما كانت في الماضي البغيض ممثلة في الإمام حيث كان كل شيء لا يسير إلا بأمره.. ففي ظل الثورة والجمهورية الجميع شركاء في تحمل المسؤولية والخيار الديمقراطي هو الوسيلة الحضارية التي يعبر الشعب من خلالها عن إرادته في التعبير وفي اتخاذ القرارات التي تهم مسيرة حياته.. فالشعب هو مالك السلطة ومصدرها وهو الرقيب على كل الأعمال والتصرفات وكل وطني شريف ومخلص سينال من الشعب بقدر عطائه واخلاصه والنهوض بواجباته لخدمة الوطن..
وأشار الأخ/ الرئيس في كلمته إلى التحديات التي تواجهها دولة الوحدة من قبل أعدائها المتربصين بها الذين تزعجهم الوحدة ويرون فيها خطرا على مصالحهم ووجودهم.. وقال ان اليمن يتسع للجميع والخير لنا جميعا والشر علينا جميعا كأبناء شعب واحد ووطن واحد وعلينا ان نواجه التحديات ضد الوحدة بروح الفريق والجيش الواحد القوي.. وأشار الأخ/ الرئيس إلى أن هناك قوى مشبوهة تخدم أهداف القوى المعادية لشعبنا ووحدته وهي تسيء بتصرفاتها إلى الوحدة كمنجز عظيم ومراميها الخبيثة ضد وحدة الشعب ومنجزاته ومكاسبه..
وتطرق الأخ/ الرئيس في حديثه إلى الجانب الأمني، حيث أوضح بأن الأمن مسؤولية كل أجهزة الدولة وكل المواطنين الذين يجب أن يكونوا جميعا عينا ساهرة لتعزفي الأمن والطمأنينة في المجتمع.. مشيرا بأن قضية الأمن مترابطة مع كافة الجوانب في المجتمع سواء الاقتصادية أو الاجتماعية او الإدارية موضحا بأن معالجة الخلل الاقتصادي والخلل الأمني مسؤولية الجميع مؤكدا على ضرورة أن تقوم الأجهزة المختصة بالرقابة والمحاسبة للمتلاعبين بالمال العام والمخلين بالقانون وملاحقة الجريمة والقضاء عليها وأن يضطلع مجلس النواب بمسئوليته في الرقابة والمحاسبة ومحاربة الفساد المالي والإداري في أي مرفق من مرافق الدولة. مؤكدا على ضرورة تطبيق مبدأ التواب والعقاب.
وعبر الأخ/ الرئيس في ختام كلمته عن شكره وتقديره لكل العاملين المخلصين من أجل الوطن في أي مرفق أو مؤسسة أو حزب وقال.. إننا نقدر عاليا عطاء كل المخلصين من أجل الحفاظ على الوحدة والمال العام ومن أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع وبناء اليمن الحديث القوي.