رئيس مجلس الرئاسة في احتفال تخرج الدفعة الخامسة من حملة الماجستير في علوم الشرطة
أحيي الأخوة الخريجين من منتسبي وزارة الداخلية وأعبر عن شكري لقيادة وزارة الداخلية وأساتذة جامعة صنعاء وكل من بذل جهداً في سبيل إعداد وتخريج هذه الدفع التي ستلتحق بالعمل داخل وزارة الداخلية.
كم أنا مسرور بأن أحضر هذا الاحتفال الذي يضمن في هذه القاعة خيرة من الشباب من منتسبي وزارة الداخلية وهم شباب مؤهل ومعد إعداداً سليماً للحفاظ على الأمن العام والسكينة العامة في المجتمع.. مشيراً بأن هذا العدد من الخريجين الذين يمتلكون الكثير من الخبرات الأمنية في استطاعته أن يسهم إسهاماً كاملاً في تحقيق الأمن في كل ربوع الوطن الحبيب يمن الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر، والـ 22 من مايو.
إن ذلك سوف يتحقق إذا توفرت العزائم وتوفر الإخلاص والنشاط في نفوس الجميع وتطبيق الخبرات والمعلومات التي يتلقاها الخريجون في المعاهد الأمنية المتخصصة.. وأكد أن شعبنا ينظر إلى شبابه وفلذات أكباده بكل الأمل والثقة وبقدرتهم على حمل الأمانة وأداء الواجب الوطني.
أملنا كبير وواثقون بأن هناك الكثير من العقلاء والرجال المخلصين الذين عاهدوا الله في الوطن أنهم سيحافظون على الثورة والجمهورية والوحدة وسيعملون مخلصين من أجل الوطن ووحدته ونهجه الديمقراطي وتفويت الفرصة على من يريدون أن يضعوا أمام وطننا الصعاب.
و الأمن العام لا يهم سلطات الدولة ومؤسساتها المختلفة فقط بل يهم كل مواطن وكل شاب وشيخ وامرأة.
وبقدر المسؤولية الكبيرة الملقاة على رجال الأمن فإن على المواطنين مسؤولية أيضاً في التعاون مع الأجهزة الأمنية في الوحدات الإدارية والمحافظات وفي كل مرفق من مرافق العمل.
وأوضح الأخ الرئيس بأن شعبنا قد حقق في يوم الـ22 من مايو 90م خطوتين كبيرتين هما الوحدة والديمقراطية كما حقق شعبنا في يوم الـ 27 من إبريل 1993م حدثاً تاريخياً هاماً وهو الانتخابات النيابية العامة التي عبر خلالها المواطنون من خلال صناديق الاقتراع عن إرادتهم الحُرة في انتخابات ممثليهم في السلطة التشريعية.
علينا أن نحترم تلك الإرادة الشعبية وأن نسلم جميعاً بتلك النتائج وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تتنافس من خلال برامجها السياسية تنافساً مشروعاً وشريفاً. وإذا كنا قد اخترنا النظام الديمقراطي التعددي فعلينا جميعاً أن نحترم إرادة الشعب كيفما كانت.
وأن شعبنا قد تحمل الكثير من المآسي نتيجة الصراعات والخلافات وهو يتحمل اليوم الكثير من المتاعب نتيجة هذه الأزمة السياسية الراهنة التي يستغلها أعداء الوحدة لصنع المزيد من المتاعب للشعب.. فلقد شب شعبنا عن الطوق وهو يعرف أين تكمن مصالحه وشعبنا يتحمل الآن الكثير من المعاناة بصبر من أجل هدف سام وعظيم وهو الوحدة اليمنية.
وعلى الأحزاب أينما وجدت سواء في إطار الائتلاف الثلاثي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح أو خارج الائتلاف أن يحكموا العقل والمنطق ونحن أعلنا عن القبول بالنقاط المطروحة للبحث وعلى قيادة الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وأطراف القوى السياسية الفاعلة والمخلصة أن تبحث تلك النقاط بمسؤولية وطنية للخروج من هذه الأزمة وبما يحقق مصلحة الوطن ويصون وحدته ونهجه الديمقراطي.. علينا الآن أن ننتقل إلى مرحلة العمل والبناء وأن نعمل كما عملنا سابقاً لصالح التنمية وخدمة المجتمع وتوصيل الخدمات الضرورية إلى كل قرية وعزلة وشق الطرقات لكسر العزلة والتسريع بعملية التنمية وخدمة مصالح أجيالنا. نحن نرحب بالنقد والنقد الذاتي والرأي والرأي الآخر لكن الرأي المسؤول والرأي الذي يعالج ولا يلحق ضرراً بالوحدة الوطنية وأن الأمن مسؤولية الجميع وأن على حكومة الائتلاف أن تتابع تنفيذ برنامجها الذي نالت بموجبه الثقة وإذا ما عجزت عن تنفيذ برنامجها عليها أن تعود إلى السلطة التشريعية وتوضح الصعوبات التي تعيق تنفيذ مهاما.
أنا أدعو قيادات الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وكافة القوى السياسية أن تعمل بإخلاص لتجاوز الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد وتجنب كل ما يلحق ضرراً بمصالح الوطن والشعب.. وأن تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.. ونحن على ثقة بأنهم قادرون على التغلب على كل الصعاب.
كما أحث الأخوة الخريجين على تحمل مسؤولياتهم الوطنية بإخلاص وأن ينتقلوا بمعارفهم وخبراتهم إلى الجانب التطبيقي وبما يخدم كل الجهود الهادفة إلى ترسيخ جوانب الأمن والاستقرار والطمأنينة في مجتمعنا.
وأؤكد على ضرورة حماية الوحدة اليمنية التي تعد خياراً لا تنازل عنها لكل يمني وأن أي مساس بهذا المنجز العظيم يعتبر خيانة عظمى لا يغفرها التاريخ والأجيال ومخالفة لأمر الله.. ولهذا يجب على كل يمني التحلي باليقظة والحذر ومواجهة المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد وحدتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا.