رئيس مجلس الرئاسة أثناء استقباله الوفد الإعلامي العُماني
أرحب بالوفد الإعلامي العُماني في بلادهم اليمن وهذه الزيارة تعبر عن المستوى المتقدم الذي وصلت اليه العلاقات اليمنية – العُمانية المتميزة والتي تشهد تنامياً مطرداً بالاتجاهات التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقيين وتلبي تطلعاتهما المشتركة.
إن العلاقات اليمنية – العُمانية علاقات أخوية وأزلية قائمة على المحبة والتعاون والتفاهم وقد تعززت في أعقاب التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين الجارين وأن الشعب اليمني يكن لاشقائه في عُمان مشاعر قوية من الود والاحترام والثقة والرغبة الصادقة في التعاون مشيراً إلى تشابك المصالح والمنافع بين البلدين الشقيقين.
وأوضح بأن المستقبل يبعث على كثير من التفاؤل فيما يخص آفاق تلك العلاقات الأخوية المتميزة كما أشيد بالسياسة التي تنهجها سلطنة عُمان الشقيقة في ظل قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد على الصعيد الاقليمي والعربي والدولي مشيراً بأنها سياسة عقلانية وحكيمة وتقوم على أساس من النوايا الخيرة والحرص على تحقيق المصالح العليا للأمة العربية.
وأؤكد مواقف بلادنا المبدئية إزاء مجمل القضايا والتطورات التي تهم شعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية وأشير إلى حرص بلادنا المستمر وجهودها من أجل استعادة التضامن العربي من منطلق الحرص على تعزيز اقتدار أمتنا العربية في مواجهة التحديات المفروضة عليها وعلى وجه خاص في الظروف الراهنة.. وإن المدخل الموضوعي لاستعادة التضامن العربي ينطلق من العلاقات الثنائية بين الدول الشقيقة بعضها البعض بما يسهم في خلق المناخات الملائمة لتعزيز الثقة والتفاهم بين الأشقاء وصولاً إلى وحدة الصف العربي.
وأؤكد على أهمية تنشيط وتفعيل دور جامعة الدول العربية وقدرتها للقيام بواجباتها في خدمة القضايا العربية وحل الخلافات بين الأشقاء وتعزيز وحدة الصف والتضامن العربي.. وأوضح بأن دور الجامعة العربية في الوقت الراهن دور غير فعال في تجاوز الواقع العربي الراهن الذي تشهد فيه الكثير من العلاقات العربية – العربية حالة من الفتور والقطيعة نتيجة أزمة الخليج.
إن الجهود تتواصل الآن في بلادنا من أجل انجاح الانتخابات العامة في الـ27من ابريل 1993م وإن الحوار بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية في مقدمتها المؤتمر الشعبي العام والحرب الإشتراكي يتواصل من أجل البحث عن الرؤى المشتركة بما يكفل الدخول إلى الانتخابات بروح الفريق الواحد وببرنامج موحد يعزز الجهود لبناء المستقبل اليمني على أساس قوية وراسخة.
نحن ننظر للمستقبل بتفاؤل كبير، لأن حماية الوحدة والديمقراطية هي الخيار الراسخ لكل أبناء الشعب اليمني الذي لا تفريط فيه.
وأوضح بأن الديمقراطية هي طريق بناء اليمن الجديد وأنه مهما برزت المشاكل والصعوبات أو الفهم المغلوط لحقيقة الممارسة الديمقراطية السليمة فإن الديمقراطية كفيلة بمعالجة اخطائها، وتصحيح التجاوزات على الديمقراطية لن يكون إلا بمزيد من الديمقراطية وبمزيد من نشر الوعي السياسي الذي يكفل للجميع المشاركة الفعالة في مسيرة بناء اليمن الجديد.
إن المستقبل اليمني واعد بالخير في ظل تزايد الاكتشافات النفطية والغازية.. وأن الكميات المصدرة من النفط المكتشف في بلادنا سوف تزداد مع نهاية هذا العام 1993م وذلك مع البدء في تشغيل الحقول المكتشفة في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت وأؤكد بأن التنمية الزراعية والصناعية سيكون لهما الأولوية في خطط وجهود التنمية وفي توظيف عائدات النفط.
وأشير إلى وجود فرص عديدة أمام الرأسمال الوطني والعربي والأجنبي للاستثمار في بلادنا في كافة المجالات وبخاصة المجال السياحي الذي يشهد اقبالاً ملحوظاً من قبل المستثمرين.. وأوضح بأن قانون الاستثمار في بلادنا يوفر للمستثمرين الدعم والتشجيع والضمانات التي تهيئ للاستثمار الناجح في بلادنا.
وأشيد بأسلوب وبروح الحوار والتفاهم التي سادت الجانبين اليمني العُماني أثناء المفاوضات الحدودية بينهما والتي توجت بتوقيع اتفاقية الحدود اليمنية – العُمانية وأن ذلك ينبغي أن يكون نموذجاً يقتدى به لحل مشكلات الحدود بين الأشقاء والجيران وأن حل مشكلة الحدود اليمنية – العُمانية تم بمبدأ لا غالب ولا مغلوب ولا ضرر ولا ضرار، وإن الشعبين اليمني والعُماني الشقيقين يشعران بالارتياح والاعتزاز بما انجز في هذا الجانب واللذين يقطفان اليوم ثماره بما تشهده العلاقات الأخوية بينهما من تطور وازدهار يحقق مصالحهما المشتركة ويلبي تطلعاتهما وتطلعات الأمة العربية.