رئيس مجلس الرئاسة أثناء افتتاح احتفال الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم..
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب الأخوة الحاضرون جميعاً..
يطيب لي أن أحييكم بتحية الثورة والوحدة والديمقراطية وأن أفتتح أعمال الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب.. وفي البدء أتوجه إلى الله العلي القدير بجزيل الحمد والشكر على توفيقه لشعبنا في إجراء أول انتخابات نيابية عامة في ظل الجمهورية اليمنية الفتية.. وأهنئ باسمي وباسم الإخوة أعضاء مجلس الرئاسة كل جماهير شعبنا المناضل بهذا النصر الديمقراطي الكبير الذي تحقق يوم الـ 22 من إبريل والذي كان عرساً ديمقراطياً يمنياً أفشل كل التوقعات والمراهنات المعادية للوحدة والديمقراطية..
كما أهنئكم بثقة الشعب التي منحكم إياها والتي تضعكم أمام مسؤوليات كبيرة، ومهام جسيمة في هذه المرحلة التاريخية الهامة من تاريخ شعبنا الذي ينتظر أن يقوم مجلسكم الموقر بدوره الوطني على طريق تجسيد إرادة التغيير نحو الأفضل.. وبناء الدولة اليمنية العصرية على أساس الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والتقدم واحترام حقوق الإنسان وإنجاز المشروع الحضاري لتحقيق النهضة اليمنية الشاملة.
كما أعبر عن عميق الشكر والتقدير للأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب السابق على ما بذلوه من جهود وما أنجزوه من تشريعات مثلت الأساس لترسيخ بناء الدولة اليمنية الجديدة.. ووضعت اللبنات القوية لصرح البناء البرلماني الديمقراطي في الوطن.
وقد جسد شعبنا بذلك الإقبال الكبير والوقوف في صفوف منتظمة رجالاً ونساء أمام مراكز الانتخابات لممارسة حقوقهم الانتخابية.. جسد وعيه العالي وسلوكه الحضاري وتمسكه بالديمقراطية المتعمقة في حياته منذ القدم وتفاعله مع متغيرات العصر.
وكانت الانتخابات النيابية هي التتويج العملي للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية الذي رسمناه هدفاً يوم ال 22 من مايو 1990 م ونحمد الله تعالى الذي وفقنا للوفاء بالوعد والعهد. إننا نشعر بالفخر والاعتزاز أن الانتخابات جرت في مناخات حرة ونزيهة بشهادة الكثير من الأشقاء والأصدقاء الذين تابعوا سير الانتخابات عن قرب.
إن العرس الديمقراطي الكبير الذي شهده وطننا لم يكن حدثا عاديا وإنما هو حدث تاريخي وإنساني له دلالاته العظيمة على حاضر ومستقبل الوطن وعلى الانتصار لقيم العدالة والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب:
إن نجاح الانتخابات العامة الحرة والمباشرة للسلطة التشريعية هو انتصار للوطن وليس لشخص أو حزب أو جماعة.. فالديمقراطية هي إنجاز كل الشعب وهي غايته ووسيلته لبناء وتقدم الوطن.. وأن كل عضو فيكم لا يمثل نفسه أو قريته أو منطقته أو حزبه، بل يمثل الوطن والشعب.. كل الشعب الذي منحكم ثقته الغالية والتي تفرض على كل واحد منكم أن يكون راعياً وحامياً للمصلحة العامة للشعب وأن يجعلها فوق كل اعتبار وأن يكون مجسداً لروح المسؤولية الوطنية العالية.. متفانياً في أداء واجباته والاضطلاع بمسؤولياته في هذا المجلس الموقر وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات التي تنهى الأوضاع الشطرية وترسيخ بناء الدولة اليمنية الحديثة. ومن خلال رسم السياسات العامة وممارسة الرقابة الفعالة على أعمال السلطة التنفيذية لتحصينها من الوقوع في الأخطاء والمخالفات ومحاسبتها على الوجه المحدد في الدستور والذي يحتاج منكم إلى وقفة موضوعية لتحقيق الإصلاحات الدستورية الضرورية التي تضمنتها البرامج الانتخابية للأحزاب والتنظيمات السياسية ولما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا.. بما يكفل تجاوز بعض الإشكاليات التي ظهرت خلال الفترة الانتقالية والوصول إلى صيغة أفضل وأكتر وضوحاً تنهي الازدواجية والتداخل بين السلطات وتعزيز الأسس السليمة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المجمع عليها.. وتحدد الخيارات الوطنية للبناء التي تضع بلادنا أمام مرحلة جديدة تنتهي فيها كل مظاهر السلبيات والفوضى والتسيب الإداري والمالي التي رافقت الفترة الانتقالية.. وتكريس مبدأ التواب والعقاب وتعزيز الانطلاقة نحو بناء اليمن الجديد يمن الديمقراطية والتنمية والتقدم الاجتماعي.
الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب:
إن المسؤوليات أمامكم كبيرة والواجب الوطني يفرض عليكم أن تعملوا بروح الفريق الواحد وبروح التسامح والمسؤولية الوطنية التي تجعل مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح الضيقة.. وأن الشعب ينتظر منكم عطاء متواصلا ولهذا يجب أن تكون من أولويات مهامكم التعاون الفاعل مع السلطة التنفيذية من أجل الاضطلاع بمسؤولياتها في معالجة الاختلالات الأمنية والتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين أحوالهم المعيشية وإصلاح الوضع الإداري والاقتصادي وتحسين مستوى الأداء، في كافة مرافق العمل والإنتاج.
إنكم أداة الشعب لصنع المزيد من الإنجازات التي تضمنتها برامجكم الانتخابية سواء كنتم ممثلين للأحزاب أم مستقلين.. وهذا هو التحدي الحقيقي الذي تبرهنون فيه مصداقية تعاملكم مع الشعب والوفاء لتضحيات شهدائه ومناضليه من أجل غد أفضل لهذا الوطن. إننا ندعو الجميع وفي طليعتهم كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية بأن يجعلوا من يوم ال27 من إبريل نقطة فاصلة ومرحلة انطلاقة جديدة لتجسيد الإرادة الوطنية في البناء والتغيير نحو الأفضل وفتح صفحة جديدة خالية من كل رواسب الماضي التشطيري والعمل بروح المسؤولية الوطنية لتعزيز جهود البناء ولتحقيق عزة اليمن وتقدمه ورخائه..
الأخوة الأعزاء:
نحن على ثقة بأن المستقبل يحمل في طياته الكثير من بشائر الخير الواعدة نحو التنمية والتقدم والازدهار والأمن والاستقرار .
مرة أخرى أهنئكم وأتمنى لمجلسكم الموقر السداد والتوفيق لما فيه خدمة اليمن..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.