رئيس الجمهورية:مايهين الأمة العربية الشجاعةوالشفافية المطلقة بين الحاكم والمحكوم
صنعاء- دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، المحامون العرب إلى إن يكونوا صوت عاليا من أجل عزة الأمة العربية والتصدي للتحديات التي تواجهها ، بصفتهم شريحة مثقفة وفاهمة للدساتير والقوانين والأنظمة واحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها.
مشيرا إلى إن الأنظمة بحاجة إلى دعم جماهيري من شرائح المجتمع والنخب الاجتماعية سواء المحامين أو القضاة أو منظمات المجتمع المدني، وبدون زخم جماهيري فلن تستطيع الأنظمة أن تقدم شيئا.
وأشار فخامته – خلال لقاءه اليوم المشاركين في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي عقد دورته في مدينة المكلا في الفترة من 29 الى 31 مايو الجاري- الى المشروعين الذين تقدمت بهما اليمن للجامعة العربية حول تصورها لتحقيق الوحدة العربية، وقال “وطبعاً ان ذلك بدا للبعض بأنه طموح وخيال ومستحيل، و أنا أقول بأنه لا يوجد مستحيل متى ما توفرت الإرادة السياسية وقدمت التنازلات وتخلى الناس عن الكبرياء وتصغير الآخرين فمن المؤسف القول بان الذي أوصلنا الى هذا الواقع هو الكبر وتجاهل الآخرين والتقييم بأن هذا يفهم وهذا لا يفهم .
وأضاف: صحيح ان الوحدة بين سوريا ومصر قد فشلت في ذلك الظرف والوحدة اليمنية تختلف عن الوحدة السورية المصرية لأنها وحدة شعب واحد وأمر طبيعي ونحن نقول بان الوحدة اليمنية هي اللبنة أو حجر الأساس للوحدة العربية والتي ممكن ان تتحقق وتكون هناك وحدة عربية.
منوها بحديث رئيس اتحاد المحامين العرب حول توحد الأوروبيين رغم اختلاف أجناسهم ولغاتهم، وهم الآن في طريقهم للتكامل الاقتصادي وتوحيد تشريعاتهم واقتصادهم وعملتهم ووحدوا أشياء كثيرة.
ونحن كنا تقدمنا بذلك المشروع وأول مشروع ناضلنا من اجله ووافق عليه الأشقاء العرب وهو من اجل انتظام أعمال القمة لأننا استمرينا عدة سنوات ونحن في اجتماعات استثنائية وطارئة وترحل كل القضايا وناضلنا وبذلنا كل جهد لكي تنتظم القمة وهذا مكسب فالذي لا نستطيع أن نحصل عليه اليوم يمكن نبحثه في القمة القادمة أو التي تليها.
كما قدمنا مشروع اتحاد للدول العربية على أساس اتحاد ويحتفظ كل بلد بنظامه جمهوري أو ملكي أو أميري وبحيث نشكل اتحاد عربي في إطار قواسم مشتركة تهم الأمة العربية لمواجهة التحدي والصلف الصهيوني الذي لعب لعبة خطيرة في المنطقة واستطاع ان يحرض على الأنظمة العربية وقد حرض على العراق، ونقل معلومات خاطئة بان هناك أسلحة دمار شامل في العراق وطالب العالم على احتلال العراق .
وأضاف فخامة الرئيس:” من المؤسف إن الذي يهين الأمة العربية هو عدم توفر الشجاعة والصراحة والوضوح والشفافية المطلقة بين الحاكم والمحكوم وطرح القضايا بطرق هادئة ومنطقية دون مزايدة أو تسجيل المواقف “.
وتسائل ،أين تكمن مصلحة الأمة العربية هل الوضع العربي المتردي يخدم التضامن العربي .. وأي تضامن عربي؟ ، الهرولة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل ؟ ماذا نستفيد من إسرائيل ؟
وأردف فخامته قائلا :” نحن لسنا ضد الديانة اليهودية نحن كلنا مستعدين نتعايش مع إسرائيل لكن يجب ان تنسحب إسرائيل من أراضينا المحتلة في سوريا وجنوب لبنان والضفة الغربية وغزة وأراضي 67 ، نحن قبلنا بها وقبلنا بخارطة الطريق وان نتعايش مع إسرائيل في أراضي 67 لكنهم رفضوا, والآن يقيمون الجدار العازل ” .
وأضاف مخاطبا المحامون العرب :” انتم الشريحة التي لديها مساحة للتحرك ونتمنى ان تتحركوا بشكل جيد ونتمنى ان تتوفر هذه المساحة لكل فعاليات المجتمع المدني للحد من الفجوة القائمة بين الحاكم والمحكوم وان يرتفع الصوت بعقلانية ومسئولية قومية ويكون صوتاً مقبولاً “.
وتابع فخامة الرئيس:” نحن نختلف كأنظمة ونختلف حتى في إطار الأسرة الواحدة ولكن هناك ثوابت وقواسم مشتركة تجمعنا.. ومن المفارقة العجيبة أننا نجد ان العلاقة بين دول الجوار تكون أحياناً أسوأ من تلك العلاقة بين بلدان متباعدة .. لماذا ؟، لان كل قطر يخاف من القطر الآخر وهذه مشكلة.. فهل نأتي بأنظمة غربية أو آسيوية تكون فاصلة فيما بين الأنظمة العربية بعضها البعض حتى تسود الثقة بأنه لن يقوم كل نظام بعمل انقلابي ضد النظام الآخر.
وأردف فخامته قائلا:” ان خوفنا من بعضنا البعض في العالم العربي أكثر من خوفنا من الآخرين فكيف نزيل الخوف؟ هذا بحاجة الى وعي وشفافية مطلقة وجدية من الحكام والمحكومين .. فلماذا لا نصلح أوضاعنا السياسية قبل أن يأتي لنا مرسوم؟.. لماذا لا نقر لأنفسنا ونعمل إصلاح سياسي في إطار ما تقبله شعوبنا وليس في إطار ما يفرض علينا لأنه لدينا خصوصيات والبعض لديهم شطحات،فمصر لها خصوصية والجزائر وتونس واليمن وعمان والمملكة العربية السعودية كل لديه خصوصياته .
وقال فخامة رئيس الجمهورية” علينا ان نتفق على الشيء الذي نتفق عليه ونبتعد عن الشطحات لان بعض الشروط التي توضع تعجيزية من اجل ان لا يقبل بها, وبعض الشباب يشطحون شحطات تعجيزية لان الحاكم مفروض ان نجره للإصلاح لان العرب في حقيقتهم بدو, ومثل الجمل إذا هاج يصعب السيطرة عليه, ولكنه إذا كان هادئاً فان طفلاً بامكانه ان يقوده، والحكام يريدون ان يطمئنوا على كراسيهم”.
وجدد فخامة الرئيس ترحيبه بالمحامين العرب وقال” تحظون لدينا باحترام كبير لأنكم تمثلون كوكبة من القانونيين في الوطن العربي, وآمل ان تكون كلمتكم قوية ومؤثرة في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة.. واشكركم على هذه المشاركة معنا في هذه الاحتفالات.
هذا وكان الأخوة عبدالفتاح البصير نقيب المحامين اليمنيين وسامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب وابراهيم السملالي الأمين العام للاتحاد قد تحدثوا خلال اللقاء مشيرين إلى أهمية الدورة التي عقدها المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في رحاب محافظة حضرموت .. مشيدين بما تحقق لليمن في ظل وحدتها المباركة من إنجازات ..مشيرين بان الوحدة اليمنية مثلت شمعة مضيئة للأمة العربية وجماهيرها من اجل تحقيق أملها في الوحدة العربية .. منوهين بتلك الإرادة الصلبة والنظرة الحكيمة التي حققت وحدة اليمن . وقالوا ان الوحدة لم تكن لتتحقق لولا نضال الشعب اليمني الذي عمل على تجسيد إرادته في الوحدة.
وأشادوا بما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة العيد الوطني ال15 للجمهورية اليمنية بالدعوة الى التلاحم والتكاتف وإشاعة قيم التسامح والمحبة والإخاء وبناء دولة المؤسسات الدستورية على أسس ديمقراطية نابعة من إرادة الشعب وتعزيزا لتجربة الديمقراطية القائمة على التعددية ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان وكذا ما جاء في الكلمة حول موضوع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها والتي أصبحت ضرورة ملحة في واقعنا العربي، بالإضافة الى تأكيد استقلالية القضاء والوعي بالقوانين وإقامة علاقات حسن الجوار مع الشقيقات العربيات في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة في الوقت الراهن .
وعبر الاخوان رئيس اتحاد المحامين العرب والأمين العام للاتحاد في كلمتيهما عن اعجابهما بما شاهداه في اليمن من عمق تاريخي ونهضة عمرانية حديثة وروح قومية اصيلة .. مشيرين الى ما حققه مؤتمر المحامين في المكلا من نجاح في تعزيز وحدة المحامين العرب ورؤاهم المشتركة للنهوض بواقع أمتهم وتحقيق التطلعات المشتركة في الإصلاح الشامل في الوطن العربي.. متمنين لليمن وقيادته كل النجاح والتوفيق.