رئيس الجمهورية: تسلمنا ردود ايجابية من فتح وحماس حول مبادرة المصالحة الفلسطينية
أعلن فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن توجه لدمج خفر السواحل بسلاح الحدود، وبحيث تتبع جهة واحدة هي وزارة الداخلية وتكون لها قيادة مركزية وقيادة مناطق في المناطق والسواحل.
وقال فخامته في حفل افتتاح المؤتمر التاسع عشر لقادة وزارة الداخلية والذي ينعقد تحت شعار (أمن الوطن مسؤولية وطنية وجماعية) في نادي ضباط الشرطة بالعاصمة صنعاء خلال الفترة 24 -26 يناير الجاري – قال “نحن نهتم الآن بخفر السواحل وقد جندنا ألف جندي لتضم لقوات خفر السواحل لتعزيز قدرتها الأمنية خاصة بعد أن تنامت أعمال القرصنة التي حدثت خلال الأشهر الماضية وبما يمكنها من مرافقة السفن وتأمين حركتها في المياه الإقليمية، ووجهنا بصرف الاسلحة والمعدات اللازمة لخفر السواحل لتعزيز قدراتها.
ودعا فخامة الرئيس قادة وزارة الداخلية إلى الابتعاد عن المجاملة وتطبيق القانون على جميع الناس.
وأكد الرئيس على ضرورة مواصلة حملة حظر حمل السلاح ومنع التجول به داخل المدن الرئيسية.. مشيدا بالنجاحات التي تحققت في هذا الجانب.
وثمن الرئيس عاليا جهود وزارة الداخلية على المتابعة المستمرة واليقظة الأمنية في كل المحافظات، الأمر الذي أسهم في تحقيق نتائج ايجابية ومثمرة في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار.
وأكد فخامة الرئيس على ضرورة المتابعة والاستمرارية في تقييم الأداء لكل الأجهزة الأمنية وتحديد عوامل النجاح وكذا تشخيص مكامن القصور والإخفاقات وتقويمها بإستمرار.
وقال:” قد يرافق كل عمل عظيم، جوانب سلبية، لكن المهم هو كيف يتم تلافي أوجه القصور تلك وضمان تجنبها في عملنا المستقبلي “.. مشددا على ضرورة مواصلة التأهيل والتدريب بإعتبار يمثل عامل أساسي وهام لتطوير إداء الاجهزةالامنية، وبدون التدريب والتأهيل تصبح الأجهزة الأمنية عبارة عن جيش شعبي.
وأضاف فخامته:” نحن يهمنا البناء النوعي والكيف قبل الكم، فلا بأس أن يرافق الكيف، الكم، في إطار تأهيل علمي حقيقي”.
وأستطرد قائلا:” هناك قيادات مجربة في وزارة الداخلية لها باع طويل ولديها كفأءة وخبرة كبيرة ينبغي توظيفها لصالح أمن المواطن والوطن، ولقد لمسنا عملا راقيا وجيدا في وحدتي الأمن المركزي والنجدة يرافقه بعض الاخفاقات، الآن لدينا مركز التأهيل الموجود في ذمار وأنا زرته ووجدناه مركزا جيدا ومتكاملا ورائعا، لا يهمني المبنى بل يهمني بناء الإنسان”.
وعبر فخامة الرئيس عن الشكر لمدراء أمن المحافظات والمديريات على الجهود التي يبذولها في سبيل تطوير أداء الأجهزة الأمنية..مؤكدا أن أكثر من 80في المائة من مدراء أمن المحافظات ومدراء أمن المديريات أدائهم جيد ورائع”.
ووجه فخامته وزارة الداخلية بالإشراف والتخطيط والمتابعة والرقابة على كل أداء الجهاز الأمني بشكل عام، مؤكدا أنه بدون متابعة ومحاسبة ومراقبة الأداء الأمني قد تحصل بعض الإخفاقات وتظل دون تقويم ومع ذلك ينبغي أن نقدر ونشكر كل من أحسن الأداء وأن نحاسب كل من قصر”.
وقال فخامة الرئيس “بدون عقاب وحساب في كل المرافق في كل أجهزة الدولة بشكل عام وليس في الجهاز الأمني فحسب لابد من محاسبة ولابد من معاقبة للمقصرين ولابد من تقديم الحوافز لكل من أبدع ولكل من عمل بشكل جيد سواء في الجهاز الأمني أو الجهاز الإداري للدولة أو في القوات المسلحة”.
وشدد الرئيس على ضرورة التقييم المستمر للأداء الأمني.. وقال:”لابد من تطوير آليات مكافحة الجريمة وضبطها قبل وقوعها”.
وثمن تثميناً عالياً دور جهاز الأمن القومي والأمن السياسي والأمن العام في إحباط مخططات الخلية الإرهابية في شمال الروضة بأمانة العاصمة صنعاء.
وقال:” لقد كان أداء أمنيا جيدا وأداء فرقة مكافحة الارهاب من الأمن المركزي كان ممتازا وكلل بالنجاح في إحباط مخططات تلك الخلية قبل وقوعها وهذا شيء أساسي في مكافحة الجريمة، فكلما كان هناك يقظة أمنية وعمل استخباري صحيح تحبط الجريمة قبل وقوعها.
وأضاف:” ينبغي أن نستفيد من الاحداث التي حصلت في حضرموت ومأرب لابد من التقييم كيف نجحنا وماهي الاخفاقات التي رافقتنا أثناء قيام الارهابيين بعمل إرهابي في محافظة حضرموت وكذلك في مأرب.
ولفت فخامتة إلى ” أنه يتم إستكمال إجراءات إنشاء صندوق للإسكان لمنتسبي القوات المسلحة والامن في اسرع وقت وقد خصصنا أراضي للقوات المسلحة والأمن للانتفاع وليس للبيع والشراء وعلى الحكومة منح منتسبي الاجهزة الامنية والقوات المسلحة عقود الانتفاع لا عقود بيع وشراء “.
وحول قضايا المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو قال فخامة رئيس الجمهورية: ” نحن طالبنا الولايات المتحدة الامريكية بتسليم المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو وكانت الإدارة السابقة لبوش قد تواصلت معنا على اساس ترحيلهم الى المملكة العربية السعودية من اجل اعادة تأهيليهم ورفضنا هذا الطلب الامريكي وابلغناهم اننا مستعدون لاستقبالهم في بلادنا ونجهز لهم مركز لاعادة التأهيل مع اسرهم “.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن التوجيهات صدرت للأجهزة الأمنية بتجهيز مركزا متكاملا يتضمن مدرسة ومرافق صحية وسكن لائق لاستقبال سجناء غوانتاناموا البالغ عددهم 94 شخصا والسماح لأسرهم بالعيش معهم وإعادة تأهيلهم تأهيلا وطنيا جيدا للابتعاد عن التطرف والغلو وهذا ما سيتم خلال الفترة من ستين إلى تسعين يوما ويكونوا موجودين على ارض الوطن.
وفيما يخص الوضع الخارجي ثمن فخامة الرئيس قرارات قمة الكويت ووصفها بالقرارات الايجابية والفاعلة التي تسهم في رأب الصدع بين الاشقاء وبين كل الاطراف.
وحيا صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة التي حصلت في غزة رغم الضحايا الكبيرة من الاطفال والنساء والشيوخ.. قائلاً ” لكن هذا قدرهم ونعتز بصمود المقاومة خلال 22 يوما امام آلة الكيان الصهيوني ونترحم على شهدائهم وفهم شهداء الامة.
كما ثمن عاليا دور وتفاعل الشعب اليمني رجالا ونساء مع الشعب الفلسطيني منذ بدء الحرب والمسيرات والمهرجانات الحافلة في كل المحافظات والمديريات والتفافه وتضامنه ووقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني من خلال التبرعات السخية التي تبرع بها الجميع لصالح الأشقاء في قطاع غزة.
وقال ” لقد تعودنا دائما أن شعبنا في الملمات يتضامن ويقف وقفة رجل واحد نحن حريصون كل الحرص على المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، والتي وكانت قد تحققت قبل عام لكان الموقف يتغير عما هو عليه الآن ولن تنفرد اسرائيل بقطاع غزة ولكن نتيجة لهذا الانقسام أنفردت اسرائيل واستطاعت ان تدخل “.
وتابع فخامته ” نحن دعونا الى وحدة الصف الفلسطيني وتقديم التنازلات من كل من فتح وحماس لمصالحة الشعب الفلسطيني ولكن للأسف لم يتم ذلك والآن تقدمنا بمبادرة متكاملة وسلمناها لفتح وحماس ولكل من تركيا وسوريا ومصر تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبناء الاجهزة الامنية على اسس وطنية ومهنية بعيدة عن الحزبية وان تشكل هذه الحكومة لمدة ستة اشهر للتحضير لإنتخابات نيابية ورئاسية متزامنة “.
واستطرد قائلا ” يجب إعادة بناء الاجهزة الامنية على اسس وطنية ومهن يةوحسب التعداد السكاني وتكون مهنية بعيدة عن الحزبية تتبع الشرعية الدستورية، وقد استلمنا ردا ايجابيا من فتح وحماس وانشاء الله تتم المصالحة “.
وأضاف ” كما نعلم أن المملكة العربية السعودية تبرعت بحوالي مليار دولار والكويت 500 مليون دولار وقطر 250 مليون دولار تصل الى مليار و750 مليون دولار وهو ما يتطلب إيجاد الوعاء لاعادة بناء ما دمره العدوان الصهيوني الغاشم.. مستبعداً نجاح ذلك في ظل إستمرار الانقسام “.
وقال ” اعتقد ان الدول المانحة ستتحفظ مالم يوجد وعاء فلسطيني كامل يستوعب كل المساعدات من الدول العربية والصديقة”. وأضاف.. نتطلع الى مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية الفاعلة في فلسطين وفي المقدمة فتح وحماس الفصيلين الرئيسيين وان يقدموا التنازلات لبعضهم البعض من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني فالإنقسام الفلسطيني عكس نفسه سلبيا على الساحة العربية وحصل انقسام في الصف العربي.
وأكد فخامة الرئيس حرص اليمن على نجاح المبادرة لما لها من أهمية تنعكس إيجابياً لصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية.. وقال ” هذا ما نتمناه من اللقاءات الفلسطينية – الفلسطينية والتي ستبدأ انشاء الله خلال اليومين أو الثلاثة الأيام القادمة في القاهرة.. متمنيا لهم أن يتوفقوا في تحقيق المصالحة.
وفي ختام كلمته حيا فخامة الرئيس منتسبي وزارة الداخلية رجال الأمن البواسل في كل انحاء الوطن.. داعيا إلى المزيد من اليقظة والحذر لما من شأنه الحد من الجريمة ومكافحتها والتصدي للعناصر الإرهابية الذين يستهدفون أمن واستقرار وتنمية الوطن.. وقال ” هؤلاء عناصر جهلة اغبياء اضروا بمصلحة الوطن تنموياً واقتصادياًَ وأمنياً وسياحياً فلا هوادة مع العناصر الإرهابية وإنما الضرب بيد من حديد، اينما وجدوا إلا إذا عادوا إلى جادة الصواب وتابوا عن أفعالهم الشنيعة لأن بلإستهدافهم اللأجانب إنما يستهدفون المصلحة العامة للوطن والمواطن فهذه عناصر إرهابية لامداهنة معها على الاطلاق.. متمنيا لهذا المؤتمر السنوي واللقاءالتشاوري لقادة وزارة الداخلية التوفيق والنجاح.