رئيس الجمهورية: سنعمل على إغاثة متضرري السيول في الحديدة مثلما عملنا في المنطقة الشرقية
وصل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم إلى محافظة الحديدة في زيارة تفقدية للمحافظة يطلع خلالها على أحوال المواطنين وما سببه هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول من أضرار على المواطنين والممتلكات بالمحافظة.
وكان في استقبال فخامة الرئيس احمد سالم الجبلي محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي وحسن احمد الهيج أمين عام المجلس المحلي والدكتور حسن محمد طاهر وكيل المحافظة ومحمد عبده فاشق الوكيل المساعد والعميد عبدالوهاب الرضي مدير الأمن بالمحافظة والمسئولون بالمحافظة.
وفور وصوله التقى فخامة الرئيس باعضاء مجلس النواب والمجلس المحلي والمكتب التنفيذي والعلماء والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات العسكرية والأمنية، واستمع الى تقرير عن حجم الأضرار الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة بالمحافظة والتي بلغت 910 منازل في مختلف مديريات المحافظة بالإضافة إلى عدد من المنشآت العامة وجرف عدد من المزارع والآبار.
وفي اللقاء الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الرئيس كلمة إلى الحاضرين قال فيها تأتي زيارتنا للمحافظة لتفقد أحوال المواطنين خاصة بعد هطول الأمطار التي من الله بها على بلادنا وشملت كل أنحاء الوطن خاصة المنطقة الشرقية وتسببت في تهدم عدد من المنازل وتضرر مشاريع البنية التحتية وكانت الأضرار كبيرة نتيجة هطول الأمطار على عدد من محافظات الجمهورية حيث تأتي محافظة الحديدة بمختلف مديرياتها في المرتبة الثالثة بعد محافظة حضرموت والمهرة.
وأضاف ولا شك أن الأضرار في الحديدة لا تقارن بما حصل في حضرموت والمهرة ونحن حريصون على تجاوز ما حصل وسنعمل على مد يد الإغاثة لمتضرري السيول في هذه المحافظة مثلما عملنا في المنطقة الشرقية وهناك حوالي 910 حالات ما بين عشة ومنزل وتصدع مباني تأثرت بالسيول في أكثر من مديرية وقد وجهنا الحكومة بالدفع بالإغاثة من الخيام والمواد الغذائية وسيقوم الأخ المحافظ رئيس السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي بتوزيع المؤن على المتضررين على أن يتحروا الدقة والمعلومات الصحيحة لتصل إلى مستحقيها، وكلما كانت المعلومات صحيحة كلما كانت الأمور ممتازة وان شاء الله توزع المعونات اليوم وغدا وسوف يعطى مبلغ مالي لكل أسرة متضررة من الحالات التي تم حصرها.
وقال فخامة الرئيس إننا نتطلع من الإخوة المواطنين تجنب البناء في مجاري السيول والالتزام بالمخططات التي يتم إنزالها من السلطة المحلية.
وأضاف:” أن كارثة حضرموت تحتاج إلى أشهر وربما سنوات حتى نتمكن من إعادة بناء ما خلفته الكارثة من دمار.. ونثمن عاليا تجاوب كل أبناء الوطن الذين هبوا إلى إغاثة إخوانهم في حضرموت والمهرة، وهذا يؤكد الأخوة الصادقة والمحبة، كما أن تسابق أبناء الوطن على نجدة إخوانهم المتضررين هو عمل يعتز به كل يمني وتجسيد صادق لمعاني الوحدة الوطنية وهي نعمة من الخالق عز وجل، حيث تسابق الجميع ومن كافة محافظات الجمهورية مما كان له معاني عظيمة معنوية وسياسية ومادية ولها اعتبارات كثيرة فالوطن بوحدته أسرة واحدة مهما تكلم المتكلمون وارتفعت الأصوات النشاز فشعبنا عظيم يستطيع أن يميز بين الصح والخطأ ونشعر بالارتياح إزاء هذه المشاعر الطيبة والدافئة التي أبداها كل أبناء الوطن عندما هبوا لإغاثة إخوانهم المتضررين في حضرموت والمهرة وتقديم المدد الشعبي الذي ما يزال متواصلا.
وقال فخامة رئيس الجمهورية إن الدولة قامت بواجب كبير في تقديم الإغاثة للمتضررين ولكن هذا الذي يقدم من الإخوة المواطنين له دلالته المعنوية والسياسية، حيث هبت القوافل من كافة محافظات الجمهورية وكان عطاءً سخيا وعظيما وبروح صادقة ومسؤولية عالية عندما هبوا إلى سيئون والغيظة لمساندة أخوانهم المتضررين هناك. ونقدر أيضا دور الأشقاء في دول الجوار الذين هبوا لتقديم المساعدات العينية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت ومصر والأردن وقطر والسودان ولبنان وغيرها من الأقطار.
وقال ” إن المملكة العربية السعودية قد تبرعت ب 100 مليون دولار وكمية من الأغذية والمؤن تصل الآن تباعا الى حضرموت والمحطة الأولى كانت هي مرحلة الإغاثة والإسعاف وقد تعديناها ونحن الآن بصدد تقييم الأضرار التي حدثت في البنية التحتية الطرق والجسور والعبارات والسيارات والمنشئات والمدارس والمستشفيات ومساكن المواطنين والتي وصلت إلى حوالي 3700 مسكن وبحسب التقديرات طبقا لما تم حصره حتى الآن وهذه هي المرحلة التي نركز عليها الآن.
وأشاد فخامة الرئيس بما قامت به القوات المسلحة من دور في أعمال الإغاثة من خلال الطائرات العمودية وطائرات النقل. وقال كل أبناء حضرموت والمهرة ممتنون لإخوانهم في المؤسسة العسكرية ولإخوانهم في بقية المحافظات على ما قاموا به من جهود في عملية الإسعاف والإيواء والإغاثة السريعة مما خفف عليهم مصابهم عندما رأوا إخوانهم في مثل هذه الظروف الحرجة يقفون إلى جانبهم في الملمات حيث هب اليمانيون بكل إمكانياتهم للوقوف إلى جانب إخوانهم المتضررين.
وأضاف قائلا ” لقد قطعنا شوطا كبيرا فيما يتعلق بفتح الطرقات بين المديريات والمدن واعدنا الربط الكهربائي والكابل الهاتفي وسنأتي ان شاء الله إلى المرحلة الثانية وهي إصلاح العبارات والكباري والطرقات والجسور وإصلاح ما تضرر من الإسفلت أو في المجال الزراعي والجرف الذي حدث للمزارع والحمد لله الآن الإمكانيات والمستلزمات متوفرة وقد وقفت كل القوى السياسية والمواطنين إلى جانب الدولة ووقف الجميع وقفة رجل واحد وبعيدا عن تسييس القضايا فما حصل هو عمل إنساني وأخلاقي ولا يحتاج إلى تسييس، فاليمانيون يكونون أسرة واحدة ولهذا سنقف الى جانب إخواننا في محافظة الحديدة كما وقفنا إلى جانب إخواننا في محافظتي حضرموت والمهرة.
وتابع قائلاَ ان محافظة الحديدة هي المحافظة الوفية والمعطاءة والمسالمة وهي التي تعطي للوطن عطاء سخيا ثقافيا وتنمويا ونثمن لأبناء محافظة الحديدة مواقفهم الوطنية ونسال الله ان يجنب وطننا كل مكروه وان نتجاوز آثار هذه الكارثة.
وقال ” يجب على الشعب أن يفجر طاقاته وعلى مختلف الأصعدة التنموية والثقافية والاقتصادية وغيرها فشعبنا عنده قوة من العطاء وقد اغترب أبناؤه في آسيا وأمريكيا وإفريقيا وفي كافة أصقاع المعمورة للبحث بشرف وإباء عن الرزق الحلال.
وأضاف ولقد قلت قبل أيام إننا لن نطلب من احد ولكن من يريد ان يساعدنا لنتغلب على أثار هذه الكارثة فاهلا وسهلا ونحن سنعتمد على الله وأنفسنا وإمكانياتنا وان شاء الله يكون في هذه الكارثة رغم أضرارها خيرا لتعزيز قيم الإخاء والمودة والمحبة وتجنب الكوارث والأخطار.
وكان محافظ محافظة الحديدة رئيس المجلس المحلي أحمد سالم الجبلي قد ألقى كلمة عبر فيها عن ترحيبه وكل أبناء المحافظة بهذه الزيارة التفقدية لفخامة الرئيس وذلك للإطلاع على الأضرار الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول على المحافظة.
وقال ” ليس بغريب هذا الموقف النبيل على فخامة الأخ الرئيس الذي نجده دوما إلى جانب أبناء شعبه في السراء والضراء يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويخفف من مصابهم ومعاناتهم ويحل قضاياهم ويستلهم تطلعاتهم فهذا هو دأب هذا القائد الإنسان الشجاع الذي يجسد أعلى مراتب الالتزام والتفاني. وهو دائما في مقدمة الصفوف، قدوة في السلوك وفي الالتزام بقضايا الوطن وخدمة مصالحه ومصالح المواطنين.
وأشار المحافظ الى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الحديدة خلال الأيام الماضية تسببت في حدوث أضرار في المساكن وشبكة الكهرباء والمزارع وبعض مشاريع البنية التحتية، حيث بلغ عدد المنازل المتضررة وفقا للتقديرات الأولية حوالي /910/ منازل تهدم بعضها كليا والبعض الآخر جزئيا.. مشيرا إلى توجيهات فخامة الرئيس بتقديم الإغاثة والمساعدة لمن تضرروا من الأمطار والسيول.. لافتا الى ان السلطة المحلية تقوم حاليا بتنفيذ تلك التوجيهات.