رئيس الجمهورية : نريد أن نعمل على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة
صنعاء في أجواء مفعمة بالوفاء والتقدير والعرفان استقبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية صباح اليوم ال 17 من يوليو المجيد, عددا من الفعاليات الوطنية والسياسية ضمت الأخوة نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب و رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشورى و نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى – رئيس جمعية علماء اليمن ورئيس المحكمة العليا ومستشاري رئيس الجمهورية وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل واللجان بالمجلس والأخوة الوزراء وعدد من اعضاء مجلس الشورى، وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء, وأعضاء النيابة العامة, وعدد من رجال الفكر والسياسة والثقافة والإعلام, ومناضلي الثورة اليمنية, وقيادات القوات المسلحة والأمن, وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية.
وعدد من المشائخ والاعيان والشخصيات الأجتماعية وممثلي منظمات المجتمع المدني , ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى بلادنا, الذين قدمو للرئيس التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى أول انتخاب له لقيادة مسيرة الوطن يوم ال 17 من يوليو قبل 27 عاما, وعلى ما تحقق لشعبنا في ظل قيادته من انجازات عملاقة في مختلف المجالات .. وما شهده الوطن من تحولات تأريخية انتقل بها شعبنا من واقع الانهيار والتمزق والتصدع الى آفاق اوسع من التطور والتقدم والنماء.. وتحقيق الآمال والطموحات التي ناضل شعبنا من اجلها طويلا وقدم في سبيلها أغلى التضحيات من اجل ان يعيش حياة الحرة والكرامة والعزة في ظل النظام الجمهوري الخالد وعلى طريق تحقيق وتجسيد مبادئ واهداف الثورة اليمنية/26 سبتمبر و14 اكتوبر/..مشيرين الى ان يوم ال 17 يوليو يمثل امتدادا ليوم ال 26 من سبتمبر وال 14 من اكتوبر وتجديدا لروح الثورة وقيمها النبيلة والسامية, وانطلاقة الفعل الحقيقي لشعبنا نحو تحقيق الطموحات والتطلعات بزعامة فخامة الرئيس الذي قاد سفينة الوطن إلى بر الأمان, بعد أن كانت تتجاذبها الأمواج والأعاصير وتهدد الأمن والسلام الاجتماعي.. معبرين عن اعتزازهم بجهود الأخ الرئيس في تحقيق الاستقرار السياسي وبناء الدولة اليمنية الحديثة, دولة المؤسسات والنظام والقانون واشاعة روح التسامح والحوار ، وتجسيد الديمقراطية في القول والعمل كخيار وطني نابع من الإرادة الحرة لشعبنا ، وترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة العامة ، والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه ، وتعزيزسلطة الدولة على كل أراضيها ، وتحقيق نماء اقتصادي واجتماعي شامل لكل مجالات الحياة وفي مقدمتها النهضة التعليمية الهائلة, وبناء القوات المسلحة والأمن على اسس وطنية وعلمية بعيدا عن المناطقية والشللية والشطرية والارتجالية ونهضة زراعية وصناعية متطورة ، وانتهاج سياسة خارجية متوازنة تقوم على أساس خدمة المصالح العليا للشعب ومبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل المنافع بين الشعوب والاسهام الفاعل لليمن في القضايا القومية والإسلامية المصيرية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني ، ودعم نضاله المشروع من أجل التحرر والاستقلال والعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ترابة الوطني وعاصمتها القدس الشريف وتعزيز علاقات اليمن على المستوي الدولي وتتويج كل ذلك بأعظم واهم المنجزات التاريخية باعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في ال 22 مايو عام 1990 تجسيدا للهدف الاستراتيجي للثورة اليمنية ومن ثم الدفاع عن الوحدة والقضاء على المؤامرات التي استهدفت تمزيق وحدة الوطن واعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتعزيز الوحدة بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومبدأ التداول السلمي للسلطة واتاحة المجال للمرأة للمشاركة في الحياة السياسية العامة والمشاركة في بناء الوطن من مختلف المواقع والمستويات وبذلك انجزت بلادنا أكبر عملية إصلاح سياسي في المنطقة وحققت قفزة نوعية بقناعتها وبدون فرض من احد او من اية جهة كانت.
كما أشاد المهنئون بحكمة الأخ الرئيس وحنكته القيادية سواء في جهوده لترسيم حدود اليمن مع الاشقاء في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وحل مشكلة حنيش باللجوء الى التحكيم او في تجنيب بلادنا الكثير من المخاطر التي كانت تستهدفها ، من خلال الاسهام الفاعل مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب وفي الحفاظ على الامن والسلام الدوليين ، والقيام بدور فاعل في تحقيق امن واستقرار منطقة القرن الافريقي ودعم جهود الاشقاء في الصومال لاعادة الامن والاستقرار إلى ربوع الوطن الصومالي والمحافظة على وحدته.
مؤكدين انه ما كان لكل هذه المنجزات والتحولات الهائلة ان تتحقق لولا العزيمة والإصرار والارادة القوية لفخامة الرئيس على عبد الله صالح وشجاعته ورؤيته الثاقبة للامور وحبه للوطن وتفانيه من اجل خدمة الشعب وما يتحلى به من حنكة قيادية متفردة وحكمة وصبر وسعة صدر وتسامح.
هذا وقد ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية خطابا هاما إلى جماهير شعبنا في الداخل والخارج رحب في مستهله ترحيباً حاراً بكل الفعاليات السياسة بمختلف توجهاتها.. في هذا اللقاء بمناسبة ال17 من يوليو عام 1978م الذي تم فيه انتخابه رئيساً للدولة من قبل ممثلي الأمة وهو مجلس الشعب التأسيسي.. في أول محطة يتم فيها التداول السلمي للسلطة دون انقلابات أو مؤامرات .. في وقت كانت فيه الظروف صعبة.. ولم تكن الطريق مفروشة بالورود..
وقال :” اسمحوا لي في البداية ان أتقدم بالشكر الجزيل لكل أبناء الوطن الذين تعاونوا معنا خلال الفترة الماضية.. وكانت فترة عصبية جداً.. ولكن هناك رجال مخلصون في مختلف مؤسسات الدولة عملوا معنا جنباً الى جنب من اجل بناء الدولة اليمنية الحديثة.. فشكراً لكل من ساهم معنا من سياسيين ومثقفين وعسكريين وأمنيين وتشريعيين واستشاريين .. ولهم الشكر أولاً وأخيراً ولكل أبناء الوطن عامة”.
وأضاف: ” الجميع يعرف كيف كانت المحطات في منتهى الخطورة.. وابدأ بالمحطة الأولى ما كان يدور في المناطق الوسطى.. حيث ازهقت فيها الأرواح وسالت فيها الدماء من قبل المواطنين وأفراد المؤسسة العسكرية والأمنية.. في ذلك الصراع الشطري الذي كان لا مبرر له.. ولكن بحمد الله وبتعاون كل الشرفاء والمخلصين استطعنا ان نقضي على تلك الفتنة.. وبدأنا الحوار الجاد والمخلص والمسئول مع إخواننا ورفاقنا وزملائنا في الشطر الجنوبي من الوطن من اجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. وإعادة اللحمة، واستمر الحوار سنوات واشهر ووفود تذهب . ووفود تعود من صنعاء إلى عدن.. وكانت محطات غير عادية..” .
وقال فخامته :” لكننا كنا مصممون على استعادة وحدة الوطن، وتم بحمد الله في ظروف صعبة.. استعدنا الوحدة في ال22 من مايو عام 1990م بالتعاون مع كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن عامة في شماله وجنوبه.. وفي مختلف مؤسساته.. وعلى مختلف الفعاليات السياسية التي كانت هي خير سند لتحقيق هذا الحلم التاريخي الذي تحقق بالفعل بطرق سلمية وديمقراطية، واخترنا النظام السياسي الديمقراطي بعد الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية.. الوثيقة الوطنية والقاسم المشترك وإقامة الجمهورية اليمنية في إطار التعددية السياسية .. وفي إطار التداول السلمي للسلطة”.. موضحا إن نظامنا نظام سياسي تعددي اخترناه لأنفسنا قبل أن يفرض علينا من أحد .. من أي دولة أو من أي منظمة دولية”.
واضاف : “اختار اليمانيون نظامهم السياسي في إطار التعددية السياسية.. وحرية الرأي والرأي الآخر، وكانت في بداية الأمر محطات صعبة عندما أشيعت الديمقراطية وجاءت في إطار حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان كان لا احد يقبل النقد والنقد الآخر، ولكن تعودنا خلال 15 عاما على النقد” .
وشدد على أهمية أن يكون النقد نقد مسئول يصلح الاعوجاج.. بعيدا عن المكايدة والمكابرة والإساءة إلى الآخرين .
وقال : الصحافة أخلاق .. والتعددية أخلاق والرأي والرأي الآخر أخلاق ومثل .. والبعض يفهمها فهماً خاطئاً بان التعددية السياسية تقول ما تريد وتشتم من تريد .. وتلعن من ترى ، وهذا مفهوم خاطىء .. مبينا إن التعددية السياسية رأي ورأي أخر وبرامج سياسية والتنافس على تقديم البرامج أفضل من الأخر.. سواء كان حزباً حاكماً أو حزباً معارضاً .
وأردف قائلا :”نحن نرحب بالمعارضة.. وأقول دائماً بان المعارضة هي الوجه الآخر للنظام السياسي وليست المعارضة خصومة.. هذا مفهوم خاطىء عندما يعرف البعض انه معارض فكأنه خصم مع الحزب الحاكم او مع رئيس الدولة .. فهذه مفاهيم خاطئة على الإطلاق .. وما يدور في عالمنا الثالث أن التعددية السياسية والحزبية والمعارض انه خصم هذا كلام غير صحيح .. فالتعددية هي رأي ورأي أخر .. ما هو الري المقبول مقبول والرأي الغير سوى مرفوض.
وأضاف فخامة الأخ الرئيس قائلا :”نشد على أيدي كل الشرفاء في المعارضة وفي اي مكان لتكون الكلمة سوية ومسؤولة .. تتجه نحو البناء والإخاء وتعميق الوحدة الوطنية .. لا لحمل معول الهدم “.
وقال :”ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية رغم المحطات الصعبة ، نشاهدها تنتشر في كافة أرجاء الوطن .. حيث نشاهد عدد من الجامعات ونقول هذا شيئ جميل ، فلدينا ثمان جامعات حكومية وعدد من الجامعات الأهلية ، ولدينا شبكة الطرق الحديثة ومحطات توليد للطاقة الكهربائية وغيرها من الإنجازات التنموية والخدمية .. فضلا عن بناء مؤسسات المجتمع المدني فكل ذلك لم يأت من فراغ بل جاء بسهر وبعرق بغية بناء مجتمع يمني متحضر موحد” .. مجددا الشكر لكل من ساهم و تعاون مع القيادة السياسية و الحكومات السابقة المتعاقبة ومؤسساتها المختلفة المختلفة ولكل أبناء الوطن بصفة عامة .
واضاف :” تعاملنا مع الاحداث بمسؤولية ، وأذكركم باحداث ومحطات صعبة انتهينا من إعادة الوحدة وانتهينا من ما يسمى المناطق الوسطى ولكن جاءت لنا مؤامرة فتنة محاولة الإنفصال في صيف 94م فكانت محطة هامة وخطيرة.. كيف نتعامل معها ؟ .. وتعاملنا معها .. و كان الى جانبنا الشرفاء من المخلصين في المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة ، وهناك احزاب معارضة وقفت بجدية إلى جانب القيادة السياسية ودحرنا تلك المؤامرة ، وكانت خطيرة جدا جدا .. تريد ان تمزق الوطن وتعيد عقارب التاريخ الى ماقبل ال22 من مايو 90 م ولهذا فنحن نذكر (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) صدق الله العظيم .. لأنها محطة تعديناها ، محطات صعبة قدمنا فيها قوافل من الشهداء وخسارة من الأموال ويكاد وصلنا إلى حافة الانهيار إزاء الاقتصاد الوطني ولكن عملنا بكل جهد مع كل المخلصين والشرفاء على ترتيب البيت اليمني بعد ان انهينا المؤامرة: ..
وأردف قائلا ” كانت صعوبة وستخلف أثار سلبية ولكن كانت قراراتنا حازمة والبندق يقرح والمدفع يضرب والطائرة تقصف وأعلنا العفو العام لكي لا يترتب على ذلك أي ثأر او خصومة سياسية ، اعلن العفو العام في ذاك الوقت وكانت صعوبة وتواجه تحديات كبيرة . . كيف نعلن عفو عام وجنودنا يقتلوا واقتصادنا يدمر ونحن في مؤامرة ؟ كيف تعلن عفو عام؟ .. قلنا نعلن العفو العام نلملم الصف لا نوسع الجراح نضيق الخلاف لا نوسع الجراح وتعاون كل الشرفاء معنا وانتهت الحرب وبغير رجعة وتعمقت الوحدة الوطنية وعملنا بكل جهد من اجل تعميق الوحدة الوطنية والإخاء بين المواطنين انفسهم .
وقال :” عملنا بكل ما نستطيع على نشر عملية التنمية او توزيع التنمية او ايجاد بنية تحتية للمناطق المحرومة وعلى وجه الخصوص الشرقية والجنوبية والتي كانت محرومة لكي تلحق بالمحافظات الأخرى والان تنمية جميلة ورائعة، والذي لم يراها فعليه ان يذهب ليشاهدها بعينه .. هذا ليس كلام للاعلام ولا للاستهلاك هذه حقائق وارقام ونحن نعتز بما تحقق في مختلف المحافظات.. كيف تعاملنا مع احداث الثالث عشر من يناير ؟ وكانت صعوبة وكيف تعاملنا معها لرأب الصدع وعدم توسيع رقعة الخلاف بين الشطرين انفسهم وبين الشطر الجنوبي نفسه وعملنا مع كل الشرفاء من ابنائنا في الشطر الجنوبي والشطر الشمالي على لملمة الاوضاع وترتيب الأوضاع وصولا الى الحوار الجاد من اجل تحقيق الوحدة اليمنية .. فهذه محطات نذكر بها كل المواطنين الشرفاء “.
وأضاف :” طبعا كانت هناك جهود مخلصة من قبل كل المخلصين من الجهات المعنية من اجل استخراج الثروة النفطية ومن اجل حل مشكلة حنيش بطرق الحوار الديمقراطي والسلمي واللجوء الى التحكيم وعملنا على عدم سفك الدماء او الدخول في مستنقع في قضية حنيش .. والمحطة الاخرى عملنا مع جيراننا في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية على حل مشكلة الحدود في اطار لا ضرر ولا ضرار واستعادت اليمن بموجب معاهدة جده حوالي 37 الف كيلومتر بقناعة تامة بيننا وبين اشقاءنا في المملكة العربية السعودية عندما وجدت الارادة السياسية من قبل قيادتي البلدين، وسعينا الى اصلاح سياسي من وقت مبكر منذ 22 مايو 90م .. لإشاعة الديمقراطية وحريات الاحزاب وحرية الصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الانسان .. وفي هذا لم نكن خسرانيين قبل أن يفرض علينا من هنا أوهناك .. ولكن المهم في هذا الأمر رغم التعددية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة .. فإننا ندعو الدول الكبرى والدول العظمى والدول الغنية إلى الإخذ بيد الدول الفقيرة من اجل مكافحة الفقر “.
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى محطات أخرى منها مكافحة الفقر ومحاربة الإرهاب ، وقال ” الارهاب محطة خطيرة ، وإذا كافحنا الفقر فنحن نكافح الإرهاب بإعتبار الفقر جزء من مكافحة الإرهاب ، داعيا الدول الغنية إلى دعم ومساعدة الدول الفقيرة ،و منها اليمن.
وثمن فخامته تثميناً عاليا دعم كل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب اليمن في عملية التنمية وفي مؤازرتها في المحافل الدولية وعلى مختلف المستويات .. وكذا التي تعمل على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن .. متمنيا أن تستمر هذه الدول في الدعم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وقال : ” صحيح إن اليمنيين متسامحين وطيبين ، وكثير من اشقاءنا وأصدقاءنا يصولون ويجولون ويقولون أن هذا في إطار الديمقراطية .. فالديمقراطية ثوابت ، ولا نقبل التدخل في شئوننا الداخلية ، ويجب أن يحترمون بلدنا مثلما نحترم بلدانهم ، و سياستنا مثلما نحترم سياستهم ، لا نريد احد ان يتدخل في شؤوننا الداخلية “.
ولفت إلى إن هناك معاهد متخصصة تعلم الديمقراطية وهذا شئ جيد ، ونحن في اليمن تعلمنا الديمقراطية خلال 15 عاما مضت ، و هناك من سعى لحل مشكلة الثار في اليمن ، فأحد المعاهد من دولة صديقة أعتمد حوالي 300 الف دولار لحل مشكلة الثار في اليمن ، وعقد لقاء في حضرموت مع بعض الشباب بكلفة حوالي 18 الف دولار .
وأستغرب قائلا : “حل مشكلة الثار لعشرين مليون نسمة ب300 الف دولار” .. معربا عن أمله في أن لا يتكرر مثل هذا الأمر الذي يعتبر تدخلا في شؤوننا الداخلية .
وقال: ” على كل اصدقائنا أن يتحركو عبر القنوات الدبلوماسية ،فهناك وزارة للخارجية ووزارة للداخلية ، فليتحركوا في إطارهما ، وإذا لديهم مساعدات لإخوانهم وأصدقائهم في اليمن فليقدموها سواء عبر الأطر الرسمية أو من خلال مؤسسات منظمات المجتمع اليمني المرخص لها رسميا ” .
وأشار فخامته إلى إن اليمن تبني المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني .. مصيفا نحن نبنيها كيمنيين ونشكر الاستشارة ونشكر خبرات الأصدقاء في هذا الامر، لكن يقولون لنا ما نعمله وسنعمله نحن بانفسنا .
وأردف قائلا :”عندما انتهجنا الديمقراطية وولدينا 22 حزبا معترف به .. كان ذلك بقرار يمني لم يكن مفروضاً علينا من احد لا من الاتحاد الاوروبي ولا من الولايات المتحدة الامريكيه ولا من اي دولة ولا من الجامعة العربية ولا من منظمة المؤتمر الاسلامي ولا من حركة عدم الإنحياز .. فنحن أسسنا الديمقراطية لانفسنا عندما اعدنا وحدة الوطن في 22 من مايو دون ان تفرض علينا.. وشكلنا نموذجاً رائعاً في وقت كانت فيه بلدان تنهار وبلدان كبيرة وغنية انهارت “.
وقال ” هذا ما أنجزه اليمنيون الفقراء الذين يقولون علينا (قبائل متخلفة) وهي شتيمة من قبل النظام الملكي الذي تعاقب مئات السنين ، لكن نحن القبائل تعلمنا وحاربنا وقاتلنا وثرنا نحن الذي دافعنا على الثورة ونحن الذي فجرناها ونحن الذي حميناها ونحن الذي اوجدنا تنمية ونحن الذي اوجدنا كل هذه المؤسسات وكل هذه الفعاليات ، نعم تحقق كل ذلك .. وليس بمرسوم من الامام ” .
وقال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح : ” نحن وبعد ان مضى على قيادتي او إنتخابي لتولي مسؤولية قيادة البلاد 27 عاماً كيفما كانت سهراً ام عناءاً ام حلاءاً هذا لا يعلمها إلا الله والمخلصين في هذا الوطن ، الآن أدعو كل القوى السياسية وكل الفعاليات ان تبحث عن كفاءات تقود المسير حيث لم يبقى إلا سنه واحده الى انتخاب رئاسة الدولة وانتخابات المجالس المحلية تقريباً سنة وشهرين ، اتمنى من كل الفعاليات من الاحزاب السياسية ان تبحث عن كفاءات تقود المسيرة في إطار التداول السلمي للسلطة سواء من احزاب المعارضة أو من حزب المؤتمر الشعبي العام “.
وأردف قائلا ” أنا سأكون راعياً لهذه المسيرة التي أسست بنيانها وثباتها، ,وأن أرى التداول السلمي للسلطه حقيقة لا مجامله ، وأتمنى ان تتوفقوا في قيادات شابة لهذا الوطن ، والوطن غني برجاله إنشاء الله .. غني بالمخلصين من الكفاءات ، فالبلد يريد دماء جديدة وشابة ، وليست مثلنا نحن وقد بدأنا نعجز ومازلنا نحكم ، فمن اللازم وجود قيادات شابة وطنية متعلمة تقود المسيرة وتتحمل المسؤولية ، ونحن إلى جانبها .
وأعلن فخامة الأخ الرئيس عدم ترشيحه للإنتخابات الرئاسية القادمة قائلا :” أنا أولاً لن أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية في الدورة الإنتخابية القادمة”.
وقال ” أن ذلك ليس لضغط أو كلام صحافة بل قناعة ، نحن نريد أن نؤسس نموذجا مثلما أسسنا التعددية السياسية وأعدنا تحقيق الوحدة ، فنريد ان نعمل على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة في اطار برامج كل القوى السياسية ” .
واضاف : ” إذا انا امضيت ست سنوات أو سبع سنوات ويأتي البديل الأخر لا يجلس مؤبد كون الناس يملوه ، إحنا ملونا ونحن نمل هكذا طبيعة الحياة”.
وقال :” نتمنى من كل الفعاليات السياسية ان تتوفق في اختيار قيادات تقود مسيرة البلاد للدورة القادمه بعد سنة وشهرين ، وأنا ملتزم دستورياً أنني سأودي واجبي بكل أمانه واخلاص خلال الفترة الرئاسية المتبقية وسأعمل مع كل الشرفاء على سد الثغرات وعلى تجاوز كل السلبيات مع كل المخلصين الشرفاء ” .
وأستطرد الأخ الرئيس قائلا :” لم نعمل هذا الحفل لطلب بيعة ، نحن نقول نريد ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة لكي نتعلم من بعضنا البعض ونشكل أنموذجاً للعالم الثالث ، مثلما شكلنا أنموذجا بأعادة تحقيق الوحدة ، فهذا شيء رائع , شكلنا أنموذجا للتعددية السياسية وهذا رائع أيضا ، شكلنا أنموذجا لحل مشكلة الحدود مع الجيران بطرق سلمية وهذا شئ جميل ، فكيف نتداول السلطة؟ ليس خصومة ، أنا عندما يقول هذا مرشح لرئاسة الجمهورية فهو ليس خصم ، فهذا أخ قدم برنامجا ونحن نكون عونه ، دعونا نتداول السلطة سلميا ، فماهي المشكلة في هذا ؟ لماذا قامت الثورات ؟ .. قامت الثورات لوجود التمسك والتمترس وراء كراسي السلطة ، لكن عندما يكون الأمر عادي.. أخطأ .. عمل خلال ثلاث سنوات فعمل جيد وعمل أربع سنوات ولم يستطيع أن يبدع ، خلاص بيأتي البديل الآخر ويقدم برنامجا أفضل ، فعلينا أن نتفهم هذا الأمر ، ويجب أن نشكل نموذجا ، لا يقولوا علينا إننا لا نفهم ، نحن نفهم ونحن شكلنا نموذج في الوطن العربي ، هذا يجب ان نربي جيلنا ونربي أنفسنا عليه وننمي ثقافاتنا على هذا الأساس “.
وأختتم فخامة الأخ الرئيس الخطاب قائلا ” أخيراً أنا أتوجه بالشكر لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في اليمن وأشكر كل الأشقاء والاصدقاء الذين يتعاونون مع اليمن من أجل إزالة كل المعوقات ..من أجل بناء يمن ديمقراطي موحد.. بناء اليمن الحديث المتطور وعلى أشقاءنا في البعثات الدبلوماسية والدول الصديقة أن ينقلوا المواقف الإيجابية إلى دولهم نحن نتعلم من بعضنا
البعض ونحن تعلمنا الشئ الكثير من الآخرين وما كان إيجابيا في اليمن فليأخذ به وما كان سلبياً فلترفضوه ، فنحن هنا نكرر التحية والشكر لكل أبناء الوطن للأخوة والأخوات الذين ساهموا في علمية التنمية والذين سيسهمون في المستقبل” .